خطة الحسين عليه السلام
العملية لتحقيق التغيير
قامت خطة الحسين عليه السلام لتحقيق التغيير عملياً على مرحلتين أساسيتين هما :
المرحلة الأولى اتخاذ موقف السكوت على عهد معاوية والعمل سرا:
احتفظ الإمام الحسين عليه السلام في هذه المرحلة مع أصحابه بعلاقات سريةكان يحثهم فيها على نشر أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في أهل البيت عليهم السلام ريثما يموت معاوية ، نعم تذكر المصادر التاريخية أن معاوية بعث برسالة تهديد إلى الحسين عليه السلام بعد قتل حجر وتردد العراقيين على بيته فبعث الحسين عليه السلام برسالة يرد فيها على معاوية ، وكان آخر نشاط سرّي نوعي في هذه المرحلة هو المؤتمر السري الذي عقده بحضور بني هاشم وعدد من الصحابة والتابعين قبل موت معاوية بسنة .
كتب معاوية إلى الحسين عليه السلام : (… فمتى تنكرني أنكرك ، ومتى تكدني أكدك ، فاتق الله في شق عصا هذه الأمة ، وأن تردهم إلى فتنة) .
فكتب إليه الحسين عليه السلام : (... أما ما ذكرتَ أنه رُقِّيَ إليك عني فأنه إنما رقاه إليك الملاّقون المشّاؤون بالنميمة ... ما أردتُ لك حرباً ولا عليك خلافاً وإني لأخشى الله في ترك ذلك منك ، ومن الإعذار فيه إليك وإلى أوليائك الفاسقين الملحدين حزب الظلمة .
ألستَ القاتل حجر بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستفضعون البِدَع ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يخافون اللهَ لومةَ لائم .
ثم قتلتَهم ظلماً وعدواناً من بعدما اعطيتَهم الأيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة .. جرأةً على الله واستخفافاً بعهده .
ولعمري ما وفيتَ بشرط ولقد نقضتَ عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوك ونقضوا عهدك ،
ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلَنا وتعظيمهم حقَّنا .
فأبشر يا معاوية بالقصاص وأيقن بالحساب ...
وليس الله بناسٍ لأخذك بالظِّنَّة وقتلِك أولياءَه على التُّهَم ونفيِك إياهم من دورهم إلى دار الغربة (1) .
قال سليم بن قيس رحمه الله : لما كان قبل موت معاوية بسنة ، حجَّ الحسين بن علي عليهم السلام وعبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن جعفر فجمع الحسينُ بني هاشم ، ثم رجالَهم ونساءَهم ومواليهم ومن حج من الأنصار ، ممن يعرفه الحسين عليه السلام وأهل بيته ، ثم أرسل رسلاً وقال لهم: لا تَدَعونَ أحداً حَجَّ العام من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله المعروفين بالصلاح والنسك إلا اجمعوهم لي ، فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل ، وهم في سرادُقِه ، عامَّتُهم من التابعين ، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فقام فيهم خطيبا .
وقال : أما بعد فإن هذا الطاغية قد فعل ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم اسمعوا مقالتي ، واكتبوا قولي ، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم فمن أمنتم من الناس ، ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا فإني أتخوف أن يُدْرَسَ (2) هذا الأمر ويذهب الحق ويُغلب ، واللّه متم نوره ولو كره الكافرون .
وما ترك شيئاً مما أنزله الله فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره ، ولا شيئاً مما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في أبيه وأخيه وأمه وفي نفسه وأهل بيته إلا رواه ... وكل ذلك يقول أصحابه ، اللّهم نعم وقد سمعنا وشهدنا ويقول التابعي : اللهم قد حدثني به من أثق به وأئتمنه من الصحابة فقال : أنشدكم الله إلا حَدَّثتُم به من تثقون به وبدينه (3) .
