أنقذوا إخوتي.. السلطات المصرية تجهز لترحيل مجموعة جديدة الآن".. بهذه العبارة حذَّر أحد الطلبة المسلمين الإيغور من تركستان الشرقية، من مصير المقبوض عليهم تمهيداً لترحيلهم إلى الصين، بعد إلقاء القبض على مجموعة جديدة.
الأمر الذي أكده مصدر أمني مصري، الذي ذكر أنه تم القبض خلال الساعات الماضية على مجموعة جديدة من طلاب الإيغور، يصل عددهم إلى 80 طالباً، بينهم 4 اعتقلوا في مدينة سمنود بمحافظة الدقهلية، بحجة وجود مخالفات في أوراق الإقامة الخاصة بهم.
وقال المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- لـ"هاف بوست عربي"، إن "المجموعة الأخيرة تم تحويلها إلى سرايا النيابة".
وتأتي تلك التحركات بعد تأكيد مصدر أمني خبر ترحيل السلطات المصرية لـ12 طالباً من أقلية الإيغور، الواقعة في شينجيانغ شمال غربي الصين، يوم الخميس 6 يوليو/تموز 2017، بناء على طلب السلطات الصينية بترحيل هؤلاء بشكل عاجل.
وتواصلت مجموعة من المحامين، وعدد من أصحاب الأصول التركستانية، ومالكون لجوازات سفر دول أخرى مع عدد من المقبوض عليهم داخل أحد الأقسام، الذين تم توزيعهم على أكثر من 10 أقسام شرطة داخل القاهرة، وذلك دون اتخاذ أي إجراءات قانونية بحقهم، سواء التحقيق معهم أو إحالتهم إلى النيابة.
زيارة إلى مجمع التحرير
"الوداع يا صديقي.. قد تكون تلك آخر مرة أقابلك بها أو أكون على قيد الحياة".. بتلك الكلمات ودَّع أحد الطلاب من أصول تركستانية صديقه فخر الدين رازي، الطالب بالفرقة الرابعة بجامعة الأزهر، عند مقابلته داخل مجمع التحرير.
وأوضح رازي لـ"هاف بوست عربي"، أنه تلقَّى مكالمة من أحد زملائه المقبوض عليهم، أخبره بها أنه في طريقه إلى مجمع التحرير المتواجد في وسط القاهرة، وذلك بصحبة قوة أمنية لإنهاء أوراق ترحيله من إدارة الجوازات.
وذكر أنه وجد صديقه مكبل اليدين، وبجواره عدد من أفراد الشرطة، وخلال اللقاء الذي لم يستغرق أكثر من 5 دقائق قام بإعطائه الملابس التي طلبها، ومبلغاً مالياً لشراء أطعمة داخل قسم الشرطة، وما تبقى من وقت كان لتبادل كلمات الوداع بعد أن تساقطت دموعه، بعد شعوره بالخوف من إعدامه فور وصوله إلى الصين.
الهدف غطاء لترحيل المطلوبين
عزت غنيم، مدير التنسيقية المصرية لحقوق الإنسان التي أرسلت فريقاً من المحامين مع الطلاب الذين عرضوا على النيابة، أمس الإثنين، 10 يوليو/تموز، قال إنه سيتم إخلاء سبيلهم بعد إثبات صحة أوراق إقامتهم في مصر، مؤكداً أنهم لا يزالون محتجزين في انتظار تقارير الأمن الوطني لهم.
ولقد جاء عرض الطلاب على النيابة، بحسب غنيم، من السلطات المصرية نتيجة لضغوط الرأي العام، ومحاولتها إظهار أن ملاحقة أبناء تركستان لوجود مخالفات قانونية لإقامتهم، وليس بهدف ترحيلهم لدولة الصين بشكل أساسي.
وأضاف لـ"هاف بوست عربي"، أن "أي طالب يتم القبض عليه يتم تصويره وإرسال بياناته إلى موظفي سفارة الصين بالقاهرة، للكشف عن الموقف الأمني له لدى السلطات ببكين".
نداء إلى رئيس جامعة الأزهر
وفي محاولة لمنع ترحيل آخرين إلى دولة الصين، أرسلت مجموعة من طلاب إقليم تركستان نداء إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، طالبوه فيها بالسؤال عن المعتقلين من التركستانيين من طلاب الأزهر، والعمل على الإفراج عنهم وإعادتهم إلى دراستهم، وإذا لم يمكنكم ذلك فعلى الأقل العمل على السماح لهم بالسفر إلى خارج مصر إلى حيث يشاؤون.
وذكر الطلاب في بيانهم الذي حصلت "هاف بوست عربى" على نسخة منه، في حديث موجَّه إلى الإمام الطيب "يا فضيلة الشيخ لا نريد أن تكون هذه الواقعة وصمة عار في تاريخ الأزهر وتاريخكم كشيخ للأزهر، والأهم من ذلك نريدكم بيض اليدين يوم يقوم الديان بالحساب، ويأتي إليه كل إنسان فرداً".
"نثق يا فضيلة الشيخ أن شخصاً في مثل مكانتكم لن ترضخوا لأي ضغوط، ولن تسكتوا على محاولات تسليمنا لحكومة كافرة تريد أن تحكم علينا بالسجن أو الإعدام، ليس لذنب إلا تعلم ودراسة الدين، وذلك لتجفيف منابع الدين والتدين، حتى يصبح شعب تركستان الشرقية كفرة مثلهم بعد الإسلام".
وأنهى الطلاب خطابهم قائلين "لقد أتينا إلى الأزهر الشريف من أجل تعلم ديننا ، الذي رفض كل أشكال الظلم والحيف، لأننا نحن مسلمي الإيغور عرفنا الأزهر الشريف منبعاً صافياً لتعلم الدين الحنيف، وعرفنا مصر التي بُني فيها الأزهر آمناً لمن دخل إليها من الطلاب المتعطشين للعلم".