عربي
Wednesday 4th of December 2024
0
نفر 0

السؤال : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت (عليهم السلام) من كتب أهل السنّة ، الذين يقولون بعدم عصمتهم ؟

السؤال : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت (عليهم السلام) من كتب أهل السنّة ، الذين يقولون بعدم عصمتهم ؟


عصمة الأئمّة في كتب أهل السنّة :

السؤال : ما الأدلّة على عصمة أهل البيت (عليهم السلام) من كتب أهل السنّة ، الذين يقولون بعدم عصمتهم ؟
الجواب : إنّ إثبات عصمة الأئمّة (عليهم السلام) تتوقّف على التسليم بقضية إمامتهم (عليهم السلام) ، يعني بعد التسليم والإيمان بإمامة الأئمة الاثني عشر ، عند ذلك يمكن إثبات عصمتهم ، وذلك من خلال الكتاب ، والسنّة المتمثّلة بأقوال الرسول (صلى الله عليه وآله) ، أو أقوالهم (عليهم السلام) ، حيث أثبتوا لهم العصمة ، وأقوالهم هذه موجودة في كتبنا الشيعية بكثير ، ولكنّها لم تثبّت في كتب أهل السنّة ، وهذا شيء طبيعي أن لا تذكر أدلّة عصمتهم (عليهم السلام) في كتب من لا يؤمن بعصمتهم .
نعم ، يمكن إثبات عصمتهم (عليهم السلام) من أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله) الثابتة والمدوّنة في كتب أهل السنّة ، منها :
1ـ حديث الثقلين ، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) متواتراً قولـه : " إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً " ، رواه وأخرجه أكثر من (180) عالماً سنّياً (1) .
دلّ هذا الحديث على عصمة أهل البيت (عليهم السلام) لأنّهم عدل القرآن ، وبما أنّ القرآن محفوظ من الزلل ، ومعصوم من الخطأ ، لأنّه من عند الله تعالى ، فكذلك ما قرن به ، وهم عترة محمّد (صلى الله عليه وآله) ، وإلاّ لما صحّت المقارنة .
2ـ حديث السفينة ، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قولـه : " مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى " (2) ، فدلّ هذا الحديث على عصمة الأئمّة (عليهم السلام) ، لأنّ النجاة والخلاص من الوقوع في الضلالة والانحراف يتوقّف على كون المنجي معصوماً من الخطأ والزلل ، وإلاّ لم يحصل منه النجاة الحتمي .
نكتفي بهذين الحديثين للاختصار ، وعليكم بمراجعة كتاب عمدة النظر للبحراني ، حيث ذكر (45) حديثاً على عصمتهم (عليهم السلام) ، كما ذكر اثنا عشر دليلاً عقلياً على عصمتهم (عليهم السلام) .
( ... . مصر . سنّي )
حدودها :
السؤال : أنا من السنّة ولست شيعياً ، ولكن أُريد أن اعرف بعض الأُمور عن إخواني من هذا المذهب من مصادرهم هم ، وليس من غيرهم : ما هي حدود العصمة ؟
الجواب : نحن نعتقد أنّ العصمة هي ملكة تعصم صاحبها من مقارفة المعاصي ، وفي نفس الوقت باعتبار الحجّية للحجج ـ سواء كانوا أولياء أو أوصياء ـ لابدّ أن يكونوا معصومين من الخطأ ـ سواء كان ذلك في تلقّي أحكام الشريعة عن الله تعالى ، أو في إلقائها إلى الناس ، أو في تطبيقاتها ، لأنّ التطبيقات نحو من أنحاء التبليغ ـ والكُلّ متّفقون على عصمته (صلى الله عليه وآله) في التبليغ ، وكما يكون التبليغ بالقول يكون بالتقرير والفعل ، وعليه لا يخطأ النبيّ (صلى الله عليه وآله) في فعله أيضاً .
( العرادي . البحرين . ... )
رأي الإمامية في عصمة الأنبياء :
السؤال : نذهب نحن الشيعة إلى عصمة الأنبياء والرسل (عليهم السلام) فإذا سلّمنا بذلك ، فما هو تفسير خروج أبينا آدم وأُمّنا حوّاء من الجنّة ؟
وما هو تفسير بقاء نبي الله يونس في بطن الحوت مدّة من الزمن ، وكذلك قصّة نبي الله موسى ، ألا ينافي ذلك عصمة الأنبياء ؟ أودّ معرفة الإجابة بمزيد من التفصيل .
الجواب : يشير الشيخ المفيد (قدس سره) إلى رأي الإمامية حول عصمة الأنبياء (عليهم السلام) بقولـه : " إنّ جميع أنبياء الله (عليهم السلام) معصومون من الكبائر قبل النبوّة وبعدها ، وما يستخف فاعله من الصغائر كُلّها ، وأمّا ما كان من صغير لا يستخف فاعله
