عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

نسب الإمام المهدي (عج)

نسب الإمام المهدي (عج)

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نتقدم بالإجلال والإكبار لنقف بين يدي سيدنا ومولانا ولي العصر وصاحب الزمان، لنقدّم له أحلى التهاني والتبريكات بمناسبة إطلالته المباركة وميلاده الميمون، كما ونبارك لجميع أبناء هذه الطائفة، وفي مقدمتهم المراجع العظام والعلماء الكبار سيّما القائد آية الله الخامنئي حفظه الله.

إخوتي الكرام إنّ السماء شاءت أن تجعل من هذا الميلاد المبارك ميلاداً لكل ما هو خير لهذه الإنسانية، حتى أنّ الزواج الذي أنتج هذا المولود هو زواج رتّبته السماء، وأشرفت على تدبيره، فالسيدة نرجس والدة الإمام الحجة صلوات الله وسلامه عليه ما كانت من بنات الأمّة الإسلامية، بل كانت شابّة مسيحيّة، وهي نرجس ابنة يشوعا قيصر الروم.

  لماذا شاءت السماء أن يتم الزواج بين أبي محمد العسكري سلام الله عليه وبين ابنة الملك هذه؟ هل أنّ بنات الأمّة الإسلاميّة قليلات لماذا؟ إنّها إرادة السماء.

كلكم أو جلّكم سمع بقصة زواج بنت قيصر الروم، كانت بنتاً صالحة مسيحيّة تمت خطبتها وتمّ نقلها إلى أهل البيت من بيت أبيها إلى بيت النبوة بواسطة الرؤيا، حيث رأت السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها قامت بالترتيبات اللاّزمة، كل شيء تم بواسطة عالم المنام..

أعطيت الخطّة والإرشادات كيف تنتقل إلى أهل البيت عليهم السلام، فقيل لها: سوف تقع حرب بين الروم والمسلمين. أمّا بالنسبة لك فالبسي ملابس الجواري وانخرطي مع الخدم وجيش الروم وسوف تقعين أسيرة وتعرضين في السوق للبيع فلا تقبلي بأن يشتريك أحد، ارفضي كل من يأتي لشرائك، إلاّ إذا جاء رجل يحمل كتاباً من أبي محمد العسكري سلام الله عليه، فهو الخاطب لك.

وتمّت الخطبة والتزمت تلك البنت بتلك الإرشادات حتى وصلت إلى بيت مولانا الإمام الحسن العسكري (ع) ليتم ذلك الزواج الذي نتج عنه أعظم مولود في سنة 255هـ إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة.

ففي مثل هذه الليلة من سنة 255هـ وقبل بزوغ الفجر بزغ البدر الثاني عشر في سماء الإمامة وتلطفت السماء على أهل الأرض بأعظم هدية، وأزين هدية، الهدايا تقدّم على طبق من ذهب إذا كانت غالية لكن هدية السماء هذه قدّمت على كفين طاهرتين هما أفخر وأغلى من الذهب إنهما كفّا الإمام الحسن العسكري (ع) هذا الإمام _ أيها الاخوة _ اكتنفت إمامته الغموض، وأثيرت حوله الشكوك لماذا؟ لأنّ البشرية قاصرة عن هضم كثير من إطروحات السماء. عقول الناس لا تهضم كثيراً مما تطرحه السماء. أكثر الأمور التي يؤمن بها الشيعة لم يفهمها حتى الكثير من الشيعة أنفسهم.

الإمام الحجّة صلوات الله عليه ولد بالخفاء، إمامته بالخفاء. وأثيرت حوله وحول آبائه كثرة من الشكوك والشبهات والتساؤلات.

