نساء هاشميات خلدهن التاريخ ـــ بطلة كربلاء السيدة زينب بنت علي.}ع{فيض النبوة و عطاء الإمامة :.
تاريخ وفاة السيدة زينب عليها السلام
إنّ المشهور أنّ وفاة السيدة زينب الكبرى { عليها السلام } كان في يوم الأحد مساء الخامس عشر من شهر رجب مِن سنة 62 للهجرة.
أقدم حزني و ألمي الشديد إلى مقام النبي الأكرم الرسول الأعظم محمد {صلى الله عليه وآله وسلم.{ والى مقام سيدي ومولاي الإمام الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه كما واعزي مراجعنا العظام والعلماء الأفاضل في مشارق الأرض ومغاربها و الأمة الإسلامية.
و أصحاب المواقع الإسلامية والعلمانية المحترمة وذلك بهذه المناسبة الأليمة الألم الشديد في ظروف سورية في ذكرى شهادة حفيد المصطفى محمد رَسُولِ اللهِ {ص } بنت عمه وَوَصِيُّهُ، وَوارِثُ عِلْمِهِ وأمينه عَلى شَرْعِهِ وَخَليفَتُهُ في اُمَّتِهِ، سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب خير البشر {عليه السلام{..
كما أقدم المواساة إلى القراء الأعزاء والأخوة الطيبين في موقع مركز أنور الإعلامي المحترمين ،»،وبالخصوص الكاتب والإعلامي الأستاذ السيد احمد الضائع و الكاتب والإعلامي عبي السيد وساف المحترم و المسؤول والمشرف والكادر العام المحترمـــين جمبعاً، وأصحاب المواقع الإسلامية والعلمانية المحترمة،
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفضل الخلق أجمعين ، سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين.
************
من هي زينب الكبرى؟ }عليهم السّلام}: بنت مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب {ع}. وتعرف بالعقيلة.
أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله {ص}.
************
السيدة زينب الكبرى : ثاني أعظم سيدة في سيدات أهل البيت المحمدي ، كانت حياتها تزدحم بالفضائل والمكرمات ، وتموج بموجبات العظمة والجلالة ، والقداسة والروحانية ، وتتراكم فيها الطاقات والكفاءات والقابليات ، ومقومات الرقي والتفوق.
من هنا .. فكل صفحة من صفحات حياتها المشرقة جديرة بالدراسة والتحقيق ، فمن ناحية تعتبر القراءة في ملف حياتها نوعاً من أفضل أنواع العبادة وسبل التقرب إلى الله سبحانه ،
************
1} ــــ «- اسمها الطاهر: { عليها السلام }: زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب{ عليها السلام }.أمها سيدة نساء العالمين فاطمة{ عليها السلام }. بنت النبي { صلى الله عليه وآله } .
نسبها }ونسبها: {عليهم السّلام} .. قال تعالى:}إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين* ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. زينب بنت عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن اليأس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ... ابن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن. { عليه السلام }.
ولادتها : { عليها السلام }: ولدت بالمدينة المنورة في الخامس من جمادي الأول في السنة الخامسة للهجرة .
سيرتها وفضائلها : { عليها السلام }: كانت { عليها السلام }. عالمة غير معَلّمة ، وفهِمة غير مفهمة ، عاقلة لبيبة ، جزلة ، وكانت في فصاحتها وزهدها وعبادتها كأبيها أمير المؤمنين وأمها الزهراء{ عليها السلام }.
اتصفت{ عليها السلام }. بمحاسن كثيرة وأوصاف جليلة وخصال حميدة وشيم سعيدة ومفاخر بارزة وفضائل طاهرة .
حدثت عن أمها الزهراء{ عليها السلام }. وكذلك عن أسماء بنت عميس ، كما روى عنها محمد بن عمرو ، وعطاء بن السائب ، وفاطمة بنت الإمام الحسين { عليها السلام }. وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وعَبَّاد العامري .
