یقول الله تعالى فی محکم ایاته: ﴿وَإِذَا حُیِّیتُمْ بِتَحِیَّةٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنّ َ اللَّهَ کَانَ عَلَى کُلّ ِ شَیْ ءٍ حَسِیباً﴾(1).
لقد أولى الدین الإسلامی مسألة السلام اهتماما قل نظیره من بین اللیاقات الاجتماعیة حیث وصل إلى أیدینا الکثیر والمثیر من الروایات التی تتحدث عن أهمیته وکیفیته.
فقد وصف الله تعالى أهل الجنة بأنهم یحیون بعضهم بالسلام المتعارف بیننا یقول عز وجل: ﴿دَعْوَاهُمْ فِیهَا سُبْحَانَکَ اللَّهُمّ َ وَتَحِیَّتُهُمْ فِیهَا سَلامٌ وَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ ِ الْعَالَمِینَ﴾(2)، ویقول فی موضع اخر: ﴿وَأُدْخِلَ الَّذِینَ امَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِیَّتُهُمْ فِیهَا سَلامٌ﴾(3).
فکلمة "السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته"، هذه الکلمة الصغیرة، تکاد تکون من أوثق العرى التی تربط المجتمع، فکم بها اصطلح متخاصمان، وهی کلمة تقال وجواب یردُّ، ولأجل هذا الهدف، کان لها هذا النصیب الکبیر من الاهتمام فی الدین الإسلامی الحنیف، فما هو فضل السلام؟ وهل للسلام من ملحقات؟ هذه الأسئلة وغیرها من الأسئلة الأخرى سنجیب عنها فی الصفحات القادمة إنشاء الله تعالى.
فضل إفشاء السلام
ورد فی الحدیث عن الإمام الباقر علیه السلام قال رسول الله صلى الله علیه و آله و سلم: "إذا لقی أحدکم أخاه فلیسلم علیه ولیصافحه، فإن الله عز وجل أکرم بذلک الملائکة فاصنعوا صنع الملائکة"(4).
وفی حدیث اخر عن الإمام الصادق علیه السلام: "السلام تحیة لملتنا، وأمان لذمتنا"(5).
وفی الحدیث إشارة إلى مدى الأمان الاجتماعی النابع من السلام بین المؤمنین، والمستحب الأکید فی ذلک إفشاء السلام، حیث وردت الکثیر من الروایات المؤکدة علیه ففی الحدیث عن الإمام الباقر علیه السلام: "إن الله یحب إطعام الطعام، وإفشاء السلام"(6).
واعتبرت بعض الروایات إفشاء السلام من أفضل أخلاق أهل الدنیا, ففی الحدیث عن الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم: "ألا أخبرکم بخیر أخلاق أهل الدنیا والاخرة؟ قالوا بلى یا رسول الله، فقال إفشاء السلام فی العالم"(7).
کما أن کلمة (السلام)، اسم من أسماء الله تبارک، ولذلک ورد فی الحدیث عن الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم: "إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، فأفشوه بینکم"(8).
ولشدة ما أکد الإسلام على إفشاء السلام، أوصى المؤمنین بعدم ترک السلام بینهم حتى ولو کان الافتراق ما بینهم لفترة قلیلة, ففی الروایة عن الإمام الباقر علیه السلام قال: "ینبغی للمؤمنین إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقیا أن یتصافحا"(9).
الابتداء بالسلام
لکی یجعل الله تعالى الحافز لدى المؤمنین لإفشاء السلام فیما بینهم، جعل الفضل الأکبر للمبتدى بالسلام، ففی الروایة عن رسول الله صلى الله علیه و آله و سلم: "إن أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام"(10).
کما اعتبرت روایة أخرى أن أطوع الناس لله عز وجل هو المبتدى بالسلام، فعن الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم: "أطوعکم لله الذی یبدأ صاحبه بالسلام"(11).
وأما الأجر الذی وعد به الله تعالى المبتدى بالسلام فتخبرنا عنه روایة أمیر المؤمنین علیه السلام حیث روی عنه علیه السلام: "السلام سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدی وواحدة للراد"(12).
