عربي
Tuesday 23rd of July 2024
0
نفر 0

الحكومة البويهية والتشيع . -2

يـبدو ان العنصر الجديد الذي دخل الفكر الشيعي في القرن الرابع يتمثل في المسائل العقلية و كانت هذه المسائل موجودة ايضا في الاحاديث من قبل فنهج البلاغة , و كلام الامام الصادق ـ عليه السلام ـ يـحـتويان على هذه المسائل اما استثمارها في تركيبة المبادئ الفكرية بصورة مستقلة عن الحديث , فلم يطرح كثيرا قبل الشيخ المفيد و هذاالموضوع لم يكن له وجود سابقا, بخاصة في قم التي كانت مـركزا للحديث الشيعي ولعل تهمة الحشوية المنسوبة الى كاشان تنطلق من هذا الموضوع , اذ كان اهلها يعتمدون على الحديث فحسب على اي حال , نحن نرى ان القاعدة الفكرية للشيعة كانت قائمة منذ البداية على الحديث الذي يبلور العقل محتواه اي : انه يشمل الاستدلال العقلي ايضاو كانت الاحاديث الـتـي نقلتها الشيعة تضم هذه النقاط منذ البداية و ان تضخيم هذه المسالة المتمثلة بعدم وجود اتجاه عـقلي سليم عند الشيعة لا يصح كقاعدة عامة , و ان كان استعمال العقل من قبل الشيخ المفيد كعنصر مستقل , و متاثر بالمذاهب العقلية الاخرى طبعا امر لا ينكر.
بـيـد ان هـذا لا يـمكن ان يدل على تبعية الشيعة للمعتزلة , ذلك ا ننا نجد ان اصل العقائدالاعتزالية مـتـجـسـد في المضامين التي حملتها كلمات الامام علي ـ عليه السلام ـ ملحقة بها اضافات المعتزلة انـفـسـهم , و تاويلاتهم , و تحريفاتهم المتاخرة حتى نقل المؤرخون ان الحسن البصري كان تلميذ الامـام امـيرالمؤمنين ـ عليه السلام ثم رسخت عقائدالاعتزال في واصل بن عطا على اي حال , كان الامـام ـ عليه السلام ـ بوصفه الامام الاول للشيعة , واضعا لهذه المسائل فلا يمكن ان نضفي الاصالة على المعتزلة , و نعتبر الاراالعقلية للشيعة ماخوذة منهم .
و تصدى الشريف المرتضى لرئاسة الشيعة بعد الشيخ المفيد و كان له ايضا دور رئيس وحاسم في تـوسـيـع الـثقافة الشيعية من خلال كتب عديدة ا لفها في العقائد الشيعية و لكنه ـ كما قال المحدث الـمعروف الشيخ يوسف البحراني ـ : كان مجتهدا صرفا, و اصوليابحتا, قليل التعلق في الاستدلال بـالاخـبـار و انما يتعلق بالادلة العقلية
((1235)) و يرى مارتن مكدرموت في الفصل الاخير من كتابه الذي يتحدث فيه عن علاقة الشيخ المفيدو الشريف المرتضى ان الاتجاه العقلي عند الشريف المرتضى كان اكثر مما كان عندالشيخ المفيد ((1236)) و يرى ان استعمال الشيخ المفيد العقل ذو بـعـد دفـاعـي , وذلـك لاثبات الانسجام بين مذهب الامامية و بين العقل اما الشريف المرتضى , فهو يركزعلى العقل بادئ بد.
يـقول المرحوم عبدالجليل الرازي القزويني عن جهود اولئك الاشخاص في توسيع النطاق الفكري للشيعة , و التي كان لها اثرها في بث مبدا التشيع ايضا:.
((ان مـا قـام بـه الـشريف المرتضى في توطيد دعائم الاسلام , و ترويج شريعة جده المصطفى ـ صـلـى اللّه عـلـيه و آله ـ وجوابه عن الشبهات التي اثارها منكرو التوحيدوالرسالة , كالفلاسفة , والـزنـادقـة , والـبـراهمة لم يتيسر لاحد و سبقه الشيخ المفيد الذي كان له طلا ب كثيرون , و مناظرات رفيعة و تصنيفات و كيف يمكن ان ننكر فضل وعظمة الشيخ الكبير ابي جعفر بن بابويه ـ رحـمـة اللّه عليه ؟ و هو الذي لا يخفى على احد اثر علمه و فضله و بركات زهده و امانته , و ذلك ما تشهد به كتبه و مواعظه ودروسه , من الري الى تركستان و ايلاق
((1237)) )).
