عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، ق(8)

الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، ق(8)

الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، ق(8)

سماحة السيد كمال الحيدري

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

04/09/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة هو: (الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، القسم الثامن) أود أن أعلمكم بأنه يمكنكم تحميل حلقات برنامج مطارحات في العقيدة بالصوت والصورة من موقع قناة الكوثر الفضائية لجميع هذه الحلقات. نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد. قبل البدء

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المُقدَّم: سماحة السيد هل هناك تتمة لتوضيح نظرية ابن تيمية وأتباعه في التجسيم.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

يتذكر المشاهد الكريم نحن عندما بدأنا أبحاث التوحيد في معرفة الله، قلنا أنه يوجد في معرفة الله اتجاهان أساسيان، الاتجاه الأول وهو الاتجاه الذي يتبنى أن الله سبحانه وتعالى جسم ولكنه للتعمية على الجسم يقول جسم لا كالأجسام، وحتى نكون أمناء في طرح هذه النظرية هؤلاء يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى جسم ولكنه ليست كيفيتها وتشبه هذه الأجسام، فأصل الجسمية ثابتة عندهم ولكنه كيفية وتشبيه الجسم يختلف ولا محذور، إذن أصل الجسمية ثابتة، وقلنا أن هناك قرائن متعددة تثبت هذه الحقيقة أشرنا لها في الحلقات السابقة.

وكذلك انتهينا في الحلقة السابقة أن الشيخ ابن تيمية ومن تبعه أمثال محمد بن عبد الوهاب وأتباع محمد بن عبد الوهاب من السلفية المحدثين هؤلاء قبلوا بل أصروا على أن الله سبحانه وتعالى محدود بجهاته الست لا أنه محدود من جهة واحدة كما قال الفراء وإنما محدود من الجهات الست، يعني من الفوق والتحت واليمنة واليسرة والأمام والخلف ثم التزموا هؤلاء بشكل واضح وصريح أن الله سبحانه وتعالى له حيز وأنه متحيز وعلى هذا الأساس أمنوا بأن الله سبحانه وتعالى هو في جهة ويمكن أن يشار إليه بالإشارة الحسية، يعني أنت الآن أمامي استطيع أن أشير لك بإشارة حسية، ليست الإشارة إشارة معنوية أو وهمية أو عقلية لأن الأمور المعنوية لا يشار لها بإشارات حسية، يعني أنا سألت عن الدكتور وقلت أنه يوجد عندك علم وتوجد عندك ملكة العدالة والشجاعة لا استطيع الإشارة إليها لأنها من المعاني والمعاني لا يمكن الإشارة لها بإشارة حسية وإنما يشار لها بإشارات معنوية. هؤلاء يصرحون كما سأقرأ للمشاهد الكريم أن الله سبحانه وتعالى يشار إليه بإشارة حسية يعني نستطيع أن نراه بأعيننا ونشير إليه بإصبعنا، وأشاروا بالأمس وقالوا نحن عندما نرفع أيدينا إلى السماء هذا للإشارة إلى أنه موجود فوق وأنه موجود في الأعلى، وهذه إشارة حسية كما هو واضح، إذن الله سبحانه وتعالى له جهة وجهته هي الفوقية، هذه نقطة أساسية لابد أن يلتفت لها المشاهد الكريم، وهذا ما أكده الشيخ ابن تيمية في كتابه (شرح الرسالة التدمرية، ص207) للشيخ ابن تيمية، شرح فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، إعداد سليمان بن صالح الغصن، كنوز أشبيلية للنشر والتوزيع، يقول: (وكذلك يقال لمن قال إن الله في جهة أتريد بذلك أن الله فوق العالم) يعني وكأنهم يصورون عالم الإمكان هذه المخلوقات الإلهية يصورون لها سطحاً لا يوجد فوقه شيء فيقولون أن الله موقعه فوق هذا العالم، وسيأتي بعد ذلك أن عرشه على سطح السماوات والأرض يعني أن العرش هو سطح المخلوقات والله مستقر فوق هذا العرش، (أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات) ما هو مقصودكم من الجهة، (فإن أردت الأول فهو حق) يعني أن أردت من الجهة أن الله فوق العالم فهذا امر حق لا ريب فيه، هذا المعنى أوضح أوضحه العثيمين، ولهذا قلنا بأن هذه المدرسة مستمرة واستمرارها ليس في علماء الأزهر وليس في مدرسة القيروان وليس في شمال افريقيا وليس في علماء أفريقيا وليس في علماء الصوفية وليس في الأشاعرة وليس في المعتزلة وليس في الإمامية وليس في جميع علماء الإسلام، وإنما في أتباع محمد بن عبد الوهاب ومن جاء بعده من هؤلاء العلماء الذين هم أتباع هذه المدرسة وهي السلفية الحديثة.

(مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ج1، فتاوى العقيدة، ص130) جمع وترتيب فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان، دار الثريا للنشر، بودي أن المشاهد الكريم أن يلتفت، قال: (وأما قولهم) قول المعطلة والجهمية المخالفين لهم (وأما قولهم أن الله تعالى عن الجهات الست خالٍ) إذا قال قائل بأن الله ليس له جهة لأن الله سبحانه وتعالى ليس له جسم حتى تكون له جهة ومكان وموضع لأن هذه الجهات إنما هي للأجسام أما ما ليس بجسم فلا يحتاج لها، فإذا قال قائل أن الله تخلو عنه جميع الجهات (فهذا القول على عمومه باطل لأنه يقتضي إبطال ما أثبته الله تعالى لنفسه وأثبته له أعلم خلقه به) يعني الرسول الأعظم (وأشدهم تعظيماً له وهو رسوله محمد صلى الله عليه وآله من أنه سبحانه في السماء) طبعاً هنا يقولون (في) ليس المراد منها الظرفية وإنما بمعنى (على) (من أنه في السماء التي هي في جهة العلو) يعني السماء في جهة العلو (بل أن ذلك يقتضي وصف الله تعالى بالعدم) إذا قلنا أنه ليس له جهة، يعني إذا قلنا أن الله ليس في جهة من الجهات فهو معدوم، يعني بعبارة أخرى من أنكر أن الله في جهة فهو يؤمن بإمام معدوم، يعني عموم علماء المسلمين وعموم المسلمين يؤمنون بإله معدوم كما يعتقد أتباع ابن تيمية والسلفية الحديثة. قال: (لأن الجهات الست هي الفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والأمام وما من شيء موجود إلا تتعلق به نسبة إحدى هذه الجهات) لأنه لا يعقل، طبعاً هذا من أهم خصوصيات الموجودات الجسمية، إذا كان الموجود جسمانياً فلا يخلو من إحدى الجهات الست (وهذا أمر معلوم ببداهة العقول) الحق معه واقعاً، يعني في الجسميات معلوماً ببداهة العقول أن الشيء إذا كان جسماً فلا يعقل إلا أن يكون في جهة (فإذا نفيت هذه الجهات عن الله لزم أن يكون معدوماً) أنا لا أتصور أنه يوجد تصريح أكثر من هذا التصريح بأنه يعتقدون بأن الله جسم (والذهن وإن كان قد يفرض موجوداً خالياً من تعلق هذه النسب به لكن هذا شيء يفرضه الذهن ولا يوجد في الخارج ونحن نؤمن ونرى لزاماً على كل مؤمن بالله أن يؤمن بعلوه تعالى فوق خلقه) كما أن هذا الكتاب فوق هذا الكتاب، ولكن هو فوق سماوات. (كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع السلف) هذه هي المشكلة، إجماع السلف لم يثبت أن الله في جهة، إجماع السلف بمقتضى الآية المباركة (استوى على العرش) أثبت الاستواء على العرش ولم يثبت العلو في جهة، انظروا هذه المغالطات، إما أن هذا الرجل فهمه لم يصل إلى مستوى أن يشخص الاستواء على العرش ليس هو العلو في جهة، وأنا عموماً هؤلاء باعتبار في القضايا العقلية والنظرية والفكرية ضعاف جداً خلافاً لابن تيمية، ابن تيمية في هذه المسائل كانت عنده قدرة متوسطة، ولكن أتباعه أمثال محمد عبد الوهاب وهؤلاء كانوا يحفظون مجموعة م الأحاديث وعقلهم لا يشتغل، ولذا تجد أنه لا يميز بين الرحمن على العرش استوى وهو أصل لا يمكن المناقشة فيه وبين أنه عال علو مكانياً في جهة معينة، يتصور أن هذا يرادف ذاك ولا مرادفة. يقول: (والعقل والفطرة كما قررناه من قبل ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى محيط بكل شيء وأنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته وأنه سبحانه غني عن خلقه فلا يحتاج إلى شيء من مخلوقاته ونحن نرى أيضاً أنه لا يجوز لمؤمن أن يخرج عما يدل عليه الكتاب والسنة لقول أحد من الناس كائناً من كان) هذا كلامه تصريح في أنه يؤمن بأن الله له مكان وجهة معينة وهو واضح.

بالأمس إذا يتذكر المشاهد الكريم نحن قلنا أن هؤلاء عندما جاءوا إلى قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) قالوا أن استواءه على العرش ما هو معناه؟ بعضهم قال صعد وبعضهم قال ارتفع وبعضهم قال استولى وبعضهم قال علا، ولكن ابن تيمية أصر على أن المراد من الاستواء هنا هو الاستقرار وبينا معنى الاستقرار لغة في بحث الأمس وأشرنا إلى الكلمات التي أصر عليها الشيخ.

ولكن إضافة إلى ذلك الشيخ لا يعتقد أن الله فقط مستقر على عرشه، إذن بماذا يؤمن الشيخ ابن تيمية؟ أنا أبين حقيقة والله يعلم أني لست بصدد المناقشة وإنما بصدد بيان اعتقاد ابن تيمية في الله وكيف يعرف الله لنا، يقول لا أن الله مستقر على العرش فقط والعرش على السموات والأرض بل الله تعالى جالس وقاعد على العرش، لسائل أن يسأل ما الفرق بين الاستقرار على العرش وبين الجلوس والقعود على العرش، ولا أريد أن أدخل في بيان الفرق بين الجلوس والقعود، بل أريد بيان الفرق بين الاستقرار والقعود والجلوس، قد تقول فلان مستقر في بيته ولكن لا تشير إلى الكيفية أنه قاعد أو جالس، وإما عندما تقول أن فلان جالس في المكان الكذائي وقاعد هذه لا تبين الاستقرار فقط بل تبين الاستقرار وكيفية الاستقرار، أريد استعمل لفظ الكيفية، يصر الشيخ ابن تيمية أن الله لا فقط مستقر على عرشه بل هو جالس وقاعد على عرشه. تقول أساساً الاستقرار غير الجلوس والقعود، نقول نعم، هذا كتاب (إثبات الحد لله، ص63) للدشتي، يقول: (ومن معاني الاستواء الجلوس والقعود) من معاني الاستواء، المعنى الرابع قال من معاني الاستواء الاستقرار، أما هنا يقول أن معنى الاستواء الجلوس والقعود. سؤال: اتضح لنا أن لجلوس والقعود شيء فيه شيء إضافي، لا ينسى المشاهد الكريم بالأمس قال الألباني أن الاستواء فقط يثبت العلو ولا يتضمن معنى الاستقرار الآن ليأتي إلى ابن تيمية ويراه أنه لا يقول بالاستقرار فقط، بل يتضمن معنى الجلوس والقعود على العرش أيضاً. أين قال هذا وأين أثبته؟