المرحلة الثانية التحرك العلني بعد موت معاوية:
وكانت الخطوات الأساسية للعمل في هذه المرحلة ثلاث وهي :
الخطوة الأولى الإعلان عن عدم إعطاء بيعة ليزيد وإن كلفه ذلك حياته :
وذلك لأن بيعة الحسين عليه السلام ليزيد ليست في صالح الإسلام ولا في صالح الأمة بأي حال من الأحوال بل تعني أن حصلت إن الحسين عليه السلام إقرار المنهج التحريفي للإسلام الذي نهض به بنو أمية وانقطاع أثر الحديث الصحيح في أهل البيت وعلي عليهم السلام في الأمة تماما عند موت حامليه الذين حملوه في صدورهم وكتموه خوفا من السلطة .
قال عليه السلام : (لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد) (4) . وهو في ذلك نظير جده النبي صلى الله عليه وآله حين قال لعمه أبي طالب : (ياعم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه) ، والقضية واحدة عند النبي صلى الله عليه وآله وعند الحسين عليه السلام ، فإن قريشاً كانت تريد من النبي صلى الله عليه وآله أن يترك دعوة التوحيد لتسود عبادة الأصنام ، وبنو أمية يريدون من الحسين عليه السلام أن يترك أحاديث جده في أهل بيته الذين عينهم بأمر الله تعالى حججاً على الناس تموت في الأمة وينقطع أثرها بموت حامليها ، وتحل محلها أحاديث كاذبة قيلت على لسانه في بني أمية والخلفاء منهم على أنهم حجج الله وأئمة الهدى .
الخطوة الثانية الإنطلاق من مكة لإعلان الحركة التبليغية:
اختار الحسين عليه السلام مكة مركزاً لإعلان رفضه لبيعة يزيد لأنها المكان الوحيد الذي يقصده المسلمون من كل الأقطار للعمرة والحج ، والحسين عليه السلام بأمس الحاجة إلى مكان عام كهذا من أجل نشر حديث جده في أهل البيت عليهم السلام ، هذا مضافاً إلى تحركه على أخيار الأمة القادمين من الآفاق لطلب نصرتهم .
وقد بقي في مكة أربعة اشهر /شعبان ورمضان وشوال وذو القعدة ، وأيام من ذي الحجة/ التفّ حوله المعتمرون والقادمون للحج يسمعون منه حديثه عن جده في فضل أبيه أو في فضله أو في جهاد الظالمين أو فيما سوف يرتكب بحقه، وقتله مظلوماً بشط الفرات .
قال الطبري : فأقبل الحسين حتى نزل مكة ، فأقبل أهلها يختلفون إليه ويأتونه ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق . وقال ابن كثير : فعكف الناس على الحسين يفِدون إليه ويقدِمون عليه ويجلِسون حواليه ويستمعون كلامه حين سمعوا بموت معاوية وخلافة يزيد ، وأما ابن الزبير فإنه لِزم مصلاه عند الكعبة وجعل يتردد في غُبون (5) ذلك إلى الحسين في جملة الناس ولا يمكنه أن يتحرك بشيء مما في نفسه مع وجود الحسين لما يعلم من تعظيم الناس له وتقديمهم إياه (6) .
أقول: بقي الحسين عليه السلام في مكة شهر شعبان ورمضان وشوال وذي القعدة وثمانية أيام من ذي الحجة ، ومما لا شك فيه أن الحسين في هذه الفترة وفي حلقاته مع المعتمرين وأهل الآفاق كان قد كسر الطوق الذي فرضه معاوية على الحديث النبوي الصحيح في علي وأهل بيته عليهم السلام أو في ذم بني أمية أو في بيان أحكام متعة الحج وغير ذلك ، وبدأ يذكِّر الناس ويُسْمِع من لم يَسمَع منهم أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في تفسير القرآن وفي فضل أبيه علي وفي فضله وفضل أخيه الحسن وفي ذم بني أمية ، وفي الموقف الصحيح عند ظهور الظلم والبدع وغير ذلك .
من قبيل : حديث الغدير ، وحديث الدار ، وحديث المنزلة ، وحديث الثقلين ، وحديث الكساء ، وحديث رؤيا النبي صلى الله عليه وآله والشجرة الملعونة في القرآن ، وغيرها .
ومن قبيل قوله صلى الله عليه وآله : من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله (7) .
