وأخيراً بقي هناك شيء وهو فائدة الإحياء من زيارة القبور وهي عديدة :
منها : التذكرة بالآخرة : فعن عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : ( زوروا القبور فإنّها تذكّركم الآخرة ) (2) .
ومنها : الزهد في الدنيا ، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، فإنّها تزهّد في الدنيا ) (3) .
ومنها : في خصوص زيارة قبر النبيّ ، لقوله (صلى الله عليه وآله) : ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) (4) .
وما في كتب الخاصّة من فوائد وثواب زيارة قبور الأئمّة (عليهم السلام) الشيء الكثير ، وهو واضح ، ويكفي مراجعة مفاتيح الجنان لمعرفة ذلك .
____________
1- مستدرك الوسائل 2 / 362 .
2- سنن ابن ماجة 1 / 500 .
3- المصدر السابق 1 / 501 ، الجامع الصغير 2 / 297 .
4- الجامع الصغير 2 / 605 ، كنز العمّال 15 / 651 .
|
|
|
( العرادي . الكويت . ... )
منشأ ظهور الزيديّة والإسماعيلية :
السؤال : أودّ الاستفسار منكم عن عدد فرق الشيعة ؟ وكذلك ظروف ظهور كلّ فرقة منها ـ كالإسماعيلية والزيديّة ـ ؟
الجواب : إنّ فرق الشيعة أكثرها لم تدم إلاّ وقتاً قليلاً من الزمن وانقرضت ، ولم يبق من هذه الفرق إلاّ الزيديّة والإسماعيلية ، وإذا أطلق اسم الشيعة فإنّه ينصرف إلى الإمامية الاثني عشرية ، الذين يعتبرون هم الأصل في التشيّع .
وأمّا منشأ ظهور هذه الفرق ، فإنّه يعود إلى مسائل سياسية ودنيوية .
فإنّ زيد بن الإمام علي زين العابدين (عليه السلام) كان قيامه بإذن الإمام الباقر (عليه السلام) ، وكان هدفه إعطاء الإمامة إلى أهلها ، لكن لمّا استشهد ، حرّفوا أصل الواقعة ، ونسبوا إلى زيد أشياء هو بريء منها .
وأمّا الإسماعيلية ، فإنّ إسماعيل بن الإمام الصادق (عليه السلام) قبل دفنه ، كشف الإمام الصادق (عليه السلام) عن وجهه درءاً للشبهة ، ومع هذا كلّه ، فإنّ فرقة منهم ادعوا أنّه لم يمت .
والزيديّة والإسماعيلية وسائر الفرق يشتركون في مسألة واحدة في أصل تأسيس هذه الفرق ، وهي الحصول على أموال ومناصب ، هذا كلّه بالإضافة إلى التدخّلات الخارجية لإيجاد الخلاف في التيار الشيعيّ ، وهذا يعود إلى الظروف السياسيّة آنذاك .
|
|
|
( خالد . مصر . طالب )
تعليق على الجواب السابق وجوابه :
السؤال : تعليقاً على الجواب المذكور للأخ العرادي ، فإنّ إنكار أنّ الإمام الشهيد زيد (عليه السلام) كان يدّعي الإمامة ، هو مكابرة عجيبة .
الجواب : إنّ أسلوب التحقيق في القضايا التي تمسّ العقيدة هو : أن لا يعتمد الإنسان المتحرّي للحقيقة ، على كلّ ما قيل أو يقال في أيّ موضوع ، فلربما يكون كذباً صريحاً ، نشره أصحاب المصالح والأهواء ، في سبيل تعزيز المطامع ، والشهوات الدنيوية .
وفي المقام ، ثبت عندنا بطرق قطعية وروايات صريحة : أنّ حركة زيد الشهيد كانت بتأييد وإمضاء الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) ، حتّى ورد أنّه كان يريد الرضا من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) ـ وهو كناية عن تأييد إمامة أهل البيت (عليهم السلام) في قبال الأمويين ، الذين كانوا لا يرون حقّاً لهم ـ ومن البديهيات التي لا يمكن إنكارها أنّ أئمّتنا (عليهم السلام) لا يؤيّدون شخصاً خرج من ولايتهم ، أو ادّعى الإمامة لنفسه ، لأنّ هذا يعتبر فسقاً ، والفاسق لا يستوجب المدح والثناء !.
وهنا لا نستبعد أن تكون الأيادي الأموية والعباسية وراء محاولات الكذب والتزوير لتفتيت الخطّ الإمامي الموحّد ، والذي كان متمثّلاً في إمامة الأئمّة الاثني عشر (عليهم السلام) .
( محمّد العمدي . اليمن . ... )
السعي لإبراء الذمّة للبقاء على الزيديّة :
السؤال : هل يجوز التعبّد بالمذهب الزيديّ وغيره من المذاهب ؟
الجواب : إن كان المراد من التعبّد في أُصول الدين ، فعلى كلّ إنسان مسلم مكلّف أن يحقّق عن المذهب الحقّ من بين المذاهب الإسلاميّة ، ولا يكون معذوراً بمجرد أن يقول : لم يتبيّن لي .
وإن كان المراد من التعبّد في فروع الدين ، فعلى كلّ إنسان مسلم مكلّف لم يتبيّن له المذهب الحقّ أن يحتاط ـ أي يجمع بين الفتاوى بقدر الإمكان ـ وهذا
|
|
|
ما يقتضيه حكم العقل .
