الحواضر الشيعية الفارسية في القرن الخامس و السادس .
يـعـتـبـر كـتاب نقض من المصادر المهمة لتحديد الجغرافية الدينية في ايران ابان القرن الخامس والـسـادس و تـم تاليف هذا الكتاب في حدود سنة 560 ه , بيد ان معلوماته عن الحواضر الشيعية تتحدث عن فترة زمنية تمتد قرنين في الاقل علما بان ادلة اخرى تشيرالى ان التشيع في بعض هذه الـحـواضـر يـعود الى القرن الثاني و قد تحدثنا عن ذلك سابقا ووردت في مواضع مختلفة من هذا الكتاب اشارة الى الجغرافية الدينية للشيعة و السنة في ايران , ننقل فيما ياتي مطالبها:.
تطرق مؤلف كتاب بعض فضائح الروافض الى عدم رواج الدين في الحواضر الشيعية كقم , و كاشان , و ورامـين , و ساري و ارم فرد عليه الرازي مبينا الوضع الديني للمدن الشيعية بالترتيب و بدا بقم قـائلا: ((من الواضح اننا اذا لاحظنا آثار الاسلام و شعائر الدين وقوة العقيدة في قم التي يتمسك اهـلها كلهم بمذهب الامامية , فان ذلك من بركات الجوامع التي شيدها بلفضل العراقي خارج المدينة , والـمـسـاجد التي بناها كمال ثابت وسطالمدينة ,و كذلك المقصورات المزينة و المنابر المتكلفة و الـمـنـائر الـبـاسقة , و كراسي العلما, و نوبة عقود المجالس و المكتبات الزاخرة بكتب الطوائف الـمـختلفة , والمدارس القائمة كمدرسة سعد صلب , و مدرسة اثير الملك , و مدرسة الشهيد السعيد عـزالـديـن مـرتـضـى قدس اللّه روحه , و مدرسة السيد الامام زين الدين اميره بن شرفشاه الذي كـان قـاضـيـا و نـلـحظ ايضا مرقد السيدة فاطمة بنت موسى بن جعفر ـ عليهماالسلام ـ و ما فيه مـن اوقاف و مدرسين و فقها و ائمة , و ما يحبره من زينة تامة و اقبال عظيم عليه و ما يشتمل عليه مـن مدرسة ظهير عبدالعزيز, و مدرسة الاستاذ ابي الحسن كميج , و مدرسة شمس الدين مرتضى بعدتها و آلاتها و دروسها و مدرسة مرتضى كبير شرف الدين بزينتها وآلاتها و حرمتها والاقبال عـلـيـها, و غير ذلك مما يطول الكتاب بذكره كله و نجد ايضاالمساجد التي لا تحصى , والمقرئين الـبـارعـين العالمين بالقراات , والمفسرين العالمين بالمنزلات والمؤولات , و ائمة النحو و اللغة و الاعراب و التعريف , و الشعرا الكبار,والفقها والمتكلمين , و ما وصل من الاسلاف الى الاخلاف , و الزهاد المتعبدين , والحجاب الذين لا يعدون , والصائمين في رجب و شعبان و رمضان و ايام شريفة اخـرى مـن الـسنة , و المصلين بالليل , و اهل البيوتات من العلويين الرضويين , والعرب , و الديالمة , وغـيـرهـم و تـسـمـع مـن بـعـض الـمـسـاجـد و الـمنائر في كل سحر اصوات الموعظة و الـصـلـوات الـمـتـواتـرة و نلحظ ايضا في المساجد الكبيرة والصغيرة , والمدارس المعروفة , و دورالشخصيات و الوجها الختم المعتاد والمعهود للقرآن في كل يوم , كما نلحظ الاموال الطائلة التي تجمع من وجوه الحلال , و تصرف حسب ما تريده الشريعة من خمس و زكاة و صدقة باشراف امنا و متدينين و محتسبين عارفين من العلويين الذين يحملون الدرة على اكتافهم بلا ريا و سمعة , و ينهون عـن ارتـكـاب المنكرات , و يطبقون شعائر الشريعة ,و قواعد الاسلام من الدرس , والمناظرة , و مجلس الوعظ, و حلقة الذكر ((1409)) )).
