عربي
Tuesday 7th of May 2024
0
نفر 0

الشيعة في الحكم

 

الشيعة في الحكم

تولى الشيعة الحكم في فترات معينة، وقامت لهم دول في المغرب والمشرق، فاذا بدنيا الاسلام تستقبل في الحكم شيئاً جديداً.

فالنّاس الذين عرفوا الحاكمين طغاةً سفاكين سلاّبين، فظلّوا في ثورات متصّلة ونقمات متواليه عليهم، هؤلاء الناس تطلع عليهم في المغرب، في شمال افريقيا دولة جديدة مستمّدة أُصولها من جوهر الاسلام ومن مُثلِ علي ومناهجه، فلا يستطيع الناس إلاّ أن يسارعوا إليها طائعين.

فحين نجا إدريس بن عبدالله بن الحسن المثنّى بن الحسن بن علي بن أبي طالب، حين نجا من مجزرة فخ([19]) ومضى إلى المغرب، كان المغرب لا يزال منذ العهد الاُموي يعاني شرّ أنواع الحكم، فظلّ في ثورة دائمة، وتوقّف انتشار الاسلام فيه، واضطرّ من به من المسلمين إلى التمذهب بمذهب الخوارج غَضباً على الحكم([20]).

ويصل إدريس حفيد علي، المتخلق بخلقه الاخذ بسبيله، فينجح في إقامة حكم([21]) يرى فيه الشعب لوناً جديداً لم يألفوه من قبل..

فيهرع النّاس إليه ويقبلون عليه، وتذوب المعارضة الخوارجيّة.

والبربر الذين رفضوا الاسلام الممثّل بالامويّين والعباسيين أقبلوا على الاسلام ممثّلاً بالعلويّين وبعد عدائهم الشديد له عادوا على يد الادارسة حماته وذادة عنه.

وكما يقول الدكتور حسين مؤنس: فإنّ الدولة الادريسيّة العلويّة لا تزال تنتظر من يكتب تاريخها. ويقول: يفوت المؤرخين أن يتبيّنوا مكانها كحجر الزاوية في بناء إسلام المغرب وما قامت به من دَور عظيم في مدّ رقعة الاسلام في شمال المغرب الاقصى وغربي المغرب الاوسط، والقضاء على نزعات الخوارج، وما بذله اُمراؤها من جهد في إرساء أسس الاسلام الصحيح في بلد أصبح بفضل الادارسة الدرع الواقي للجناح العربي من مملكة الاسلام.

ومن نسل هؤلاء الادارسة جاء الشريف الادريسي صاحب (نزهة المشتاق في اختراق الافاق) الّذي يعدّ من أمتع ما ألفه البلدانيون المسلمون في علم الجغرافيا([22]). وله فوق ذلك كتاب علمي في النّبات، سماه (جامع أشتات النبات) يورد فيه أسماء النباتات في لغات عدّة شرقيّة وغربيّة. والكتاب ـ كما يقول الشبيبي ـ: يدلّ على علم واسع وتحقيق بالغ، ومنه يستنتج أن الادريسي حاذق في علم النبات وعلوم الطبيعة والطب أكثر من حذقه في ناحية الجغرافيا والبلدانيات. وهو من المخطوطات النادرة([23]).

ومما يلفت النظر في تاريخ الادارسة ما رواه المؤرخون من أنّه حين انتظم أمر إدريس بن إدريس وبنى مدينة فاس، وفد عليه جماعة من الفرس فأنزلهم بضيعة هناك كانت على العين المعروفة بعين علوان. كما يقول صاحب (الاستقصاء).

 

 


 

([1]) كان من رواد مدرسته وتلاميذها: الصحابي جابر بن عبدالله الانصاري، والصحابي أبو الطفيل عامر بن واثلة، ومن التابعين: القاسم بن محمد بن أبي بكر، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب المخزومي، وأبان بن تغلب، ويحى ابن أم الطويل، وأبو حمزة الثمالي، محمد بن شهاب الزهري، واسماعيل بن عبدالله بن جعفر، وإبراهيم والحسن ابنا محمد بن الحنفية، ومحمد وحكيم ابنا جبير بن مطعم، وعمر بن علي بن الحسين، وطاووس اليماني، ومحمد الباقر(عليه السلام)، وزيد بن علي بن الحسين.

([2]) الاغاني 15: 44 ـ 47، تاريخ مدينة دمشق 3: 223، الاستيعاب 1: 65، النزاع والتخاصم: 13.

([3]) نفس المصادر السابقة.

([4]) اندلعت هذه الثورة في الكوفة سنة 121 هـ، وقد ضاهت عند أبي حنيفة خروج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على قريش يوم بدر، وأفتى بوجوب نصرتها. أنظر: الامام أبو حنيفة / محمد أبو زهرة: 31، 163.

([5]) وذلك في عهد الوليد بن يزيد بن عبدالملك سنة 125 هـ. الكامل في التاريخ 5: 272. والاصحّ أن زيداً لم يُدفن، بل بقي مصلوباً حتى صنع به الوليد ما صنع.

ونحو ذلك صنع الوليد مع يحيى بن زيد الشهيد إذ صلبه نحو ست سنين، منذ مصرعه سنة 125 هـ، وحتى سنة 130 هـ حيث ظهر أبو مسلم الخراساني فأنزله وصلّى عليه ودفنه. الكامل في التاريخ 5: 222 ـ 271.

([6]) هي دولة بني العباس التي امتلكت ناصية الحكم وأبادت الامويين سنة 132 هـ.

