في استقبال العيـد
تمتين للعلاقات الاجتماعية
ومن البرامج المتعارف عليها في العيد عودة الانسان الى المجتمع. فمن العادات والتقاليد المعروفة في هذه المناسبة التزاور، والتهادي، وتبادل التهاني والتبريكات.
وبناء على ذلك فان أيام العيد تعتبر فرصة ثمينة لتمتين اواصر العلاقات الاجتماعية، لاننا اذا تركنا هذه العلاقات تزداد سوءً وانهياراً حتى تصل الى الصفر، فان من الصعب علينا - حينئذ - ان نعيد بناء هذه العلاقات. فلا بد من ان نبقي هذه العلاقات في مستوى، بحيث نستطيع ان نوثقها متى ما شئنا، ومتى ما شعرنا في انفسنا بحاجة الى تمتينها.
ولذلك فـان من الواجب على كل واحد منا خـلال أيام العيد، أن يحاول اعادة علاقاته السابقة، كأن يكتب رسالة تهنئة او يتصل تلفونياً ويزور اخوته وأقاربه او من تعرَّف عليه في يوم من الأيام من خلال سفرة وفي أيام الدراسة.. وليكن اهتمامنا في هذا المجال منصباً على صلة الرحم.
ان الانسان لايمكنه ان يعيش من دون المجتمع. فالمجتمع ليس فكرة هُلامية في الفضاء، بل هو خلايا متصلة مع بعضها. أقرب هذه الخلايا الى انفسنا أسرتنا وأقاربنا، ثم شعبنا وأمتنا. ولابد ان نبدأ بالخلية الأولى فنعمل على تمتين علاقتنا بها، ثم الخلية الثانية، والثالثة وهكذا.
وهناك حديث شريف يقول : تهادوا تحابوا . ([28]) فلنحاول ان نعطي من انفسنا لاخواننا بقدر ما نعطى. ففي هذه الحالة سوف لانخسر شيئاً، بل سنربح لاننا بهذا الاسلوب سوف نكسب حب الآخرين لنا، ونكرس حبنا فيهم. وسواء أحَـبّك الآخرون أم أحببتهم فان هذا يعد مكسباً عظيماً.
كم هو جميل ان نشارك اولئك الذين لا عيد لهم كاليتامى والأرامل والمرضى ونزلاء المستشفيات والغرباء المنبثّين هنا وهناك... وفي هذا المجال ينبغي ان نضع في أيـّام العيد برنامجاً لزيارة بيوت المساكين وتفقد احوالهم، وعيادة المرضى الذين لايستطيعون ان يعيشوا بهجة العيد مع الآخرين، ولنشارك الضعفاء والمساكين والمستضعفين فرحتهم في العيد من خلال تقديم العون والمساعدة لهم، ومن خلال الدعاء لهم، وزيارتهم في بيوتهم، والاطلاع على اوضاعهم الاقتصادية المتردّية.
وفي هذا المجال علينا ان لا ننسى في أيّام العيد اخواننا المؤمنين في السجون والمعتقلات، ولنحاول ان نفكر فيهم، وفي كيفية انقاذهم من تحت سياط الجلاّدين، ولننظر في مدى عطائنا لشعوبنا الاسلامية، ولنحاول ان نزيد من عطائنا لهم عبر توعيتهم، وتزكية نفوسهم، وتربية الكوادر فيهم، والاهتمام بأوضاعهم، وما الى ذلك من اعمال وممارسات نستطيع بواسطتها ان نساهم في انقاذهم، تجسيداً للمفهوم الحقيقي للعيد. هذا المفهوم الذي يعني بالدرجة الأولى تمتين الاواصر الاجتماعية، ونشر المحبة والوئام بين اوساط المجتمع، والعمل على ازالة كل ما من شأنه الاخلال بوحدة وتلاحم المسلمين.
source : sibtayn