و مـن اهـم المشاكل التي كان يواجهها الشيعة هي ان الاخرين لم يفرقوا تفريقا واضحابينهم و بين الـغـلاة المحسوبين عليهم , فنظروا اليهم نظرة واحدة و نلحظ ان ما يخص الغلاة نسب الى الشيعة كـلـهـم و ما طرحه الشيعة المعتدلون بوصفه تقية , لم يقبلوه كعقائد يتمسك بها الشيعة المعتدلون و نـقـرا فـي تاريخ الشيعة ان ما ضمن حياة الشيعة المعتدلين هو الاعتدال نفسه اما سائر فرق الغلاة , فـمـنـهـا مـا انقرض , و منها ما سكن في المناطق الجبلية بعيدا عن عاصمة الحكومة و تعرض هذا الاعـتـدال فـي مـواضـع رئيـسـة الـى الـتـغيير والتبديل و لما ترك الغلاة المنحرفون بصماتهم على النصوص الشيعية , لذلك لم يسلم الشيعة المعتدلون من بعض التهم نوعا ما كما لم يسلم اهل السنة ايضا من تهم الصقها بهم الشيعة غالبا و يعود هذا الى وجود بعض الاحاديث غير الصحيحة في صحاح اهل السنة و لعل اهل السنة انفسهم يرفضون كثيرا منها و من المشاكل الاخرى هي ابتعاد الشيعة عن اهـل السنة قليلا نتيجة لبعض المواقف , فافضى هذا الابتعاد الى طرح مسائل الغلو, و كان بينهم من يميل الى بعض الروايات التي رواها الغلاة .
و ادت هذه المسائل مجموعة الى بروز بعض المشاكل المتمثلة بعدم فهم اهل السنة والشيعة بعضهم للبعض الاخر فهما حقيقيا و اذا ما حصل الفريقان على شي من السلطة نسبيا في عاصمة الحكم , فان تـوازنـا اكـثـر يتحقق بينهما, باستثنا بعض المصادمات الدموية التي قد تحدث احيانا, مما يزيد في تدهور الوضع و هذا الامررهين بقرار قادة الفريقين و رغبتهما في حل النزاع سلميا او حربيا و في الحالة الاولى ,نلحظ ان بين الفريقين من يترك التطرف جانبا, و يتنازل عن بعض مواقفه , او ا نه لا يطرح ما فيه الاثارة , بل ينكره احيانا و ثمة ميول الى اهل البيت ـ عليهم السلام ـ كانت موجودة في الـوسط السني , حتى ان بعض السنة اقتربوا من التشيع كثيرا كسبط بن الجوزي و كان بين الشيعة من يحاول ان يخطو في طريق التفاهم بين الفريقين الى حد كبير.
و لا جرم ان السنين الاخيرة شهدت تصعيد العدا الملحوظ في كتب المتاخرين منذالعصر الصفوي , و ذلك بسبب الحروب التي كانت قائمة بين الدولة العثمانية والصفوية علما بان خلفياته كانت موجودة في آثار الفريقين منذ البداية نتيجة لدفاع الامويين والعباسيين عن المذهب السني امام الشيعة .
و قد اشرنا قبل ذلك الى نقاط كانت قد سبقت المسائل السياسية و نلحظ شرائح معتدلة بين الفريقين والـشريحة المعتدلة بين الشيعة هي الشريحة التي حاولت ان لاتتاثر بالغلاة و كان الاتجاه العقلي , الـذي اتـسـع نطاقه بين الشيعة في القرن الرابع والخامس , و خرج من الطابع الاخباري الى الطابع الاجتهادي , باعثا على تنمية هذاالاعتدال , بخاصة في الحقل الفكري و ان كان من الثابت ان المخالفة الـشـديـدة الـتـي ابـداهـا ائمة الشيعة ضد الغلاة , والملحوظة رواياتها في رجال الكشي بوضوح , هي اساس هذا الاعتدال اما على الصعيد العملي , فقد كان للاتجاه العقلي تاثيره الكبير في فرز اخبار الـغلو عن سائر الاخبار و على الرغم من ان كتاب الكافي يضم روايات في تحريف القرآن , بيد ا ننا نلاحظ بجلا انكار هذا الضرب من الروايات في عصرالشريف المرتضى كما ان الطبرسي صاحب مجمع البيان يبدي تشددا بالغا في هذاالمجال .
