عربي
Tuesday 15th of October 2024
0
نفر 0

ملحمة الحسين (ع)

ملحمة الحسين (ع)

ملحمة الحسين (ع)

للشاعر اللبنانى جورج شكور

صدر للشاعر واللغوى اللبنانى جورج شكور ملحمة شعرية فى شهيد كربلا‌ء الا‌امام الحسين بن على بن أبى طالب عليهما السلا‌م فى بيروت عن شركة "ساب انترناسيونال".

وتقع الملحمة فى مجلد فاخر يتضمن 50 صفحة من القطع الصغير وتقدم للملحمة الشاعرة اللبنانية "فاطمة غدار خليفة" بقصيدة تمتدح فيها المؤلف وشعره فى الا‌امام الحسين (ع).

ويحاول اللغوى والشاعر جورج شكور فى هذه الملحمة التى تزيد عن 80 بيتاً أن يقدم الصورة الا‌انسانية العامة لشخصية الا‌امام الحسين (ع) ليؤكد أن هذا الا‌امام (ع) لم يكن لفترة تاريخية محددة فى إطار زمنى خاص وإنما هو ماض وحاضر ومستقبل.

ويحافظ الشاعر شكور فى ملحمته "الحسين عليه السلا‌م" علي شروط العنونة الجيدة الثلا‌ثة: التكامل العضوى، الا‌ايجاز، وقوة التعبير، ليحول مضمون الملحمة إلي مسرح للسرد والبطولة والا‌ايحاء بحيث يمتزج التاريخ والمثل والا‌›وصاف والشخصيات والحوارات والحكم.

ويستحضر الشاعر فى مطلع ملحمته ضمير البشرية جمعاء بقوله:

"علي الضمير دم كالنار موار - ان يذبح الحق فالذباح كفار"

لينتقل فى البيت الثانى إلي جود الا‌امام الحسين (ع) وسخائه فى التضحية ومن ثم إلي تركيز الشهادة، لينطلق الشاعر إلي رحابة الا‌امام الحسين منذ كان طفلا‌ً يقبل ثغره ثغر النبى (ص) ويبثه أنفاس روحه بتفاوح الا‌›زهار فى الا‌›سحار، مروراً بحياته فى كنف والده الا‌امام على بن أبى طالب صاحب "نهج البلا‌غة" و"ذو الفقار"، وصولا‌ً إلي ساحة كربلا‌ء حيث يصف الشاعر رد الا‌امام الحسين ب‍"لا‌" لبيعة يزيد بأنها "كالسيف صارمة".

وينتقل الشاعر إلي زيارة الا‌امام الحسين لقبر جده (ص) ليصور تلبية الا‌امام لنداء رسول الله (ص) بقوله:

"أقدم حسين حبيبى أهلک اشتعلوا - شوقاً إليک غداً للشوق أبصار"

ويخالف الشاعر المسيحى موقف كبار شعراء الشيعة بمن فيهم الشريف الرضى والجواهرى ممن قالوا: "إن كربلا‌ء كرب وبلا‌ء" فيتساءل فى أحد أبياته:

"يا كربلا‌ء أأنت الكرب مبتلياًوأنت جرح علي الا‌›يام نغار؟"

"لا‌، لا‌، وثيقة حق أنت شاهدة ان فى الخليقة أشرار وأخيار"

ويختتم الشاعر شكور بمخاطبة الوجدان الا‌انسانى لا‌فتاً إلي أن الا‌امام قدم حياته بسخاء فداء للعشق الا‌الهى، معتبراً أن الذين اشتركوا فى قتله حرموا من عطر نسيم الحسين (ع).

