حديث الثعبان والخِفُّ ومعجزة لعلي ( ع ) :
قال حدثنا حماد بن عيسى الجهني قال حدثني مسمع بن ستار عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : بلغ معاوية أن عليا (عليه السلام) يستنفر الناس بالكوفة للمسير إليه إلى الشام و ذلك بعد الموادعة و الحكومة فبلغ ذلك من معاوية المبالغ و جعل يدس الرجال إلى علي (عليه السلام) للقتل و يعمل الحيلة في ذلك إلى أن كاتب عمرو بن حريث المخزومي إلى الكوفة فقدم الرجل إلى عمرو بن حريث فأنزله في مكان يقرب منه و كان أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يرى المسح على الخفين و كان يجلس في مسجد الكوفة الأعظم يفتي الناس و يقضي بينهم حتى تجب الصلاة فيخلع الخفين و يطهر الرجلين و يصلي بالناس فإذا أراد أن ينصرف إلى أهله لبس خفه و انصرف فأجمع الرجل أن يرصد عليا (عليه السلام) فإذا خلع خفيه جعل في أحدهما أفعى أو قال ثعبان مما كان معه ففعل ذلك و جعل الأفعى أو قال الثعبان في أحد الخفين فلما أراد أمير المؤمنين أن يلبس خفه انقض عقاب فاختطف الخف و طار به في الجو ثم طرحه فخرج الأفعى فقتل قال فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) للناس خذوا أبواب المسجد فأخذت الأبواب و نظروا فإذا رجل غريب و هو الرجل الذي أرصد عليا بما صنع فاعترف أن معاوية بعثه لذلك إلى عمرو بن حريث قال فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) جيئوا بعمرو بن حريث و لا تنالوه بسوء فانطلقوا فجاءوا به ترتعد فرائصه فأرادوا قتله فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) دعوه فليس هو و لا معاوية بقاتلي و لا يقدران على ذلك إن قاتلي رجل من مراد ضرب من الرجال أعسر أيسر أصيفر ينظر بعيني شيطان و جعل أمير المؤمنين (عليه السلام) يصفه قال يقتلني في الشهر الحرام لا بل في شهر الصيام عهد من النبي الأمي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلي بذلك و قد خاب من افترى ثم أطلق عن عمرو و أنشأ يقول :
تلكم قريش تمناني لتقتلني *** فلا و ربك ما تروى و لا ظفروا
أما بقيت فإني لست متخذا *** أهلا و لا شيعة في الدين إذ غدروا
قد بايعوني فما أوفوا ببيعتهم *** يوما و مالوا بأهل الكفر إذ كفروا
و قلصوا لي عن حرب مشمرة ما لم *** يلاق أبو بكر و لا عمر
[207]
فإن هلكت فرهن ذمتي لكم *** بذات ودقين لا يعفو لها بشر
عام الثلاثين خيل غير مخلقة *** إذا المحرم عنها مر أو صفر
و سوف يأتيك عن أنباء ملحمة *** يبيض من ذكرهم أنباءها الشعر
إذا التقى مرة بالمرج جمعهم *** تعلو قضاعة أو يشقى بها مضر
فسوف يبعث مهدي لسنته فينشر *** الوحي و الدين الذي طهروا
عن ليث بن طاوس قال : المهدي جواد بالمال رحيم بالمساكين شديد على العمال
طينة أهل البيت ( ع ) وشيعتهم من الفردوس :
قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه و عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيهما عن جدهما (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن في الفردوس عينا أحلى من الشهد و ألين من الزبد و أبرد من الثلج و أطيب من المسك فيها طينة خلقنا الله عز و جل منها و خلق منها شيعتنا فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا و لا من شيعتنا و هي الميثاق الذي أخذ الله عز و جل عليه ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال عبيد فذكرت لمحمد بن علي بن الحسين بن علي هذا الحديث فقال صدقك يحيى بن عبد الله هكذا أخبرني أبي عن جدي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن منصور بن العباس قال حدثني محمد بن الفضل الهمداني قال حدثني مسهر رجل من أصحابنا قال : مر أبو الحسن الرضا (عليه السلام) بقبر بعض من أهل بيته فنزل عن دابته و وضع خده على القبر و هو يبكي و يقول إلهي بدت قدرتك و لم تبد هيئته فجهلوك و قدروك و التقدير على غير ما قدروك و شبهوك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك و لم يعبدوك فأنا إلهي بري ء من الذين بالتشبيه طلبوك و بالتحديد وصفوك ليس كمثلك شي ء يا إلهي و لن يدركوك و ظاهر ما بهم من نعمتك دلهم عليك لو عرفوك و في خلقك يا إلهي مندوحة أن يتناولوك بل سووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك و اتخذوا آياتك ربا فبذلك وصفوك تعاليت رب و تقدست عما به المشبهون نعتوك ثم قام فركب دابته
تم الجزء السادس من كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى عليهما و آلهما كل تحية و ثناء و يليه الجزء السابع إن شاء الله تعالى و الحمد لله أولا و آخرا
[208]
الجزء السابع والثامن :