فجائز وقوعه منهم قبل النبوّة وعلى غير تعمّد ، وممتنع منهم بعدها على كُلّ حال ، وهذا مذهب جمهور الإمامية ، والمعتزلة بأسرها تخالف فيه " (3) .
وعلى هذا ، يمكن توجيه خروج أبينا آدم (عليه السلام) وأُمّنا حوّاء من الجنّة ، بأنّ الخروج من الجنّة ليس عقاباً ـ على معصيتهما وهما منزّهان منها ـ لأنّ سلب اللذّات والمنافع ليس بعقوبة ، وإنّما العقوبة هي الضرب والألم الواقعان على سبيل الاستخفاف والإهانة ، وكيف يكون من تعبّدنا الله فيه بنهاية التعظيم والتبجيل ، مستحقّاً منّا ومنه تعالى الاستخفاف والإهانة ؟
فإن قيل : فما وجه الخروج إن لم يكن عقوبة ؟
قلنا : لا يمتنع أن يكون الله تعالى علم أنّ المصلحة تقتضي بقاء آدم (عليه السلام) في الجنّة وتكليفه فيها متى لم يتناول من الشجرة ، فمتى تناول منها تغيّرت الحال في المصلحة ، وصار إخراجه عنها وتكليفه في دار غيرها هو المصلحة .
وإنّما وصف إبليس بأنّه مخرج لهما من الجنّة { فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ } (4) من حيث وسوس إليهما ، وزيّن عندهما الفعل الذي يكون عند الإخراج .
ثمّ لا يخفى أنّ المعصية هي مخالفة الأمر ، والأمر من الحكيم تعالى قد يكون بالواجب والمندوب معاً ، فلا يمتنع على هذا أن يكون آدم (عليه السلام) مندوباً إلى ترك التناول من الشجرة ، ويكون بمواقعتها تاركاً نفلاً وفضلاً وغير فاعل قبيحاً ، وليس يمتنع أن يسمّى تارك النفل عاصياً ، كما يسمّى بذلك تارك الواجب .
وفي هذا المجال نذكر هذه الرواية الشريفة : روى الشيخ الصدوق (قدس سره) : " لمّا جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليه السلام) أهل المقالات من أهل الإسلام ،
والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات ، فلم يقم أحد إلاّ وقد ألزمه حجّته كأنّه قد ألقم حجراً ، قام إليه علي بن محمّد بن الجهم ، فقال لـه : يا بن رسول الله ، أتقول بعصمة الأنبياء ؟ قال : " بلى " ، قال : فما تعمل في قول الله عزّ وجلّ : { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } (5)، وقولـه عزّ وجلّ : { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } (6) ... .
فقال مولانا الرضا (عليه السلام) : " ويحك ـ يا علي ـ اتق الله ، ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ، ولا تتأوَّل كتاب الله برأيك ، فإنّ الله تعالى يقول : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } (7) .
أمّا قولـه عزّ وجلّ في آدم (عليه السلام) : { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } فإنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم حجّة في أرضه ، وخليفة في بلاده ، لم يخلقه للجنّة ، وكانت المعصية من آدم في الجنّة لا في الأرض ، تتمّ مقادير أمر الله عزّ وجلّ ، فلمّا أُهبط إلى الأرض ، وجُعل حجّة وخليفة عُصِمَ بقولـه تعالى : { إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ } (8) .
وأمّا قولـه تعالى : { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } إنّما ظنّ أنّ الله عزّ وجلّ لا يضيق عليه رزقه ، ألا تسمع قول الله عزّ وجلّ :
{ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ } (9) أي ضيّق عليه ، ولو ظنّ أنّ الله تبارك وتعالى لا يقدر عليه لكان قد كفر " (10) .
وأمّا يونس (عليه السلام) إنّما بقي في بطن الحوت إلى مدّة من الزمن ، لا لمعصية صدرت منه ، ولا لذنب ارتكبه ، والعياذ بالله ، وإنّما لكونه خرج من قومه ـ وهو معرضاً عنهم ، ومغضباً عليهم ، بعد أن دعاهم إلى الله تعالى فلم يجيبوه إلاّ بالتكذيب والردّ ـ ولم يعد إليهم ظانّاً أنّ الله تعالى لا يضيّق عليه رزقه ، أو ظانّاً أن لن يبتلى بما صنع حتّى وصل إلى البحر ، وركب السفينة ، فعرض لهم حوت فلم يجدوا بدّاً من أن يلقوا إليه واحداً منهم يبتلعه ، وتنجو السفينة بذلك ، فقارعوا فيما بينهم ، فأصابت يونس (عليه السلام) فألقوه في البحر ، فابتلعه الحوت ونجت السفينة .