عُرفت زينب { عليها السلام }. بكثرة التهجد ، شأنها في ذلك شأن جدها الرسول { صلى الله عليه وآله } وأهل البيت { عليها السلام }.
وروي عن الإمام زين العابدين { عليها السلام }. قوله :
{ ما رأيت عمتي تصلي الليل عن جلوس إلا ليلة الحادي عشر } .
أي أنها ما تركت تهجدها وعبادتها المستحبة حتى تلك الليلة الحزينة ، بحيث ان الإمام الحسين { عليها السلام }. عندما ودع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها : يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل .
وذكر بعض أهل السِيَر أن زينب { عليها السلام }. كان لها مجلس خاص لتفسير القرآن الكريم تحضره النساء وان دعاءها كان مستجاباً..»{1}.
************
2} ــــ «- ورثة المجد والعلو والكمال والرفعة كابر عن كابر. فالقلم يقف عاجزاً والبيان قاصراُ عن الدرك والإحاطة بنسب هذه الصديقة الطاهرة والذي تتقاطر دونه الأنساب مهما علت وشمخت. كيف لا وهي من مختارات الله سبحانه وتعالى؟ قال تعالى: {وربّك يخلق ما يشاء ويختار وماكان لهم الخيرة} وقال الله تعالى في آية آخري: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا القرآن الكريم » سورة الأحزاب » الآية }٣٦{» وبلا أدني شك ولا ريب أنّ محمّداً وآل محمّد صلوات الله عليهم ممن أختارهم وأختصّهم وأصطفاهم الله تعالى لنفسه من جميع الخلائق. قال تعالى: { قَوْله تَعَالَى : { إِنَّ اللَّه اِصْطَفَى آدَم وَنُوحًا وَآل إِبْرَاهِيم وَآل عِمْرَان عَلَى }. تفسير آل عمران {33} أورد العلامة الطبرسي في تفسير هذه الآية قال: الاصطفاء والاختيار والاجتباء نظائر، وهو افتعل من الصفوة وهذا من أحسن البيان الذي يمثل به المعلوم المرئي، وذلك أنّ الصافي هوالنقيّ من شائب الكدر فيما شاهد. فمثّل الله تعالى خلوص هؤلاء القوم من الفساد كخلوص الصافي من شائب الأدناس . ثم قال ـ بعد أن ذكر بعض الأقوال في الآية: وفي قراءة أهل البيت: وآل محمّد }عليهم السلام{ على العالمين. وقالوا أيضاً: إنّ آل إبراهيم هم آل محمّد }عليهم السلام{الذين هم أهله، ويجب أن يكون الذين اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين، منزهين عن القبائح؛ لأنّه تعالى لا يختار ولا يصطفي إلا من كان كذلك، ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة.
فعلى هذا يختصّ الإصطفاء بمن كان معصوماً من آل إبراهيم وآل عمران، سواء كان نبياً أو إماماً. ويقال الاصطفاء على وجهين: أحدهما: إنه اصطفاه لنفسه أي: جعله خالصاً له، يختص به. والثاني: إنه اصطفاه على غيره أي: أختصّه بالتفضيل على غيره، وعلى هذا الوجه معنى الآية. فإن قيل: كيف اختصهم الله بالتفضيل قبل العمل؟ فالجواب: إنه إذا كان المعلوم أن صلاح المكلفين لا يتم ألا بهم، فلابد من تقديم البشارة بهم، والإخبار بما يكون من حسن شمائلهم وأفعالهم، والتشويق إليهم، كما يكون من جلالة أقدارهم، وزكاء خلالهم، ليكون ذلك داعياً للناس إلى القبول منهم، والأنقياد لهم..»{2}.