و يـنبغي ان نعتبر الفترة الزمنية الممتدة في القرن الخامس والسادس فترة النمو, و بروزالتوازن على الصعيد الفكري عند الشيعة مع ان هذا الاعتقاد ـ كما اشرنا ـ قد ظهر منذعصر الائمة بسبب مـناواتهم الشديدة للغلاة و هذا هو الذي افضى الى عدم اختلاطالشيعة المعتدلين بالغلاة , و ان كان الـتـاثـر بـالـغـلاة موجودا, اذ نلحظ بين رواة الشيعة اشخاصا كثيرين كانوا اما من الغلاة , او من الـمـتـاثـريـن بـهـم و خـيـر دليل على ما نقول هوكتب الرجال الشيعية , والاسانيد المنقولة في الاحاديث
((1238)) .
و كـان للنشاطات التي مارسها الشيخ المفيد, و واصلها الشريف المرتضى , والشيخ ‌الطوسي بعده في القرن الخامس , اهميتها البالغة في توسيع نطاق الاعتدال من الوجهة العقيدية , و كذلك في تدوين الفقه الاجتهادي و عرف هؤلا كشيعة اصوليين تمييزا لهم عن الاخباريين والحشويين البعيدين عن العقل , الاخذين بالروايات المنقولة , الذين قديعيش بينهم رواة غلاة و نلحظ هذا الاصطلاح يتكرر كثيرا فـي كـتاب نقض للرازي و ان نظرة على هذا الاصطلاح في الكتاب المذكور يمكن ان تحدد اطار هـذا الاعـتـدال ,بخاصة في مايرتبط باهل السنة و شهد زمانه في ايران مشاركة الشيعة في الحكم , بـيـنماكانت الحكومة سنية و يحاول مؤلف نقض ان يثني على هذا الوضع بتريث , في حين كان مؤلف فضائح الروافض ـ الذي الف الرازي كتابه المشار اليه في رده ـ ممتعضا من الوضع المذكور.
و نقل الرازي في كتابه التهم التي الصقها مؤلف الفضائح بالشيعة , و منها : ا نهم كلهم يعادون الصحابة والسلف الصالح و نسا النبي , ثم فندها مبرئا الشيعة منها, و قال في كلامه كمقدمة : (( و من قرا هذا او سـمـعـه سوا كان تركيا او عربيا, او عاميا, خال انه مذهب الشيعة واللّه ـ تعالى ـ اعلم انه ليس مـذهـبـهـم و اذا قـال اخـبـاري او حشوي او غال شيئا, او حدث حديثا غير صحيح , و نسب الى الاصولية
((1239)) فانه غاية الخيانة والفكر ((1240)) )) ثم قال عن عدا الخلفا : (( و يرون ان امـامة علي و اولاده نص من اللّه و يعلم اولو الالباب ان هذا ليس عدا لابي بكر, و عمر, و ليس سـبـا او قـدحـابـالصحابة و التابعين و اذا كان عكس ذلك , فانه يحسب على الحشوية و الغلاة , لا على الاصوليين ((1241)) )).
و مـن الـطـريـف ا نـنا نقرا في مقدمة تفسير مجمع البيان ـ الذي خطا خطوته على طريق الوحدة الـفكرية , او طريق الموازنة بين الفكر الشيعي والسني في الاقل ـ ان الاعتقادبتحريف القرآن هو عقيدة الحشوية ليس غيرهم
((1242)) .
و عندما اتهم الشيعة انهم ((يرون امامة الائمة الاثني عشر كرسالة رسول اللّه قائلا: ((يعتقد الاصوليون من الشيعة ان درجة النبوة والرسالة اعظم , و رتبتها اكبر,و ان الرسول مطاع , و ان طاعة الامام واجبة
((1243)) )).