قاله في كتاب (شرح حديث النزول، ص400) تأليف الإمام الحافظ ابن تيمية، تحقيق وتعليق محمد بن عبد الرحمن الخميس، دار العاصمة للنشر والتوزيع، هذا حديث نزول الله وبعد ذلك لابد أن يجيبنا أمثال العثيمين وابن تيمية وابن باز، إذا نزل فهو قبل النزول كان محيطاً بالسموات والأرض ولكن بعد النزول تحيط به السموات والأرض كيف تحلون هذه المشكلة، قبل النزول كان محيطاً بالسموات والأرض ولكن بعد النزول عندما صار في السماء الأولى أحاطت به السماوات. يقول: (وإذا كان قعود الميت في قبره ليس هو مثل قعود البدن) لأنه في عالم البرزخ تختلف أحكام البرزخ عن أحكام الدنيا (فما جاءت به الآثار عن النبي صلى الله عليه وآله من لفظ القعود والجلوس في حق الله تعالى) المهم يريد أن يقول إذا أنتم تصورتم أن الميت له جلوس وقعود لا كجلوسنا وقعودنا فأقبلوا أن الله له جلوس وقعود لا كجلوس المخلوقين، ما المحذور فيه، نفس القضية، جسم لا كالأجسام جلوس لا كجلوسنا، قعود لا كقعودنا، هذا التلاعب بالألفاظ، أنا في عقيدتي الشخصية أن هؤلاء عندما قالوا هذه المباني وجدوا أنها جسمية لا محالة فلذا أرادوا أن يتهربوا أمام الآخر أنه كيف يوجهون كلامهم (فما جاءت به الآثار عن النبي من لفظ القعود والجلوس في حق الله تعالى كحديث جعفر بن أبي طالب وحديث عمر بن الخطاب وغيرهما أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد) إذن قعود لجسم ولكن لا يشبه جسم العباد، وإلا أصل الجسمية ثابت، الرجل دقيق في عباراته، وهو يعلم ماذا يريد أن يقول، يقول (أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد) يعني له جسم ولكن لا كأجسام العباد، إذن أصل الجسمية ثابت.

وهذا ما وجدته في موارد متعددة في هذا المجال، منها ما أشار إليه بعض شراح كلامه في (شرح الرسالة التدمرية، ص238) لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، طبعاً هذا ليس فهمي فقط، لا يقول لي قائل بأنك تنسب للشيخ ابن تيمية ما لم يقله. يقول: (وقد فُسر الاستواء عند السلف بالعلو والارتفاع والاستقرار والصعود، أما لفظ القعود فلم يذكر في الآثار المروية في تفسير الاستواء) يظهر أنه لم يقرأ ولذا أنا أنصح أمثال هؤلاء الذين يكتبون مثل هذه المسائل فلتكن مراجعتهم أدق وأعمق ولا يلقون الكلمات هكذا وهم يدعون أنهم أهل علم وأنهم من أهل التحقيق لابد أن يراجعوا وأن ينسبوا هذا الكلام إلى الشيخ ابن تيمية، وفي النتيجة سيخرج من هو مثلي وأمثالي ويبين أنه واقعاً حتى في معرفة كلمات الشيخ فضلاً عن كلمات الآخرين أنتم ضعاف لا تعرفون كلمات شيخكم وإمامكم. قال: (أما لفظ القعود فلم يذكر في الآثار المروية في تفسير الاستواء وأما لفظ الجلوس فقد ورد في بعض الآثار) نسبة الجلوس إلى الله تعالى وأنه يجلس على كرسيه كيف شاء سبحانه (وربما أطلق بعض الأئمة هذا اللفظ أيضاً وسياق كلام الشيخ يشعر بأن الاستواء يتضمن القعود) إذن الشيخ لم يكتفي أن يقول أن (الرحمن على العرش استوى) فسر الاستواء بالاستقرار وفسر الاستقرار بالقعود. قال: (وسياق كلام الشيخ يشعر بأن الاستواء يتضمن القعود لكن الأولى التوقف) عجيب من أين تقول الأولى (في إطلاق هذا اللفظ إلا أن يثبت) والآن سنقرأ لكم الروايات التي اثبتوا فيها أن الله قاعد على عرشه.

