* د. أوجيست فوريل
يؤثر شعور المرأة بأنها في حاجة إلى حماية زوجها ـ ولا نقول سيادته ـ على العواطف المشعة من الحب فيها تأثيراً كبيراً. ولا يمكن للمرأة أن تعرف السعادة إلا إذا شعرت باحترام زوجها وإلا إذا عاملته بشيء من التمجيد والإكرام ويجب أيضاً أن ترى فيه مثلها الأعلى في ناحية من النواحي أما في القوة البدنية أو في الشجاعة أو في التضحية وإنكار الذات أو في القوة البدنية أو في الشجاعة أو في التضحية وإنكار الذات أو في التفوق الذهني أو في صفة طيبة أخرى. وإلا فإنه سرعان ما يسقط تحت حكمها وسيطرتها أو يفصل بينهما شعور من النفور والبرود وعدم الاكتراث ما لم يصب الزوج بسوء أو مرض يثير عطفها ويجعل منها ممرضة تقوم على تمريضه والعناية به.
ولا يمكن أن تؤدي سيادة المرأة إلى السعادة المنزلية لأن في ذلك مخالفة للحالة الطبيعية التي تقضي بأن يسود الرجل المرأة بعقله وذكائه وإرادته لتسوده هي بقلبها وعاطفتها. وقد تشبع سيادة المرأة على الرجل عاطفة الغرور في نفسها ولكنها لا يمكن أن ترضي قلبها.
ولا تجد المرأة في مثل هذه الزيجات ـ الحب الذي كانت تنشده في خيالها. فإذا كان من ذوات الخلق الضعيف فإنها تبحث عنه لعلها تجده عند رجل آخر. وأما إذا كانت من ذوات الخلق القوي فسرعان ما يتحول شعورها إلى ألم ومرارة. وهذا الفريق من النساء غير قليل ويجب أن يخشى بأسه لأن مثل هذا الحب كثيراً ما يستحيل إلى كراهية شديدة أو إلى شعور بالحسد والغيرة وقد لا يجد له منفساً إلا في عذاب الآخرين.
ومن الأمور الطريفة أن ندرس نفسية هذا الفريق من النساء فالواحدة منهن في الغالب لا تدرك شيئاً عن هذا الحقد الدفين الذي يملأ قلبها. ولكن المرارة المزمنة التي تشعر بها والتي تنتج من مزاج وراثي متأصل في خلقها وتثيرها العواطف المختلفة التي تمر عليها ـ تجعلها تحقد على العالم فلا ترى فيه إلا أسوأ جوانبه. وسرعان ما تعتادان تحتقر كل شيء وتحط من قدره بغير وعي وأن تعد كل شيء يمسها إهانة موجهة إليها.
وقد ذكرنا تواً أن هذا التحول الشنيع في العواطف الإنسانية لابد لحصوله من وجود مزاج خاص. وليس من الضروري أن يكون هذا المزاج موروثاً إذ يصح أن يكون مكتسباً بتأثير عوامل خارجية تحيط بالمرأة.
ومن المستحيل أن تبقى عيوب الرفيقين خافية في الحياة الزوجية زمناً طويلاً. ولكن الحب الحقيقي كفيل بالتغاضي عنها أو بإصلاحها. وهذا ميسور ما دامت الزوجة تجد في زوجها سنداً قوياً وتنظر إليه كمثل أعلى أما واجب الزوج فهو أن يبادل زوجته حباً بحب وعطفاً بعطف. فإذا سارت الأمور على هذا النمط فمن المحقق أن تتجه الحياة الزوجية نحو سعادة الأسرة وخير المجتمع.