لماذا الخوف من الحجاب؟
الواقع ان الحجاب الإسلامي ، ليس رمزا دينيا فقط ، نعم قديكون رمزا دينيا ، ولكنّه قبل ذلك عبادة من أعظم العبادات و فريضة من أهم الفرائض ؛ لأن الله تعالى أمر به في كتابه ، و نهى عن التبرج ، و أمر به النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في سنته و نهى عن ضده ، في قوله تعالى ) وَ قُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن ، و َيَحفَظنَ فُرُوجَهُن ، وَ لاَيُبدِينَ زِينَتَهُن ، إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا ، وَ ليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن ، وَ لاَيُبدِينَ زِينَتَهُن ) إلى قوله : (وَ لاَيَضرِبنَ بِأَرجُلِهِن لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِن ، َ و تُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيهَا المُؤمِنُونَ لَعَلكُم تُفلِحُونَ ( ، فالحجاب ليس رمزا دينيا لاحاجة له ، و إنما هو فرض رباني ، و واجب قرآني ، فلايجوز حرمان المرأة من هذا الحق الشخصي .
أثار حجاب المرأة المسلمة دائما أحقاد أعداء الإسلام ، و لم تتوقف حملاتهم المسعورة للنيل منه ، لأنهم يدركون جيدا أن المسلمة الملتزمة ، هي نصف المجتمع الإسلامي و صانعة النصف الآخر ، و كلما فشلوا في نيل مآربهم ازدادت أحقادهم ، مرة تقوم فرنسا ، و لاتقعد لان طفلة جزائرية مسلمة أبت أن تخلع حجابها، و حيائها ، و إصرارها على دخول مدرستها بالحجاب .. ، و لم تهدأ الضجة إلا بصدور حكم قضائي لصالح المسلمة الصغيرة الشجاعة ، و مرة أخرى تقوم السلطات في تركيا - نزولا على أوامر الأسياد الأوروبيين - باضطهاد نائبة في البرلمان التركي أصرت على الالتزام بحجابها ، ثم يضغطون الآن على رئيس البرلمان الحالي لمنعه من اصطحاب زوجته المحجبة في الرحلات و المناسبات و الاستقبالات الرسمية ، لان غطاء راس زوجته يهدد السلم و الأمن الدوليين !!! ، و يهدد الجيش بالتدخل لإزاحة الحكومة الجديدة ، اذا سمحت بالحجاب في المدارس و الجامعات و المصالح الحكومية !! ، مثال آخر من مصر و موقفه الكاتب النصراني ارثوذكسى ، حيث طبل و زمر- في مجلة حكومية شماتة ، و تشفيا لان ممثلة شابة خلعت الحجاب !! ، و إذا كنا نوقن كمسلمين و مسلمات ، ان الحجاب فريضة إسلامية ، و ندرك ان الأخوات المسلمات لسن بحاجة إلى المزيد بهذا الصدد ، فاننا نذكر الآخرين ببعض الحقائق و البراهين ، التي لا سبيل أمامهم إلى إنكارها إلا اذا استطاعوا التنكر للشمس الساطعة في كبد السماء..
و المثال الأخير تصريح الرئيس الفرنسي جاك شيراك ، و هو تأيده لقانون حظر الحجاب الإسلامي في فرنسا. و الجدل الدائر حول كيفية التعامل مع ظاهرة الحجاب ، و إصدار قانون يشدد على العلمانية ، و يحظر المظاهر الدينية في المؤسسات العامة و مؤسسات التعليم العام ، " يمثل تراجعاً للحرية الدينية ".
فإلى هؤلاء نطرح لهم بعض الحقائق ومدلولاتها :
أولا : انتم تتشدقون بحقوق الإنسان و الحريات و المساواة و … ، و … ، فهل هذه الحقوق لكم وحدكم أم هي للبشر كافة ؟ ، فإذا كانت الحرية و العدالة و حقوق الإنسان كل لايتجزأ ، فإن من حق نساء المسلمين ارتداء ما شئن من ثياب الحشمة و الوقار كما ترتدي نساؤكم ما يحلو لها!!
ثانيا : نسألكم : لماذا تستهدفون في كل مرة زى المرأة المسلمة وحدها ؟ ، فلم نجد أحدا منكم قد تجرأ مرة على التعرض لزى الراهبات مثلا رغم أنهن يغطين الرؤوس كذلك ؟!! ، و كذلك هناك زي نساء الهنود - الساري - الطويل الذي لم يتعرض له احد من قبل بكلمة واحدة !! ، هناك أيضا أنواع من الملابس المحتشمة للنساء في قبائل و مناطق غير إسلامية في آسيا و أفريقيا ، لم يمسها منكم احد بكلمة و لاتعرض لها بأذى ؟!! ، أليس في هذا كله دليلا قاطعا على أنكم لاتستهدفون سوى الإسلام ؟!! ، و ألا لماذا يسمح لليهودي ، أن يضع طاقية اليهود على رأسه مع أنها ليس لها أيّ أهمّية إلا الرمز ، و أين في فرنسا البلد الذي يدّعي الحضارة و التقدم و حقوق الإنسان و الحريّة الشخصية إلى آخر هذه الشعارات المهلهلة ؟
ثالثا : أثبتت الدراسات و الأبحاث العلمية الحديثة ، التي أجراها علماء من أوروبا و أمريكا- من غير المسلمين- من ان كشف المرأة لأجزاء من جسدها ، يعرض تلك الأجزاء للإصابة بسرطان الجلد بنسب أعلى بكثير من الأجزاء المستورة من جسدها .