و بعد ذلك ذكر المؤلف بعض الروايات الماثورة في فضيلة قم , و اشار الى قول احدالامرا الاتراك , الذي عبر عنه الرازي بقاتل الملحدين , فقد قال في اهل قم : ((اهل قم وديعة اللّه تعالى عندنا, و هم رعـيـة مباركة لنا و منذ ان ورد اسم قم في ديواننا, فاننا,نلمس تقدما و رقيا لنا في كل يوم و نحن متفائلون بوجودهم ((1410)) )).
ثم تحدث عبدالجليل بعد ذلك عن مدينة كاشان الشيعية و قال :.
((كـانت كاشان و لا تزال ـ بحمداللّه و منه ـ مدينة منورة و مشهورة و هي مزينة ـوالحمدللّه ـ بـزيـنـة الاسلام و نور الشريعة , و ما فيها من المساجد الجوامع , و المساجدالاخرى بوسائلها و عـددهـا و نـجـد هناك المدارس الكبيرة , كالمدرسة الصفوية ,والمجدية , والشرفية , والعزيزية بـزيـنـتـهـا و وسائلها, و عددها, و اوقافها, و مدرسيها من امثال السيد الامام ضيا الدين ابي الرضا فضل اللّه بن علي الحسن , الذي لا مثيل له في بلدان العالم علما و زهدا و غيره من الائمة و القضاة و نـلـحـظ فـيـها كثرة الفقها و المقرئين والمؤذنين , كما نلحظ عقود المجالس و تربية علما السلف كـالـقاضي ابي علي الطوسي و ابنائه (مثل القاضي جمال ابي الفتح , والقاضي الخطير ابي منصور ـ حـرسهمااللّه ) و في كاشان مصلحون و حجاج لا يحصون و فيها عمارة مشهد علي بن محمد الباقر (بياركرز)وقد امر مجدالدين بتشييدها هناك , و تزويدها بما يزينها من الوسائل و العدد والالات و فـيهاالنور و البركات التي يقبل عليها جميع الملوك والوزرا, و يعترف بها السلاطين و الامراوفي كاشان ما فيها مما يدل كله على صفا ايمان مؤمنيها و خلوص طاعتهم ((1411)) )).
تلا ذلك حديثه عن مدينة آبه او آوه التي كانت كبيرة جدا ثم اصبحت الان قرية كبيرة ,و قال :.
((امـا مـديـنة آبه , فانها, و ان كانت مدينة صغيرة , لكنها ـ بحمداللّه و منه ـ بقعة كبيرة بشعائرها الاسـلامـية , و ما فيها من معالم الشريعة المصطفوية و السنة العلوية متمثلة في جامعيها المعمورين الـكبير و الصغير, و اقامة صلاة الجمعة و الجماعات و العيدين , و عقدالمراسيم الخاصة بالغدير, و لـيلة القدر, و يوم عاشورا, و تلاوة القرآن بنحو متواتر,و وجود مدرسة عز الملكي , و عرب شـاهي العامرتين بلاتهما, و عددهما, و مدرسيهمامن امثال السيد ابي عبداللّه , والسيد ابي الفتح , و هـمـا من العلما الورعين المعروفين في مجالس العلم و الوعظ المتواترة و كذلك وجود مشاهد ابنا الائمة كعبداللّه موسى ,و فضل , و سليمان ابنا الامام موسى الكاظم , و هي مشاهد منورة و مشهورة , ذهب اليهاالعلما و اقاموا فيها, و كلهم متبحرون متدينون ((1412)) )).
اما مدينة ورامين , فهي و ان كانت قرية , لكنها لا تقل عن المدن شيئا و ما يلمس فيهامن معالم الشريعة و انـوار الـسلام من طاعات و عبادات و ملازمة للاحسان والخيرات ,فهي من بركات رضي الدين ابـي سعد ـ اسعده اللّه في الدارين ـ و ابنائه اذ شيد فيهاالمسجد الجامع , و اقيمت الصلاة و اقرت الـخطبة , و انشئت المدرسة الرضوية و الفتحية باوقاف معتمدة , و مدرسين متدينين , و فقها مجدين و لـهـؤلا خيرات في الحرمين بمكة و المدينة , و مشاهد الائمة من خلال وضع الشموع , و ارسال الـحـاجـات اللازمة و يمدالخوان بورامين في كل رمضان لعامة الناس , و تقدم العطايا و الهبات الى جميع ابناالمذاهب الاسلامية بلا تعصب و تمييز و ما شابههما ((1413)) )).