ثم يذكِّرهم بجرائم بني أمية ومخالفاتهم لأحكام الله وسنة رسوله وتعطيلهم الحدود وقتلهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر كحجر بن عدي وعمرو بن الحمق وغيرهم ونفي الأخيار والنساء كصعصعة بن صوحان العبدي وآمنة بنت الشريد زوجة عمرو بن الحمق بعد أن كانت رهينة الحبس لحين تسليم زوجها نفسه ، وغيرها .
ويقول لهم : (ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق من غَيَّر) (8) .
ويقول لهم : (إلا ترون إلى الحق لا يُعملُ به وإلى الباطل لا يُتَناهى عنه لَيَرْغبَ المؤمن في لقاء الله ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما) (9) .
ويقول لهم : (إني أدعوكم إلى إحياء معالم الحق وإماتة البدع)(10) .
ثم يذكِّرهم بقول النبي صلى الله عليه وآله فيه : (حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا) ، وبقوله صلى الله عليه وآله فيه وفي أخيه : (الحسن والحسين سبطان من الأسباط) ، (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) .
ولابد أنه عليه السلام قد ذكّرهم وأخبرهم بما أعلنه النبي صلى الله عليه وآله منذ ولادته عليه السلام بأنه سوف تقتله الفئة الباغية (11) ، ظلماً وعدوانا .
ثم يقول لهم : (وأيم الله لوكنتُ في جُحْرِ هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا فيَّ حاجتهم ووالله لَيَعْتَدُنَّ عليَّ كما اعتدت اليهود في السبت) (12) .
ويقول عليه السلام لهم : (كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا فيملأن مني أكراشاً جوفا وأجربةً سغبا لا محيص عن يوم خُط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت ويوفينا أجورالصابرين لن تشذ عن رسول الله لحمته)(13) .
لقد كان الحسين عليه السلام يحدِّث بهذا وأمثاله سراً وعلانية في جو من الاستضعاف والخوف والإرهاب ، يبصِّر المسلمين ويستنهض هممهم ويطلب نصرتهم ، ويذكِّرهم بتكليفهم الشرعي ، نظير ما كان يصنعه جده رسول الله صلى الله عليه وآله في مكة يوم استضعفته قريش وعذبت أصحابه فقتل من قتل وسجن من سجن وشَرِّد من شُرِّد .
وليس من شك أن هذه الحركة التبليغية العلنية من الحسين عليه السلام تقوم على أساس ما أمر به النبي صلى الله عليه وآله من تبليغ حديثه إلى الناس وما أمر به الله ورسوله من إظهار العلم عند ظهور البدع ، وقد اختار لها الحسين عليه السلام بتوفيق إلهي خاص ليتحرك في ظرفها المناسب ، وهذه الحركة تعني في الوقت نفسه أن السلطة الأموية في الشام سوف لن تسكت عليها بل سيكون موقفها منها هو العمل على القضاء عليها بكل وسيلة ممكنة وبأقسى ما يتصور من العقوبة لتكون للآخرين نكالاً وعبرة .
الخطوة الثالثة الهجرة إلى الكوفة مركز الشيعة وبلد التضحية :
كان الحسين عليه السلام على موعد مع شيعة أبيه في الكوفة أنه ينهض بهم بعد وفاة معاوية ، والكوفة هي البلد الممتحن وفيها بقية تلاميذ علي عليه السلام وحملة خطبه وأحاديثه وأقضيته وأخبار سيرته(14) كانت مؤهلة للانطلاق بالشيعة في مواجهة الأمويين وتطويق إنحرافهم والإطاحة بهم .
قدم إلى الحسين عليه السلام وهو في مكة ثلة من وجوه الشيعة الكوفيين ، منهم: برير الهمداني (15) وعابس بن حبيب الشاكري الهمداني (16) وشوذب مولى عابس (17) وحجاج بن مسروق الجعفي (18) ويزيد بن مغفل المذحجي الجعفي (19) والصحابي أنس بن الحارث (20) وغيرهم أنهى عددهم الذهبي إلى ستين شيخاً (21) وبقوا مع الحسين عليه السلام حماية له إضافة إلى بني هاشم .
