عربي
Saturday 27th of April 2024
0
نفر 0

فضل شهر رجب

أين الرجبيّون ؟

حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشي عن أبيه ، قال : حدّثنا الحسين بن إشكيب عن محمّد بن علي الكوفي عن أبي جميلة المفضّل بن صالح عن أبي رمحة الحضرمي ، قال :

سمعتُ جعفر بن محمّد بن علي عليه السلام يقول : ( إذا كانَ يومُ القيامَةِ نادى منادٍ من بِطْنَانِ العَرْشِ أَيْنَ الرَجَبِيّونَ ، فَيَقومُ أُنَاسٌ يَضِيءُ وجوههم لأهل الجَمْعِ ، على رؤوسِهِم تيجانُ المُلْكِ ، مُكَلَّلَةً بالدُرِّ والياقوتِ ، مَعَ كلِّ واحدٍ مِنْهُم ألْفُ مَلَكٍ عن يَمِيْنِهِ ، وألفُ مَلَكٍ عَنْ يَسَارِهِ ، يقولونَ : هنيئاً لك كرامة الله عزّ وجل يا عبد الله ، فيأتي النداء من عند الله جلّ جلاله : عبادي وإِمَائِي وعزّتي وجلالي لأكرمَنّ مثواكم ولأجزِلَنّ عطاءكم ( عطاياكم ) ولأُوتِيَنَّكُم مِن الجنّةِ غُرفَاً تَجرى من تحتها الأنهارُ ، خالدين فيها ونِعْمَ أَجْرُ العاملين ؛ أنّكم تطوّعتُم بالصوم لي في شهرٍ عَظّمْتُ حُرْمَتَهُ وأوجبْتُ حقّه ، ملائكتي أَدْخِلُوا عبادي وإمَائِي الجنّةَ ، ثمّ قال جعفر بن محمّد عليه السلام : هذا لِمَنْ صَامَ مِن رَجَبٍ شيئاً وَلَو يَومَاً وَاحِداً في ( من ) أَوّله أَو وَسَطه أو آخِرهِ ) (1) .

رجب نهر في الجنّة :

حدّثنا محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا الحسن بن الحسين بن عبد العزيز المهتدي (2) عن سيف المبارك عن أبيه عن أبي (3) الحسن عليه السلام ، قال : ( رَجَبٌ نَهْرٌ في الجنّةِ ، أَشدُّ بياضَاً مِن اللَبَنِ ، وأَحْلَى مِن العَسَلِ ، مَنْ صَامَ يَومَاً مِن رَجَبٍ ، سَقَاهُ اللهُ مِنْ ذَلك النَهْر ) (4) .

رجب شهر عظيم :

11 ـ وبهذا الإسناد قال : قال أبو الحسن عليه السلام : ( رَجَبٌ شهرٌ عظيمٌ ، يُضاعِفُ اللهُ فيهِ الحسناتِ ، ويَمْحُو فيه السيّئاتِ ، ومَنْ صَامَ يَومَاً مِن رَجَب تَبَاعَدَتْ عَنْه النَارُ مَسِيْرَة سَنَة ، ومَنْ صَامَ ثَلاثةَ أيَامٍ وَجَبَتْ له الجنَة ) (5) .

أَلاَ إنّ رَجَبَاً شهرُ اللهِ الأَصَم :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ( أَلاَ إنّ رَجَبَاً شَهْرُ اللهِ الأَصمّ ، وهو شهرٌ عظيمٌ ، وإنّما سُمّي الأصم (6) ؛ لأنّه لا يُقارِبهُ شَهْرٌ من الشهورِ حرمةً وفضلاً عند الله ، وكانَ أهلُ الجاهليّةِ يعظّمونَهُ في جاهليّتها ، فلمّا جاءَ الإسلامُ لم يزددْ إلاّ تعظيماً وفضلاً .

أَلاَ إنّ رَجَبَاً شَهْرُ اللهِ ، وشعبانَ شهري ، ورمضانَ شهرُ أُمَّتِي ، أَلاَ فَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَب يَوْمَاً إيماناً واحتسابَاً استوجَبَ رِضوان اللهِ الأكبر ، وأَطْفَأ صومُهُ في ذلك اليومِ غَضَبَ اللهِ ، وأَغْلَقَ عنه باباً مِن أبوابِ النارِ ، ولو أُعْطِي ملأُ الأرضِ ذَهَبَاً مَا كان بأفضل مِن صَومِه ، ولا يستكمل له أجره بشيءٍ مِن الدنيا دون الحسناتِ إذا أَخْلَصَهُ للهِ ، وله إذا أمسى عشرُ دعواتٍ مستجابات ، إنْ دعا بشيءٍ في عاجل الدنيا أعطاهُ اللهُ ، وإلاّ ادّخر له من الخير أفضل مَا دَعا بِهِ دَاعٍ مِن أَوليائِهِ وأَحِبّائِهِ وأَصْفيائِهِ .