([7]) هو الامام الصادق(عليه السلام) الذي ابتدأت إمامته بعد وفاة أبيه الباقر(عليه السلام) سنة 114 هـ، وعاصر سقوط الدولة الاموية، وتوفي أيام أبي جعفر المنصور سنة 148 هـ.

([8]) حياة الامام موسى بن جعفر 1: 80، الصواعد المحرقة: 120، تاريخ الكوفة: 40.

([9]) الارشاد / للشيخ المفيد 2: 179.

([10]) الارشاد 2: 179، وقد أحصاهم الحافظ ابن عقدة الزيدي في رجاله وذكر مصنّفاتهم.

([11]) قال أبو نعيم: إن جعفر الصادق حدّث عنه من الائمّة والاعلام: مالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وابن جريح، وعبدالله بن عمرو، وروح بن القاسم، وسفيان بن عيينة... والشافعي، والحسن بن صالح، وأيوب السختياني و آخرون. حلية الاولياء: 3/192 ـ 206.

وقال مالك بن أنس: مارأت عين، ولا سمعت اُذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق، فضلاً وعلماً وعبادة وورعاً. حلية الاولياء 3: 135، وفيه قال أبو حنيفة: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد. تهذيب الكمال 5: 79، سير أعلام النبلاء 6: 257.

([12]) ذكر النقاشي والثعلبي والقشيري في تفاسيرهم قول ابي المقدام عمرو بن ثابت: « لا تخلو كتب أحاديث وحكمة وزهد وموعظة من كلامه، يقولون: قال جعفر بن محمد الصادق، قال جعفر الصادق ». ابن شهرآشوب / المناقب 4: 249.

ومن تلامذته جابربن حيان عالم الكيمياء، وقد ألف كتاباً يشتمل على Ã Äألف ورقة تتضمّن رسائل جعفر الصادق، وهي خمسمئة رسالة. ابن طولون / الائمة الاثنا عشر: 85. محمد زيد وجدي / دائرة معارف القرن العشرين 3: 109

([13]) منذ أن صدر المنع في تدوين السنة في عهد أبي بكر وعمر وعثمان، ورغم عناية الامام علي(عليه السلام) بالتدوين ومنه أصحابه عليه، فقد بقي عامة الصحابة والتابعين يمنعون من التدوين وإن كتبوا لانفسهم خاصة، حتى صدر أمر عمر بن عبدالعزيز بالتدوين سنة 99 ـ 101 هـ، ومع ذلك بقي التدوين محدوداً وبقي أصحاب المصنّفات في الحديث والمغازي معدودين بالاصابع، ولم ينتشر التدوين إلاّ بعد ذلك بسنين، أقربها عند بعضهم سنة 124 هـ.

([14]) الكافي: 1/42 ح9.

([15]) الكافي: 1/42 ح11.

([16]) الكافي: 1/42 ح2.

([17]) وهي الكتب المعروفة بالاُصول الاربعمئة، راجع: الامام الصادق والمذاهب الاربعة 1: 62.

([18]) الكافي 2: 308 ح/7.

([19]) التي وقعت عام 169 في فخ وقائدها الحسين بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب انظر: تاريخ الطبري 8: 192 ـ 200.

([20]) كان أول وجود للمارقين في بلاد المغرب العربي في هجرة اثنين من دعاتهم إلى هناك سنة 100 هـ، وهما: سلمة بن سعد، وعكرمة مولى ابن عباس. ثم انتشر هذا المذهب هناك بفعل التمرّد على السياسة الاموية والعباسية. انظر: تاريخ الاسلام الثقافي والسياسي / صائب عبدالحميد: 764.

([21]) في سنة 172، وقد توسعت دولة الادارسة فشملت المغربين الاقصى والاوسط وامتدت حتى سنة 311 هـ.

دولة الادارسة في مراكش (من سنة 172 هـ ـ 311 هـ)

كان أمراؤها: إدريس بن عبدالله (مؤسس الدولة) من 172 ـ 177 هـ، وإدريس بن إدريس (177 ـ 213 هـ) ومحمد بن إدريس (313 ـ 221 هـ)، وعلي بن محمد بن إدريس (221 ـ 234 هـ)، ويحيى بن محمد بن إدريس، ويحيى بن يحيى وعلي بن عمر بن إدريس ويحيى بن القاسم، هؤلاء جميعاً حكموا بين سنتي (234 ـ 292 هـ).

ويحيى بن إدريس بن عمر بن إدريس (292 ـ 309 هـ).

والحسن الجمام بن محمد بن القاسم بن إدريس (309 ـ 311 هـ) وفي نهاية عهده كانت نهاية دولة الادارسة في مراكش على ايدي آل أبي العافية، لكن تجددت للادارسة دولة في بلاد الريف. تاريخ دول الاسلام 1: 214 ـ 225.

([22]) طبع الكتاب سنة 1989 عن دار عالم الكتب بتحقيق الدار نفسها.

([23]) مقدمة كتاب نزهة المشتاق في اختراق الافاق، صفحة ب.

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

هل صحّ حديث (لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة) من طرق ...
المتعة ؛ سنة في زمن الرسول(ص) و أبي بکر ـ (الحلقة ...
من هم قتلة عثمان
تاريخ الاسلام من العصر الجاهلي إلى وفاة النبي -2
أنت يا علي خليفتي من بعدي ق (8)
الحصار في شعب أبي طالب (عليه السلام)
أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام) ورواة حديثه
خالد بن ولید يقتل الصحابي مالك بن نويرة طمعاً في ...
حواریو عیسى (ع) هل هم أوصیاءه؟ و لماذا جاءوا فی ...
ارتداد الصحابة

 
user comment