و بـلـغ دفـاعه عن الاصوليين درجة انه رد على من اتهمهم انهم يرون نزول الايتين 25و 26 من سـورة الـفـجـر فـي ابـي بـكـر, قائلا في سياق كلامه ((انه غير موجود في اي كتاب من كتب الاصـولـيين )) : ((قوله تعالى : كلا بل لا تكرمون اليتيم لا ينطبق على ابي بكر, لانه اكرم الايتام جـمـيعهم و قوله تعالى : ولا تحاضون على طعام المسكين لا ينطبق عليه ايضا,لا نه بذل امواله في هـذا الـسـبـيل
((1244)) )) و بعد ذلك , قال مشيرا الى ان مؤلف فضائح الروافض يزعم ا نه كان شيعيا طوال 25 سنة : (( ما ظنك ؟ كله كذب و افترا لقدكان غاليا و اخباريا و حشويا و ما ذكره هو شبهات الغلاة والاخبارية والديصانية , و ليس للاصوليين علاقة به ((1245)) )) و في مواطن اخرى , يبرئ الشيعة الاصوليين من هذه التهم التي ياتي اغلبها من الغلاة ((1246)) .
و كما المعنا سابقا, فان مجمع البيان لافت للنظر ايضا في حقل هذا التقارب , مع ان عنصر التقية يمكن ان يكون مؤثرا في هذا المجال و يرى الاستاذ كريمان في المقارنة التي عقدها بين تفسير ابي الفتوح الـرازي , و تـفـسـير مجمع البيان ان الطابع الشيعي في تفسير الرازي اكثر ثم يشير الى الاوضاع الـصـعـبة التي كانت تعيشها خراسان في عهدالطبرسي , و يقول : (( و لم يتمتع اتباع هذا المذهب (الـشيعي ) بحرية العمل في تلك المنطقة يومئذ
((1247)) )) و اشار مصححو مجمع البيان السنة فـي مـقـدمـتـه الـى حسن ما فيه بوضوح قائلين : (( هي ا نه مجمع ما روي عن طريق آل البيت ـ رضي اللّه عنهم ـ و ماروي من طريق مذاهب السنة ((1248)) )) و بعد ذلك , قطع الشيعة مراحل مـخـتـلـفـة عـلـى طـريـق الاقـتراب من السنة و عندما تحتدم القضايا السياسية , فان علاقتهما تـمـنى بالمشاكل و ننقل فيما ياتي تحليلا للدكتور الشيبي حول العلا مة ابن ميثم البحراني المتوفى سنة 679 ه , و هذا التحليل يرتبط ببحثنا الحالي :.
(( و يـنبغي ان يذكر لابن ميثم اعتداله في التشيع و تجنبه الخوض في الخلافات و اللعن حتى انه في تعرضه للخطبة الشقشقية التي نسب
((1249)) الى علي فيها تعرضه لابي بكر, حاول ان يجعل من الامر شيئا هينا جدا ((1250)) )).
و مـن اطـرف مـا يذكر لابن ميثم عرضه لاصطلاح التبري الذي يعني عند الشيعة البراة من اعدا عـلـي , فـخرج به الى عالم التصوف المتسامح , و ذكر ان ((المراد به ان يبراالانسان من حوله و قوته , و لا يلتفت الى نفسه بعين الرضا و التزكية
((1251)) )).
و فـي الختام , يحق لابن ميثم ان ينوه له با نه سبق الشيعة كلهم الى الاستشهاد بكلام الغزالي على ما كـان من هذا من وقوع في الشيعة فبين لنا كيف يستطيع الشيعي ان شاان يتجنب ما ليس فيه عناد من سفاسف الامور و دلل على ان السب و غيره من الشؤون الجانبية انما يسعى اليها الشيعي في ظروف خاصة تمليها السياسة و مقتضياتها حين تعزالسلامة و ينفجر مرجل الغضب
((1252)) .
و بغض النظر عن هؤلا العلما, فقد كان ادبا كثيرون على هذه الشاكلة ايضا, منهم :الشريف الرضي و الصاحب بن عباد وزير البويهيين الذي سنتحدث عنه في السطورالقادمة بايجاز.