ثمّ إنّ الله سبحانه وتعالى حفظه حيّاً في الحوت مدّة من الزمن ، ويونس (عليه السلام) يعلم أنّها بلية ابتلاه الله بها ، مؤاخذة بما فعل من عدم رجوعه إلى قومه ، بعد أن آمنوا وتابوا ، فأخذ ينادي في بطن الحوت : أن { لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } (11) ـ قيل أي لنفسي بالمبادرة إلى المهاجرة ـ فاستجاب الله لـه ونجّاه من الحوت .
وأمّا قتل موسى (عليه السلام) للقبطي ، فلم يكن عن عمد ولم يرده ، وإنّما اجتاز فاستغاث به رجل من شيعته على رجل من عدوّه بغى عليه وظلمه وقصد إلى قتله ، فأراد موسى (عليه السلام) أن يخلّصه من يده ، ويدفع عنه مكروهه ، فأدّى ذلك إلى القتل من غير قصد إليه ، وكُلّ ألم يقع على سبيل المدافعة للظالم من غير أن يكون مقصوداً فهو حسن غير قبيح ، ولا يستحقّ عليه العوض به ، ولا فرق
بين أن تكون المدافعة من الإنسان عن نفسه ، وبين أن يكون عن غيره في هذا الباب ، والشرط في الأمرين أن يكون الضرر غير مقصود ، وأنّ القصد كُلّه إلى دفع المكروه ، والمنع من وقوع الضرر ، فإن أدّى ذلك إلى ضرر فهو غير قبيح .
( ... . ... . ... )
________________________
1- فضائل الصحابة : 15 ، الجامع الكبير 5 / 328 ، تحفة الأحوذي 10 / 196 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 418 ، كتاب السنّة : 337 و 629 ، السنن الكبرى للنسائي 5 / 45 و 130 ، خصائص أمير المؤمنين : 93 ، المعجم الصغير 1 / 135 ، المعجم الأوسط 4 / 33 و 5 / 89 ، المعجم الكبير 3 / 66 و 5 / 154 و 166 و 170 و 182 ، شرح نهج البلاغة 9 / 133 ، نظم درر السمطين : 232 ، كنز العمّال 1 / 172 و 186 ، تفسير القرآن العظيم 4 / 122 ، المحصول 4 / 170 ، الإحكام للآمدي 1 / 246 ، الطبقات الكبرى 2 / 194 ، علل الدارقطني 6 / 236 ، أنساب الأشراف : 111 و 439 ، البداية والنهاية 5 / 228 ، السيرة النبوية لابن كثير 4 / 416 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 6 و 12 / 232 ، ينابيع المودّة 1 / 74 و 95 و 99 و 105 و 112 و 119 و 123 و 132 و 345 و 349 و 2 / 432 و 438 و 3 / 65 و 141 و 294 ، النهاية في غريب الحديث والأثر 1 / 211 و 3 / 177 ، لسان العرب 4 / 538 و 11 / 88 ، تاج العروس 7 / 245 .
2- المستدرك 2 / 343 و 3 / 151 ، المعجم الصغير 1 / 139 و 2 / 22 ، المعجم الأوسط 5 / 355 و 6 / 85 ، المعجم الكبير 3 / 45 ، 12 / 27 ، مجمع الزوائد 9 / 168 ، الجامع الصغير 1 / 373 و 2 / 533 ، كنز العمّال 12 / 94 ، شواهد التنزيل 1 / 361 ، ذخائر العقبى : 20 ، مسند الشهاب 2 / 273 و 275 ، فيض القدير 2 / 658 ، الدرّ المنثور 3 / 334 ، تفسير القرآن العظيم 4 / 123 ، علل الدارقطني 6 / 236 ، تهذيب الكمال 28 / 411 ، سبل الهدى والرشاد 10 / 490 ، ينابيع المودّة 1 / 93 و 2 / 101 و 118 و 269 و 327 ، نزل الأبرار : 6 ، نظم درر السمطين : 235 ، لسان العرب 3 / 20 ، تاج العروس 2 / 259 ، الصواعق المحرقة 2 / 445 .
3- أوائل المقالات : 62 .
4- البقرة : 36 .
5- طه : 119 .
6- الأنبياء : 87 .
7- آل عمران : 7 .
8- آل عمران : 33 .
9- الفجر : 16 .
10- الأمالي للشيخ الصدوق : 150 .
11- الأنبياء : 87 .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أحداث سنة الظهور حسب التسلسل الزمني
تاريخ ظهور النفاق في الإسلام
طبيعة نشأة الشيعة
من وصايا الإمام الباقر (عليه السلام)
أهداف ثورة عاشوراء
ظهور اهل التسنن
أدعية الإمام الهادي ( عليه السلام )
أول من رثى الحسين (عليه السلام) بعد دفنه
أخلاق وصفات الإمام علي بن الحسين السجاد عليه ...
هوية الشيعة

 
user comment