مقطع من قصيدة دعبل الخزاعي (1)
أَفاطِمُ لَوْ خِلْتِ الْحُسَيْنَ مُجَدَّلا *** وَقَدْ ماتَ عَطْشاناً بِشَطِّ فُراتِ
إِذاً لَلَطَمْتِ الْخَدَّ فاطِمُ عِنْدَهُ *** وَأَجْرَيْتِ دَمْعَ الْعَيْنِ فِي الْوَجَناتِ
أَفاطِمُ قُوْمي يا ابْنَةَ الْخَيْرِ وَانْدُبي *** نُجُومَ سَماوات بِأَرْضِ فَلاةِ
قُبُورٌ بِکُوفان وَاُخْرى بِطيبَة *** وَاُخْرى بِفَخٍّ نالَها صَلَواتي
قُبُورٌ بِبِطْنِ النَّهْرِ مِنْ جَنْبِ کَرْبَلا *** مُعَرَّسُهُمْ فيها بِشَطِّ فُراتِ
تُوُفُّوا عَطاشاً بِالْعَراءِ فَلَيْتَني *** تُوُفِّيتُ فيهِم قَبْلَ حينِ وَفاتي
إلَى اللهِ أَشْکُو لَوْعَةً عِنْدَ ذِکْرِهِمْ *** سَقَتْني بِکَأْسِ الثَّکْلِ وَالْفَضَعاتِ
إذا فَخَروا يَوْماً أَتَوْا بِمُحَمَّد *** وَجِبْريلَ وَالْقُرْآنَ وَالسُّوَراتِ
وَعَدُّوا عَلِيّاً ذَا الْمَناقِبِ وَالْعُلا *** وَفاطِمَةَ الزَّهْراء خَيْرَ بَناتِ
وَحَمْزَةَ وَالْعَبّاسَ ذَا الدِّينِ وَالتُّقى *** وَجَعْفَرَهَا الطَيّارَ في الْحَجَباتِ
اُولئِکَ مَشْؤومُونَ هِنْداً وَحَرْبَها *** سُمَيَّةَ مِنْ نُوکي وَمِنْ قَذَراتِ
هُمُ مَنَعُوا الآباءَ مِن أَخْذِ حَقِّهِمْ *** وَهُمْ تَرَکُوا الاَْبْناءَ رَهْنَ شَتاتِ
سَأَبْکيهِمُ ما حَجَّ للهِ راکِبٌ *** وَما ناحَ قُمْريٌ عَلَى الشَّجَراتِ
فَياعَيْنُ بَکِّيهِم وَجُودي بِعَبْرَة *** فَقَدْ آنَ لِلتَّسْکابِ وَالهَمَلاتِ
بَناتُ زِياد في الْقُصُورِ مَصُونَةٌ *** وَآلُ رَسُولِ اللهِ مُنْهَتِکاتِ
وَآلُ زِياد فِي الْحُصونِ مَنيعَةٌ *** وَآلُ رَسُولِ اللهِ في الْفَلَواتِ
دِيارُ رَسُولِ اللهِ أَصْبَحْنَ بَلْقَعاً *** وَآلُ زِياد تَسْکُنُ الْحُجُراتِ
وَآلُ رَسُولِ اللهِ نُحفٌ جُسُومُهُمْ *** وَآلُ زِياد غُلَّظُ الْقَصَراتِ
وَآلُ رَسُولِ اللهِ تُدْمى نُحُورُهُمْ *** وَآلُ زِياد رَبَّةُ الْحَجَلاتِ
وَآلُ رَسُولِ اللهِ تُسْبى حَريمُهُمْ *** وَآلُ زِياد آمَنُوا السَّرَباتِ
إذا وَتَرُوا مَدُّوا إلى واتِريهِمُ *** أَکُفّاً مِنَ الاَْوْتارِ مُنْقَبِضاتِ
سَأَبْکيهِمُ ما ذَرَّ في الاْرْضِ شارِقٌ *** وَنادى مُنادِي الْخَيْرِ لِلصَّلواتِ
وَما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَحانَ غُرُوبُها *** وَبِاللَّيلِ أَبْکيهِمْ وَبِالْغَدَواتِ(2)
******************************
1 . دعبل بن علي الخزاعي (148-246) شاعر قدير تصدى للدفاع عن أهل البيت(عليهم السلام) فأثنوا عليه ولاسيما الإمام الرضا(عليه السلام) أنشد بحضرته قصيدته التائية المعروفة (راجع تاريخ ابن عساکر، حرف الدال، الغدير، ج2، ص349; وأعيان الشيعة، ج6، ص 400).
2 . بحار الأنوار، ج 45، ص 257-258 .