أنا أقرأ لكم بعض الروايات، منها ما ورد في (إثبات الحد لله، ص149) للدشتي، هذه نظرية القوم الذين يقولون لا تشبيه، يقول: (عن عمر قال: أتت امرأة النبي فقالت ادعوا الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب) رسول الله (وقال: إن كرسيه فوق السماوات والأرض وإنه يقعد عليه) على الكرسي، (فما يفضل منه مقدار أربع أصابع، ثم قال بأصابعه يجمعها) يعني رسول الله قال: الله عندما يجلس على كرسيه باعتبار أنه في ليلة المعراج عندما صعد رسول الله أخذ معه مقياس دقيق حتى يعرف أي قدر يبقى من كرسيه ويقيس حجم الله (ثم قال بأصابعه يجمعها وإن له) أي الكرسي (أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب) هذا الذي قلنا أن الكرسي إذا كان جديداً وجلس الإنسان عليه، هل يستطيع المشاهد أن يتصور ما يقول هؤلاء، نحن إذا قبلنا النص القرآني وأتصور أن كل مسلم يقبل هذا (وسع كرسيه السموات والأرض) الكرسي هذه سعته والله جالس على الكرسي إذن الله كم هو حجمه؟ هذا الجسم الذي يصوره القوم، هذا الله الذي يصوره القوم لنا. الآية في سورة البقرة تقول (وسع كرسيه السموات) وهذا النص يقول الله قاعد، لا مستقر، قاعد على كرسيه ولا يفضل من الكرسي إلا أربع أصابع، ومع ذلك لا أعلم ما أقول هل هذه تقية أم جهل أم عدم تدبر أم ضعف في المدارك العقلية أو ضعف في المباني العقدية، بينكم وبين الله لماذا تنفون الكيف تقولون بلا كيف، قعود ويبقى منه أربع أصابع. أنا لا أريد أن أدخل في بحث آخر عندهم ولعله في الوقت المناسب سيأتي هذا البحث وهو أنه بعض الروايات تقول أنه جالس على العرش، وهذا يقول قاعد على الكرسي، (وقدماه على الكرسي) الروايات التي تقول أنه جالس أو مستو على العرش تقول أن قدماه على الكرسي، في النتيجة هو جالس مستو مستقر على العرش وقدماه على الكرسي أو جالس على الكرسي، هذا لابد أن يجيبوا هم عليه. هذه رواية. (هذا حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم). لا يقول لي قائل أن هذه الرواية ضعيفة وأن السيد الحيدري ينقل روايات ضعيفة.

ورواية أخرى في هذا المجال، طبعاً يكون في علمكم هذه الرواية أيضاً نقلها في كتاب (العرش، ج2، ص116) للذهبي، دراسة وتحقيق الدكتور محمد بن خليفة التميمي، أضواء السلف، (أتت النبي امرأة فقالت ادعوا الله أن يدخلني الجنة فعظم الرب وقال أن كرسيه فوق السموات وأنه يقعد عليه فما يفضل منه إلا أربعة أصابع) إذن لا يقول لي قائل أن هذه الرواية ليست صحيحة والأعلام لا ينقلونها.

من جهة أخرى تعالوا معنا إلى رواية أخرى وهو أن الله سبحانه وتعالى ماذا تقول الرواية وأنه كيف هو، يعني عرشيه ما هي كيفيته على السماوات والأرض، هذه الرواية طويلة الذيل وهي في (إثبات الحد لله وأنه قاعد وجالس على عرشه، ص138) يقول: (فقال النبي: سبحانه الله، سبحانه الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال: ويحك أتدري ما الله، أن شأنه أعظم من ذلك، أنه لا يستشفع بي على الله، أنه لفوق سماواته على عرشه وأنه) الله (عليه) يعني على العرش (لهكذا) يصوره (وأشار وهب بيده مثل القبة) قال هكذا. يعني هذه السماوات مثل القبة وعرشه كالقبة على السماوات والله جالس على العرش. يقول: (وأشار أبو الأزهر أنه ليأط به أطيط الرحل للراكب) قد يسأل السائل ما هو معنى هذه الرواية، معناه فقط أشير إشارة وسيأتي بحثها، ما ورد في (سلسلة شرح الرسائل، شرح أصول الإيمان، ص177) للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، المتوفى 1206هـ الشرح لفضيلة الفوزان، اعتنى بإخراجه واشرف على طبعه عبد السلام بن عبد الله السليمان، هناك يشرح هذا المعنى يقول: (إن عرشه على سماواته لهكذا وقال بأصابعه مثل القبة أي أشار بيديه كالقبة لأن العرش هو سقف المخلوقات فإذا كان هو كذلك ففيه دليل على عظمته لأن المخلوقات على سعتها وامتدادها بما في ذلك السماوات والأرض وما بينهما كلها سقفها العرش، فهو عرش متناه في العظم) لا غير متناهي لأن هؤلاء يعتقدون أن الله محدود فلا يمكن أن يقولون أن العرش غير متناهي، لابد أن يلتزموا بذلك. هذا بحثه سيأتي لاحقاً وأعد المشاهد الكريم سنقف طويلاً عند معرفة الله سبحانه وتعالى إذا كان محدوداً فيكون علمه محدود وتكون قدرته محدودة وتكون حياته محدودة وسمعه محدود وبصره محدود، كل شيء فيه محدود، لأن الذات إذا كانت محدودة لا يعقل أن تكون الصفات غير محدودة، وبهذا يمتاز كلام إمام التوحيد الإمام أمير المؤمنين طبعاً بتعليم رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: (ليس لصفته حد محدود). طبعاً يكون في علمكم أن كثيراً من علماء المسلمين يقول أن الله سبحانه وتعالى غير محدود، ولكن هذه القضية تجلت بشكل واضح في كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: (ليس لصفته حد محدود) فإذا لم تكن الصفة محدودة فالذات يقيناً فلا يعقل أن يكون الموصوف متناهياً والصفة منتهية لأن الصفة قائمة بالموصوف ويستحيل أن تكون الصفة أعظم من الموصوف فإذا لم يكن لصفته حد محدود فطبيعة الحد ليس لحقيقته وذاته حد محدود.