************
3} ــــ « - لقد روي أن رسـول الله { صلىاللهعليهوآلهوسلم.{ قرأ قوله تعالى : « {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيـهَا اسْمُهُ يُسَبِّـحُ لَهُ فِيهَـا بِالْغُـدُوِّ وَالآَصَـالِ*رِجَـالٌ لاَ تُلْهِيهِـمْ تِجَـارَةٌ وَلاَ بَيْـعٌ عَـنْ ذِكْرِ اللهِ وأقام الصَّـلاةِ وَإِيـتَـاء ِالـزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ } سورة النور 36 ـ 37 » {١} فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أي بيوت هذه؟
فقال : بيوت الأنبياء. فقام إليه أبوبكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها؟ وأشار إلى بيت علي وفاطمة.
فقال النبي : « نعم ، من أفضلها » {٢}.
ويجب أن لا ننسى أن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ـ الذي أعطى المناهج التربوية للأجيال ، وأضاء طرق التربية الصحيحة للقرون ـ لابد وأنه يبذل إهتماماً بالغاً وعنايةً تامةً في تربية عائلته ، ويمهد لهم السبيل حتى ينالوا قمة الأخلاق والفضائل. وخاصةً حينما يجد فيهم المؤهلات والإستعداد لتقبل تلك التعاليم التربوية.
ومن الواضح أن السيدة زينب ـ بمواهبها واستعدادها النفسي ـ كانت تتقبل تلك الأصول التربوية ، وتتبلور بها ، وتندمج معها {١}.وأكثر إنطباعات الإنسان النفسية يكون من أثر التربية ،.»{3}.
************
4} ــــ «- إنها شريكة أخيها الحسين {عليه السلام}: جاء في {معجم رجال الحديث}لآية الله العظمى السيد الخوئي { قدس سره} ما يلي: { [1]} .: زينب بنت علي {عليه السلام} :. في الذب عن الإسلام والجهاد في سبيل الله، والدفاع عن شريعة جدها سيد المرسلين، فتراها في الفصاحة كأنها تفرغ عن لسان أبيها، وتراها في الثبات تنئ عن ثبات أبيها، لا تخضع عند الجبارة، ولا تخشى غير الله سبحانه تقول حقا وصدقا، لا تحركها العواصف، ولا تزيلها القواصف، فحقا هي أخت الحسين {عليه السلام< وشريكته في سبيل عقيدته وجهاده. وكتب آية الله سماحة السيد محسن الأمين {أعلى الله مقامه} في كتابه {أعيان الشيعة} عن بعض أهم المواقف التي مرَّت بها سيدتنا زينب الكبرى {ع} وبعضا من خطبها نوردها لكم كالتالي: { [3]} .»{4}.
************
5} ــــ «- فضلها }عليهم السّلام.}: كانت زينب { ع}.
من فضليات النساء. وفضلها أشهر من أن يذكر وأبين من أن يسطر. وتعلم جلالة شانها وعلو مكانها وقوة حجتها ورجاحة عقلها وثبات جنانها وفصاحة لسانها وبلاغة مقالها حتى كأنها تفرع عن لسان أبيها أمير المؤمنين { ع} من خطبها بالكوفة والشام واحتجاجها على يزيد وابن زياد بما فحمهما حتى لجا إلى سوء القول والشتم وإظهار الشماتة والسباب الذي هو سلاح العاجز عن إقامة الحجة...
وليس عجيبا من زينب أن تكون كذلك وهي فرع من فروع الشجرة الطيبة النبوية والأرومة الهاشمية جدها الرسول وأبوها الوصي وأمها البتول وأخواها لأبيها وأمها الحسنان ولا بدع أن جاء الفرع على منهاج أصله. .»{5}.
************
6} ــــ « - زواجها وأبنائها {عليها سلام الله}: وكانت زينب الكبرى متزوجة بابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وولد له منها علي الزينبي وعون ومحمد وعباس وأم كلثوم لسبط بن الجوزي يوسف قزاوغلي وعون ومحمد قتلا مع خالهما الحسين { ع} بطف كربلا.