يـضـاف الى ذلك , ان اتساع نطاق الاعتزال ادى دورا كبيرا في تنامي الشيعة و نقرا ان البصرة التي كـانـت عثمانية الهوى , اصبحت مركزا للمعتزلة تدريجا, مما افضى الى تنامي الشيعة فيها و عاشت بـسـبـب ذلك صراعات و نزاعات بين الشيعة و السنة في القرن الرابع و يعود هذا الى ان المعتزلة كانوا حماة العلويين و يعد هذا العمل اول خطوة على طريق التشيع و نلمس ميولا علوية شديدة عند بـعض رواة الاخبار, كابي الفرج الاصفهاني الذي كان شيعيا مع ا نه ينحدر من ارومة اموية و هو ما تـعجب منه كثير من الناس و نقل في كتاب الاغاني اخبارا جمة تدل على ميوله العلوية كما ان كتابه مـقـاتـل الـطالبيين يضم ملاحظات مهمة في هذا المجال و ان وجود هذه الكتب بوصفها كتباادبية و تاريخية , و مطالعتها في الاوساط الدراسية , شد كثيرا من الباحثين الى العقائدالشيعية , و استقطبهم تلقائيا بخاصة , ان السنة المتعصبين والحنابلة كانوا يتبراون من هؤلا الاشخاص حتى لو نقلوا فضيلة واحدة لاهل البيت ـ عليهم السلام و هذا مادفعهم الى الارتما في احضان الجبهة المقابلة كما نقرا ان الـحـنفيين (عند ما كانت عقائدهم اعتزالية ) تعاطفوا مع الشيعة في الصراع الذي نشب بينهم و بين الـشـافـعـيـيـن (عند ما كانوا مجبرة و مشبهة بالري ((230))) و كان بعض وزرا البويهيين من حـماة التشيع و احد هؤلا هو اسماعيل بن عباد المعروف بالصاحب , و قد وزر للبويهيين مدة طويلة و فـي الـوقـت نـفـسه كان علمه و ادبه باعثا على شهرته بين الناس والعلما لذلك دخل بعضهم في مذهبه
((1254)) .
و كان الصاحب احد الشيعة الذين حام الخلاف حول عقائدهم فمن قائل : انه يتشيع بمذهب ابي حنيفة و مـقـالـة الزيدية
((1255)) و من قائل : انه معتزلي ((1256)) ونسب اليه ايضا كتاب عنوانه الـزيـديـة , و كـتـاب آخـر عـنـوانـه : كـتـاب تـفـضـيل علي بن ابي طالب و تصحيح امامة من تـقـدمـه ((1257)) بـيـد ان الـذي يبدو هو ان اصرار الحموي لاطائل تحته اذ ان الاعتقاد برا المعتزلة لا يمكن ان يحدد مذهبه اذا اخذنا بنظرالاعتبار القواسم المشتركة بين الشيعة والمعتزلة فـي هـذه الـعـقـائد علما بان الكتاب الذي نسب اليه بهذا العنوان , ذكره الاخرون بشكل مغاير فنقل الـحنبلي ان عنوانه هو كتاب الامامة الذي يذكر فيه فضائل علي ـ عليه السلام ـ و يثبت امامته على من تقدمه , لانه كان شيعيا ((1258)) .
الـوحـدة الـفكرية , او طريق الموازنة بين الفكر الشيعي والسني في الاقل ـ ان الاعتقادبتحريف القرآن هو عقيدة الحشوية ليس غيرهم .
و عـندما اتهم الشيعة انهم ((يرون امامة الائمة الثني عشر كرسالة رسول اللّه قائلا: ((يعتقد الاصوليون من الشيعة ان درجة النبوة والرسالة اعظم , و رتبتها اكبر, وان الرسول مطاع , و ان طاعة الامام واجبة )).
و بـلـغ دفـاعه عن الاصوليين درجة انه رد على من اتهمهم انهم يرون نزول الايتين 25 و26 من سـورة الـفـجـر فـي ابـي بـكـر, قائلا في سياق كلامه ((انه غير موجود في اي كتاب من كتب الاصوليين )) : ((قوله ـ تعالى : كلا بل لا تكرمون اليتيم لا ينطبق على ابي بكر, لانه اكرم الايتام جـمـيعهم و قوله ـ تعالى : ولا تحاظو على طعام المسكين لا ينطبق عليه ايضا, لانه بذل امواله في هـذا الـسبيل )) و بعد ذلك , قال مشيرا الى ان مؤلف فضائح الروافض يزعم انه كان شيعيا طول 25 سنة : (( ما ظنك ؟ كله كذب و افترا لقد كان غاليا و اخباريا و حشويا وما ذكره هو شبهات الغلاة والاخـبـاريـة والـديـصـانـية , و ليس للاصوليين علاقة به )) و في مواطن اخرى , يبرا الشيعة الاصوليين من هذه التهم التي ياتي اغلبها من الغلاة .