طبعاً ليس بحثي في هذه الليلة هذه القضية، إن شاء الله تعالى في مسألة الصورة والشكل سأقف ولكن أريد أن يعرف المشاهد الكريم أن هؤلاء عندما التزموا بأن الله محدود وبأن له حيز وبأنه جسم وأن له جهة وأنه فوق العرش جالس أو قاعد على الكرسي ذهبوا إلى آخر المطاف، يتذكر بالأمس المشاهد الكريم أن أبو يعلى الفراء قال أن مسكنه ومنزله في الجنة. الآن انظروا إلى الروايات التي جاءت في (بيان تلبيس الجهمية، ج7، ص192) حقق الدكتور محمد البريدي، قال: (أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يذكر أنه رأى ربه في المنام) باعتبار أنه يوجد عندهم بحث هل يمكن أن يرى ربه في اليقظة باعتبار أن الجميع يروون الله يوم القيامة لأن هؤلاء بعد أن اعتقدوا أن له صورة وله جسم وله شكل أمنوا بالرؤية الحسية وهذا من لوازم الإشارة الحسية وهذا سيأتي بحثه يقول: (أنه رأى ربه في المنام) ونحن نعلم أن رؤيا الأنبياء صادقة خصوصاً خاتم الأنبياء والمرسلين، (أنه رأى ربه في المنام في صورة شاب موفر رجلاه في خضر) أرض خضراء (عليه نعلان من ذهب) أنا لا أدري الله سبحانه وتعالى من الأزل كان لابس هذين النعلين، يعن من الأزل كان عنده نعلان أم خلقهما ولبسهما، يعني كان حافياً ثم تنعل أم من الأزل كان يوجد عنده نعلان، ولازم هذا تعدد الأزلي وتعدد القدماء، هذه لابد أن يجيبوا عليها، فليتعلموا طريقة السؤال لا أن يذهبوا إلى أسئلة جزئية ثانوية لا قيمة لها تطرح هنا وهناك، هذه أسئلة أساسية لأنها مرتبطة بعلم التوحيد ومعرفة الله سبحانه وتعالى (عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب) إذن يتغطى بفراش من ذهب.

رواية أخرى (سمعت رسول الله يذكر أنه رأى ربه في المنام في أحسن صورة شاباً موفراً رجلاه من خضر عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب) (رأيت ربي في المنام في خضرة من الفردوس) في الجنة (إلى أنصاف ساقيه في رجليه) يعني له ساقان، ومع ذلك يقولون أنه بلا تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل (إلى أنصاف ساقيه في رجليه نعلان من ذهب) الآن واقعاً لست بصدد أن أقول للمشاهد الكريم أن هذه الروايات ضعيفة السند أو صحيحة، يقول: (وهذا الحديث الذي أمر أحمد بتحديثه) حدثوا الناس بهذه الأحاديث، هذا ورد في (ص194) (أمر أحمد بتحديثه قد صرح به بأنه رأى ذلك في المنام).

إذن هذا هو التصوير الذي يصوره لنا هؤلاء عن الحق سبحانه وتعالى.

يبقى عندي أنه أساساً نحن إلى الآن قد يقول لنا قائل: هؤلاء لم يصرحوا أن الله سبحانه وتعالى جسم بل أنت ألزمتهم بالجسمية، يعني لا يوجد في كلام واحد من هؤلاء قال بأن الله له جسم، نعم هم وصفوه وقالوا بأن له حيز وله جهة وله موضع وله مكان وهو محدود ولكن لم يقولوا بأنه جسم، لماذا أنتم تلزموهم بما لم يلتزموا به، أين الجسمية الصريحة، كما أؤكد مرة أخرى سيأتي في أبحاث الجسم مفصلاً، المشاهد الكريم ما بعد شهر رمضان بإذن الله تعالى في ليلة الجمعة عندما نرجع إلى مطارحات في العقيدة ولكن من باب الإشارة ليتضح للمشاهد الكريم.