و جـا في معجم البلدان ان اهالي ورام كلهم شيعة ((1414)) وقال القاضي نوراللّه ايضا: عرف اهل ورامين منذ قديم الايام ا نهم من اصحاب اليمين , و من الموالين لاهل بيت النبي الامين ((1415)) .
ثـم تـحـدث عبدالجليل الرازي عن مدينة ساري التي كانت تعرف بسارية قديماو كذلك تطرق الى مـديـنـة ارم الـتـي يـقـول ياقوت الحموي فيها: ((بلدة قرب سارية من نواحي طبرستان و اهلها شيعة ((1416)) )).
و لـم يشر الرازي في حديثه عن هاتين المدينتين الى المدارس و غيرها, بل اكتفى بقوله : ان هناك تـشـددا مفرطا ضد الباطنية اي : على الرغم من ان الملوك الذين كانوايحكمون تلك المناطق هم من الـشـيـعة , بيد انهم يقدمون آلاف الملاحدة فريسة للكلاب سنويا ((1417)) و ذكر الرازي هذا الموضوع ليبين ان الشيعة و الباطنية كانا على طرفي نقيض , و لم تكن هناك اي صلة بينهما, بل كانا متعاديين متخاصمين .
و من الحواضر الشيعية الاخرى : سبزوار يقول عبدالجليل الرازي فيها:.
((امـا سـبـزوار ـ بـحـمـداللّه و مـنـه ـ فـانـهـا مـركـز الشيعة والاسلام , مزينة بالمدارس الجميلة والمساجد النورانية و كان العلما فيها يدرسون الشريعة خلفا عن سلف و يلحظ فيهابوضوح لـعـن الـمـلاحـدة , و عـدا الباطنية و نجد فيها الدرس , و المناظرة , والمجلس ,و ختمات القرآن المتواترة ((1418)) )).
و يـذكـر الرازي في كلامه هذا ايضا بافتراق الملاحدة (كان اسما مشهورا للاسماعيليين في ذلك الـقـرن ) عـن الـشيعة و عندما تعاظم نفوذ الاسماعيليين , فان الشيعة الامامية ـ الى جانبهم ـ كانوا عـرضـة لـلـهـجـوم عـادة و كـمـا ذكـرنـا سـابقا, فان البعض يرى التشيع الاثني عشري ممهدا لـلاسـمـاعـيـلـيـة ((1419)) و كـان جـليا هنا ان الشيعة الامامية ينبغي ان يفصلوا انفسهم عن الاسـماعيليين و لذلك نلحظ ان الحكام الشيعة في ساري ابادواالاسماعيليين هناك و كان هذا باعثا على تخفيف الضغوط على الامامية و ينكر الرازي اساسا ان يكون التشيع الامامي ممهدا للاسماعيلية و يـحـاول ان يـثبت في مواطن مختلفة من كتابه عدم وجود صلة بينهما و على العكس , فان الباطنية يـقـيـمون في المدن السنية اكثرمن غيرها و يواصل الرازي حديثه في هذا المجال حول سبزوار فيقول :.
((و الاعـجـب مـن ذلك ان كل جيش كان يتوجه الى تلك الارجا في عهد عباس غازي ,و ايناج بيك مـجـاهد ازري , فانه يسلب و ينهب و يقتل الملاحدة في دامغان و لم يالف ذلك في سبزوار فلما كان الخواجه (مؤلف فضائح الروافض ) يعرف اوضاع دامغان ومذهب اهلها (اذ كانوا سنة ((397))), فعليه ان يراعي الادب في حديثه عن سبزوار ((1421)) )).
و ينقل الرازي في موضع آخر من كتابه عن الحسن بن الصباح قوله : ((لياتني الف من المجبرة , و لا ياتني شيعي واحد ((1422)) )).