أرسل الحسين عليه السلام ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة يتحرك لتهيئة الأجواء ، وأمره أن ينزل على هانيء بن عروة شيخ مذحج أهم وأقوى شخصية اجتماعية وسياسية في الكوفة (22) وكتب مسلم للحسين عليه السلام يخبره أن الأجواء مهيأة لقدومه .
نُمِّيَ الخبر إلى يزيد فعزل النعمان بن بشير خوفاً من أن لا يُقْدِم على الحسين عليه السلام (23) ، وضم الكوفة إلى عبيد الله بن زياد وطلب منه الذهاب إليها ومواجهة حركة مسلم ، واستطاع ابن زياد أن يسيطر على الحركة الشعبية الكامنة في الخفاء بواسطة قوى الشرطة والأمن الداخلي الموالية للنظام الأموي ، ثم ألقى القبض على هانيء ومسلم وقتهلما وزج في السجون آلاف (24) من الشيعة على الشبهة والظنة وقطع الطرق المؤدية إلى الكوفة (25) بالجيش والشرطة الذين تربَّوا على الولاء لبني أمية والطاعة للنظام منذ عشرين سنة .
بعث يزيد إلى مكة من يقتل الحسين عليه السلام غيلة ، ووصل الخبر إلى الحسين عليه السلام ، واقترن ذلك مع وصول كتاب مسلم الذي يخبره فيه أن الأجواء في الكوفة مهيأة لقدومه .
خرج الحسين عليه السلام يوم الثامن من ذي الحجة من مكة ، خوفاً من أن يغتال في الموسم أو يقتل في الحرم وتستباح به حرمة الحرم(26) ، وقد حاول والي مكة منعه من الخروج فلم يفلح .
دخل الحسين عليه السلام أرض العراق واستقبلته طلائع جيش النظام الأموي بقيادة الحر بن يزيد الرياحي ولم تدعه يدخل الكوفة أو يخرج عن أرض العراق ، وانتهى المطاف بإجباره على النزول في كربلاء واجتمعت عليه كتائب جيش النظام الاموي بقيادة عمر بن سعد وعرضوا عليه البيعة وتسليم نفسه للسلطة أو يقاتلوه .
اختار الحسين عليه السلام الموت على البيعة أو التسليم وهو شعاره منذ اليوم الأول من حركته.
وكذلك كان موقف من معه من أهل بيته وأصحابه من الكوفيين الذين صحبوه من مكة ومن الذين استطاعوا الفرار من الكوفة واللحاق به أمثال:
عمرو بن خالد الصيداوي (27) وأبي الشعثاء يزيد بن زياد بن مهاصر البهدلي الكندي (28) وحبيب بن مظاهرالأسدي (29) ومسلم بن عوسجة الأسدي (30) وأبي ثمامة الصائدي(31) ونافع بن هلال الجملي وغيرهم (32) .
قتل الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته جميعاً بعد معركة غير متكافئة وقطعت رؤوسهم وسيِّرت إلى الكوفة مع عيال الحسين عليه السلام ومن هناك سُيِّروا إلى الشام .
______________________
(1) رجال الكشي ترجمة عمرو بن الحمق ، طبقات ابن سعد ترجمة الامام الحسين ، انساب الاشراف ترجمة معاوية ، مختصر تاريخ دمشق ترجمة الامام الحسين عليه السلام .
(2) دروس الشيء : إنمحاؤه .
(3) كتاب سليم بن قيس .
(4) فتوح أعثم ج5/32 ، مقتل الخوارزمي .
(5) غبن الرجل يغبنه غبنا : مر به وهو مائل فلم يره ولم يفطن له (لسان العرب مادة غبن) .
(6) البداية والنهاية 8/151 .
(7) تاريخ الطبري 5/403 .
(8) تاريخ الطبري 5/403 .
(9) تاريخ ابن عساكر14/217 عن الزبير بن بكار ، تاريخ الطبري 5/404 .
(10) الخبار الطوال للدينوري /321 .
(11) ذخائر العقبى/وفي مجمع الزوائد ومعجم الطبراني قال النبي صلى الله عليه وآله : واها لفراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف بقتل خلفي وخلف الخلف . واحاديث النبي صلى الله عليه وآله في قتل الحسين عليه السلام في المصادر السنية والشيعية بل والكتابية كثيرة جدا .