وَمن صامَ مِن رجب يومين ، لم يَصِفْ الواصفون من أهل السماء والأرض ما لَهُ عند الله من الكرامةِ ، وكُتِبَ له من الأجر مثل أجور عشرة من الصادقين في عمرهم ، بالغة أعمارهم ما بلغتْ ، وشفع يوم القيامة في مثلِ ما يشفعونَ فيهِ ، ويحشرهُ معهم في زُمْرتِهِم ، حتى يدخل الجنّة ويكون مِن رُفَقَائِهِم .

ومَن صام من رجب ثلاثة أيّام ، جعلَ اللهُ بَيْنَهُ وبين النار خَنْدَقاً أو حِجَابَاً طول مسيرة سبعين عاماً ، ويقول الله عزّ وجل عند إفطاره : لقد وجب حَقّك عَلَيّ ، ووجبتْ لك محبّتي وولايتي ، أُشْهِدُكُم يا ملائكتي أنّي قد غفرتُ له ما تقدّمَ مِن ذنبِهِ وما تأخّر .

ومَن صامَ مِن رجب أربعةَ أيَام ، عُوفِي من البلايا كلِّها : مِن الجنون والجذام والبرص وفتنة الدجّال ، وأُجِيْرَ مِن عذابِ القبرِ ، وكُتِبَ له مثلُ أجورِ أُوْلِي الأَلبابِ التوّابين الأوّابين ، وأُعْطِي كتابه بيمينِهِ في العابدين في أوائل العابدين .

ومَن صامَ مِن رجب خمسةَ أيَام ، كان حقّاً على الله أنْ يرضيه يوم القيامة ، وبُعث يوم القيامة ووجْهُه كالقَمَرِ ليلة البدر ، وكُتب له عدد رَمْل عَالِج حسناتٌ ، وأُدْخِلَ الجنّة بغير حساب ، ويُقال له تَمَنَّ على رَبّك ما شِئْتَ .

ومَنْ صامَ مِن رجب ستّةَ أيَام خرج من قبره ، ولِوَجْهِهِ نورٌ يَتَلأْلأُ أَشَدّ بياضاً مِن نورِ الشمسِ ، وأُعْطِي سوى ذلك نوراً يستضيءُ به أهلُ الجَمْعِ يومَ القيامةِ ، وبُعثَ مِن الآمنينَ يومَ القيامةِ ، حتّى يمرّ على الصراطِ بغير حسابٍ ، ويُعافَى مِن عقوقِ الوالدَين وقطيعةِ الرَحِم .

ومَنْ صامَ مِن رجب سبعةَ أيَام ، فإنّ لجهنّمَ سبعةَ أبوابٍ ، يَغلقُ اللهُ عنه بصومِ كلّ يومٍ باباً من أبوابِهَا ، وحَرّمَ اللهُ جَسَدَهُ على النارِ .

ومَن صامَ مِن رجب ثمانيةَ أيّامٍ ، فإنّ للجنّة ثمانيةَ أبوابٍ ، يَفتحُ اللهُ له بصومِ كلِّ يومٍ باباً مِن أبوابها ، وقال له ادْخُلْ مِن أيِّ أبوابِ الجِنَانِ شِئْتَ .

ومَنْ صامَ مِن رجب تسعةَ أيَامٍ ، خَرجَ مِن قبرِهِ وهو ينادي : لا إلهَ إلاّ اللهُ ، ولا يَصْرِفُ وَجْههُ دُوْنَ الجَنّة ، وخَرجَ مِن قبرِهِ وَلِوَجْهِهِ نورٌ يَتَلأْلأُ لأَهْلِ الجَمْعِ ، حتى يقولوا هذا نَبِيٌّ مُصْطَفَى ، وإنّ أَدْنَى مَا يُعْطَى أنْ يَدْخُلَ الجَنّةَ بغيرِ حسابٍ .