و مـن الـحواضر الشيعية في ذينك القرنين : الري و هذه المدينة ـ كما مر بناـ تدرجت من النزعة الناصبية الى التشيع و كان قسم من اهلها شيعة , و قسم آخر سنة خلال القرنين المذكورين و ينبغي ان نـعـلـم ـ عـلى اي حال ـ ان الري كانت من المدن المهمة جدا في ايران يومئذ, اذ اختيرت مقرا لـلـسـلطة والامارة من قبل مختلف السلاطين مرات عديدة و اشارالرازي في مواضع من كتابه الى الـتـشيع في الري , و ذكرها في عداد الحواضرالشيعية ((1423)) و يصف ياقوت الحموي (مع تـعـصبه السني ) المذاهب الموجودة في الري و يقول : عندما قدمت الى الري سنة 617 ه , نقل لي بـعض اهلها ان في المدينة ثلاث طوائف : شافعية و هم الاقل , و حنفية و هم الاكثر, و شيعة و هم الـسـواد الاعـظـم و امااهل الرستاق , فليس فيهم الا شيعة و قليل من الحنفيين , و لم يكن فيهم من الـشـافـعـية احدو كانت العصبية بين الشيعة و السنة قوية الى درجة لم يترك من الشيعة من يعرف و لم يبق من الشيعة و الحنفية الا من يخفي مذهبه ((1424)) )).
نـلاحـظ هـنا ان القسم الاول من كلامه يتعلق بالقرن الخامس و السادس , و يدل على ان الغلبة كانت لـلـشـيـعة اما القسم الاخير, فيبدو ا نه غير صحيح , لان المستوفي يقول بعده بمائة سنة : ((اهل المدينة و اكثر القرى التابعة لها اثنا عشرية , الا اهل قرية قوهه فانهم حنفية و كثير من اهل البيت مدفونون في الري ((1425)) )).
والـعجيب ان القزويني لم يذكر الشيعة الموجودين في الري قط, اذ قال : ((و اهل الري شافعية و حنفية و اصحاب الشافعي اقل عددا من اصحاب ابي حنيفة ((1426)) )) و قال القاضي نوراللّه : ان الـشافعية في تلك الديار كانوا قليلين دائما, (على عكس ما يصر عليه الحموي ), و يتفق الحنفية مع الـشـيـعـة فـي انـكار الشافعية ((1427)) و قال في موضع آخرمستشهدا بكلام مؤلفه نواقض الـروافـض , و هـي ـ فـي رايه ـ مير مخدومة شريفي شيرازي (مجالس المؤمنين 1 : 87): كان الـشـيـعـة فـي تـلك الديار اكثر من السنة ذلك انه قال تعريضا:((لا ينبغي ان يكون مذهبهم مذهب المدينة , بل مذهب الحق و اغلب الري روافض لكن ينبغي ان لا ياخذهم الغرور ((1428)) )).
و لـعـل هذه القرية (قوهه ) هي التي اشار اليها ياقوت الحموي بقوله : ((و اما اهل الرستاق , فليس فيهم الا شيعة و قليل من الحنفيين )) لذا يبدو ان وضع المدينة كان ثابتامستقرا, اللهم الا اذا قل فيها عدد الحنفيين والشافعيين , كما تدل عبارة المستوفي على ذلك دلالة تامة .
ان احـدى الـنـقـاط التي ينبغي ان نقولها حول التشيع في الري هي ان حكام المناطق الشمالية , و هم شيعة , كانوا يهتمون بالري اهتماما خاصا و من هؤلا: رستم بن علي الذي بلغ تاثير العلويين و الشيعة عـليه درجة انه عد ما كتبه احد العلويين ـ و اسمه مرتضى ـنافذا بغير توقيعه و هذا العلوي بذل مالا كثيرا لتشييد مدرسة في محلة زاد مهران التي كانت من المحلا ت الشيعية في الري .
و يستشف من عبارات كتاب فضائح الروافض الذي تم انتقاده في كتاب نقض ان الشيعة كانوا اكثرية في الري ((1429)) حتى قال ابن اسفنديار: ((و تلك المدرسة قائمة اليوم في زاد مهران لتدريس الـعـلـم (و يـدرس فيها) المدرس الكبير السيد ضيا الدين و هوالتلميذ السديد لمحمود الحمصي , مـتـكـلـم الامـامية و كان التدريس فيها على درجة ان ابن اسفنديار لم ير في اي بقعة من بقاع اهل الاسـلام (مـثـلـهـا) عـلـى صـعـيـد عـدد الـدارسـين ,و حرص الفقها, و الصلاح , و التعلم , و التكرار ((1430)) )).