متى یکون السلام؟
1-السلام قبل الکلام:
إن للسلام أفضلیة على سائر الکلام ولذا أکدت الکثیر من الروایات عن أن یبتدى الإنسان بالسلام قبل أی کلام اخر, ففی الروایة عن الإمام الصادق علیه السلام: "السلام قبل الکلام"(13).
بل إن بعض الروایات نهت عن إجابة من بدأ بالکلام قبل سلامه, ففی الروایة عن رسول الله الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم: "من بدأ بالکلام قبل السلام فلا تجیبوه"(14).
2-السلام عند دخول البیوت:
ان استحباب السلام مؤکدً عند دخول البیت وهو من الاداب الاجتماعیة التی یعاب تارکها، وقد أکد علیها الله تعالى حیث یقول عز من قائل: ﴿إِذَا دَخَلْتُمْ بُیُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِکُمْ تَحِیَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَکَةً طَیِّبَةً کَذَلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمُ الْایاتِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ﴾(15).
کما أن البیوت هنا لیس المقصود منها بیت الإنسان فقط, بل أی بیت یرید دخوله، والسلام عند دخول البیت له أثر معنوی خاص, ففی الروایة عن رسول الله الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم: "إذا دخل أحدکم بیته فلیسلم، فإنه ینزله البرکة، وتؤنسه الملائکة"(16).
ردُّ السلام
رد السلام من الواجبات الشرعیة التی یعاقب الله تعالى تارکها, یقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُیِّیتُمْ بِتَحِیَّةٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنّ َ اللَّهَ کَانَ عَلَى کُلّ ِ شَیْ ءٍ حَسِیباً﴾(17)، وفی الروایة عن الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم: "السلام تطوع والرد فریضة"(18).
وقد أدبنا الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم وأهل البیت علیهم السلام على رد التحیة والسلام بلسان طیب, وأفضل الردود قول الإنسان: "وعلیکم السلام ورحمة الله وبرکاته".
وینقل لنا سلمان المحمدی رضی الله عنه، قصة لطیفة حدثت على عهد الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم فیقول:
جاء رجل إلى النبی صلى الله علیه و آله و سلم فقال: "السلام علیک یا رسول الله، فقال صلى الله علیه و آله و سلم: "وعلیک ورحمة الله"، ثم أتى اخر فقال: "السلام علیک یا رسول الله ورحمة الله"، فقال صلى الله علیه و آله و سلم: "وعلیک ورحمة الله وبرکاته"، ثم جاء اخر فقال السلام "علیک ورحمة الله وبرکاته"، فقال صلى الله علیه و آله و سلم له: "وعلیک"، فقال له الرجل یا نبی الله بأبی أنت وأمی أتاک فلان وفلان فسلما علیک فرددت علیهما أکثر مما رددت علی؟! فقال صلى الله علیه و آله و سلم: "إنک لم تدع لنا شیئاً، قال الله ﴿وَإِذَا حُیِّیتُمْ بِتَحِیَّةٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ فرددناها علیک"(19).
أدب السلام
لقد ذکرت الأحادیث الشریفة لنا مواضع یحسن فیها البدء بالسلام من قوم دون اخرین، وفی حالة دون حالة وهی:
1- أن یسلم الصغیر على الکبیر إجلالاً له واحتراما وتوقیراً لکبره.
2- أن یسلم الواحد على الاثنین.
3- أن یسلم القلیل على الکثیر.
4- أن یسلم الراکب على الماشی.
5- أن یسلم المار على الشخص الواقف.
6- أن یسلم الشخص الواقف على الشخص الجالس.
ویجمع هذه الاداب جمیعاً حدیث مروی عن الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم: "یسلم الصغیر على الکبیر، ویسلم الواحد على الاثنین، ویسلم القلیل على الکثیر، ویسلم الراکب على الماشی، ویسلم المار على القائم، ویسلم القائم على القاعد"(20).