علي الضَّمير دَ مٌ كالنَّار َمَّوارُإ ن يُذبَح الحَقُّ فالذّ باحُ كفَّارُ

دَمُ< الحُسين> سَخِي فى شَهادتِهما ضَاعَ هَدراً به للهَدى أنوارَ

وللشَّهادة طَعمٌ لم َيُذ قهُ سَويالشُّمِّ الا‌›لي أقسَمُواإن يُظلَمُوا ثاُروا

قال الا‌›ئمَّة وائتمَّت بِهم أُمَمٌقال الخصُومُ وصدقُ القول إصرارُ:

أمَا< الحُسينُ> رَبيبٌ للنَّبىِّ أمانَما لهُ فى فؤادِ الجَدِّ إيثارُ ؟

سَمَّاهُ رَيحانةَ الشُّبَّان حاليةًعلي الجنان شذا الرَّيحان مِعطارُ

وقبَّلَ الثَّغرَ يَحبُو روحَهُ نسمًاكماتفاوحُ فى الا‌›سحار أزهارُ

أمَا<الحُسينُ> وَريثٌ< للعلىِّ>فتي الفتيان مَن نَهجُهُ فى السِّرِّ أسرارُ؟

وسيفُه< ذوالفقار> الفَذُّ ذوشُطَبٍشَهمُ التَّطلّع فيماالغيرُغدَّارُ

خليفةالمصطفَي< يومَ الغدر>وقدأتاهُ م الغيب:بَلّغ أنت تختارُ

فقال:مَن كنتُ مَولا‌هُ علىُّ لهُمَولًي وبايعَ بالآلا‌ف حُضَّارُ...

أكبَرتُ عن أدمُعي يومَ الحُسينوللشهادةِ البكرأعراسٌ وإكبارُ

فى ثوبه احتشد ت دُنياوقد نهضت أحلا‌مُ أُمَّته إذ ضَجَّ إنذارُ

هذا< يزيدُ> دَعىُّ الحُكم ينذ رُهُ وهل يبايعُ بالا‌› حكام فجَّارُ؟!

رَدَّ<الحسينُِ > ب<لا‌>كالسّيف صارمةٍوسَيّدُ الحقّ ب<اللا‌َّءات>زَأَّارُ

سمعت جدّى رسول اللهِ حرمهافلا‌خلا‌فةَ فى< سُفيان> تشتارُ

المبدأ الحر ّسرٌّ لا‌أُد نِّسُهُمُقدَّسٌ وحُماة ُالسِّرِّ أَحرارُ

حارَ<الوليدُ> فماغدرُالحسين سوي غدرٍبرأسٍ به يستَكبر ُالغارُ

خسرتُ دينى وجنّّات النَّعيم إذاخَسرتُُهُ ماأناوالله جزَّّ ا رُ

إن لم يبايع فلا‌إثمٌ ولا‌جُرُمٌولا‌جُناحَ عليه الحُرُّ جبَّارُ

سارَ<الحسين> إلي تُرب النَّبي تُقًيمُستُلهمًا سرَّهُ للقَبرإسرارُ

صَلَّي مَليًّا فأغفَي راوَد َته رؤًىأن جدُّه قال ما فى القول إضمارُ:

إنِّى أَراکَ ذ بيحَ <الطَّفَّ> منُطَرَحًًا فى<كربَلا‌ء> ومنکَ الدَّ مُّ فوَّ ارُ

ظَمآن َوَيلک لا‌تُسقَى، وهُم بِهِمُإلي شفاعتى َالسَّمحاءأو طارُ

يَرجونها؟لا‌،ورَبِّى لن أجُود َبها يومَ القيامةِ ،لا‌، لم ينجُ أشرارُ

أقدم،<حُسينُ>،حَبيبى،أهلُک َاشتعلواشوقا ًإليکَ،غَدَا للشَّوق أبصارُ

مَدارجُ الجنَّة العليا توَزَّعُهاروحُ الشَّهيد، وأبرارٌ وأطهارُ

قال<الحُسينُ>:<مشيناهاخُطًي كتبَت> إلي الجهاد، وإلا‌َّ هدَّ نا العارُ

نَحنُ النُّسورُ، سَماءُ الله مَسرَحُناأَرواحُنا، فَوقُ، إن ضاقت بناالدّارُ

مَضَي إلي مَكَة البَطحاءِِ مُعتزماًلم يَثنه ناصحٌ ، لم تُجد إعذارُ

<لا‌خارجاً أشراً،لا‌مُفسداً بَطراً>بل هَمُّ أُمَّته فى البال دَ وَّارُ

منَ العراق أتَتهُ الكتبُ ، قائلةً:إنَّا فداک، فأقد م نحن أنصارُ

سَرَى<الحُسين> برَكبٍ لا‌يُماثلَهُ رَكبٌ، فكيف التقت شمسُ وأقمارُ؟!

وظلّ َيستطلعُ الا‌›خبارَ مُبتهجاًحتَّي أتَتهُ بما لم يَهَو أخبارُ:

قلوبُهُُم معَهُ فى السِّرِّ خافقةٌعليهِ أَسيافُهُم فى الجهر جُهَّارُ

دَرَى<يزيد> بما دارَ الزَّمان بهِ فدارَمنه علي الثُّوَّار سَمسارُ

هذ ا يُعلِّلهُ بالمُغرياتِ، وذابالمُرهبات، وجَيشُ الجَورَجرَّارُ

تُشرَي شُعوبٌ إذاجاعت،وإن جزَعَت فالظُّلمُ مُرتَهَبٌ، والمالُ غرَّارُ

لكنَّما شُهَداءُ الحقِّ مِن كبََرٍوالشامخُ الحُرُّ لا‌يُغريه ِ د ينارُ

يا<كربَلا‌ءُ>،أأنت الكربُ مُبتلياًوانتِ جُرحٌ علي الا‌›يام نَغَّارُ؟

لا‌،لا‌، وثيقةُ حقٍّ أنت شاهِدةٌأن فى الخليقةِ أشرارٌ وأخيارُ

وجولةُ البطل،إن طالت،لهاأجلٌوالحقُّ،جولتُه فى الدَّهرأدهارُ

كلُّ الزَّعاماتِ،إن شيدَت علي ظلُمٍكالبُطل وَلَّت،وصرحُ الظُّلم ينهارُ

وَوَحدَها نَسَماتُ الرُّوح باقيةٌعلي الزَّمان،كأنَّ العُمرَ أعمارُ

يا<كربَلا‌ءُ>،لديکِ الخُسرُمُنتصرٌوالنَّصرُ منُكسرٌ، والعد لُ معيارُ

وفيک قبرٌغَد ت تَحلو مَحجَّتُهُيهفوإليه من الا‌›قطار ُزوَّارُ

فأينَ قَبرُ< يزيدٍ>، مَن يُلمّ ُبهغير التُّراب،و فوقَ التُّراب أحجارُ؟

يومَ<الحسين>بک الا‌›يام شامخةُو قد تشابهُ فى التاريخ أدوارُ

ذكرتني كأسَ سُمٍّ راحَ يجرعُها<سقراطُ> حُرًّا، ولم تأسره افكارُ

ذكرتني رأس<يوحنّا>به حملتُ إحدَي العواهر، والطُّلا‌َّمُ عُهارُ

ذكرتَنيه <يَسُوعَ>الحقّ،مُرتَفعاًعلي الصَّليبِ،وفي كفَّيه مِسمارُ

ظمآنَ قبلک لا‌يُسقي،وإن كرُمواآ ناً عليه، فَكم فى الخلَّ إمرارُ !

إنَّ العقائد ما هانت، وما وهنت وإن أحاطَ بها خَطبٌ و أَ خطارُ

زَينَ الشُّباب، لكم تهواک أشعارُوفيک تحلو أحاديثٌ وأسمارُ!

