* عبد الله باجبير
ما المدى الذي يمكن أن يذهب اليه الزوجان في امكانية أن يغفر أحدهما للآخر بعض الاكاذيب على الرغم من خطورة الكذب على صحة العلاقة الزوجية التي لا يمكن ان تقوى الا بالثقة والصراحة المتبادلة؟
اذا كان أي زواج لا يخلو من بعض الكذب، فيجب عندئذ التفرقة بين الكذب الذي يلجأ اليه أحد الزوجين رغبة منه في تجنب الاساءة لمشاعر الآخر وتجنب الدخول في محاولات قد تفسد العلاقة الزوجية، وبين الكذب الذي يتم اللجوء اليه من أي الزوجين للتمويه على خطأ ارتكُب او لإخفاء عيب او نقص عن شريك الحياة الزوجية.
العلاقات السابقة للزواج هي اكثر الموضوعات التي يكذب الزوجان بشأنها، وفي الواقع ان هذا النوع من الكذب يكون في الغالب من الكذب الحميد الذي يقصد به تجنب إثارة الشكوك التي تساور أحدهما عن الآخر وتفادي اي جدل قد يسيء الى علاقتهما، وذلك على حد قول الكاتبة ديبورا تانين مؤلفة كتاب «انت فقط لا تفهم: الرجل والمرأة في محادثة».
تحذر الكاتبة تانين في كتابها من تلك الاكاذيب التي تقولها المرأة إما لتفادي موجات غضب زوجها او ربما لتسرق وقتاً من المفترض ان يكون لغيرها لكي تقضيه مع زوجها، لأن مثل هذه الاكاذيب قد تشير الى نوع من استغلال علاقة الزوجة بزوجها لتوظيفها لصالحها.
وينصح خبراء العلاقات الزوجية الزوجين عند ظهور إغراء قوي يدفع احدهما الى قول الكذب بأن يسأل نفسه عما سيحدث اذا قال الصدق. فعلى سبيل المثال اذا سأل الزوج زوجته: ماذا بك؟ وكانت اجابتها بالكذبة الشائعة: لا شيء، عندئذ تقلل هذه الاجابة من المودة المفترض وجودها في العلاقة الزوجية، وعلى العكس من ذلك اذا كانت الاجابة «اقول لك في وقت لاحق»، أو «دعني افكر قليلاً». من ناحية اخرى، فإنه من الممكن للزوجين ان يستخدما اللباقة بديلاً عن الكذب، ويعني ذلك ان تجنب الكذب يصبح سهلاً اذا ادرك الزوجان ان قول الحقيقة لا يعني بالضرورة الكشف عن كل شيء.. قليل من الكذب يصلح الزواج.. ولكن كثيره يحطمه!