و كـمـا الـمعنا سابقا, فان مجمع البيان لافت للنظر ايضا في حتقل هذا التقارب , مع ان عنصر التقية يمكن ان يكون مؤثرا في هذا المجال و يرى الاستاذ كريمان في المقارنة التي عقدها بين تفسير ابي الـفـتـوح الـرازي , و تـفـسير مجمع البيان ان الطابع الشيعي في تفسيرالرازي اكثر ثم يشير الى الاوضـاع الـصبعة التي كانت تعيشها خراسان في عهد الطبرسي , ويقول : (( و لم يتمتع اتباع هذا الـمـذهب (الشيعي ) بحرية العمل في تلك المنطقة يومئذ)) واشار مصححو مجمع البيان السنة في مـقـدمـتـه الـى حـسـن مـافـيـه بوضوح قائلين : (( هي انه مجمع ما روي عن طريق آل البيت ـ رضـي اللّه عنهم ـ و ما روي من طريق مذاهب السنة )) و بعدذلك , لقد قطع الشيعة مراحل مختلفة عـلـى طريق الاقتراب من السنة و عندما تحتدم القضايا السياسية , فان علاقتهما تمنى بالمشاكل و ننقل فيما ياتي تحليلا للدكتور الشيبي حول العلامة ابن ميثم البحراني المتوفي سنة 679 ه , و هذا التحليل يرتبط ببحثاناالحالي :.
(( و يـنـبغي ان يذكر لابن منثم اعتداله في التشيع و تجنبه الخوض في الخلافات واللعن حتى انه فـي تـعرضه للخطبة الشقشقية التي نسب الى علي فيها تعرضه لابي بكر, حاول ان يجعل من الامر شيئا هينا جدا)).
و من اطرف ما يذكر لابن ميثم عرضه لاصطلاح التبري الذي يعني عند الشيعة البراة من اعدا علي فخرج به الى عالم التصوف المتسامح , و ذكر ان ((المراد به ان يبرا الانسان من حجوله و قوته , و لا يلتفت الى نفسه بعين الرضا والتزكية )).
و فـي الختام , يحق لميثم ان ينوه له بانه سبق الشيعة كلهم الى الاستشهاد بكلام الغزالي على ما كان مـن هـذا مـن وقـوع فـي الشيعة فبين لنا كيف يستطيع الشيعي ان شا ان يتجنب ما ليس فيه عناد من سفساف الامور و دلل على ان السب و غيره من الشؤون الجانبية انمايسعى اليها الشيعي في ظروف خاصة تميلها السياسة و مقتضياتها حين تعز السلامة وينفجر مرجل الغضب
((1259)) .
و بغض النظر عن هؤلا العلما, فقد كان ادبا كثيرون على هذه الشاكلة ايضا, منهم :الشريف الرضي و الصاحب بن عباد وزير البويهيين الذي سنتحدث عنه في السطورالقادمة بايجاز.
يـضـاف الى ذلك , ان اتساع نطاق الاعتزال ادى دورا كبيرا في تنامي الشيعة و نقرا ان البصرة التي كـانـت عثمانية الهوى , اصبحت مركزا للمعتزلة تدريجا, مما افضى الى تنامي الشيعة فيها و عاشت بـسـبـب ذلك صراعات و نزاعات بين الشيعة و السنة في القرن الرابع ويعود هذا الى ان المعتزلة كانوا حماة العلويين و يعد هذا العمل اول خطوة على طريق التشيع و نلمس ميولا علوية شديدة عند بـعض رواة الاخبار, كابي الفرج الاصفهاني الذي كان شيعيا مع انه ينحدر من ارومة اموية و هو ما تـعجب منه كثير من الناس و نقل في كتاب الاغاني اخبارا جمة تدل على ميوله العلوية كما ان كتابه مـقـاتـل الطالبيين يضم ملاحظات مهمة في هذا المجال و ان وجود هذه الكتب بوصفها كتبا ادبية و تاريخية , و مطالعتها في الاوساط الدراسية , شد كثيرا من الباحثين الى العقائد الشيعية , و استقطبهم تـلـقـائيـابـخاصة ,ان السنة المتعصبين والحنابلة كانوا يتبراون من هؤلا الاشخاص حتى لو نقلوا فضيلة واحدة لاهل البيت ـ عليهم السلام و هذا ما دفعهم الى الارتما في احضان الجبهة المقابلة كما نـقرا ان الحنفيين (عند ما كانت عقائدهم اعتزالية ) تعاطفوا مع الشيعة في الصراع الذي نشب بينهم و بين الشافعيين (عند ما كانوا مجبرة و.