أدب الوداع
کما أن للقاء أدباً وهو السلام, فإن للوداع أدبا خاصا وهو عبارةٌ عن دعاءٍ ورد فی الروایة تقول: أن الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم کان إذا ودّع المؤمنین قال: "زودکم الله التقوى، ووجهکم إلى کل خیر، وقضى لکم کل حاجة، وسلم لکم دینکم ودنیاکم، وردکم إلی سالمین"(21).
المصافحة
کما اهتم الإسلام بمسألة السلام، فإنه اهتم أیضا بالتصافح الذی یکون مع السلام، ففی الحدیث عن رسول الله الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم: "إذا التقیتم فتلاقوا بالتسلیم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار"(22).
وقد جاء فی فضل المصافحةِ الکثیرُ من الروایات، منها:
ما روی عن الإمام الباقرعلیه السلام قال: "إذا صافح الرجل صاحبه فالذی یلزم التصافح أعظم أجرا من الذی یدع، ألا وإن الذنوب لیتحات فیما بینهم حتى لا یبقى ذنب"(23).
وقد اهتمّ َ الأئمة علیهم السلام بمسألة المصافحة, وینقل لنا التاریخ قصَّة تبین مدى اهتمامهم بهذه السنَّة العظیمة, فعن عن إسحاق بن عمار قال دخلت على الإمام الصادق علیه السلام، فنظر إلی بوجه قاطب فقلت: ما الذی غیرک لی؟
قال علیه السلام: "الذی غیرک لإخوانک، بلغنی یا إسحاق أنک أقعدت ببابک بوابا، یردُّ عنک فقراء الشیعة".
فقلت: جعلت فداک إنی خفت الشهرة، فقال علیه السلام: أفلا خِفتَ البلیَّة، أوما علمت أن المؤمنین إذا التقیا فتصافحا أنزل الله عزَّ وجلّ َ الرحمة علیهما فکانت تسعة وتسعین لأشدهما حباً لصاحبه. فإذا توافقا غمرتهما الرحمة فإذا قعدا یتحدثان قال الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله علیهما، فقلت ألیس الله عز وجل یقول: ﴿مَا یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ﴾(24)؟ فقال علیه السلام: "یا إسحاق إن کانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر یسمع ویرى"(25).
وإن للمصافحة أثراً کبیرا على النفوس، حیث تذهب الشحناء والحقد بین المختلفین, فعن الإمام الصادق علیه السلام قال: "تصافحوا فإنها تذهب بالسخیمة"(26).
کیفیة المصافحة
وردت فی الروایات الشریفة کیفیة خاصة للمصافحة حیث أکدت بعض الروایات على أن لا ینزع المؤمن یده من ید أخیه حتى ینزعها الاخر، وهکذا کان بفعل الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم، فعن الإمام الصادق علیه السلام قال: "ما صافح رسول الله صلى الله علیه و آله و سلم رجلاً قط فنزع یده حتى یکون هو الذی ینزع یده منه"(27).
المعانقة
إن المعانقة تعبیر من التعابیر العملیة التی تدلل على الود والحب بین المؤمنین، وقد ورد فی الحث على المعانقة وما تحویه من الأجر والثواب العدید من الروایات منها:
ما روی عن الإمام الباقر والإمام الصادق علیهما السلام قالا: "أیما مؤمن خرج إلى أخیه یزوره عارفا بحقه کتب الله له بکل خطوة حسنة ومحیت عنه سیئة ورفعت له درجة وإذ طرق الباب فتحت له أبواب السماء فإذا التقیا وتصافحا وتعانقا أقبل الله علیهما بوجهه، ثم باهى بهما الملائکة، فیقول انظروا إلى عبدی تزاورا وتحابا فی، حق علی ألا أعذبهما بالنار بعد هذا الموقف، فإذا انصرف شیعه الملائکة عدد نفسه وخطاه وکلامه، یحفظونه من بلاء الدنیا وبوائق الاخرة إلى مثل تلک اللیلة من قابل فإن مات فیما بینهما اعفی من الحساب"(28).