فى<كربلا‌ءَ> سَكبتَ العمرَ مَلحمةًبالدَّمِّ خُطَّت،وخطَّت عنک أسفارُ

رامحتهم،وصَهيلُ الخيل حمحمةٌسايفتهُم،وصليل السَّيف بتَّارُ

ضجَّت لهيبتک الصَّحراءُمُجفلةٍٍكأنّما هبَّ فى الصحراء إعصارُ

لكن هويتَ،وما فى الا‌› فق كوكبةٌإلا‌َّ عليک بَكت،والدَّمعُ مِدرارُ

لم تُكمِل الشَّوط لكن ظلَّ مُلتفتاًألي مثالک فى الفُرسان مضمارُ

قد جذَّرأسُک بالا‌›سياف،واقتُطعترُؤوسُ قومک،قَلبُ الحقدقهّارُ

ياويحهنّ علي الا‌›رماح ،داميةًتخالُها النَّخلَ، لا‌حت منه أثمارُ

والنَّائحات بهنَّ الآهُ لا‌هبةٌخُدودُهُنَّ،عليها الدَّمعُ حفَّارُ

رَقّت لهُنَّ دُروبُ البيد،باكيةونكسَت رأسَها فى الدَّ وِّ أَديارُ

حتّي بلغنَ بلا‌ط البَغى،وانكشفت عن غَىِّ غاصبه الجزَّارأستارُ

رأسُ< الحسين> به تلهوبمخصَرةٍكفّا<يزيد> كأن لم يشفه ثارُ

غَبن البطولة،آهٍ،زينبٌ هتَفَتتَرمى الكلا‌م كماتصطکُّ أشقارُ

أو كالرِّماح،وقد حُرَّت بها حممٌأو كالسّهام إذا ما شُدَّ أو تارُ

ترنوُ لرأس أخيها،الطّرفُ مُنكسرٌالي<يزيد>،بها للطَّرف أظفارُ

وَلهي وتهتفُ:ما للبُطل محترئاًقوتلت،بُطلُ،وما أقساک،أقدارُ !

مهلا‌ً ،<يزيد> ولا‌تَغرُرک مَنزلةٌكلُّ الطُّغاةِ،إذاعدُّوا لا‌›صفارُ

ألي خطابك قد أُلجئتُ مُرغمةًصَغارُ قدرک لم يُكبرهُ إنكارُ

أستعظمُ الا‌›مرَأن آتى مُقرِّ عة:قدرُمتهم مَغنَماً،من مغرَماًصاروا

تكيدُكيدَک تسعي السَّعى مزدَهيًاوحولَ عُنقک كالحيّات أوزارُ

تشرى الضَّمائر ،اكن ظلَّ مُذَّكراًلا‌تنسها، ما لا‌›هل البيتِ أسعارُ

لا‌لن تُميتَ لنا وحيًاولا‌نَسَبًاباقٍ لنا فى قلوب الحبِّ تذكارُ

نهزُّعرشک فى الجلّي نُزَلزلهُلنا النَّعيم،لک الويلا‌تُ والنّارُ

يوم<الحُسين> هُمُ الا‌›حفادُأنهارُفى العالمينَ، لشهُم دَفق ٌوتيّارُ

مُذ ضيمَ لُبنان،واغتّر الغزاةَبهكانواالفداءَ،ورَدَّ الا‌›رض ثُوَّارُ

ورَدَّدُوا قَولةً،والدَّهرُ رَدَّدها:ما ضاع حَقٌّ به صکٌّ وإقرارُ

<القدسُ>عاصمةٌ فى الا‌›رضِ قائمةٌوقى السَّماء لها بالروُّح إعمارُ

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الفرزدق وقصيدته في مدح الإمام زين العابدين عليه ...
لا تقتلوا الشام فالعروبة دون الشام تندَحرُ
مواساةً لمولانا الإمام الحجة المهدي (عجل الله له ...
الوديعة الكبرى
القصيدة الغديرية
قمر العشيرة
توارثتُ حُبَّكَ عبرَ الدموع فأودعتُه في حنايا ...
فَيا وقعةً!!
أبيات مختارة في رثاء الامام الحسين عليه السلام
قصيدة في رثاء الامام الحسين علیه السلام

 
user comment