بمذهب ابي حنيفة و مقالة الزيدية
((1260)) و من قائل : انه معتزلي ((1261)) ونسب اليه ايضا كـتـاب عـنوانه الزيدية , و كتاب آخر عنوانه : كتاب تفضيل علي بن ابي طالب و تصحيح امامة من تـقـدمـه ((1262)) بـيـد ان الـذي يبدو هو ان اصرار الحموي لاطائل تحته اذ ان الاعتقاد برا المعتزلة لا يمكن ان يحدد مذهبه اذا اخذنا بنظر الاعتبارالقواسم المشتركة بين الشيعة والمعتزلة فـي هـذه الـعـقـائد علما بان الكتاب الذي نسب اليه بهذا العنوان , ذكره الاخرون بشكل مغاير فنقل الـحنبلي ان عنوانه هو كتاب الامامة الذي يذكر فيه فضائل علي ـ عليه السلام ـ و يثبت امامته على من تقدمه , لانه كان شيعيا ((1263)) .
مشبهة بالري ((241))) و كان بعض وزرا البويهيين من حماة التشيع و احد هؤلا هواسماعيل بن عـباد المعروف بالصاحب , و قد وزر للبويهيين مدة طويلة و في الوقت نفسه كان علمه و ادبه باعثا على شهرته بين الناس والعلما لذلك دخل بعضهم في مذهبه
((1265)) .
و كان الصاحب احد الشيعة الذين حام الخلاف حول عقائدهم فمن قائل : انه يتشيع .
بمذهب ابي حنيفة و مقالة الزيدية
((1266)) و من قائل : انه معتزلي ((1267)) ونسب اليه ايضا كـتـاب عـنوانه الزيدية , و كتاب آخر عنوانه : كتاب تفضيل علي بن ابي طالب و تصحيح امامة من تـقـدمـه ((1268)) بـيـد ان الـذي يبدو هو ان اصرار الحموي لاطائل تحته اذ ان الاعتقاد برا المعتزلة لا يمكن ان يحدد مذهبه اذا اخذنا بنظر الاعتبارالقواسم المشتركة بين الشيعة والمعتزلة فـي هـذه الـعـقـائد علما بان الكتاب الذي نسب اليه بهذا العنوان , ذكره الاخرون بشكل مغاير فنقل الـحنبلي ان عنوانه هو كتاب الامامة الذي يذكر فيه فضائل علي ـ عليه السلام ـ و يثبت امامته على من تقدمه , لانه كان شيعيا ((1269)) .
شهرته بين الناس والعلما لذلك دخل بعضهم في مذهبه
((1270)) .
و كان الصاحب احد الشيعة الذين حام الخلاف حول عقائدهم فمن قائل : انه يتشيع .
از پائين به بعد درست است .
308بمذهب ابي حنيفة و مقالة الزيدية
((1271)) و من قائل : انه معتزلي ((1272)) ونسب اليه ايـضا كتاب عنوانه الزيدية , و كتاب آخر عنوانه : كتاب تفضيل علي بن ابي طالب و تصحيح امامة مـن تـقـدمه ((1273)) بيد ان الذي يبدو هو ان اصرار الحموي لاطائل تحته اذ ان الاعتقاد برا المعتزلة لا يمكن ان يحدد مذهبه اذا اخذنا بنظر الاعتبارالقواسم المشتركة بين الشيعة والمعتزلة فـي هـذه الـعـقـائد علما بان الكتاب الذي نسب اليه بهذا العنوان , ذكره الاخرون بشكل مغاير فنقل الـحنبلي ان عنوانه هو كتاب الامامة الذي يذكر فيه فضائل علي ـ عليه السلام ـ و يثبت امامته على من تقدمه , لا نه كان شيعيا ((1274)) .
الدليل الاخر على تشيع الصاحب بن عباد تشيعا اماميا هو كلام الشيخ الصدوق في عيون اخبار الرضا يـقـول الشيخ في مقدمة هذا الكتاب الذي اهداه الى الصاحب بن عباد:((وقع الي قصيدتان من قصائد الصاحب في اهدا السلام الى الامام الرضا ـعليه السلام فصنفت هذا الكتاب لخزانته المعمورة ببقائه اذ لـم اجد شيئا آثر عنده واحسن موقعا لديه من علوم اهل البيت ـ عليهم السلام ((لتعلقه بحبهم , و اسـتـمـسـاكه بولايتهم ,و اعتقاده بفرض طاعتهم , و قوله بامامتهم , و اكرامه لذريتهم , و احسانه الى شيعتهم
((1275)) )).
