العلامات التي تخص صاحب الزمان عليه السلام:
روي عن ابي خديجة قال: قال ابو عبد الله عليه السلام: (لا يخرج القائم حتى يخرج اثنى عشر من بني هاشم كلهم يدعو الى نفسه).
وروي عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ( إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم، وليمحّص حتى يقال مات او هلك، بأي وادٍ سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو الا من اخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، ولترفعن اثنا عشرة راية مشتبهة، لا يدري أي من أي) فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول: ترفع اثنا عشر راية مشتبهة لا يدرى أي من أي فكيف نصنع؟ قال: فنظر الى شمس داخلة في الصفة فقال: (يا أبا عبد الله، ترى هذه الشمس؟) قلت: نعم، قال: (والله! لأمرنا أبين من هذه الشمس).
ومن هذه الروايات نستنتج بأن هناك اثنا عشر شخصا يدعي بأنه المهدي عليه السلام وهو كذاب وان امر الامام أوضح من الشمس وسنوضح بعض صفاته عليه السلام حتى يكون الامر واضحا جلياً كالشمس بل أكثر وضوحاً.
صفاته عليه السلام:
عن محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن محمد ابن عطاء عليه السلام بن أبي عميرة قال: (قال أبو جعفر عليه السلام: لصاحب هذا الأمر بيت يقال له: (بيت الحمد) فيه سراج يزهر منذ يوم ولد الى ان يقوم بالسيف).
وعندما يظهر الامام يكون شاباً مربوعاً، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، في خده الأيمن خال أسود.
أما سنة ظهوره فتكون سنة مفردة فعن أبي نصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: (لا يخرج القائم الا في وتر من السنين: سنة إحدى او ثلاث او خمس او تسع او سبع، وينادى باسم القائم في يوم ستة وعشرين وفي رواية أخرى ثلاثة وعشرين من شهر رمضان ويقوم في يوم عاشوراء يوم العاشر من محرم.
ويكون ظهوره عليه السلام في مكة المكرمة وأول ما يسند ظهره الى الكعبة فيخطب بالناس ويعرفهم بنفسه وبعد ذلك يبدأ بأخذ البيعة من مؤيديه وأنصاره واول من يبايعه جبرائيل ثم يبايعه وفد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيبايعونه. ويأخذ البيعة عليهم بأن لا يسرقوا ولا يزنوا ولا يسبوا مسلما ولا يقتلوا محرما ولا يهتكوا حريما ولا يهدموا منزلا ولا يضربوا أحدا الا بالحق ولا يكنزوا ذهبا ولا فضة ولا إبراً ولا شعيراً ولا يأكلوا مال اليتيم وان يفعلوا كل معروف. فيبايعوه سائر المخلصين ممن كانوا ينتظرون الظهور بفارغ الصبر.
وهذه أخرى رواية حول ظهور الإمام المهدي عليه السلام:
روي عن علي بن حبشي، عن جعفر بن مالك، عن أحمد بن ابي نعيم، عن إبراهيم بن صالح، عن محمد بن غزال عن مفضل من عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إن قائمنا اذا قام أشرقت الارض بنور ربها واستغنى الناس(7) ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر، لا يولد فيهم أنثى ويبنى في ظهر الكوفة مسجد له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة حتى يخرج الرجل يوم الجمعة على بغلة سغواء(8) يريد الجمعة فلا يركها. وعن أبي جعفر عليه السلام قال: يدخل المهدي الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت بينها، فتصفوا له فيدخل حتى يأتي المنبر ويخطب، ولا يدري وقد قاراها فيسلمها الى الحسني فيبايعونه، فإذا كانت الجمعة الثانية قال الناس: يابن رسول الله الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول الله والمسجد لا يسعنا فيقول انا مرتاد لكم فيخرج الى الغري فيخط مسجداً له ألف باب يسع الناس عليه أصيص(9) ويبعث فيحفر من خلف قبر الحسين عليه السلام لهم نهرا يجري الى الغريين، حتى ينفذ في النجف، ويعمل على فوهته قناطر وارجاء في السبيل، وكأني بالعجوز وعلى رأسها مكتل فيه بر حتى تطحنه بكربلاء).
نزول المسيح عليه السلام
ولابد هنا ان نذكر المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة وانه ينزل الى الدنيا عندما يكون الدجال في قمة مجده وغرائه وسيطرته على العالم فينزل المسيح على المنارة شرقي دمشق يبدو للرائي كأنه خرج من الحمام لوقته لأنه اذا طأطأ رأسه قطر واذا رفعه انحدرت منه قطرات جمان كاللؤلؤ على وجهه ووطيفه المسيح عليه السلام الرئية هي قتل الدجال فيكون الدجال حينئذ في دمشق فيلحقه المسيح عليه السلام فيدركه بباب فيقتله وبعد قتل الدجال تكون مهمته الثانية تأييد المؤمنين في العالم والقضاء على الكافرين والمنحرفين اما المؤمنين فيواجهونه ويحدثونه عن درجاتهم في الجنة واما الكافرين فيقاتلهم على الاسلام، وان المسيح يمكث في الارض اربعين عاما. وعند نزوله في عصر الظهور يصلي خلف الامام الحجة عليه السلام مأموماً.
وفي نهاية هذا البحث نذكر ان الامام عليه السلام يبقى سبع سنين وكل سنة تعادل عشر سنين من سنيننا أي ما يعادل سبعين سنة اما حكومة الامام فتدوم ما شاء الله من السنين. حتى يظهر ويظهر معه كل الخير والبركة وتنعم الانسانية بالعدل والرفاهية ويستغني كل واحد حتى يقول الرجل أعطني يا مهدي ذهبا وأموالا وجواهرا فيقول عليه السلام خذ ما ترد فيحمل الرجل ثم يتركه للغنى التي تكون في النفس ويقتل الامام عليه السلام الشيطانَ ويقضي على الشر في العالم وتموت النفس الامارة بالسوء في نفوس الناس والحمد لله رب العالمين (جعلنا وإياكم من الناظرين الى الطلعة البهية الرشيدة والمتنعمين بد وله العدل الالهي آمين رب العالمين.
تم بعون الله تعالى عز وجل
الخاتمة:
وفي الخاتمة لا يسعنا الا ان نقول (الهي عظم البلاء وبرح الخفاء وانقطع الرجاء .... الدعاء).
(اللهم عرفني نفسك فإنك ان لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك .... الدعاء).
والحمد للهِ ربِ العالمين وصلِ اللهم على محمد وآله الطاهرين.
فهرست المصادر:
1) كتاب الغيبة للطوسي
2) الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس
3) فقه علائم الظهور الشيخ محمد السند
4) 500 سؤال حول الامام المهدي عليه السلام الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
5) مثير الاحزان للصدوق
6) الفوارق والجوامع بين السنة والشيعة لمحمد جواد مغنية
7) سيرة الأئمة الأثني عشر هاشم معروف الحسني
8) مفكرة المنتظر عليه السلام مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
الهوامش:
(1) ج ص 191.
(2) ص 126 طبعة 1347هــ
(3) ج 2 سنة 1945.
(4) ج2 طبعة سنة 1902.
(5) البحار ج 20، ص 216.
(6) المراد به ميمون مولى بني أسد.
(7) واستغنى العباد بضوء الشمس.
(8) اسغي من المشيء سغوا اسرع والبغلة السغواء: الخفيفة السريعة.
(9) البيوت المتقاربة.