التشيع في بيهق (سبزوار).
كـانـت بـيـهـق احـدى مـدن خراسان , و مركزها اليوم سبزوار اسلم اهلها رغبة و طواعية منذ البداية ((1010)) و في ضؤ ما قاله احد المؤلفين , فقد كانت هذه المدينة مركزا للتشيع الذي انتشر فيها منذ عهد الطاهرية و قيده المؤلف المشار اليه انه تشيع اثناعشري ((1011)) بيد ا نه لم يذكر سندا لذلك .
و جـا فـي مـعـجـم البلدان ان اكثرية اهلها روافض غلاة ((1012)) و لكنه ايضا ليس دليلاعلى الوجود المبكر للتشيع في هذه المدينة و نقل ان قنبر غلام علي ـ عليه السلام ـ سكن فيها و يوجد مسجد هناك باسم ولده شاذان ((1013)) فيتسنى لنا ـ اذن ـ ان نعتبر هذا دليلامناسبا على الوجود المبكر للتشيع في هذه المدينة .
بعامة , ان وجود هذه المدينة في خراسان التي عرفت بانتشار النزعات العلوية في ربوعها يعكس لنا حقيقة تتمثل في ان هذه المدينة كانت محلا لظهور النزعة الشيعية بادئ بد.
و نـقـل عـن صاحب تلخيص الاثار ايضا ان جماعة غير محصورين من الفضلا,والعلما, و الفقها, و الادبـا خرجوا منها و مع هذا, الغالب على اهلها مذهب الرافضة الغلاة و من مشاهيرها المتهمين هو الامام ابوبكر احمد بن الحسين البيهقي صاحب التصانيف المشهورة ((1014)) .
و نـلـحـظ ان مـن الادلـة على تشيع المدينة هو الهجرة الواسعة للسادة من مدن مختلفة كنيسابور, والري و كان عددهم كبيرا للغاية ((1015)) .
و نـقـلـت حـكـاية عن سبزوار تماثل الحكاية المنقولة عن قم و مضمونها ان الوالي كان يبحث عن شـخـص يـدعـى ابـابكر, فلم يجد الا شيخا قبيح المنظر و نسب الشاعر مولوي هذه الحكاية الى سبزوار في احدى قصائده ((1016)) .
و قـال الـسيد بحر العلوم : ((بيهق ناحية معروفة في خراسان بين نيسابور و بلاد قومس (دامغان الـحـالـية ) و قاعدتها بلدة سبزوار و هي من بلاد الشيعة الامامية قديما وحديثاو اهلها في التشيع اشـهـر مـن اهـل خـاف والـخزر في التسنن ((1017)) )) و جا ايضا :اهلها اثناعشرية منذ عهد سحيق ((1018)) .
و يتبين من هذه العبارة جيدا ان سبزوار كانت شيعية منذ القديم الا ان كلمة (القديم )هنا نسبية ايضا و قال المستوفي في مذهب اهلها: ((هم شيعة اثنا عشرية ((1019)) )).
و لابـد لنا, و نحن نتحدث عن التشيع في بيهق , ان نستثني بعض المدن الكبيرة الواقعة في اطرافها من وجود النزعات والميول الشيعية الواسعة كنيسابور فقد كانت هذه المدينة مركزا لعلما السنة و عـلـومهم و كان الشيعة فيها يعانون من التضييق و فرض الرقابة عليهم كما نقل ان الامام العسكري ـ عـلـيه السلام ـ بعث كتابا الى شيعة نيسابور عرف فيه رسله اليهم ليراجعوهم ((1020)) مع هذا , فـان وجـود بـعـض الاشخاص فيها كالفضل بن شاذان المتوفى سنة 260 ه معلم على وجود بعض الاسر الشيعية هناك و يعتبر الفضل من نوادر علما الشيعة في القرن الثالث و هو مقدم على كثير من الـعـلما الاخرين في مجال الدقة و التركيز العلمي ((1021)) و كتاب الايضاح دليل على ما نقول و تعرض هذا العالم الى مضايقات عبيداللّه بن طاهر, ثم ابعد من نيشابور ((1022)) .
و يـلاحـظ فـي مدن خراسان و اطرافها اشخاص من اصحاب الائمة ـ عليهم السلام ـ ,و ذلك آية على وجود التشيع في تلك الارجا و من هؤلا : الحسين بن اشكيب السمرقندي الذي قال عنه الشيخ الطوسي ا نه من اصحاب الامام علي الهادي ـعليه السلام و كان مقيما بسمرقند ((1023)) و منهم : مـحـمـد بـن مـسعود العياشي الذي اسس مدرسة الامامية بسمرقند و ربى تلاميذ كثيرين و نشر الحديث الشيعي بخراسان .