ان الـشـعر الذي نقله الصدوق عن الصاحب ـ مضافا الى ما فيه من الدلالة على تشيعه ,بخاصة للامام الـرضا ـ عليه السلام ـ الذي له منزلة رفيعة في قلوب الشيعة الامامية ـ معلم على جهوده في تنمية التشيع ايضا فقد قال في بعضه :.
واللّه واللّه حلفة صدرت ـــــ من مخلص في الولا مغموس
((1276)) .
و قال في القصيدة الثانية :.
و قل له من مخلص ـــــ يرى الولا مفترضا.
و اعـلـن الـشـاعـر بـراتـه مـن تـيـم , و عـدي , و عـثـمـان فـي شـعـر آخـر رواه صاحب المناقب عنه
((1277)) .
نـلـحظ الصاحب في البيتين المتقدمين يتمسك بولايته لاهل البيت ـ عليهم السلام ـو لشخص الامام الـرضـا ـ عليه السلام و يعلن في قصيدتيه اللتين ضمتا هذين البيتين عن عزمه على نشر التشيع , و قمع النواصب الذين كانوا متنفذين في اصفهان يومئذ يقول في بعضها:.
لما رايت النواصب انتكست ـــــ راياتها في زمان تنكيس .
صدعت بالحق في ولائكم ـــــ و الحق مذ كان غير مبخوس
((1278)) .
و يرى المجلسي ايضا ان الصاحب بن عباد من الامامية
((1279)) و يذهب الافندي كذلك الى نفس الراي ((1280)) و يواصل كلامه فينفي عنه تهمة الاعتزال قائلا :((والسر في نسبة الاعتزال الـيـه ان العامة من الاشعرية لم يفرقوا في الاصول بين المعتزلة والشيعة , بل اعتقادهم ا نهما على طـريـقة واحدة ((1281)) )) و للخونساري تحليل مماثل لهذا التحليل فيه ((1282)) و نقل عن ابـن ابـي طي ايـضا قوله انه كان امامي الراي , و ان الشيخ المفيد يرى ان الكتاب المنسوب اليه في الاعتزال منحول ((1283)) .
و يـتـبـين من مناواة الاخرين له ان جهوده في نشر التشيع و بسط نفوذه , و في الاقل ,تنمية اسس العدل والتوحيد كانت كبيرة .
و نقل عن القاضي نوراللّه ايضا قوله : ((ان تشيع الصاحب و اهتمامه في ترويج مذهب اهل التوحيد والعدل في غاية الاشتهار
((1284)) )).
و عندما كان الصاحب في اصفهان , فان اهلها المتعصبين كانوا يثيرون حساسية خاصة ضده و حكي ان رجـلا من اهلها وقف يوما على رجل يزني باهله , فاخذ السوط, و جعل يعاقب به امراته على عملها, و هـي تـصـيح معتذرة اليه بالقضا و القدر فقال لها الرجل :تزنين يا عدوة اللّه , ثم تعتذرين باكبر من اثـمـك فـلما سمعت المراة بذلك منه , نادت :وا سواتاه , تركت السنن , و صبوت الى مذهب ابن عباد فتفطن الرجل , و القى من يده السوط, و اعتذر اليها, و قال لها : انت سنية حقا
((1285)) و مذهب الـصـاحب هو مذهب الاختيار الذي يمثل عقيدة من عقائد الشيعة والمعتزلة و تدل هذه الواقعة على تـسـنـن قـوي فـي اصفهان , و جهد كبير بذله الصاحب في ابدا آرائه و عقائده , وهو مشهور عند الجميع .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

قبول الخلافة
تأملات وعبر من حياة يوسف (ع) - ج 2
أقوال علماء السنة في المذهب الشيعي
الثورة الحسينية اسبابها ومخططاتها القسم الاول
الكمالات المحمدية تصنيف مبتكر في الإعجاز الخلقي
صور التقية في كتب العامة
غزوة بدر تكسر شوكة الكفر والشرك
ما المقصود بليلة الهرير؟
يوم عاشوراء في اللغة والتاريخ والحديث
الشيعة في ألبانيا

 
user comment