عربي
Saturday 27th of April 2024
0
نفر 0

تغلغل التشيع في الري .

تغلغل التشيع في الري .

يرى ياقوت الحموي ان التشيع في الري بدا في ايام حكومة ابي الحسن مادراني [مادرائي ] و في ضؤ مـا نذهب اليه نحن , و ما مر بنا, فان ذلك العصر كان عصر امتدادالتشيع في الري , لا عصر بدايته فحسب .
يـقـول يـاقـوت : و كـان اهـل الـري اهـل سنة و جماعة الى ان تغلب احمد بن الحسن المادراني [الـمادرائي ] عليها, فاظهر التشيع و اكرم اهله , و قربهم فتقرب اليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له عبدالرحمن بن ابي حاتم كتابا في فضائل اهل البيت ,و غيره و كان ذلك في ايام المعتمد و تـغـلـبـه عليها في سنة 275 ه , و كان قبل ذلك في خدمة كوتكين بن ساتكين التركي و تغلب على الري و اظهر التشيع بها و استمر الى الان
((782)) .
و جـمـع الـمرحوم المحدث ارموي الاخبار المتعلقة بكوتكين والمادراني
((783)) وتحوم هذه الاخبار حول ساتكين و ابنه كوتكين , و اتصال المادراني به في حوادث سنة255 الى سنة 276 ه , و فـي ضـؤ مـا ورد في بعض هذه الاخبار, و ما اشار اليه ياقوت ايضا, فان المادراني انفصل عن كوتكين سنة 275 , و استقل بالري لنفسه .
كـان كـوتـكـين رجلا ظالما, هاجم قم , و قزوين , والري , و ارتكب فيها المذابح و كان المادراني شـريـكه في هذه الحوادث ايضا
((784)) و لما انفصل عنه , طلب من الموفق العباسي ان ياتي الى الجبال , فجا سنة 276 ((785)) , و كان قد وعده باموال كثيرة له في تلك المناطق .
و لـعـله كان يقصد الاموال العائدة لكوتكين و ان مشاركة المادراني كوتكين في هجومه على قم , و كـذلك في قتاله محمدبن زيدالعلوي سنة 272 ه ـ و كان قد قدم من جرجان لمهاجمة الري ـ تثير علامات استفهام حول عقائده الشيعية .
و يمكننا ان نشير في جواب ذلك الى ما قاله المحدث ارموي في هذا الحقل , اذ ذكرا نه انفصل عنه بـسـبب اختلافهما مذهبيا, و كذلك بسبب ظلم كوتكين و جوره
((786)) يضاف الى ذلك ان كلام يـاقوت الذي نقله من كتاب تاريخ ري لابي سعيد آبي او لمنتجب الدين ينص على تشيعه فتعاونه مع كوتكين اما كان تقية او معلما على تغيير عقيدته .
و ثمة ادلة اخرى ايضا على تشيع المادراني تنبئ عن اتصاله بالشيعة و دعمه اياهم في منطقة الجبال كلها.
و روى ثقة الاسلام الكليني نقلا عن بدر غلام احمد بن حسن [المادراني ] قال : وردت الجبل و انا لا اقـول بالامامة , لكني احب اهل البيت ـ عليهم السلام ـ جملة , الى ان مات يزيد بن عبداللّه فاوصى في علته ان يدفع سيفه و منطقته الى مولاه [يريد الامام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه ] فخفت ان انا لم ادفع الحصان و غيره الى كوتكين , نالني منه استخفاف فقومت الدابة و السيف و المنطقة بسبعمائة دينار في نفسي و لم اطلع عليه احدا فاذا الكتاب قد ورد علي من العراق : وجه السبعمائة دينار التي لنا قبلك
((787)) .
ان سـنـد الرواية يدل على ان هذا الامر قد حدث لبدر غلام المادراني , بيد ا ننا نستشف من رواية مماثلة نقلها ابن طاووس ان بدرا هو الذي روى هذه الحادثة التي وقعت للمادراني .
و نقل ابن طاووس الرواية المذكورة مع بعض التغييرات مما يدل على ان هذه الرواية اصح و جرى الكلام في هذه الرواية عن ارسال مال من قبل المادراني الى احد و كلاالامام المهدي عليه السلام ثم ورد فـيـها ان المادراني عزم بعد حرب كوتكين مع يزيد بن عبداللّه في ((شهرزور)) و قتله ان يـدفع حصانه و سيفه الى مولاه , الا ان كوتكين طالبه بهافارغم على دفعها اليه مع اشيا اخرى تعود لـيزيد, و بعد ذلك يرسل ثمنها الى الامام و مضت مدة فاستدعاه ابوالحسن الاسدي [الذي كان وكيلا بـالـري ] و سـلـمه رسالة الامام التي دعاه فيها الى دفع الالف دينار الى الاسدي و يقول المادراني : فشكرت اللّه لا ني كنت اعلم ان احدا لم يطلع على ذلك غيري
((788)) .
تذهب هذه الرواية و ما نقل بعدها الى ان تشيع المادراني بدا منذ تعاونه مع كوتكين .
و لـديـنـا دلـيـل آخر على تشيع المادراني و هو قول احمد بن محمد بن خالد البرقي (م274 او 280)
((789)) احد علما الشيعة الكبار في القرن الثالث , اذ نقل تشيعه لاهل البيت ـ عليهم السلام ـ بـعد لقائه اياه فقد ذهب عنده شافعا لشيخ اتهم بالوشاية بكوتكين الى الخليفة , فشفعه فيه كما طلب احمد منه ان يرجع اليه ملكا في كاشان كان كوتكين قدصادره , فلبى حاجته و جا في هذه الرواية ان الاجرا المذكور الذي اتخذه المادراني كان بسبب اشتراك الشيخ , و احمد, والمادراني في حب اهل البيت و يشير هذا النقل ايضا الى تردد احمد على الري .
ان النقطة الاخرى التي تخص المادراني تتمثل في ما قاله ياقوت ان العلما والمحدثين كانوا يتقربون الـيـه مـن خـلال تـاليف الكتب في فضائل اهل البيت عليهم السلام و ذكر اسم ابن ابي حاتم الرازي (240 ـ 327) و مـن المؤكد ان هذا الرجل كان من اهل السنة , و في وضؤ ما نقل , فانه ا لف كتابا فـي فضائل اهل البيت ايضا
((790)) وهو صاحب كتاب الجرح والتعديل الذي يشبه التاريخ الكبير للبخاري شبها تاما نوعا ما

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الشعائر الحسينية
الإمام الباقر ( عليه السلام ) مع نافع مولى عمر
حبيب بن مظاهر الاسدي ومكانته عند الحسين (ع)
الهيـبَة في خِـلافَة عُـثمان
الإمام السجاد (عليه السلام) ومحمّد بن الحنفية
زياد ابن أبيه.. أحد رمـــوز الإرهاب الأموي
الأجل والأجل المسمى
مناشدة الإمام علي (ع) يوم الشورى
أو الافطحية وهم الذين يقولون بانتقال الامامة من ...
من خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله ...

 
user comment