عربي
Wednesday 4th of December 2024
0
نفر 0

القصة والتمثيل

القصة والتمثيل

إن وضع فن كتابة القصة ليس جيداً فهو لم يتطور كثيراً، ولم يكن لدينا في العهد السابق كتّاب قصة جيد في إيران، على الرغم من أن سابقة هذا الفن في إيران قديمة نسبياً(1).
.... إذا كان فيها (القصة أو التمثيلية) تربية سيئة وأفكار منحرفة وإغواء واتهامات وافتراء وقول سيئ وفحش، فهي غير إسلامية(2).
لا يوجد في الجانب الفني لكتابة القصة شيء يمكن اتخاذه معياراً لتحديد إسلاميتها أو عدم إسلاميتها
فكل ما يمكن تجميل وتطوير الجانب الفني للقصة لا إشكال فيه، بل هو أمر راجح، وكذلك الحال مع التمثيلية(3).
حدث مراراً أنني تأثرت بشدة، وتغيّر حالي، خلال قراءة أو مشاهدة أو سماع الآثار الجميلة والنشاطات الفنية لهؤلاء الأعزاء من هذا الجيل، وأغلبها ترتبط بنفس هذا المركز (مركز الفكر والفن).
وكثيراً ما أثّـرت فـيّ أفلامه وتمثيلياته وأشعاره الى درجة البكاء تأثراً وشوقاً(4).
عليكم البحث عن الجيدين من الكتّاب والشعراء وكتّاب القصة والنصوص التمثيلية، وأدعوهم (للتعاون)، لأن هناك أشخاصاً ليسوا منكم لكنهم ليسوا ضدكم أيضاً، لذا يمكن أن يصبحوا في خدمة الثورة(5).
.... أما فيما يتعلق بالموضوع، فلدينا اليوم - ولله الحمد - موضوعات كثيرة جداً تغنينا عن البحث، فهذه الحرب نفسها تضم موضوعات مثيرة للحس الشعري ومواد للقصة والتمثيلية، فما المانع من أن ندوّن تصويراً لحياة شخص في الخندق على مدى اليوم والليلة.
وما يدور في ذهنه وهو في خندقه، وما يفكر به المجاهد والمضحي، ونصور قصة الشهيد؟!...
ليجسّد كاتب القصة المبدع ذلك ويكتب عنه، وبالطبع فالذي يجب أن ينجز هذه المهمة يجب أن يكون قد عاش بنفسه حياة الخندق؛ وهذا الموضوع متوفر في كافة قضايا حرب العراق ضد الجمهورية الإسلامية.
فكتابة وقائع جولة في الأهواز وديزفول وسوسنغر تشكّل بحد ذاتها قصة متكاملة أجمل من أي قصة أخرى(6).
تلاحظون أن هذا الأثر الخالد "البؤساء" لا يبلى أبداً، أو على الأقل ما دامت ثقافتنا المتعارفة موجودة؛ وتشكّل الحروب الداخلية في فرنسا - بين دعاة الجمهورية وبين السلطة الملوكية التي أعقبت نابليون - جزءاً أساسياً في هذا الأثر.
الذي ترَون أنه مملوء بشرح حوادث التاريخ الفرنسي من أواسط حكم نابليون الى فترة الأعوام (1850 - 1860 م) وحقبة ما بعد نابليون وحكم ملوك عائلة "بوربون"، ولذا فأفضل المحاور لكتابة القصة هي أمثال هذه الحوادث، ونحن لدينا مثل ذلك(7).
ومن القضايا الأخرى الجديرة بأن تكون موضوعاً للنتاجات الأدبية والفنية هي مثلاً قضايا أعداء الثورة؛ وكنت دائماً أفكر مع نفسي في واقع أننا لو استطعنا فرضاً تصوير الأشياء التي تحملها ذاكرتنا بشكل فني ممثَّل، أي بصورة فيلم أو تمثيلية، فمن المؤكد أن تأثيرها سيتضاعف أضعافاً مضاعفة...
حتى فيلم "الملك السارق" هذا فالمحتوى الذي حمله هو خواء أعمال ودوافع أعداء الثورة.
وقد تم تجسيد هذا المعنى في هذا الفيلم بصورة جيدة، حيث أوضح كيف أنهم حتى في نشاطاتهم الكذائية المعارضة للجمهورية الإسلامية لم يكفّوا عن أدنى أهوائهم وشهواتهم الحيوانية...
إذاً، فلو تم إنتاج وعرض مثل هذا الفيلم في مجال قضايا المجاميع المعادية للثورة لكان تأثيره كبيراً.
إنني أعتقد أن الموضوعات التي لدينا الآن، والتي تصلح أن تكون مضموناً للأعمال الفنية، هي موضوعات فريدة لا نظير لها، والواجب هو توجيه الفنانين إليها(8).
يجب عليكم تقوية أسسكم الفنية بما استطعتم، ومعالجة أشكال الضعف الموجودة في هذا المجال ولا تتهاونوا في ذلك.
وأعتقد أن النقد لم يَجِد له الى الآن مصداقاً صحيحاً في مجتمعنا سوى العنوان، ففي السابق كانوا يتبادلون فيما بينهم السباب والإفتراء ويسمونه نقداً!!
وبالطبع فلا أستطيع القول إن النقد كان مفقوداً بالكامل ولكن الحقيقي منه كان قليلاً جداً، واليوم أيضاً نفتقد النقد الفني، فبادروا أنتم للبدء بالنشاط النقدي بلغة طيبة محببة ومربية.
المصادر :
1- مقطع من كلمة القائد في افتتاح مركز الفكر والفن (6/3/1985م).
2- من حديث القائد مع أعضاء القسم الثقافي في صحيفة "الجمهورية الإسلامية" (15/2/1982م).
3- المصدر السابق.
4- مقطع من كلمة القائد في افتتاح مركز الفكر والفن (6/3/1985م).
5- من حديث القائد مع أعضاء القسم الثقافي في صحيفة "الجمهورية الإسلامية" (15/2/1982م).
6- مقطع من كلمة القائد في افتتاح مركز الفكر والفن (6/3/1985م).
7- المصدر السابق.
8- المصدر السابق.

 


source : راسخون
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أحداث سنة الظهور حسب التسلسل الزمني
تاريخ ظهور النفاق في الإسلام
طبيعة نشأة الشيعة
من وصايا الإمام الباقر (عليه السلام)
أهداف ثورة عاشوراء
ظهور اهل التسنن
أدعية الإمام الهادي ( عليه السلام )
أول من رثى الحسين (عليه السلام) بعد دفنه
أخلاق وصفات الإمام علي بن الحسين السجاد عليه ...
هوية الشيعة

 
user comment