صلاة الليل من أسمى العبادات التي تخرق الحجب ، فلنحافظ عليها ..!
قد يقول قائل : كيف لنا أن نصلي صلاة الليل، وهي أحد عشر ركعة، وإنها تحتاج إلى وقت طويل. الحقيقة أن صلاة الليل هي ثلاث ركعات، ركعتين لوحدهما وتسمى الشفع، وركعة واحدة لوحدها تسمى الوتر تصلى بقيام واحد يقرأ فيها ثلاث مرات قل هو الله أحد ، ومرة قل أعوذ برب الفلق ،وقل أعوذ برب الناس،ثم يقنت ويركع ويقوم من الركوع ويقنت بعد الركوع ويسجد ويجلس ويسلم. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه كان يقرأ في الركعتين من الشفع في الأولى سبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية قل يا أيها الكافرون، وفي الوتر التي يقنت فيها بقل هو الله أحد ثلاث مرات وذلك بعد فاتحة الكتاب. إن الإنسان إذا ما أقدم على أي عمل فإنه يطلب الشيء السهل كيما يتعود عليه، وكما تبدأ الأم بنظام غذائي خفيف مع ابنها الذي فطمته لتوها، كذلك الإنسان الذي يريد أن يبدأ ويصلي صلاة الليل لأول مرة. عن يعقوب بن الضحاك عن رجل من أصحابنا سرَّاح وكان خادماً لأبي عبد الله عليه السلام قال: « بعثني أبو عبد الله عليه السلام في حاجة وهو بالحيرة أنا وجماعة من مواليه، قال: فانطلقنا فيها ثم رجعنا مغتمين، قال: وكان فراشي في الحائر الذي كنا فيه نزولاً، فجئت وأنا بحالٍ فرميت بنفسي، فبينا أنا كذلك إذ أنا بأبي عبد الله عليه السلام قد أقبل. قال: فقال: قد أتيناك أو قال جئناك، فاستويت جالساً وجلس على صدر فراشي، فسألني عما بعثني له، فأخبرته فحمد الله ، ثم جرى ذكر قومٍ . فقلت: جعلت فداك، إنا نبرأ منهم، إنهم لا يقولون ما نقول. قال: فقال: يتولونا ولا يقولون ما تقولون تبرءون منهم ؟! قال قلت: نعم . قال: فهو ذا عندنا ما ليس عندكم فينبغي لنا أن نبرأ منكم؟ قال: قلت: لا، جعلت فداك. قال: وهو ذا عند الله ما ليس عندنا أفتراه اطرحنا ؟ قال: قلت: لا والله جعلت فداك ما نفعل ؟. قال : فتولَّوهُم ولا تبرؤوا منهم، إن من المسلمين من له سهم، ومنهم من له سهمان ومنهم من له ثلاثة أسهم ومنهم من له أربعة أسهم ومنهم من له خمسة أسهم، ومنهم من له ستة أسهم، ومنهم من له سبعة أسهم، فليس ينبغي أن يُحْمَلَ صاحب السهم على ما عليه صاحب السهمين، ولا صاحب السهمين على ما عليه صاحب الثلاثة، ولا صاحب الثلاثة على ما عليه صاحب الأربعة، ولا صاحب الأربعة على ما عليه صاحب الخمسة، ولا صاحب الخمسة على ما عليه صاحب الستة، ولا صاحب الستة على ما عليه صاحب السبعة، وسأضرب لك مثلاً، إن رجلاً كان له جار وكان نصرانياً فدعاه إلى الإسلام وزينه له فأجابه، فأتاه سُحيراً فقرع عليه الباب. فقال له: من هذا ؟ قال : أنا فلان . قال : وما حاجتك ؟ قال : توضأ والبس ثوبيك، ومر بنا إلى الصلاة؛ قال: فتوضأ ولبس ثوبيه وخرج معه، قال: فصليا ما شاء الله، ثم صليا الفجر ثم مكثا حتى أصبحا، فقام الذي كان نصرانياً يريد منزله. فقال له الرجل: أين تذهب؟ النهار قصير والذي بينك وبين الظهر قليل. قال: فجلس معه إلى أن صلى الظهر ثمَّ قال: وما بين الظهر والعصر قليل، فاحتبسه حتى صلى العصر، قال: ثمَّ قام وأراد أن ينصرف إلى منزله. فقال له: إن هذا آخر النهار وأقل من أوله. فاحتبسه حتى صلى المغرب، ثمَّ أراد أن ينصرف إلى منزله. فقال له: إنما بقيت صلاةٌ واحدةٌ. قال فمكث حتى صلى العشاء الآخرة ثم تفرقا . فلما كان سحيراً غدا عليه فضرب عليه الباب. فقال: من هذا ؟ قال : أنا فلان . قال : وما حاجتك ؟ قال : توضأ ، والبس ثوبيك، واخرج بنا نُصَلِّ . قال : اطلب لهذا الدين من هو أفرغ مني وأنا إنسان مسكين وعليّ عيال. قال أبو عبد الله عليه السلام: ادخله في شيء وأخرجه منه أو قال: أدخله من مثل ذه، وأخرجه من مثل هذا».