(12) الطبري 5/ ابن الاثير 4/الناقص من طبقات ابن سعد1/ 433عن معاوية بن قرة ، تاريخ ابن عساكر 14/216عن معاوية بن قرة ، وابن كثير 8/ ، أقول : وذلك لما قتلوا يحيى عليه السلام . وفي فتوح أعثم 5/ 42 ان الحسين قال لعبد الله بن عمر : اما علمت ان من هوان الدنيا على الله ان راس يحيى بن زكريا أهدي الى بغي من بغايا بني إسرائيل … فلم يعجل عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ، ثم قال له : اتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي .
(13) اللهوف لابن طاووس .
(14) هذه البقية التي حضر الكثير منها في المؤتمر الذي عقده الحسين عليه السلام في موسم الحج قبل موت معاوية بسنة وتداول معهم أو مع الخواص منهم الخطة العامة للتحرك حتى بعد شهادة الحسين عليه السلام التي لم تكن خافية عليهم لكثرة الروايات التي سمعوها من الصحابة ومن علي عليه السلام ومن الحسين عليه السلام نفسه .
(15) من بقايا اصحاب علي عليه السلام ومن شيوخ القراء في الكوفة له كتاب القضايا والاحكام يرويه عن علي وعن الحسن وكتابه من الاصول المعتبرة سار من الكوفة الى مكة وجاء معه الىكربلا ء .
(16) من أصحاب علي عليه السلام واشترك في حروبه وكان من وجوه الشيعة التحق بالحسين في مكة ثم قدم معه ، كان من أشجع الناس وتحاموه وتكاثروا عليه بالحجارة من كل جانب .
(17) اشترك مع علي عليه السلام في حروبه وكان من وجوه الشيعة وأخذ عنه أهل الكوفة العلم والحديث صحب مولاه عابسا الىمكة بعد قدوم مسلم وجاء معه من مكة الى كربلاء .
(18) كان من أصحاب علي عليه السلام ، أقبل مع الحسين عليه السلام من مكة إلى كربلاء .
(19) كان قد ادرك النبي صلى الله عليه وآله وشهد القادسية في عهد عمر وكان احد الشجعان من الشيعة والشعراء المجيدين وكان من أصحاب علي عليه السلام حارب معه في صفين وبعثه في حرب الخريت وكان مع الحسين عليه السلام في مجيئه من مكة .
(20) قال ابن حجر في الاصابة أنس بن الحارث بن نبيه قال بن منده عداده في أهل الكوفة وقال البخاري أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام سمع النبي صلى الله عليه وسلم قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحراني عن عطاء بن مسلم حدثنا أشعث بن سحيم عن أبيه سمعت أنس بن الحارث ورواه البغوي وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه ومتنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره قال فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين .
(21) قال الذهبي ج3ص305 : فسار (الحسين) في آله ، وفي ستين شيخا من أهل الكوفة في عشر ذي الحجة . فسار في آله ، أقول بل سار في الثامن من ذي الحجة .
(22) قال ابن حجر في الاصابة : هانئ بن عروة المرادي مخضرم سكن الكوفة وكان من خواص علي عليه السلام قتله عبيد الله بن زياد وهو ابن بضع وتسعين سنة فيكون أدرك من الحياة النبوية فوق الأربعين ، وتحت عنوان عروة بن الفضفاض قال ابن حجر : وكان ابنه هانئ بن عروة من رؤساء أهل الكوفة وهو الذي نزل مسلم بن عقيل بن أبي طالب عنده لما أرسله الحسين بن علي عليه السلام لأخذ البيعة على أهل الكوفة فقبض عبد الله بن زياد عليهما فقتلهما وفي ذلك يقول الشاعر : فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري الى هانئ في السوق وابن عقيل أقول : ومن معالم قوته الاجتماعية أنه قال لابن زياد لما انكشف أمره : قد أمنتك على نفسك ومالك . (الامامة والسياسة 2/5 ، العقد الفريد 4/377) . وفي رواية قال له هانئ : يا بن أخي انه قد جاء حق هو أحق من حقك وحق أهل بيتك (طبقات ابن سعد المفقود 1/460) فضرب ابن زياد وجهه بعصا بيده ثم قدمه فضرب عنقه .