ومَنْ صامَ مِن رجب عشرةَ أيَامٍ ، جعلَ اللهُ لهُ جَنَاحَيْنِ أَخْضَرَيْنِ مَنظُوْمَيْنِ بَالدُرِّ واليَاقوتِ ، يَطيرُ بهما على الصراط كالبرقِ الخاطِفِ إلى الجِنَانِ ، ويُبدّلُ اللهُ سيّئاتَه حسناتٍ ، وكُتِبَ مِن المُقَرَّبِيْنَ القَوَّامِيْنَ للهِ بالقِسْطِ ، وكأنّه عَبَدَ اللهَ مئةَ عامٍ ، صابراً قائماً مُحْتَسِبَاً .

ومَنْ صامَ مِن رجبٍ أَحَدَ عَشَرَ يَومَاً ، لَمْ يُوَافِ اللهَ يومَ القيامَةِ عبدٌ أفضلَ منهُ ، إلاّ مَنْ صامَ مثلَه أَو زَادَ عَلَيْهَِ .

ومَنْ صامَ مِن رجبٍ اثني عَشَرَ يَومَاً ، كُسِيَ يومَ القيامةِ حُلّتَان خَضْرَاوَان ، مِن سندسٍ وإسْتَبْرَقٍ ، ويُجْبَرُ بِهِمَا ، لو دُلِيَتْ حُلّةٌ مِنْهُمَا إلى الدنيا لأَضَاءَتْ مَا بينَ شَرْقِهَا وغَرْبِهَا ، وصارتْ الدنيا أَطيبَ مِن رِيْحِ المِسْكِ .

ومَنْ صَامَ مِن رجبٍ ثلاثةَ عَشَرَ يَوماً ، وُضِعَتْ لهُ يومَ القيامةِ مائدةً مِن ياقوتٍ أخضر فِي ظِلّ العرشِ ، قَوَايِمُهَا مِن دُرٍّ ، أَوْسَع مِن الدنيا سبعينَ مَرّةٍ ، عليها صحائفُ الدُرِّ والياقوتِ ، في كلِّ صحيفةٍ سبعونَ ألف لَوْنٍ مِن الطعامِ ، لا يَشبَهُ اللونُ اللونَ ولا الرِيْحُ الريحَ ، فيأكلُ منها والناسُ في شِدّةٍ شديدةٍ وكربٍ عظيمٍ .

ومَنْ صَامَ مِن رجبٍ أربعةَ عَشَرَ يَومَاً ، أعطاهُ اللهُ مِن الثوابٍ ما لا عَيْن رأتْ ولا أُذُن سَمِعَتْ ، ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَرٍ مِن قصور الجِنَانِ التي بُنِيَتْ بالدُرِّ والياقوتِ .

ومَنْ صَامَ مِن رجبٍ خَمْسَةَ عَشَرَ يَومَاً ، وَقَفَ يومَ القيامَةِ مَوْقِفَ الآمِنينَ ، فَلا يَمُرّ بهِ مَلَكٌ ولا رسولٌ ولا نبيٌّ إِلاّ قالوا طُوْبَى لك ، أنتَ آمنٌ مُقَرّبٌ مُشَرّفٌ مَغْبُوْطٌ مَحْبُوْرٌ سَاكِنُ الجِنَانِ .

ومَنْ صَامَ مِن رَجَبٍ سِتّةَ عَشَرَ يَومَاً ، كانَ في أوائل مَن يَركَبُ عَلَى دوابٍ مِن نورٍ ، تطيرُ بهمْ فِي عَرَصَةِ الجِنَانِ إلى دارِ الرَحْمَانِ .

ومَنْ صَامَ سَبْعَةَ عَشَرَ يَومَاً مِن رَجَبٍ ، وُضِعَ لهُ يومَ القيامةِ على الصراطِ سبعونَ أَلْف مِصْبَاحٍ مِن نورٍ ، حتى يَمرّ على الصراطِ بِنُوْرِ تلكَ المصابيح إلى الجِنَانِ ، تُشيِّعُهُ المَلائِكَةُ بالترحيبِ والسلامِ .