فالإمام الصادق (ع) عندما حضرته الوفاة أوصى إلى خمسة، أحدهم الإمام موسى الكاظم للتعتيم والتغطية عليه، لظروف قاسية مرت به.(1)

وكذلك جدّ الإمام الحجّة، وهو الإمام الهادي جرت عليه قصّة، لا أدري مضحكة أم مبكية. مات الإمام الجواد سلام الله عليه وعمر الإمام الهادي لم يبلغ سبع سنوات. فعندما بقي الإمام بهذه السن قام المتوكّل العبّاسي بجلب أستاذ ومعلّم لتأديب وتعليم علي الهادي. هذه المصيبة هو إمام الأمّة قاطبة إمام البشر ويأتون له بمعلّم، هذه إحدى مصائب أهل البيت. فحجزه في القصر وقال: أريد معلّماً يبغض أهل البيت ناصبي حتى يغيّر هذا الصبي فلا يكون على خط آبائه، فوقع الاختيار على رجل عالم بالأدب والعلم يقال له الجنيدي أو الجُنيد. جيء به لتأديب علي الهادي. يقول هذا: عندما قمت بتدريس هذا الصبي إذا قدّمت له حرفاً يشرح لي عن هذا الحرف علوماً لا أعلمها، وراح يقدّم لي علوماً لم أسمع بها، والناس يظنون إنّي أعلّمه، ولكن في الحقيقة إنّي أتعلّم منه، وأصبحت أنا تلميذاً عند هذا الصبي، وإنّي لأعجب منه فهو صبي من أين يأتي بهذا العلم؟(2) صحيح ربّما يكون طفلاً نابغة بالاستثناء، لكن عنده هذا العمق العلمي بحيث يحدثني بعلوم الأولين والآخرين. إن هذا مما لا يهضمه العقل. فخرج وهو متعجّب!!

فالإمام الحجة سلام الله عليه ليس هو الوحيد الذي أثيرت حوله الشبهات. فهناك شبهات حول مسألة طول العمر، وأريد أن اختصر لك قضية طول العمر بأدلة علمية وبقضايا عقلية ودينيّة.

أما من حيث القضايا العلميّة فقد ثبت علميّاً أنّ في جسم الإنسان خلايا وهذه إذا حظيت بتغذية صحيحة وظروف ملائمة، وابتعاد عن العطب والتمزيق، تعيش إلى سنين طوال. وحتى الحيوان كذلك وليس فقط الإنسان. واكتشف مؤخراً في القطب الشمالي أسماك منجمدة عمرها ستة آلاف سنة، عندما أخرجت من الثلوج، وأرسلت بالماء فإذا بها حيّة تتحرّك.

وهذا يدعمه قول الباري جلّ وعلا (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ  لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(3) يعني هذا الحوت عنده قابليّة أن يحيى إلى يوم القيامة بإذن الله تبارك وتعالى.

قام دكتور _ كارل _ وهو جراح أمريكي بأخذ عيّنات من جسم الإنسان؛ من الجلد، ومن الكبد، ومن القلب، قطع من اللّحم وزرعها زرعاً علمياً وأخذ يغذّيها وإذا بقطعة اللحم التي تتغذى خلال ساعة تعيش إلى أكثر من ثمان سنوات. إذاً قابلية في جسم الإنسان للعيش والديمومة. طبعاً كثيرة هي الأدلّة العلمية لكن نأخذ من كل جانب عيّنة.

القانون الإلهي الذي بحكم الطبيعة يحكم على الإنسان، لا يحكم على الله، بل الله يحكم عليه. مثلاً: عندما يسقط الإنسان من الأعلى إلى الأرض فقانون الجاذبية يقتضي تهشّم العظام والموت. لماذا؟ لأن هذا قانون. وليس لي الخيار أمامه. قانون النار تحرق. أنا لا أتمكن أن أغير هذا القانون، أن أحوّلها من نار إلى ماء. وهكذا قانون الماء مثلاً أنه مادّة سائلة، لا أستطيع أن أجعله يقف كالعمود أو كالحجر، دائماً يأخذ هذا الشكل.