وأم كلثوم هي التي خطبها معاوية لابنه يزيد فزوجها خالها الحسين {ع} من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب. .»{6}.
************
7} ــــ «- السيدة زينب }عليهم السّلام.}:أم المصائب:
وسميت أم المصائب وحق لها أن تسمى بذلك فقد شاهدت مصيبة وفاة جدها الرسول {ص} ومصيبة وفاة أمها الزهراء {ع } ومحنتها ومصيبة قتل أبيها أمير المؤمنين {ع} ومحنة ومصيبة شهادة أخيها الحسن بالسم ومحنته والمصيبة العظمى بقتل أخيها الحسين {ع } من مبتداها إلى منتهاها...
وقتل ولداها عون ومحمد مع خالهما أمام عينها وحملت أسيرة من كربلاء إلى الكوفة وأدخلت على ابن زياد إلى مجلس الرجال وقابلها بما اقتضاه لؤم عنصره وخسة أصله من الكلام الخشن الموجع وإظهار الشماتة الممضة وحملت أسيرة من الكوفة إلى ابن آكلة الأكباد بالشام ورأس أخيها ورؤوس ولديها وأهل بيتها أمامها على رؤوس الرماح طول الطريق حتى دخلوا دمشق على هذه الحال وادخلوا على يزيد في مجلس الرجال وهم مقرنون بالحبال. قال المفيد فرأى هيئة قبيحة وأظهر السخط على ابن زياد ثم أفرد لهن ولعلي بن الحسين دارا وأمر بسكوتهم وقال لزين العابدين كاتبني من المدينة وانه إلى كل حاجة تكون ولما عادوا أرسل معهم النعمان بن بشير وأمره أن يرفق بهم في الطريق ولما غزا جيشه المدينة أوصى مسرف بن عقبة بعلي بن الحسين {ع }.وذلك لما رأى من نقمة الناس عليه فأراد أن يتلافى ما فرط منه وهيهات كما قال الشريف الرضي: وود أن يتلافى ما جنت يده * وكان ذلك كسرا غير مجبور.»{7}.
************
8} ــــ «- السيدة زينب }عليهم السّلام.}: ووقعة ألطف المريرة: وكان لزينب في وقعة ألطف المكان البارز في جميع الحالات وفي المواطن كلها فهي التي كانت تمرض العليل وتراقب أحوال أخيها الحسين {ع }. ساعة فساعة وتخاطبه وتسأله عند كل حادث وهي التي كانت تدبر أمر العيال والأطفال وتقوم في ذلك مقام الرجال وهي التي دافعت عن زين العابدين لما أراد ابن زياد قتله وخاطبت ابن زياد بما ألقمه حجرا حتى لجا إلى ما لا يلجأ إليه ذو نفس كريمة وبها لاذت فاطمة الصغرى وأخذت بثيابها لما قال الشامي ليزيد هب لي هذه الجارية فخاطبت يزيد بما فضحه وألقمته حجرا حتى لجا إلى ما لجا إليه ابن زياد. .»{8}.
************
9} ــــ « - دور زوجها عبد الله بن جعفر في نصرة الحسين}عليهم السّلام.}: والذي يلفت النظر أنها في ذلك الوقت كانت متزوجة بعبد الله بن جعفر فاختارت صحبة أخيها على البقاء عند زوجها وزوجها راض بذلك مبتهج به وقد أمر ولديه بلزوم خالهما والجهاد بين يديه ففعلا حتى قتلا وحق لها ذلك فمن كان لها أخ مثل الحسين وهي بهذا الكمال الفائق لا يستغرب منها تقديم أخيها على بعلها. .»{9}.
************
10} ــــ « حاملة رسالة دماء الشهداء، وحاكية الملحمة الحسينيّة، وفاضحة الأشقياء المدلّسين الناشرين للظلم، ومظهر الوقار، ورمز الحياء، ومثال العزّ والرفعة، وأسوة الثبات والصلاة والصبر.