ومَنْ صَامَ مِن رَجَبٍ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَومَاً ، زَاحَمَ إبراهيمَ فِي قُبّتِهِ فِي جَنَّةِ الخُلْدِ عَلَى سُرُرِ الدُرِّ واليَاقوتِ .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ تِسْعَةَ عَشَرَ يَومَاً ، بَنَى اللهُ لهُ قصراً مِن لؤلؤٍ رَطْبٍ بِحِذَاءِ قَصْرِ آدَمَ وإبراهيمَ عليه السلام ، فِي جَنّةِ عَدْنٍ ، ويُسَلّمُ عليهما وَيُسَلِّمَانِ عَليهِ تَكْرِمَةً لهُ وإيْجَابَاً لِحَقِّهِ ، وَكَتَبَ اللهُ له بكلِّ يومٍ يَصومُ منها كصيامِ أَلْفِ عَامٍ .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ عشرينَ يَومَاً ، فَكَأَنَّمَا عَبَدَ اللهَ عشرين أَلْفَ عَامٍ .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ إِحْدَى وعشرينَ يَوْمَاً ، شُفِّعَ يَومَ القيامةِ فِي مثلِ رَبِيْعَة وَمُضَر ، كلّهم مِن أهلِ الخطايا والذنوبِ .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ اثنين وعشرينَ يَوْمَاً ، نَادَى مُنَادٍ مِن السَمَاءِ : أَبْشِرْ يَا وَلِيّ اللهِ بِالكَرَامَةِ العظيمةِ ، ومُرَافَقَةِ الذينَ أَنْعَمَ اللهُ عليهمْ مِن النَبِيِّيْنَ والصِدِّيْقين والشهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيْقَاً .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلاثَةً وعشرين يَوْمَاً ، نُودِيَ مِنْ السَمَاءِ : طُوْبَى لَكَ يَا عَبْدَ اللهِ ، نَصَبْتَ قَلِيْلاً ، ونَعُمْتَ طَوِيْلاً ، طُوبَى لكَ إِذَا كُشِفَ الغِطَاءُ عَنْكَ ، وأَفْضَيْتَ إِلى جَسِيْمِ ثَوَابِ رَبِّكَ الكريمِ ، وجَاوَرْتَ الخَلِيْلَ فِي دارِ السلامِ .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ أَرْبَعَةً وَعشرينَ يَوْمَاً ، فَإِذَا نَزَلَ بِهِ مَلَكُ المَوْتِ يُرَاءَى لَهُ فِي صُوْرَةِ شَابٍّ ، عَلَيْهِ حُلّةٌ مِنْ دِيْبَاجٍ أَخْضَرَ ، عَلَى فَرَسٍ مِنْ أَفْرَاسِ الجِنَانِ ، وبِيَدِهِ حَرِيْرٌ أَخْضَر ، مُمَسّكٌ بِالمِسْكِ الأَذْفَرِ ، بِيَدِهِ قَدَحٌ مِنْ ذَهَبٍ ، مَمْلُوْءٌ مِن شَرَابِ الجِنَانِ ، فَسَقَاهُ إِيّاهُ عِنْدَ خُرُوْجِ نَفْسِهِ ، وَهَوَّنَ بِهِ عَلَيْهِ سَكَرَاتِ المَوتِ أَلَمَاً ، ثُمّ يَأْخُذُ رُوْحَهُ فِي تِلْكَ الحريرة ، فَيَفُوْحُ مِنْهَا رَائِحَةٌ يَسْتَنْشِقَهَا أَهْلُ سَبْع سَمَواتٍ ، فَيَظلُّ فِي قَبْرِهِ رَيَّان ، ويُبْعَثُ مِنْ قَبْرِهِ رَيّان ، حَتّى يَرِدُ حَوْضَ النَبِيِّ صَلّى اللهُ عليهِ وَآلهِ .