قوله ( ص ) أنا مدينة الحكمة وأنت يا علي ( ع ) بابها :
عن الأصبغ بن نباتة عن علي (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا مدينة الحكمة و أنت يا علي بابها و كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها
عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصديقون ثلاثة حبيب بن موسى النجار مؤمن ياسين و حزقيل مؤمن آل فرعون و علي بن أبي طالب الثالث و هو أفضلهم
زيد بن أرقم قال : كنا جلوسا بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أ لا أدلكم على من إن استرشدتموه لن تضلوا و لن تهلكوا قلنا بلى يا رسول الله فقال هو هذا و أشار إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم قال والوه و آخوه و وازروه و أصدقوه و انصحوه فإن جبرئيل (عليه السلام) أخبرني بما قلت لكم
قوله ( ص ) من قال فينا بيت شعر بنى الله له بيتاً في الجنة :
عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) من قال فينا بيت شعر بنى الله له بيتا في الجنة
ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) يا علي أنت سيد في الدنيا و سيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني و من أحبني فقد أحب الله و من أبغضك فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض الله عز و جل
قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حفيد العباس سنة 337- قال أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة قال حدثني أبي في سنة 360- قال حدثني علي بن موسى الرضا سنة 194- قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين بن علي قال حدثني أبي الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضى برضاها
عن عكرمة عن ابن عباس : أن عليا (عليه السلام) كان يقول في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله يقول أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ و الله لا ننقلب على أعقابنا
[209]
بعد إذ هدانا الله و الله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه و الله إني لأخوه و ابن عمه فمن أحق به مني
قال أخبرنا الحسين بن نصر بن مزاحم قال حدثنا أبي عن عمار بن أبي اليقظان عن أبي هريرة العبدي عن ربيعة السعدي قال : أتيت حذيفة بن اليمان و هو في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لي من الرجل فقلت أنا ربيعة السعدي قال مرحبا بأخ لي قد سمعت به و لم أر شخصه قبل اليوم حاجتك قال قلت ما جئت في طلب عرض من الدنيا و لكن قدمت من العراق فقدمت من عند قوم افترقوا على خمس فرق فقال حذيفة سبحان الله ما دعاهم إلى ذلك و الأمر واضح بين لمن عقله و ما يقولون قال قلت قالت فرقة إن أبا بكر أحق الناس بالناس و أولى الناس بالأمر لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يسميه الصديق و كان معه في الغار و قالت فرقة بل عمر بن الخطاب لأن رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال اللهم أعز الإسلام و الدين بأبي الجهل أو بعمر بن الخطاب فقال حذيفة بن اليمان رض إن الله عز و جل إنما أعز الدين بمحمد و لم يعزه بغيره و قالت فرقة أبو ذر الغفاري لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر و قد أظلته الخضراء و أقلته الغبراء فرسول الله أصدق منه و خير و قالت فرقة سلمان الفارسي لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال أدرك العلم الأول و الآخر و هو بحر لا ينزف و هو منا أهل البيت قال ثم سكت فقال حذيفة ما منعك من ذكر الطبقة الخامسة هم و من يشرب من السلسبيل و الزنجبيل و إن لعلي و شيعته من الله عز و جل مقاما يغبط به الأولون و الآخرون
قال حدثني الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي مني و أنا من علي قاتل الله من قاتل عليا لعن الله من خالف عليا علي إمام الخليقة بعدي من تقدم على علي فقد تقدم علي و من فارقه فقد فارقني و من آثر على علي فقد آثر علي أنا سلم لمن سالمه و حرب لمن حاربه و ولي لمن والاه و عدو لمن عاداه
[210]
عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على حجلة من نور و على رأسك تاج له أربعة أركان على كل ركن ثلاثة أساطير لا إله إلا الله محمد رسول الله علي مفتاح الجنة ثم يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه يجمع لك الأولون و الآخرون في صعيد واحد فتأمر لشيعتك إلى الجنة و بأعدائك إلى النار فأنت قسيم الجنة و أنت قسيم النار لقد فاز من تولاك و خاب و خسر من عاداك فأنت في ذلك اليوم أمين الله و حجة الله الواضحة