في كتاب (شرح العقيدة الواسطية، ص144) شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، إعداد فهد بن ناصر إبراهيم السليمان، دار الثريا، قال: (قولكم إثبات الجهة يستلزم التجسيم) قد يقول القائل أنه إذا قلتم أن له جهة فلابد أن يكون جسماً (نحن) العثيمين يقول (نحن نناقشكم في كلمة الجسم) العثيمين لا ينفي الجسم بل يقول أن هذا النوع من الجسم ننفيه أما النوع الآخر من الجسم نثبته، طبعاً لا يقول نثبته ولكن نقول فقط ننفي هذا النوع وبطبيعة الحال بطريق النفي والإثبات وهو أنه إذا تنفي هذا تثبت الآخر. يقول: (ماهية الجسم الذي تنفرون الناس عن إثبات صفات الله من أجله) يقول لماذا تخفوننا وتقولون يلزم الجسمية، أنا أتصور هنا الشيخ العثيمين أراد أن يخرج من لباس التقية لأن هؤلاء واقعاً يؤمنون بالجسمية ولكن لا يستطيعون أن يصرحوا بها للناس، يتقون، يخافون الناس، فيتلاعبون بالألفاظ يميناً ويساراً، جسم لا كالأجسام، إذا كان هذا هو المراد فلا نلتزم، إذا كان ذاك هو المراد فلا نلتزم، هذا تلاعب لتضييع الإنسان المسلم، وأنا أتصور هم يتهمون الآخرين بالتقية ولكن هم أهل التقية، وأي تقية، التقية في التوحيد وفي معرفة الله هؤلاء يتقون، (أتريدون بالجسم الشيء المكون من أشياء مفتقرة بعضها إلى بعض لا يمكن أن يقوم إلا باجتماع هذه الأجزاء) يعني هذا الجسم مركب من أجزاء والمركب محتاج إلى أجزائه إن كان مقصودكم من الجسم هذا المعنى فالله ليس مركباً من أجزاء وليس محتاجاً إلى أجزائه (فإن أردتم هذا فنحن لا نقره ونقول أن الله ليس جسم بهذا المعنى، ونقول أن الله ليس بجسم بهذا المعنى ومن قال إن إثبات علوه يستلزم هذا الجسم فقوله مجرد دعوى ويكفينا أن نقول لا قبول، أما إذا أردتم بالجسم الذات القائمة فنحن نقبل ذلك) فنحن نقبل ذلك ولكن لا نسميه جسم، هذا في (ص144). أما في (ص385) قال: (وأما أدلة نفاة الرؤية العقلية فقالوا لو كان الله يرى لزم أن يكون جسماً والجسم ممتنع على الله تعالى لأنه يستلزم التشبيه والتمثيل والرد عليهم أنه إن كان يلزم من رؤية الله تعالى أن يكون جسماً فليكن ذلك) لا محذور فيه، لا نخاف أن نقول أن الله جسم، نقول أن الله جسم، بل أكثر من ذلك، تصريح أوضح من هذا المعنى ما ورد في شرح (القصيدة النونية، المسماة الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية) للإمام العلامة ابن قيم الجوزية، شرح فضيلة الشيخ العلامة محمد خليل هراس، وهو من كبار علماء نهج ابن تيمية، الطبعة الشرعية الوحيدة، دار الإمام أحمد، الطبعة الأولى سنة 1429هـ. يقول: (أن استوائه تعالى على العرش ليس كاستواء المخلوق على المخلوق فلا يلزمه ما يلزمها على أن ما ذكروه من اللوازم ليس كله فاسداً كالحد والتحيز والصورة والإشارة الحسية). أنا لا أعلم أنه إذا لم يكن من له حداً ومتحيزاً وله صورة ويمكن أن يشار إليه إشارة حسياً لم يكن جسماً إذن ما هو (وادعائهم أن هذا من لوازم الأجسام إن أرادوا تلك الأجسام الاصطلاحية التي هي مركبة أو الهيولى والصورة فممنوع) يعني هذا النوع من الجسم يعني المركب من الأجزاء أو المركب من المادة والصورة بحسب اصطلاح الفلاسفة، أما جسم من نوع آخر لا نمنعه كما قال العلامة العثيمين فليكن ذلك.

وكذلك أشار إلى هذا المعنى في نفس الكتاب في (ص259) قال: (فالرسول إنما يذكر ذلك للأعرابي في مقام التعليم له بشأن الله وعظمته تربية ... فدل هذا على أن التعظيم والتنزيه ليس بنفي الجهة والاستواء) نعم التعظيم ليس بنفي الاستواء، وإنما بنفي الجهة. ويكون في علم المشاهد هذا المعنى كل الذي قلناه أصله في كلام الشيخ ابن تيمية رأي هؤلاء وإمام هؤلاء كما ورد في (شرح حديث النزول، ص237) يقول: (فمن قال بأن الله جسم وأراد بالجسم هذا المركب فهو مخطأ، ومن قصد هذا التركيب عن الله فقد أصاب في نفيه) يعني جسم ولكن ليس كهذا الجسم المركب، جسم بسيط لا مركب. أنا أتصور هل يحتاج أحد أكثر من هذا التصريح أن الشيخ ابن تيمية إمام المجسمة الذي أسس لهذه النظرية، لعله في السابقين كانت هناك كلمات ولكن تأسيس وتنظير عقلي فلسفي لنظرية التجسيم كانت على يد الشيخ ابن تيمية والذين أحييوا هذا المعنى هم محمد بن عبد الوهاب وأتباع محمد بن عبد الوهاب.

إذن يقول من قصد أن الله جسم يعني مركب من أجزاء فهو مخطأ، مركب من المادة والهيولى، يعني مركب من الصورة الجسمية والهيولى باصطلاح اليونانيين أو المادة الأولى باصطلاحنا على مباني المشاء لا على مباني الإشراقيين الذين لا يؤمنون بالمادة الأولى، وله حديث آخر، كما يعلم بعض الأخوة المشاهدين. يقول إن كان مرادهم أن الله جسم يعني مركب من أجزاء فهو مخطأ، الله جسم مركب من المادة والصورة الجسمية فهو مخطأ، إذن ماذا؟ يقول: الله جسم ولكنه ليس بمركب. هذه هي نظرية الشيخ ابن تيمية في هذا المجال.

هؤلاء ابن تيمية وأتباعه يدعون أن هذه نظرية أهل السنة والجماعة والسلف، أنا أريد أن أقف على هذه القضية، واقعاً أن هذه هي نظرية أهل السنة والجماعة أو نظرية أهل السنة والجماعة لا فيها حدود ولا فيها جهات ولا فيها أعضاء ولا فيها أركان ولا فيها مكان ولا حيز ولا جسم. يكفي أن أشير إلى موردين ولا أطيل على المشاهد الكريم.

