عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

مناظرة الإمام الصادق(ع) مع عبد الله بن الفضل الهاشمي في الحكمة من غيبة الإمام المهدي(ع)

مناظرة الإمام الصادق(ع) مع عبد الله بن الفضل الهاشمي في الحكمة من غيبة الإمام المهدي(ع)

روي عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : سمعت الصادق عليه السلام يقول : إنّ لصاحب هذا الاَمر غيبة لا بدّ منها ، يرتاب فيها كلّ مبطل .

قلت له : ولِمَ جعلت فداك ؟

قال : لاَمر لا يؤذن لي في كشفه لكم .

قلت : فما وجه الحكمة في غيبته ؟

قال : وجه الحكمة في غيبته ، وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج الله (۱) تعالى ذكره ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره(۲) كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر عليه السلام ، من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى عليه السلام إلى وقت افتراقهما .

يا بن الفضل ! إنَّ هذا الاَمر أمر من الله ، وسرّ من سرّ الله ، وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا أنّه عزّ وجلّ حكيم صدقنا بأنّ أفعاله كلّها حكمة ، وإن كان وجهها غير منكشف (۳).

——————————————-
(۱) راجع : كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج ۱ ص ۱۲۷ ـ ۱۵۳ (في الحكمة من غيبات بعض الاَنبياء عليهم السلام) .
(۲) إنّ مفاد هذه الرواية الشريفة هو عدم معرفة وجه الحكمة من غيبته الشريفة حتى يظهر عجل الله فرجه الشريف ، فحينئذٍ يتبيّن للناس وجه الحكمة من غيبته ، إلاّ أن هناك مجموعة من الروايات الشريفة والتي ذكرها الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كمال الدين : ج ۱ ص ۴۷۹ـ ۴۸۲ (ب علة الغيبة) قد أفصحت عن بعض أوجه الحكمة من غيبته : وهي على طوائف خمس على حسب ما تتبعته عاجلاً وهي :
الطائفة الاُولى : كرواية علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال : كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث (الرابع ن ل) من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه ، قلت له : ولِمَ ذاك يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : لاَنّ إمامهم يغيب عنهم ، فقلت: ولِمَ ؟ قال : لئلا يكون لاَحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف .
الطائفة الثانية (وهي رواية واحدة) : ما روي عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنَّ للقائم منّا غيبة يطول أمدها ، فقلت له : يا بن رسول الله ولِمَ ذلك ؟ قال : لاَنّ الله عزّ وجلّ أبى إلاّ أن تجري فيه سنن الاَنبياء عليهم السلام في غيباتهم ، وإنّه لا بدّ له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم ، قال الله تعالى : (لتركبنَّ طبقاً عن طبق) ـ الانشقاق :۹ـ أي سنن من كان قبلكم .
الطائفة الثالثة : كرواية زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : للقائم غيبة قبل قيامه ، قلت : ولِمَ؟ قال : يخاف على نفسه الذّبح .
الطائفة الرابعة : (وهي التي ذكرها أيضاً الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كمال الدين : ج۲ ص ۶۴۱ ب ۵۴) عن إبراهيم الكرخي قال : قلت لاَبي عبد الله عليه السلام : أصلحك الله ألم يكن عليّ عليه السلام قوياً في دين الله عزّ وجلّ ؟ قال : بلى . قال : فكيف ظهر عليه القوم ، وكيف لم يدفعهم وما يمنعه من ذلك ؟ قال : أيةً في كتاب الله عز وجل منعته قال : قلت وأيّة آية هي؟ قال: قوله عزّ وجلّ : ( لو تزيّلوا لعذّبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً ) إنّه كان لله عزّ وجلّ ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين ، فلم يكن عليّ عليه السلام ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع فلما خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله ، وكذلك قائمنا أهل البيت عليهم السلام لن يظهر أبداً حتى تظهر ودائع الله عزّ وجلّ فإذا ظهرت ظهر على من يظهر فقتله .
الطائفة الخامسة : وهي ما روي عن أبي جعفر عليهم السلام محمد بن علي أنه قال : إذا اجتمع للاِمام عدة أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر وجب عليه القيام والتغيير . (بحار الاَنوار : ج ۱۰۰ ص۴۹ ح ۱۸) .
فمفاد هذه الطوائف الخمس هي أن أوجه الحكمة خمسة أمور في عدم ظهوره حتى يأذن الله له بالخروج صلوات الله عليه وهي :
۱ ـ لئلا يكون لاَحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف .
۲ ـ لكي تجري فيه سنن الاَنبياء السابقين في غيباتهم واستيفائها .
۳ ـ انّه عليه السلام يخاف على نفسه الذبح لو خرج قبل أوان خروجه المناسب .
۴ ـ انّه لن يظهر عليه السلام حتى تظهر ودائع الله (كما في رواية أخرى : ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين) .
۵ ـ إنه عليه السلام لا يظر حتى تتكامل عدة أصحابه عدة أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً ، وهم إصحاب الألولية ، وهم حكام الله في أرضه على خلقه … الخ كما في رواية المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام ( بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۳۲۶ ح ۴۲ ) .
فما هو وجه الجمع بين رواية الهاشمي التي مفادها عدم معرفة الحكمة من غيبة حتى يظهر ، وبين تلك الطوائف الخمس في بيان الحكمة من الغيبة ؟ نقول : لعل الرواية الأولى ناظرة إلى عدم انكشاف تمام العلة من غيبة لا بعضها ، ولا مانع من بيان بعض وجوه الحكمة كما في الطوائف الخمس ، وتبقى الحكمة الأصل خافية علينا في غيبة حتى يظهر عجل الله فرجه ، فلا تنافي بين الروايات والله العالم .
(۴)الاِحتجاج للطبرسي : ج ۲ ص ۳۷۶ ، كمال الدين وتمام النعمة : ج ۲ ص ۴۸۲ ح ۱۱ ، حلية الاَبرار : ج ۲ ص ۵۸۹ ـ ۵۹۰ .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تكاليف عصر الغيبة الكبری
المهدي والحسين عليه السلام الدور والتجلي
سيرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه)
أتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
كيف يكون الإنتظار للإمام المهدي عليه السلام
المدخل إلى عقيدة الشيعه الإمامية في ولادة الإمام ...
لإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) في الإنجيل
انقطاع النیابة فی الغیبة الکبرى
الانتظار بين السلب والايجاب
عالمية الاعتقاد بالمهدي

 
user comment