ومَنْ صَامَ مِن رَجَبٍ خَمْسَةً وعشرينَ يَومَاً ، فَإنّهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ تَلَقّاهُ سَبْعونَ أَلْف مَلَكٍ ، بِيَدِ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ لِوَاءٌ مِنْ دُرٍّ وياقوتٍ ، ومَعَهُم طَرَائفُ الحُلِيّ والحُلَلِ ، فيقولونَ : يَا وَلِيّ الله ، النَجَاة إِلى رَبّكَ ، فَهُوَ مِنْ أَوّل النَاسِ دُخُوْلاً فِي جَنّاتِ عَدنٍ ، مَعَ المُقَرَّبِيْنَ الذِيْنَ رَضِيَ اللهُ عنهمْ وَرَضُوْا عَنْهُ ، ذلكَ الفوزُ العَظِيْمُ .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سِتّةً وعشرينَ يَوْمَاً ، بَنَى اللهُ لهُ فِي ظِلِّ العَرْشِ مَئةَ قَصْرٍ مِنْ دُرٍّ وياقوتٍ ، عَلَى رَأْسِ كلِّ قَصْرٍ خَيْمَةٌ حَمْرَاء مِنْ حَرِيْرِ الجِنَانِ ، يَسْكُنُهَا نَاعِمَاً والنَاسُ فِي الحِسَابِ .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ سَبْعَةً وعشرينَ يَوْمَاً ، أَوْسَعَ اللهُ عليهِ القَبْرَ مَسِيْرَةَ أَرْبَعْمِئَة عَامٍ ، ومَلأَ جَمِيْعَ ذَلكَ مِسْكَاً وَعَنْبَرَاً .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَمَانِيَةً وعشرينَ يَوْمَاً ، جَعَلَ اللهُ عَزّ وَجلّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَارِ تِسْعَةَ خَنَادِق ، كلُّ خَنْدَقٍ مَا بَيْنَ السَمَاءِ وَالأَرْضِ مَسِيْرَةَ خَمْسمئة عَامٍ .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ تِسْعَةً وعشرينَ يَوْمَاً ، غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلَوْ كَانَ عشاراً ، وَلَوْ كَانَتْ امْرَأة فَجَرَتْ سَبْعِيْنَ مَرّةٍ بَعْدَمَا أَرَادَتْ بِهِ وَجْهَ اللهِ عَزّ وَجَلّ ، وَالخَلاص مِنْ جَهَنّم لَيَغْفِرُ اللهُ لَهَا .

ومَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ ثَلاثِيْنَ يَوْمَاً ، نَادَى مُنَادٍ مِنْ السَمَاءِ : يَا عَبْدَ اللهِ ، أَمّا مَا مَضَى فَقَد غُفِرَ لكَ ، فَاسْتَأْنِفْ العمل فِيْمَا بَقِيَ ، وَأَعْطَاهُ اللهُ عَزّ وَجَلّ فِي الجِنَانِ كُلِّهَا ، فِي كُلِّ جَنّةٍ أَرْبَعِيْنَ أَلْفِ مَدِيْنَةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فِي كُلّ مَدِيْنَةٍ أَرْبَعُوْنَ أَلْفِ قَصْرٍ ، فِي كُلّ قَصْرٍ أَرْبَعُوْنَ أَلْفِ أَلْفِ بَيْتٍ ، فِي كلّ بَيْتٍ أَربعونَ ألفِ ألفِ مَائِدَةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، عَلَى كُلّ مَائِدَةٍ أَربعونَ ألفِ ألفِ قصْعَةٍ ، فِي كلّ قصْعَةٍ أربعونَ ألفِ ألفِ لونٍ مِن الطعامِ والشَرَابِ ، لِكلّ طعامٍ وشَرابٍ مِن ذلك لونٌ عَلَى حِدَة ، وفِي كلِّ بيتٍ أربعونَ ألفِ ألفِ سَرِيْرٍ مِن ذَهَبٍ ، طُوْلُ كُلِّ سَرِيْرٍ ألفِ ذِرَاعٍ فِي أَلْفَي ذِرَاعٍ ، عَلَى كُلِّ سَرِيْرٍ جَارِيَةٍ مِن الحُوْرِ ، عَلَيْهَا ثَلاثمئة ألف ذُؤَابَةٍ مِنْ نُوْرٍ ، تَحْمِلُ كُلُّ ذُؤَابَةٍ مِنْهَا ألفَ أَلفَ وَصِيْفَةٍ ، يُغلّفُهَا بالمِسْكِ والعَنْبَرِ ، إِلَى أنْ يُوَافِيْهَا صَائمُ رَجَب ، هذا لِمَنْ صَامَ شَهْرَ رَجَبَ كُلَّهِ (7).

قيل : يا نبي الله ، فَمَنْ عجز عن صيام رجب ؛ لِضَعْفٍ أو لِعِلّة كانت به ، أو امرأة غير طاهرة ، يَصنع ماذا لِيَنال ما وصفتَ ؟

قال : يتصدّق في كلّ يوم بِرَغيفٍ على المساكين ، والذي نفسي بيده أنّه إذا تصدّق بهذه الصدقةِ كلَّ يَوْمٍ يَنَالُ مَا وصفتُ وأكْثَرَ ، إنّه لو اجتَمَعَ جَمِيْعُ الخلائقِ كلُّهم مِن أهلِ السمواتِ والأرضِ على أنْ يُقَدِّرُوا قَدَرَ ثَوَابِهِ مَا بَلَغُوا عُشْرَ مَا يُصِيْبُ فِي الجِنَانِ مِن الفَضَائل وَالدَرَجَاتِ .