وللمعانقة أثر على النفس الإنسانیة، فهی تزرع الرحمة فی القلوب وتحرک العواطف النبیلة, ففی الروایة عن الإمام الصادق علیه السلام قال: "إن المؤمنین إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التزما لا یریدان بذلک إلا وجه الله ولا یریدان غرضا من أغراض الدنیا قیل لهما مغفورا لکما فاستأنفا"(29).
حسن البشر
من اللیاقات الاجتماعیة التی أرشد إلیها الإسلام بشکل أکید حسن البشر، ومعنى حسن البشر أن یلاقی المسلم أخوانه بوجه مبتسم، لا بوجه مکفهر مقطب الحواجب بحیث ینفر الاخرون من ملاقاته, فإن من بیلاقی أخوانه بهذه الطریقة السیئة یضع نفسه فی موضع السخط من الله تعالى, ففی الروایة عن الإمام علی علیه السلام: کان رسول الله صلى الله علیه و آله و سلم یقول: "إن الله یبغض المعبس فی وجه إخوانه"(30).
ولقد کان حسن البشر من صفات الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم وال البیت علیهم السلام, ومن الروایات التی حثت على هذه الصفة الحمیدة ما روی عن الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم: "إنکم لن تسعوا الناس بأموالکم، فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر"(31).
اثار حسن البشر
إن لحسن البشر اثاراً اجتماعیة مهمة یعرفها من دیدنه حسن البشر وقد ذکرها أهل البیت علیهم السلام فمن اثار هذا الصفة الحسنة:
1-المودة:
لأن حسن البشر یحمل فی خلفیاته نفسا طیبة ودودة، تحب التقرب والاخرین بخلاف التجهم الذی یوحی بالعدوانیة، وقد ورد فی الروایة عن الإمام علی علیه السلام: "البشاشة حبالة المودة"(32).
2- یصفی القلوب:
فکم من مختلفین قد أنهت خلافها البسمة الصادقة وأزالت الرین والحقد من قلبیهما, وهذا ما نراه کثیراً فی حیاتنا العملیة،وفی الحدیث عن الرسول الأکرم صلى الله علیه و آله و سلم: "حسن البشر یذهب بالسخیمة"(33)
3- یذهب بالذنوب:
فقد جعل الله تعالى ثواب هذا الخلق الکریم، أن یغفر ذنوب المؤمنین لأجله, وفی الروایة عن الإمام علی علیه السلام: "إذا لقیتم إخوانکم فتصافحوا، وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما علیکم من الأوزار قد ذهب"(34)
المصادر :
1-سورة النساء: 86.
2- سورة یونس: 10.
3- سورة إبراهیم: 23.
4- الکافی، الشیخ الکلینی، ج 2، ص 181.
5- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1348.
6- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1348.
7- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1349.
8- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1349.
9- الکافی، الشیخ الکلینی، ج 2، ص 181.
10- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1349.
11- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1349.
12- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1349.
13- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1348.
14- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1348.
15- سورة النور، من الایة: 61.
16- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1349.
17- سورة النساء،: 61.
18- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1349.
19-میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1350.
20- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1350.
21-میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 2، ص 1351.
22- الکافی، الشیخ الکلینی، ج 2، ص 181.
23- الکافی، الشیخ الکلینی، ج 2، ص 181.
24- سورة ق: 18.
25- الکافی، الشیخ الکلینی، ج 2، ص 181.
26- الکافی، الشیخ الکلینی، ج 2، ص 183.
27- الکافی، الشیخ الکلینی، ج 2، ص 182.
28- الکافی، الشیخ الکلینی، ج 2، ص 183.
29- الکافی، الشیخ الکلینی، ج 2، ص 184.
30- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 1، ص 262.
31- م.ن، ج 1، ص 262.
32- میزان الحکمة، محمدی الریشهری، ج 1، ص 262.
33- میزان الحکمة، محمدی الریشهری ، ج 1، ص 262.
34- میزان الحکمة، محمدی الریشهری ، ج 1، ص 262.
source : .www.rasekhoon.net