المورد الأول (شرح العقيدة الطحاوية) تأليف الإمام القاضي محمد بن أبي العز الدمشقي المتوفى 792هـ حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وقدم له الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وشعيب الأرنؤوط، أنا بودي أن المشاهد الكريم يتعرف على هذا الإنسان من هو، هذا الإنسان ولادته في 239 من الهجرة ووفاته في 322 من الهجرة، من هو؟ قال ابن الجوزي: (كان ثبتاً فقيهاً فهماً عاقلاً) وقال الإمام الذهبي: (الإمام العلامة الحافظ الكبير) وقال ابن كثير: (الفقيه الحنفي صاحب التصانيف المفيدة والفوائد الغزيرة وهو أحد الثقات الاثبات والحفاظ الجهابذة). هذا الكتاب ما هو والذي هو للطحاوي، محققان كبيران وهما التركي والأرنؤوط يقولان عن الكتاب: (أما بعد فقد ألف الإمام أبو جعفر أحمد الطحاوي رسالة ضمنها ما يحتاج المكلف إلى معرفته واعتقاده والتصديق به من أصول الدين كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد من قضايا الاعتقاد ومسائله وما يمت إليها بسبب على طريقة أهل السنة والجماعة من السلف الصالح) إذن ما ورد في هذه الرسالة للإمام الطحاوي هو نظرية أهل السنة والجماعة وأئمة السلف. يقول الطحاوي في (ص211): (وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات) يعني الأمور التي ابتدعها الله. إذن لا حدود، ولا جهات، هذا هو نظرية أهل السنة والجماعة لا ما يسوقه ابن تيمية أن الله له جهة وأنه له مكان وأن له حدود. وقد قال علمان أن هذه هي نظرية أهل السنة والجماعة، وهذا ما يؤكدونه مرة أخرى في مكان آخر في (ص35) يقولون: (العقيدة الطحاوية وهي أصل هذا الشرح وقد حظيت بشهرة واسعة ونالت قبول أهل السنة وإعجابهم على اختلاف مذاهبهم فتناولوها بالشرح والبيان) إذن على اختلاف مبانيهم.

المُقدَّم: معنا الأخ العسكري من اليمن، تفضلوا.

الأخ العسكري: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ العسكري: أشكركم على هذا البرنامج، هذا البرنامج طرح الحقائق، أليس بعد الحق إلا الضلال، يعني ماذا يريدون بعد هذه الأشياء، بعد هذه البحوث الواضحة، وهذه التي تدرس في المدارس عندنا وعند غيرنا.

المُقدَّم: معنا الأخ محمد من الامارات، تفضلوا.

الأخ محمد: مساء الخير.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: أحييكم وأحيي سماحة السيد على هذه المناظرة الشريفة، عندي سؤال واحد، الشيخ ابن تيمية إي إله يعبد.

المُقدَّم: معنا الأخ أبو معاذ من الرياض، تفضلوا.

الأخ أبو معاذ: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو معاذ: اللهم صلى على محمد وآل محمد، أخي الكريم يقول الله تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) ويقول الله تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) على ضوء ذلك أريد من الشيخ أن يشرح لي معنى قوله الله سبحانه وتعالى (ثم استوى على العرش). والملاحظة الثانية سؤالي للشيخ هو أنه اتهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنه يتقي وأنه يقول بالتجسيم وأنا أقول لك أن الشيخ العثيمين رحمه الله فماذا تقول لله سبحانه وتعالى إذا كان هذا الكلام غير صحيح.

المُقدَّم: معنا الأخ محمد من الكويت، تفضلوا.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: سيدنا عندي سؤالين السؤال الأول سواء الطحاوي أو ابن تيمية تراثهم واحد وهو البخاري.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا اشتباه كبير أن نعتبر أن تراث علماء المسلمين واحد، وإنما هم مدارس مختلفة.

المُقدَّم: معنا الأخ رياض من السعودية، تفضلوا.

الأخ رياض: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ رياض: أحب أقول للشيخ أعتقد أنك عندما تراجع ابن تيمية أنه كان يعرف فقط المصطلحات التي ولدت في بيئة غير البيئة الإسلامية مثل القدوم والحدوث، مثل هذه الأشياء، فهو يرى أنها غير مناسبة ويفضل أن تستبدل بالمصطلحات الشرعية، لا يقول الله قديم ولا حديث، دخل إلى التفسير وفي الآيات والروايات بما يوافق الشرع الإسلامي.

المُقدَّم: أبو سارة من السعودية، تفضلوا.

الأخ أبو سارة: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو سارة: أنا سمعت كلام الشيخ كمال قبل قليل في المطارحات طرح أمور كثيرة فيها بعض البتر مع احترامي للشيخ، من كلام الشيخ ابن تيمية ومن كلام الشيخ البراك، الشيخ البراك قال كلمة مهمة جداً في كتابه شرح أصول الإيمان وذكرها وقال أن الشيخ ابن تيمية ذكر الاستقراء، عندما يقولون أنه هناك صفة لله كصفة القعود أو كصفة الجلوس فإنهم يثبتونها عن طريق الأخبار، مثلاً أبو يعلى له روايات كثيرة في هذا الباب وله آراء كثيرة في هذا الباب فهو يقول بقول ولكن لا يعني هذا أنه يعتقد به من رأسه، وإنما يعتقد بالعقائد التي تأتي إليه من طريق الأخبار، ونحن من هذا المنطلق نسألكم أيضاً ما رأيكم بالأخبار التي تأتي من طريق أهل البيت هل تقبلونها أم لا.