رابعاً : تظن المرأة الغير محجبه انها تستأثر باهتمام الرجل ، و تستحوذ على حواسه بسفورها ، و تبرجها.. ، و هى بذلك لاتفقه طبيعة الرجل ، الذي يمل بسرعة من الجمال الرخيص لكل من هب و دب .
خامسا : لوحظ ان الأغلبية من ضحايا جرائم الاغتصاب ، و هتك العرض فى مختلف دول العالم هن من المتنبرجات السافرات ، اما المحتشمات فلا يجرؤ احد من المجرمين على التعرض لهن ، و تندر هذه الجرائم في المجتمعات الإسلامية بفضل الله أولا و ببركة الحجاب ثانيا .
سادسا : هناك في رأينا جانب إنساني عظيم للحجاب لايفهمه أولئك الحاقدون على الإسلام و أهله .. ، ذلك ان الله تعالى لم يخلق كل النساء على شاكلة واحدة ، لحكمة ربانية ، فمنهن الجميلة ، و منهن من هي ذات حظ أقل في الجمال .. ، لهذا فإن من رحمة الله تعالى بالنساء ، ان تخفى كل منهن جمالها عن أعين زوج غيرها ، فلا يفتتن الرجل بغير امرأته ..
و ختاما :
فان استعراض كل جوانب عظمة الإسلام في فرض الحجاب أمر تستحيل الاحاطة به في هذه السطور القليلة ، لهذا اقتصرنا على بيان أهم ما أحطنا به . و الغريب ان هناك نفر من دعاة المدنية يرى ، بأن الحجاب مظهر من مظاهر التخلف ، و أنه يمنع المرأة من الإبداع و الرقي ، و هذا الادعاء غير صحيح ؟ ، لأن الحجاب لم يقف في يوم من الأيام حجر عثرة في طريق تقدّم المرأة ، و لم يكن سببا في تقدّمها ، فلماذا تخلطون الأوراق ( و لماذا لاتتكلمون الحقيقة ) ،
أن إحدى الإحصائيات أظهرت أن 19 مليوناً من النساء في الولايات المتحدة ، كُنَّ ضحايا لعمليات الاغتصاب !!،
كما أجرى الاتحاد الإيطالي للطب النفسي استطلاعاً للرأي ، اعترف فيه أن 70% من الإيطاليين الرجال ، بأنهم خانوا زوجاتهم . ففي أمريكا مثلاً مليون طفل كل عام من الزنا ، و مليون حالة إجهاض ، في استفتاء قامت به جامعة كورنل تبين أن 70% من العاملات في الخدمة المدنية ، قد اعتُدي عليهن جنسيًّا ، و أن 56% منهن اعتدي عليهن اعتداءات جسمانية خطيرة ، في ألمانيا وحدها تُغتصب 35000 امرأة في السنة ، و هذا العدد يمثل الحوادث المسجلة لدى الشرطة فقط ، أما حوادث الاغتصاب غير المسجلة فتصل حسب تقدير البوليس الجنائي إلى خمسة أضعاف وهذه الأرقام شيء قليل من كثير يعرفه الجميع .
الفرنسيون خالفوا مايدّعونه بالحرية و الديموقراطية و حقوق الإنسان ، بل خالفوا دستورهم ، حتى فالقانون الفرنسي الذي وضعه آرنست رونان في سنة 1882 يقول : " على الدولة أن تكون حيادية عندما يتعلق الأمر بالديانات ، و أن تكون متسامحة مع كل المذاهب " ، كان ينبغي على فرنسا ، أن تدعم الحجاب ، و تدعو إليه فالسوس ينخر في أمتهم من الفساد و الانحلال . ايها الفرنسيون هذا يوم عار في تاريخكم ، فلا تذكروا الحريّة الشخصية بعد اليوم ، و تتشدّقوا بحقوق الإنسان ، و لاتتكلموا عن تقرير المصير ؟
و على رغم أن قضية الحجاب مطروحة في فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات ، و تتسبب بهزات دورية هنا و هناك ، فإنها لم يسبق ، و أن طرحت بالحدة نفسها التي تحيط بها اليوم . و الجدل حول الحجاب يدور اليوم على خلفية من الاحتقان ، مردها التفاقم المستمر على صعيد النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي من جهة ، و الحرب العراقية من جهة أخرى.
لذا فإن السلطات الفرنسية تواجه مهمة بالغة الصعوبة تقضي بإيجاد سبيل لصيانة الطابع العلماني لمؤسساتها من دون السقوط في فخ الذين يتهمونها بالتساهل مع جاليتها المسلمة نظراً إلى الوزن الانتخابي الذي تمثله ، و الحرص في الوقت نفسه على عدم الإقدام على ما من شأنه أن يفسر ، و كأنه استعداء لهذه الجالة .
(من موقع: تبيان)