الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد واله الطاهرين
عندما ناخذ نظرة حول خلقت الانسان وسبب هبوط ادم للارض وقبول التوبة من قبل الله عزه وجل لادم لانه سحانه تلقى كلمات قيل اسماء تخص الاسم الاعظم وقيل عندما خلقه الله تعالى راى انوار محدقين بعرش الرحمن فسال عنهم فقيل هولاء كاوا يعبدون الله ويسبحونه ويقدسونه قبل ان تخلق او يخلق الله شيا قبلهم لما لهم من الكرامه وانه لم يخلقك الله يادم الا لهولاء وهم نور محمد وال محمد فقيل توسل بهم حتى قبل الله توبتهما اي ادم وحواء بسببهم كانوا هم السبب لقبول المغفره وان كان من الانبياء ليس ذنب مولوي وانما ارشادي كما لو تمرض شخص وذهب للطبيب وقال له الطبيب امتنع من الاكلة الفلانية لو قام المريض واخذ المؤكول الفلاني انه ليس حرام عليه ولكن من الاولى ترك لانه فيه ضرر لايعرف الحكمة منه. فالحاصل هبط ادم وحواء للارض ومعهم ابليس لانه اخذ عهد من الله ان يمهله لاغواء بني ادم ولايتخلص من اغوائه الا من كان مخلصا لله تعالى فصبح الصراع قائما من ذلك اليوم الى اخر يوم من الدنيا تارة ينتصر اهل الخير وتارة ينتصر الشر وهو محل ابتلاء واختبار للبني ادم فعندها قسم الله تعالى البشريه لاقسام قسم مؤمنين مخلصين لله حق الايمان وقسم خلطوا عملا صالحا وعملا سيئ وقسم اتباعوا الشيطان واغوائه حتى نسوا ذكر الله العظيم فاشركوا بالله تعالى ومنهم من اصبح ظالما ومنهم من اصبح منافقا ناتي ان نفصل الاقسام بتوضيح مختصر . اولا القسم الاول وهم المؤمنون:وهم الذين اتبعوا اوامر الله تعالى وانتهوا مانهاهم الله تعالى حيث امرهم بالصلاة والزكاة والخمس والحج والجهاد والصيام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والولاء لله والبغض في الله ولذا سموا بالمومنين ونهاهم عن الفواحش ماظهر منها ومابطن مثل الشرك والقتل والزنا واللواط والسرقة والبهتان والغيبة والربا والعقوق وغيرها من الامور التي حرمها الله تعالى يعني المؤمن في حالة استقبال واستفار يعني الامر يستقبله بحب وشوق ورغبة والنهي يستنفره ولايقبله
القسم الثاني المسلمين: بما ان الله تعالى دينه سمح ومبني على الظاهر انه من قال لال اله الا الله محمد رسول الله اصبح مسلما حرم ماله وعرضه ونفسه . لكي تسود المعايشه وانما حقيقة الايمان تبقى في القلب لايعلم الغيب وحقيقه الايمان الا الله عزه وجل . رسول الله صل الله عليه واله كان يعرف المنافق من المؤمن من قبل الله عزه وجل لانه لاينطق عن الهوى الا وحي يوحى فيعلمه جبرئيل عن الله تعالى ولكن يحذر منهم النبي حتى انه عدة مواقف اردوا قتل النبي فيخبره الله عزه وجل بذلك فيكون على حذر ولعل الله يهديهم مستقبلا فمنهم من بقى على نفاقه الى اخر حياته ومنهم اهتدى والتاريخ يحدثنا على اسلام بني امية ونفاقهم او بني العباس وظلمهم وغيرهم ومن سلك نهجهم كالخوارج والوهابيه خوارج العصر الذين يقتلون الناس على الظن وعلى الاسم اما القسم الاخير وهم المشركون والكافرون: الذين لايقبلون ولايؤمنون هناك رب واحد وهو الله الذي خلقهم وهم المشركون لانهم اشركوا مع الله اله اخر حسب ادعائهم واما الكافرون يكفرون بالله ظاهرا وباطنا بكل ما انزله الله تعالى ولااتمرون بامره ولاينتهون بنهيه ولذلك تتبين الحقيقة ايها القارى الكريم. بانه الصحيح هو الانسان يؤمن باوامر الله تعالى امر الله تعالى ان لاتتهاون مع المشركين والكافرين اي لاتظهر لهم الحب والموده والرحمه وانما الرحمه والحب للمومنين وللمسلمين ويكون الولاء لله ولرسوله وللمومنين وهو حق الايمان
والنّصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين المؤمنين اولي الامر وهم الخلفاء من ذراري فاطمة الزهراء وعلي عليهما السلام وهم اثنا عشر خليفه كما اتفق الفرقين ، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56]، وقال رسول الله صلى الله عليه اله وسلم (الدّين النّصيحة.. لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين)
والبراءة من أعداء الله ورسوله وشرعه وهم المشركون بالله في عبادته مهما كان انتماؤهم وشعارهم، قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
ومناط الولاء: الجمع بين صحّة الاعتقاد (بوحدانيّة الله في عبادته -خاصة- وفي ربوبيّته -عامّة-)، وبين صلاح العمل (باتّباع مااتى به النبي صل الله عليه واله )، وفي هذا جماع الخير كلّه. وقد قرن الله تعالى الإيمان والعمل الصالح {الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [المائدة: 93]، في أكثر من خمسين آية، وفي معنى ذلك ما يصعب حصره.