و تشعر عبارة الرازي ان محلة مصلحگاه في الري كانت من المحلات الشيعية تماماو هي تماثل محلة الـكـرخ بـبـغداد علما بان كثيرا من شيعة الري يومئذ كانوا من الزيدية و يقول الرازي في مساكن الـزيـدية : ((لهم في مدينة الري مدارس معروفة و ثمة فقهاكثيرون على هذا المذهب و في الري عـدد كـبـيـر مـن الـسادة من النقبا والرؤسا كانوايعتقدون بهذا المذهب ايضا و شهادتهم مقبولة و عدالتهم محرزة عند قاضي القضاة الحسن الاسترآبادي ((1431)) )).
و ذكـر الرازي في فقرة اخرى المناطق التي كان اهلها كلهم شيعة , والمناطق التي كان بعض اهلها شيعة و ننقل كلامه فيما ياتي نصا:.
(( هـل تـعـلـم مـن كـان جـند آل المرتضى ؟ انهم ليوث فليسان ((1432)) , و امرا الجيش في غـايـش ((1433)) و الـسادة في زاد مهران و اهل المرؤة و الفتوة في مصلحگاه والمعتقدون في درشـقـان والديلميون في آبه , و وزرا قاشان , و عرب قم و علماؤها وسادات قزوين و شيعتها و رجـال ورامـيـن و رؤسـاؤهـا و مـصـلـحـوهـا, والـقائمون ليلهم في نرمين و سروهه و مؤمنو خـوابـه ((1434)) , و مـلـوك سـاري , و شـجعان ارم , و عرفاسبزوار, و شجعان نيسابور و مجاهدوها, و اكابر جرجان , و عظما دهستان , و مؤمنوجربايقان , و امنا استرآباد ((1435)) )).
كـان الشيعة في بعض هذه المدن يقطنون في قسم من اقسام المدينة كما نجد في قزوين التي سماها الـمـصـنـف : دار الـسنة ((1436)) , اذ كان الشيعة يضطهدون فيها كثيرا وعندما اعلن احمد بن اسـماعيل احد علما السنة في المدينة مرة ان احد الشيعة يريدقتله , و خرج من المدينة , فان الناس خـرجـوا بخروجه , و لم يرض بالعودة الا بشرط ان تؤخذ مكواة عليها اسم ابي بكر, و عمر, و تـكـوى بـها جباه جمع من اعيان الشيعة الكي ((1437)) .
و ذكـرت فـي موضع آخر مدينة اسمها: سناردك , و هي من المناطق الشيعية ((1438)) و كذلك ذكرت منطقة اخرى اسمها: زعفران جا, و هي من المناطق الشيعية ايضا ((1439)) .
و ذهب عبدالجليل الرازي الى ان قوسين كانت في عداد الحواضر الشيعية , كقم ,وكاشان , و آوه , و ورامـيـن ((1440)) و احـتمل المحدث الارموي ان المقصود منهاقومس الواقعة بين المحافظات الشمالية و المركزية و الشرقية و احتمل ايضا ان تكون قريسين نفسها, و هي كرمانشاهان الحالية و هذا الاحتمال ضعيف , لان الشيعة قلما كانوايسكنون في غرب البلاد.
و جـا عـن همدان التي ذكرت هنا في عداد المناطق السنية ان اسرا منها كانت شيعية ((1441)) و يـمـكـن ان يـنطبق هذا الموضوع على المدن الاخرى ايضا علما بان الشيعة لم يجراوا على اظهار عقيدتهم في بعض المناطق و لذا كانوا يعملون بالتقية .
و يـحـاول الـمـرحوم الرازي ان يدل في فقرة اخرى من كلامه على الجغرافية الدينية للشيعة في ايران و ننقل ما قاله فيما ياتي نصا لتتضح الهوية الشيعية لايران جيدا خلال القرون المذكورة علما ان بعض المناطق العربية قد وردت في كلامه ايضا.