وقال الصادق (عليه السلام):
«ان للجنّة باباً يقال له: المعروف، لا يدخله الّا أهل المعروف، وأهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الآخرة» «2».
وقال رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله):
«كلّ معروف صدقة» «3».
وفي القرآن الكريم اكد جل شأنه ان ثواب كلّ معروفٍ بعشرة امثاله:
«مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها» «4».
ان التسامح في الطموح ضربٌ من المعروف وحسنةٌ من محاسن الروح ونوع من الصدقات تقابل بعشرة اضعافٍ من الاجر، فلِم لا يبادر الزوجان إلى هذه التجارة الرابحة
ويحرمان انفسهما من هذه النعمة الالهية مدى الحياة؟ حيث ان حرمان النفس من عناية رب العالمين ورحمته ظلمٌ فاحشٌ وذنب لا يغتفر وخسارةٌ لا تعوّض.
ربما يرتكب الزوج أو الزوجة خطأً تجاه بعضهما البعض، إذ ربما تقع الزوجة في الخطأ اثناء تدبيرها لشؤون البيت كاعداد الطعام ومداراة الاولاد واداء حق الزوج، وقد
يخطىء الزوج ايضاً في سلوكه وتصرفه واخلاقه واسلوبه
__________________________________________________
(1)- الوسائل: 16/ 303 طبعة آل البيت.
(2)- الوسائل: 16/ 304- 305.
(3)- نفس المصدر.
(4)- الانعام: 160.
الاسرة و نظامها في الاسلام، للعلامة انصاريان ص: 198
في ادارة شؤون البيت وتقييمه لزوجته، فما كان من الاخطاء يمكن التغاضي والحلم عنه من قبل الطرفين فالتجاوز يكون في محله، اما في الاحوال التي تكون الحياة تقطع
اشواطها الطبيعية فلا مجال فيها للتجاوز.
ان الواجب الشرعي والاخلاقي يحتّم على الزوج العفو عن زوجته عند الحاجة، وكذا بالنسبة للمرأة، ومن القبيح هنا التشبث بالمكابرة والتعنّت والانانية وعدم الاعتناء
بحيثيات الطرف المقابل والتنكّر للتعاليم الإلهية ووصايا الانبياء والائمة فيما يتعلق بالعفو والحلم وذلك مما يعد محرماً في بعض الحالات ويستوجب العقاب الالهي.
العفو والحلم من متفرعات الاحسان، والمُحسن استناداً للمنطق القرآني يعتبر حبيب اللَّه:
«وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» «1».
والعفو والحلم من الاهمية بمكان بحيث ان أجر العافي يقع على اللَّه تعالى:
«فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ» «2».
قال الامام الصادق (عليه السلام):
«ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلمُ إذا جُهل عليك» «3».
وقال رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله):
«ان اللَّه عفوٌّ يحبُّ العفو» «4».
__________________________________________________
(1)- آل عمران: 134.
(2)- الشورى: 40.
(3)- البحار: 71/ 400.
(4)- ميزان الحكمة: 6/ 367.
وقال (صلى الله عليه و آله) أيضاً:
«مَنْ اقال مسلماً عثرته اقال اللَّه عثرته يوم القيامة» «1».
وقال الامام الصادق (عليه السلام):
«إنّا أهل البيت مُروتُنا العفو عمّن ظلمنا» «2».
وقال النبي (صلى الله عليه و آله):
«تجاوزوا عن ذنوب الناس يدفع اللَّه عنكم بذلك عذاب النار» «3».
وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام):
«قلّة العفو اقبح العيوب، والتسرع إلى الانتقام اعظم الذنوب» «4».
وعنه (عليه السلام) انه قال:
«شر الناس من لا يعفو عن الزلّة ولا يستر العورة» «5».
الاسرة و نظامها في الاسلام، للعلامة انصاريان ص: 198
source : دار العرفان