وعلى كلّ حال ، لابدّ للإنسان المسلم المكلّف أن يسعى في إبراء ذمّته ، بعد العلم باشتغالها اعتقاداً وعملاً .
( عبد الله أحمد حمادي . اليمن . زيدي . دبلوم )
زيد الشهيد ليس من الأئمّة الاثني عشر :
السؤال : هل تعتبرون الإمام الشهيد زيد بن علي (عليه السلام) من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ؟ ولماذا لا يتمّ اعتباره واحداً من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ؟
الجواب : إنّ الإمامة ـ بحسب عقيدة الإمامية الاثني عشرية ـ تتبع للنصوص الواردة في هذا المجال ، ولا طريق لإثباتها بدون الوقوف على هذه النصوص والآثار والأحاديث المروية عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، والأئمّة المعصومين (عليهم السلام) .
ثمّ على ضوء ما ذكرنا ، فإنّ زيد الشهيد لم يصرّح ـ في ما ورد إلينا ـ بإمامته وخلافته عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
نعم ، ورد بطرق كثيرة وصحيحة : أنّ نهضته كانت من أجل رضا أهل البيت (عليهم السلام) ، ولم يدّع الإمامة لنفسه ، بل تصدّى للباطل والجور في سبيل أن يتاح للحقّ ـ وهم الأئمّة المعصومون ـ فرصة الظهور .
وعلى أيّ حال ، فهو ممدوح من قبل أئمّتنا (عليهم السلام) ، وترحّم وبكى عليه من سمع منهم خبر استشهاده ، فهو في الذروة العليا مع الشهداء والصدّيقين ، وحسن أُولئك رفيقاً .
( علي نزار . الكويت . 23 سنة . طالب كلّية الدراسات التجارية )
عقيدة الزيديّة بالإمام المهديّ :
السؤال : ما هي عقيدة الزيديّة بالمهديّ ؟
الجواب : تعتقد الزيديّة بظهور الإمام المهديّ (عليه السلام) في آخر الزمان ، وأنّه يملك الأرض ، وتخضع له أهل الأديان ، وأنّه من أهل البيت ، وفي بعض الروايات
|
|
|
أنّه من ولد فاطمة (عليها السلام) ، وبالخصوص من ولد الحسن (عليه السلام) ، ولا يعتقدون بأنّه من ولد الحسين (عليه السلام) ـ أي ابن الحسن العسكريّ (عليه السلام) ـ ولا يعتقدون بعصمته ، ولا بولادته ، ولا بغيبته .
وللمزيد ، يمكنكم مراجعة كتاب ( العقد الثمين في تبيين أحكام سيرة الأئمّة الهادين ) ، تصنيف الإمام عبد الله بن حمزة بن سليمان ، أحد أئمّة الزيديّة .
( ... . ... . ... )
موارد اختلاف الزيديّة عن الإمامية :
السؤال : هل توجد اختلافات بين المذهب الاثني عشري والزيديّة ؟
الجواب : نعم توجد اختلافات بين المذهب الاثني عشري والزيديّة ، نذكر بعضاً منها :
1ـ ترى الإمامية أنّ الإمامة لا تكون إلاّ بالنصّ من الله تعالى على لسان رسوله ، أو على لسان الإمام المنصوب ، إذا أراد أن ينصّ على إمام بعده ، وليس للناس حقّ التدخّل في تعيينه .
بينما ترى الزيديّة أنّ الإمامة تكون بالاختيار ، ويعتقدون أنّ النصّ الخفي كان لبعضهم .
2ـ ترى الإمامية عدد الأئمّة اثنا عشر إماماً ، أوّلهم أمير المؤمنين ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ علي بن الحسين ، ثمّ محمّد بن علي بن الحسين ، حتّى الإمام الثاني عشر محمّد المهديّ (عليه السلام) .
بينما لا ترى الزيديّة للأئمّة عدداً ، فكلّ من خرج بالإمامة وشهر سيفه ودعا إلى نفسه يكون إماماً واجب الطاعة ، فأوّلهم أمير المؤمنين ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ علي بن الحسين ، ثمّ زيد بن علي بن الحسين ، ثمّ ابنه يحيى ، وهكذا .
3ـ ترى الإمامية عصمة أئمّتهم (عليهم السلام) ، بينما لا ترى ذلك الزيديّة .
|
|
|
4ـ لم تقل الزيديّة بالرجعة ، والتقيّة ، وغيبة الإمام المهديّ (عليه السلام)، وزواج المتعة ، ويقولون : بالقياس كأبي حنيفة ، ويرون صحّة العمل بالاستصحاب ، ويعتبرون أساس الأحكام الشرعيّة إجماع علماء المسلمين ، ويجوّزون المسحّ على الخفّين ، والاقتداء بالصالح والفاجر في الصلاة ، وأكل ذبائح أهل الكتاب .
والخلاصة : إنّ الزيديّة يرجعون في أكثر أُصولهم إلى المعتزلة ، وفي أكثر فروعهم إلى الحنفيّة .
هذا ، والجدير بالذكر أنّ الزيديّة الجارودية تختلف عن غيرها في كثير من المسائل ، فلا يقع الخلط فيما بينهما .
( محمّد أحمد مطهّر . اليمن . زيدي . 28 سنة . بكالوريوس شريعة وقانون )