المُقدَّم: بالنسبة للأخ محمد من الأمارات يقول أي إله يعبد ابن تيمية.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا ذكرت للمشاهد الكريم أنه إله مجسم، محدود من الجهات الست، وهو قاعد إما على عرشه وإما على كرسيه وهو على السماوات والأرض. إذا كان أحد يعتقد أن هذا هو إلهه فليعبده وليتقرب إليه، ولكنا عندما نأتي إلى معرفة الله لا نستطيع أن نقبل هذه المعرفة لله.

المُقدَّم: الأخ أبو معاذ من الرياض، قال بماذا نفسر الرحمن على العرش استوى.

سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز تنتظر معنا في هذا البرنامج، أنتم تعرفون أن هذا البرنامج برنامج علمي وقائم على أسس منهجي صحيحة، تنتظرني إن شاء الله تعالى عندما أصل إلى هذه الآية المباركة وعندما أبين نظرية أهل البيت سيتضح لك معنى الرحمن على العرش استوى.

المُقدَّم: يقول أنكم اتهمتم الشيخ العثيمين وقد مضى إلى ربه.

سماحة السيد كمال الحيدري: بيني وبين الله نحن لم نتهم أحداً وإنما قلنا ما يوجد في كتبه، وإذا كان واقعاً إن الإنسان ينبغي أن يحتاط بهذه الطريقة فلماذا ملئتم كتبكم باتهام علماء الشيعة بالشرك، ولماذا كفرتم كل علماء المسلمين لأنهم لم يؤمنوا بما أمنت به، ألا تخافون أنهم يقفون أمامكم يوم القيامة ويقولون لكم لماذا كفرتمونا لمجرد أننا لم نؤمن بما أمنتم به، يعني افترضوا أن الإنسان يوم القيامة يؤتى به ويقال له لماذا أنت لم تؤمن بالحد قال: فمن زعم أن الله على العرش على خلاف ما تقرر في قلوب العامة فقد كفر وارتد عن دين الإسلام، أما تخافون الله أن تتهموا كل علماء المسلمين. هذا الطحاوي يقول بأنه لا حد، وهذا البيهقي وغيرهم. هذا السؤال أتصور سؤال عاطفي قبل أن يكون سؤالاً علمياً.

المُقدَّم: الأخ محمد من الكويت يقول: لا فرق بين علماء المسلمين في تراثهم.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا كلام غير تام، ونحن ميزنا جيداً وقلنا أن التراث الذي يعتمد عليه الشيخ ابن تيمية والنظريات التي أسس لها سواء كانت في التوحيد أو في النبوة أو الإمامة أو في العبادة أو في التوسل وغيرها لا يتفق عليها عموم علماء المسلمين، وما يقوله في الأعم الأغلب أن هذا رأي أهل السنة والجماعة وقام عليه الإجماع أو أئمة السلف في الأعم الأغلب كلام خال عن الصحة والدقة والأمانة العلمية.

المُقدَّم: الأخ رياض في السعودية يقول عاش ابن تيمية في بيئة ويتحدث بمصطلحات غير شرعية.

سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز نحن لم نتكلم في الاصطلاحات وإنما كلامنا كان في الحيز والجهة ونحن بحمد الله قرأناها من كتابه ولم نتعرض لاصطلاحات اليونانيين وغيرهم، القعود هل هو اصطلاح يوناني، الجلوس هل هو اصطلاح يوناني، اليد هل هي اصطلاح يوناني. هذا كلام بعيد عن الواقع.

المُقدَّم: الأخ أبو سارة من السعودية يقول هذه جاءت أخبار ولابد من التسليم بها.

سماحة السيد كمال الحيدري: الحق والإنصاف سؤال جيد، ولكنا نحن تعلمنا هذه القاعدة وهو أنه أساساً أن الرواية وإن كانت صحيحة السند نعرضها على كتاب ربنا ولكن عندما أقول على كتاب ربنا لا أعني على فهمكم أنت أو على فهم مفسر أنت تختاره، في النتيجة فهم الكتاب له قواعده الخاصة، القرآن الكريم يقول (ليس كمثله شيء) فإذا ثبت أن له حد وثبت له حيز وثبت له جهة وثبت له رجلان وثبت له ساقان وثبت له نعلان وثبت له ثوب وقعود وجلوس واستلقاء ووضع رجل على الأخرى، بينكم وبين الله ماذا بقي من قوله تعالى (ليس كمثله شيء). فالأصل هو الرجوع إلى القرآن ولكن لا كما تفهم، وإنما هناك قواعد لفهم القرآن الكريم.

المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

هل تعلم ان علي بن أبي طالب (عليهما السلام) رابع ...
المُناظرة الثانية والثلاثون/مناظرة ابن أبي ...
خامساً: الجهاز العقلي وطريق الاستدلال
النبوة بين اللغة العربية واصطلاح علماء الإسلام
ثقافة (التسخيت)
اللسان نعمة ونقمة
هل أخذ المسلمون قاعدة اللطف من المسیحیین؟
آل البيت عند الشيعة
نظرية الصدفة في خلق العالم:
أحاديث في العلم والحكمة والمعرفة (4)

 
user comment