ومناط البراء: الشرك في الاعتقاد (بدعاء غير الله تقرباً بذلك إليه واستشفاعاً به إليه)، والابتداع في العمل (بعبادة الله على نحو لم يأذن به الله)، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف: 5-6]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3]، وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: 18].
ويدخل في صميم الولاء الشرعي محبّة النبي واله النبي الذين امرنا الله طاعتهم ومحبتهم قال الله تعالى ( قل لا اسالكم عليه اجرا الا الموده في القربى) والدعوة إليها ومحبّة أهلها الذين يردّون كل مُتنازعٍ فيه من الدين إلى الكتاب و الحديث حتى يفهم انه ما اتى به النبي واله هو من الله تعالى. ويدخل في صميم البراء الشرعي بغض الابتداع في الدّين والحرص على تغيير هذا المنكر والتّحذير منه ومن الدّاعين إليه ومن المصرّين عليه ولو انتموا إلى الإسلام وأهله وإلى الدعوة وأهلها انك تنكر الظلم بانواعه ولا تكون هناك مداهنه كان امير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام لاتاخذه في الله لومة لائم يعني لم يميل قلبه لاعداء الله ولايرحمهم وقد اثبت التاريخ كيف كان سلام الله عليه قوي الايمان ولايهمه عمه او اخوه او عشيرته اوانما يهمه الاسلام عاش فتى مسلما بل فطريا واستشهد في محراب الله بينما اعداءه عاشوا اكثر عمرهم بشرك وعبادة الوثان وجل عمرهم بالبغي والفساد والسلب والغصب والفتنة والقتل كما فعل بنو امية بقتل اصحاب النبي وحكمهم بالحديد والنار ولا ينافي عقيدة الولاء والبراء معاملة الكفار فمن دونهم من المبتدعة بالبيع والإجارة والمزارعة والزّيارة والهدّية وحُسْن الخلق فضلاً عن دعوتهم والدّعاء لهم بالهداية كما فعل رسلّ الله بأمره، وهذه سنّة رسول الله في معاملتهم؛ فقد ثبت عنه صلى الله عليه واله وسلم كلّ ذلك، ومنه استعارة أسلحة المشرك، واستئجار آخر دليلاً له في الهجرة (أخطر حدث فصل بين أهل الإسلام وأهل الأوثان)، ومنه اتخاذ المشرك عيناً له، ومزارعة يهود خيبر بعد كلّ ما ظهر من عداوتهم ونقضهم للعهد، بل ودخوله في جوار المطعم بن عدي وهو مشرك.
ولا ينافي عقيدة الولاء والبراء الانتفاع بالعلوم الدنيوية للكفّار ومن دونهم من العصاة وصناعاتهم ومهنهم الا اذا علم بانه حرام كشرب الخمر وبيعه والمتاجره فيه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يلبس الحلّة من صُنْع نصارى الشام والبردة من صُنْع مشركي اليمن. وقال الله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7]؛ فلا يجوز الاستفادة من فكرهم ودينهم في فهم شرع الله ووحيه، وقد وقع بعض المسلمين مِنْ قَبْل في ضلال مبين بمحاولتهم الاستفادة من فلسفة اليونان في بيان الإيمان بالله ومن تصوّف الهند ْوفارس في التعبّد، ومِنْ بَعْد بربطهم الوحي بالفكر واليقين بالظّنّ. فالمؤمن لابد ان يكون ذكيا فطنا كيسا لايخدع ولايغلب بانه يجعلهم تحت تصرفه وتحت نظره لانهم اشد الناس عدواه للذين امنوا اليهود واللذين اشركوا ومع الاسف نلاحظ بعض الحكام العرب والمهيمنين على رقاب المسلمين يداهنون اليهود والمشركين والظلمه حتى على اشرف قضيه وهي فلسطين الحبيبة المغتصبة فترى يذهبون صاغرين لاسرائيل مطئطئين الرؤوس منحني القامة اذلاء على وجوههم الخنوع من اجل الكرسي والجاه والمناصب ومايعلمون كل هذه الاشياء فانيه لانهم ماعندهم عقيده صحيحه اختلط عليهم الامر فعندهم الخير والشر والحب وابلغض سواء وعندهم الظالم هو المظلوم والمظلوم هو الظالم اما استيقنت بهم قلوبهم او انهم معاندين او انهم مغرضين او انهم يحسبون يحسنون صنعا فهذه الازدواجيه في الاديلوجية وهذا النفاق لايمكن ان يدوم ولابد لمسلمين يكتشفون زيفهم كما حدث الربيع العربي وفهموا يقينا ان لامجال للتحيل والمكر واللعب على الطرفين ان المؤمن شعاره واحد وهدفه واحد وغايته واحده هو الحب لله والبغض في الله