وبلغت منزلتها الرفيعة ومكانتها السامية في البيت النبوي مبلغاً يعجز القلم عن بيانه،
ويحسر عن تبيان مكارمها ومناقبها وفضائلها{عليها السلام}
. وقد رسم الفقيه المؤرّخ المصلح الكبير العلّامة السيّد محسن الأمين ألعاملي معالم شخصيّتها بقوله: كانت زينب{عليها السلام} من فضليات النساء، وفضلها أشهر من أن يُذكر، وأبين من أن يسطَّر. وتعلم جلالة شأنها وعلوّ مكانها، وقوّة حجّتها، ورجاحة عقلها، وثبات جنانها، وفصاحة لسانها، وبلاغة مقالها - حتى كأنّها تُفرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين}عليه السلام} - من خطبها بالكوفة والشام، واحتجاجها على يزيد وابن زياد بما فحمهما، حتى لجآ إلى سوء القول والشتم وإظهار الشماتة والسباب الذي هو سلاح
العاجز عن إقامة الحجّة. وليس عجيباً من زينب الكبرى أن تكون كذلك وهي فرع من فروع الشجرة الطيّبة....
وكانت متزوّجة بابن عمّها عبد الله بن جعفر بن أبيطالب، وولد له منها: عليّ الزينبي، وعون، ومحمّد، وعبّاس، وأمكلثوم. وعون ومحمّد قُتلا مع خالهما الحسين{عليه السلام{ بطفّ كربلاء.
سُمّيت أم المصائب، وحقّ لها أن تسمّى بذلك! فقد شاهدت مصيبة وفاة جدّها رسولاللَّه}صلى اللّه عليه وآله وسلم{ ، ومصيبة وفاة أمها الزهراء}عليها السلام} ومحنتها، ومصيبة قتل أبيها أمير المؤمنين عليّ{ عليه السلام{ ومحنته... وحُملت أسيرة من كربلاء{1}..»{10}.
**********
في اللغة: زينب تعني الشجر الحسن المنظر الطيب الرائحة
زين أب يعني زينة أبيها وبهذا الاعتبار عبر بأنها }عليها السلام}. زين أبيها كما إن الزهراء عليها السلام أم أبيها
11} ــــ«- ألقابها : }عليها السلام}: حملت السيدة زينب عليها السلام تدبير أمور أهل البيت، بل الهاشميين جميع، بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، فلذلك لقبت بعقيلة بني هاشم، وعقيلة الطالبين. وهي التي لقبت: بالعقيلة، والمؤثقة، والعارفة، والعالمة غير معلمة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل عليّ، والسيدة وهو اللقب الذي أذا أطلق لا ينصرف ألا عليه، وهي كريمة الدارين، جمعت بين جمال الطلعة وجمال الطوية، وكانت عند أهل العزم أم العزائم، وعند أهل الجود
والكرم أم هاشم، وكثيرا ما كان يرجع أليها أبوها وإخوتها في الرأي، فسميت صاحبة الشورى، كما كانت دارها مأوى لكل ضعيف ومحتاج، فلقبت بأم العواجز وتكنى بأم كلثوم, وأم الحسن, وتلقب : بالصديقة الصغرى, والعقيلة, وعقيلة بني هاشم, وعقيلة الطالبين والعارفة, سيدة العقائل, عقيلة النساء, عقيلة خدر الرسالة, عقيلة الطالبين, عقيلة الوحي, عقيلة النبوة, عقيلة القريش, عالمة غير معلمة, فهمة غير مفهمة, كعبة الرزايا, نائبة الزهراء, نائبة الحسين, مليكة الدنيا, عديلة الخامس من أهل الكساء, شريكة الشهيد, كفيلة السجاد, ناموس رواق العظمة, سر أبيها, سلالة الولاية, وليدة الفصاحة, شقيقة الحسن, رضيعة ثدي الولاية, البليغة, الفصيحة, الصديقة الصغرى, الموثقة, الفاضلة, الكاملة, الغريبة، عابدة آل علي, شمسة قلادة الجلالة, نجمة سماء النبالة, قرينة النوائب, محبوبة المصطفى, قرة عين المرتضى, صابرة محتسبة, ربة خدر القدس, قبلة المرتضى, رضيعة الوحي, باب حطة الخطايا, حفرة علي وفاطمة, ربيبة الفضل, بطلة كربلاء, عظيمة بلواها, الباكية, سليلة الزهراء, أمينة الله, مظلومة وحيدة.»{11}.