قيل : يا رسول الله ، فَمَنْ لم يَقدر على هذه الصدقة ، يصنع ماذا لِيَنال مَا وَصَفْتَ ؟

قال : يُسَبّحُ اللهَ كلّ يومٍ مِن شَهٍرِ رَجَب إلى تَمَامِ ثَلاثِيْنَ يَوْمَاً بِهَذا التسبيح : مئة مَرّة سُبْحَانَ الإِلَهِ الجَلِيْلِ ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَنْبَغِي التَسْبِيْحُ إِلاّ لَهُ ، سُبْحَانَ الأَعَزّ الأَكْرَم ، سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ العِزَّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ ) .

ـــــــــــــــــــ

* مقتبس من كتاب : فضائل الأشهر الثلاثة ، تأليف : محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ( الشيخ الصدوق (قدّه) ) تحقيق وإخراج : ميرزا غلام رضا عرفانيان ، طبع مطبعة الآداب / النجف الأشرف / سنة : 1396هـ . ق .

(1) أخرجه في الوسائل عن كتاب : فضائل رجب : في الحديث الثاني عشر ، من الباب السادس والعشرين ، من أبواب الصوم المندوب ، الجزء : 7 ، ص 355 . 

(2) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء : النهدي ، وأيضاً فيها : سيف بن المبارك ، وكذا في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام . 

(3) في نسخة مكتبة كاشف الغطاء : عن علي بن الحسين رجب نهر ... ، وكذا في نسخة مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام .

(4) أخرجه في الوسائل : الجزء : 7 ، ص 348 ، عن الفقيه ، والمقنعة ، والمصباح ، في الباب : 26 ، من أبواب الصوم المندوب ، الحديث : 3 ، وهو موافق لِمَا في ثواب الأعمال سنداً ومتناً . وذكره الشيخ (ره) في التهذيب : الجزء : 4 ، ص 306 .

(5) أخرجه في الوسائل : عن الفقيه ، وكتاب فضائل رجب ، وثواب الأعمال ، في الحديث : 4 ، من الباب : 26 ، من أبواب الصوم المندوب ، من الجزء : 7 ، ص 350 . وفي ثواب الأعمال : ص 49 . كما في البحار : الجزء : 97 ، ص 37 ، مسيرة مئة سنة . 

(6) وفي الوسائل : في ذيل الحديث : 10 ، من الباب : 20 ، من أبواب الصوم المندوب ، من الجزء : 7 ، ص 381 ، وسُمّي شهر رجب الأصب ؛ لأنّ الرحمة تُصبّ على أُمّتي فيه صَبّاً ، ويُقال : الأصم ؛ لأنّه نُهي فيه عن قتال المشركين ، وهو من الشهور الحرام .

(7) أورده في الوسائل : الجزء : 7 ، ص 352 ، مختصراً وملخّصاً عن : المجالس وثواب الأعمال ، وكتاب فضائل رجب ، إلى هنا ( أعني قوله : رجب كلّه ) في الحديث : 9 ، من الباب : 26 ، من أبواب الصوم المندوب ، والبقيّة أوردها عنها وعن مصباح المتهجّد : في الحديث الأوّل ، من الباب : 27 من تلك الأبواب ، ص 358 . وذكره المصنّف في المجالس : المجلس : 80 . وفي ثواب الأعمال : ص 32 كما هنا ، وفي عباراته فيهما وفي الوسائل اختلاف وزيادة ونقصان غير كاشف عن تعدّد المتن .


source : http://www.alhassanain.com/arabic/show_articles.php?articles_id=1079&link_articles=holy_prophet_and_ahlul_bayt_library/imam_ali/fadhl_shahr_alrajab
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

محاصرة الحسين (عليه السلام) في كربلاء
ألقاب الإمام الرضا عليه السلام
وقال الحافظ بن حجر العسقلاني
وحدة الامة الإسلامية في سنة الرسول الاعظم
دواء القلوب
تأملات في أدب نهج البلاغة(1)
زيارة النبي ص و زيارة الأئمة ص على سبيل الإيجاز و ...
اسم وکنية الامام المهدي عجل الله فرجه
كف الأذى
اصحاب الامام الحسين (عليه السلام ) يوم الطف

 
user comment