لكن هذه القوانين بالنسبة إليّ لا أتمكن أن أغيّرها، أمّا بالنسبة إلى الله تبارك وتعالى فالأمر مختلف تماماً، وهو خالق هذه الأمور كلها. وهو قادر أن يجعل من النار برداً وسلاماً (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ)(4) تحولّت من محرقة إلى باردة، كيف؟ الحاكم على القانون هو الذي تصرّف.

الماء لا يقف كالجبل كالحائط، لكنه وقف عندما انشق لموسى (ع) (فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)(5) الحاكم على القانون هو سبحانه والذي عطّل هذا القانون هو أيضاً.

فإذاً طول العمر ليس قضية مستعصية، خصوصاً وأنّ القرآن يشهد، والتأريخ يشهد بأن هناك من عمّروا طويلاً مثل نوح (ع)، فالقرآن يسجّل رقماً لحياته وهو 950 سنة يقال أنّ هذه فترة النبوّة أما عمره فيبلغ ألفين أو ثلاثة آلاف سنة، آدم (ع) عمّر 930 سنة، شيث (ع) عمّر 912 سنة، وهكذا.

وبعضهم معمّر من قبل آدم إلى يوم القيامة وهو إبليس لعنه الله. إبليس قبل آدم مخلوق ولا زال حياً ويشهد بذلك القرآن.

الخضر (ع).. عيسى (ع).. إدريس (ع)، وهكذا عندنا قائمة من المعمّرين الأحياء. فلماذا الاستنكار والاستكثار على الإمام الحجّة صلوات الله وسلامه عليه؟ الذي يغيّر القانون في الماء وفي النار وفي الأحياء، يغيّر هذا القانون، ويجعل هذا الإمام حياً. لماذا هذا التعجب والاستثارة؟

أيّها الإخوة تعالوا لنفهم ما هي قضية الإمام الحجّة؟ من هو إمامنا في هذا الزمان؟ هل نعرف عنه شيئاً؟ لماذا غاب؟ وما هي أسباب الغيبة؟ وما معنى الانتظار؟

هذه المصطلحات والمفاهيم دائماً نسمعها ونتداولها ولكن البعض لم يفهم ما معنى الانتظار وما معنى الغيبة.

 

الغيبة:

متعارف فيما بيننا حينما نقول: إن فلاناً غائب، يعني غير موجود في هذا المكان. لكن هذا المعنى لا ينطبق على الإمام الحجّة صلوات الله وسلامه عليه، لماذا؟ لأن غيبة الإمام لا تعني عدم الوجود في هذا المكان لكونه في مكان آخر، بل لها معنى آخر وهو التخفّي.

فهو موجود، نراه وقد نسلّم عليه، وقد يجيبنا على سؤال، وقد يدلّنا على طريق. يمارس دوره كإمام لكننا لا نعرفه بالذات.

هذا هو معنى الغيبة. التنكّر والتخفي لا الغياب فربّما كان جالساً في مجلسنا هذا، في مجالس أخرى، سيّما وأن العالم الشيعي الإسلامي يحتفل هذه الليلة بميلاده الميمون المبارك، فهو حاضر حتماً لكن لا نعرفه. وهذا معنى الغيبة، غائب لا يعني أنّه غير موجود إطلاقاً، إذن أين موجود هو؟ لا ندري إنّه متخفّي.

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

دور المؤمنون الممهدون في العولمة التي هي من ...
الامام المهدی المنتظر عجل الله فرجه الشریف
من کرامات السیدة رقیة علیها السلام
الإمام المنتظر
إن سياسة النبذ والإهمال المتعمد والإقصاء ...
عالمية حكومة الإمام المهدي عليه السلام
أصحاب المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) صفاتهم ...
يا قائم آل محمد (عجل الله تعالى فرجه)
لنظرية المهدوية و صناعة التاريخ-2
الإمام المهدي عليه السلام طموح الأحرار في العالم

 
user comment