************
12} ــــ«- كانت}عليها السلام.{ مع أخيها الحسين}عليه السلام{: منذ بدء الثورة، وكانت رفيقة دربه وأمينة سرّه. فليلة عاشوراء وحوارها مع أخيها، ويوم عاشوراء وحفاوتها بالشهداء، وليلة الحادي عشر ورثاؤها المؤلم لأخيها، وجلوسها عند جثمانه المدمّى، وخطابها لرسولاللَّه} صلى اللّه عليه وآله وسلم{ ، كلّ أولئك من الصفحات الذهبيّة الخالدة في حياتها المليئة بالجلالة والرفعة، المصطبغة بالصبر والجلد.
تولّت شؤون السبايا بعد عاشوراء بجلال وثبات، وعندما رأت الكوفيّين يبكون على أبناء الرسول { صلى اللّه عليه وآله وسلم{ خاطبتهم قائلة:
يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل! ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة! إنّما مَثَلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً!... أتدرون -ويلكم!- أيَّ كبدٍ لمحمّد } صلى اللّه عليه وآله وسلم} فَرَيتم {2}.؟! وأيَّ عهد نكثتم؟! وأيَّ كريمة له أبرزتم؟! وأيَّ حرمةٍ له هتكتم؟! وأيَّ دمٍ له سفكتم؟{3}.!
كان لها لسان عليّ حقّاً! وحين نطقت بكلماتها الحماسيّة، فإنّ أولئك الذين طالما سمعوا خطب الإمام، هاهم يرونه باُمّ
أعينهم يخطب فيهم!وقال قائل: واللَّه لم أرَ خَفِرةً {4}. قطّ أنطق منها، كأنّها تنطق وتُفرغ عن لسان عليّ}عليه السلام { .
وكان ابن زياد قد أثمله التكبّر، ومَرَد على الضراوة والتوحّش، فنال من آل اللَّه؛ فانبرت إليه الحوراء وألقمته حجراً بكلماتها الخالدة التي أخزته. وممّا قالت:
لَعمري لقد قتلتَ كَهلي، وأبَرتَ أهلي، وقطعتَ فرعي، واجتثثتَ أصلي؛ فإن يشفِك هذا فقد اشتفيت.{5}..
وعندما نظرت إلى يزيد متربّعاً على عرش السلطة ومعه الأكابر ومندوبون عن بعض البلدان - وكان يتباهى بتسلّطه، ويتحدّث بسفاهة مهوِّلاً على الآخرين، ناسباً قتل الأبرار إلى اللَّه - قامت إليه عقيلة بني هاشم، فصكّت مسامعه بخطبتها البليغة العصماء. وممّا قالته فيها:
أمِن العدل - يابن الطُّلَقاء - تَخديرك حرائرَك وإماءك، وسوقُك بنات رسولاللَّه سبايا! قد هتكتَ ستورهنّ، وأبديتَ وجوههنّ، يحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد؟{6}!