(23) طبقات ابن سعد المفقود 1/459
(24) قدر الدكتور الخربوطلي المصري في كتابه عن المختار/74 –79 أن عدد الذين سجنهم ابن زياد يبلغ اثنا عشر ألفا من الشيعة منهم المختار نفسه .
(25) قال ابن سعد في الجزء المفقود 1/466 : وجعل الرجل والرجلان والثلاثة يتسللون الى الحسين من الكوفة فبلغ ذلك عبيد الله فخرج فعسكر بالنخيلة واستعمل على الكوفة عمرو بن حريث وأخذ الناس بالخروج الى النخيلة وضبط الجسر فلم يترك أحدا يجوزه .
(26) روى الطبري5/386 قال هشام عن عوانة بن الحكم عن لبطة بن الفرزدق بن غالب عن أبيه قال : حججت بأمي فأنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم في أيام الحج وذلك في سنة ستين إذ لقيت الحسين بن علي خارجا من مكة معه أسيافه وأتراسه فقلت : لمن هذا القطار فقيل : للحسين بن علي فأتيته فقلت : بأبي وأمي يا بن رسول الله ما أعجلك عن الحج فقال : لو لم أعجل لأخذت . وروى البسوي في كتاب المعرفة والتاريخ/532 كتاب ابن عباس الى يزيد بعد قتل والحسين وواقعة الحرة جاء فيه : فما انس من الاشياء فلست بناس اطرادك حسينا رضي الله عنه من حرم رسول الله الى حرم الله وتسييرك اليه الرجال لتقتله في الحرم فما زلت بذلك وعلى ذلك حتى اشخصته الى العراق فخرج خائفا يترقب فتزلزلت به خيلك عداوة لله ولرسوله ولاهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . وفي رواية اليعقوبي 2/247 : فما زلت بذلك كذلك حتى أخرجته من مكة الى ارض الكوفة تزأر به خيلك وجنودك زئير الاسد عداوة منك لله ولرسوله ولاهل بيته ثم كتبت الى ابن مرجانة ان يستقبله بالخيل والاسنة والسيوف .
(27) خرج من الكوفة بعد قتل مسلم هو ومولاه سعد بن مجمع بن عبد الله وابنه عائذ ودليلهم الطرماح قال ابن الاثير لما رآهم الحر حجزهم فقال له الحسين عليه السلام هؤلاء أصحابي ولأمنعنهم مما أمنع منه نفسي فكف عنهم الحر .
(28) خرج من الكوفة الى الحسين عليه السلام فصادفه في الطريق قبل ان يلاقيه الحر .
(29) قال ابن حجر في لسان الميزان حبيب بن مظاهر الأسدي روى عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال أبو عمرو الكشي كان من أصحاب علي ثم كان من أصحاب الحسن والحسين عليه السلام .
(30) كان هو وحبيب مع مسلم بن عقيل ثم خرج مع حبيب بعد قتل مسلم والتحقا بالحسين عليه السلام .
(31) كان من اصحاب علي عليه السلام الذين شهدوا معه مشاهده كلها وبعده صحب الحسن عليه السلام ثم بقي في الكوفة الى ان هلك معاوية ثم بعد أن اجتمع مع من اجتمع من وجوه الشيعة في دار سليمان بن صرد خرج مع نافع بن هلال بعد قتل مسلم والتحق بالحسين عليه السلام .
(32) ومن البصرة كما روى الطبري 5/354 عن ابي مخنف قال : خرج يزيد بن نبيط وهو من عبد القيس إلى الحسين عليه السلام وكان له بنون عشرة فقال : أيكم يخرج معي فانتدب معه ابنان له : عبد الله وعبيد الله ، فتقدّى في الطريق حتى انتهى إلى حسين ع فدخل في رحله بالأبطح ثم أقبل معه حتى أتى فقاتل معه فقتل معه هو وابناه .