وبتلك الكلمات القصيرة الدامغة ذكّرته بماضي أهله حين قُبض عليهم أذلّاء في مكّة ثمّ أطلقوا بعد أن أسلموا خائفين من بارقة الحقّ، فدلّت على عدم جدارته للحكم من جهة، وعلى جوره ونشره للظلم من جهة أخرى. واستَشهدت أخيراً بآيات قرآنيّة لتعلن بصراحة أنّ موقعه ليس كرامة إلهيّة - كما زعم أو حاول أن يلقّن الناس به - بل هو انغماس ملوّث بالكفر في أعماق الجحود، وزيادة في الكفر، وأمّا الشهادة فهي كرامة لآل اللَّه....
كانت خطب زينب الكبرى في ذروة الفصاحة والبلاغة والتأثير، كما كانت حكيمة في تشخيص الموقف المناسب.
ولمّا أرجعت إلى المدينة لم تتوقّف لحظة عن الاضطلاع برسالة الشهداء، وتنوير الرأي العام، وتوعية الناس وإطلاعهم على ظلم بني أمية، فاضطرّ حاكم المدينة إلى نفيها بعد أن استشار يزيد في ذلك.
فاضت روحها الطاهرة وهي في الثانية والستّين من عمرها. أمّا قبرها فمثار جدال ونقاش.»{1 2}.
************
13} ــــ«- أوصافها : العبادة : كانت السيدة زينب {عليه السلام}: مثالا حيا من مثل أهله، فكانت صوامة قوامة، قانتة لله تعالى تائبة أليه، تقضي أكثر لياليها متهجدة تالية للقرآن الكريم، ولم تترك كل ذلك حتى في أشد الليالي عليها كربا وهي ليالي كربلاء، فكانت مع أخيها الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأهل بيته، يقطعون الليل في تلاوة القرآن والعبادة، لا تغفل لهم عين ولا يهجعون. وما تركت نوافلها الليلية حتى في يوم استشهاد أخيها الإمام الحسين واليوم الذي يليه، رغم المصائب والمحن التي نزلت بها. وكان لعبادتها عليها السلام وخشوعها لله تعالى، وسمو روحه، وكثرة اطلاعه، أكبر الأثر فيمن حوله، كما كان له كذلك تأثير في كلامها فنظمت الشعر الرفيع، ومنه:
سهرت أعين ونامت عيون
لأمور تكون أو لا تكون
ان ربا كفاك ما كان بالأمس
سيكفيك في غد ما يكون
فادرأ الهم ما استطعت
عن النفس فحملانك الهموم جنون .»{13 }.
************
14} ــــ«- الزهد: {عليه السلام}: كانت السيدة العقيلة زينب {عليها السلام} المثل الأعلى في القناعة والزهد والبعد عن متاع الدنيا ونعيمه، فأعرضت عن زهرة الحياة من المال الوفير لدى زوجها عبد الله بن جعفر، كما أعرضت عن الولد والحشم والخدم، فخرجت مع أخيها الإمام أبي عبد الله الحسين {عليه السلام}، باذلة النفس والنفيس في سبيل الحق ونصرة الدين، ورغم علمها بما قد يجري عليهم من المصائب والأحداث، مؤثرة الآخرة على ألدني،"والآخرة خير وأبقى". .»{14 }.
************
15} ــــ «- الصبر: {عليه السلام}: تحملت السيدة العقيلة الطاهرة {عليها السلام} ما تعرضت له من أحداث الدهر من استشهاد أمها وأبيها وأخويها {عليها السلام} صابرة محتسبة ومفوضة أمرها إلى الله تعالى، راضية بقضائه وتدبيره، قائمة بما ألقي على كاهلها من عبء مراعاة العيال ومراقبة الصغار واليتامى من أولاد أخوتها وأهل بيته، رابطة الجأش بإيمانها الثابت وعقيدتها الراسخة، حتى أنها قالت عندما وقفت على جسد أخيها الشهيد الإمام الحسين سلام الله عليه وهو مقطع الأوصال:"اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان"..»{15}.
************
16} ــــ «- الشجاعة : {عليه السلام}: كانت قصة زينب عليها السلام ومسرحيتها على مسرح هذه الحياة تبدأ منذ أن قتل أبو عبد الله الحسين {عليها السلام}. ومنذ أن غرقت أرض كربلاء في الدماء الزكية من آل الرسول الكريم {صلى الله عليه وآله وسلم}. فمنذ تلك اللحظات الرهيبات ومن تلك الفترات المظلمات بدأت هذه السيدة العظيمة على مسرح تاريخ البطولات تسجل لنفسها تلك الصحائف البيض بمداد من النور. فلم تهب السلطة، ولم تخف السطوة، ولم تحذر القوة، ولم تقم لهم وزناً أبد، كما لم تحسب لهم أي حساب!! لأنها رأت نفسها مع الحق والحقيقة، ولاحظتهم بأنهم مع الباطل. .»{16}.
************
17} ــــ «- البلاغة والفصاحة: {عليه السلام}: أما فصاحتها وبلاغتها عليها السلام وقدرتها على الإبانة والتعبير، والوصول والانتهاء إلى حسن الكلام بسلاسة وسهولة مع تخير اللفظ وإصابة معناه واستواء في التقسيم وتعادل في الإطراف وتشابه اعجازه بصدره وموافقة أواخره ببذاءته، بحيث يصبح المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه وجودة مقطعه وكمال صوغه وتركيبه، فيصير عذبا جزلا سهل، به رونق وحلاوة، يقبله الفهم الثاقب ولا يرده، ويستوعبه السمع الصائب ولا يمجه، فهذا كله مما ورثته السيدة الطاهرة العقيلة عن أبيها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. فقد كان عليه السلام معروفا بسيد الفصحاء وإمام البلغاء، حتى لقد قيل عنه، كلامه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق. هذه البلاغة العلوية والفصاحة الهاشمية، ورثتها السيدة الكريمة بشهادة العرب أنفسهم، وهم أهل البلاغة والفصاحة. وهكذا أصبحت تمتاز بمحاسنها الكثيرة وأوصافها الجليلة،وخصالها الحميدة. ومفاخرها البارزة، وفضائلها الظاهرة عن نساء العالمين. ولا عجب؟ فإنها هي من تلك الشجرة التي فرعه، وأصلها في السماء؟.»{17}.
************
18} ــــ «- أم المصائب : } عليها السلام {: سُمّيت أم المصائب ، وحق لها أن تسمّى بذلك ، فقد شاهدت مصيبة وفاة جدّها النبي { صلى الله عليه وآله } ، وشهادة أمّها الزهراء } عليها السلام {: وشهادة أبيها أمير المؤمنين ({عليها السلام} ، وشهادة أخيها الحسن {عليها السلام} ، وأخيراً المصيبة العظمى ، وهي شهادة أخيها الحسين {عليها السلام} ، في واقعة ألطف مع باقي الشهداء { رضوان الله عليهم.
جلالة قدرها:
وحدث يحيى المازني قال : كنت في جوار أمير المؤمنين في المدينة مدة مديدة ، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته ، فلا والله ما رأيت لها شخصا ولا سمعت لها صوتا ، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله تخرج ليلا والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأمير المؤمنين } ع{ أمامها ، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين } ع { فأخمد ضوء القناديل ، فسأله الحسن { ع } مرة عن ذلك فقال ]ع}
) أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب .} ويكفي في جلالة قدرها ونبالة شأنها ما ورد في بعض الأخبار من أنها دخلت على الحسين } ع{وكان يقرأ القرآن ، فوضع القرآن على الأرض وقام إجلالا لها .
وقال فيها ابن أخيها علي بن الحسين } ع } : } أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة{
وعن الصدوق محمد بن بأبويه طاب ثراه : كانت زينب } ع { لها نيابة خاصة عن الحسين } ع { وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتى برئ زين العابدين } ع{ من مرضه .
وكانت لها مجالس تفسير للقرآن الكريم منذ حياة والدها. .»{18 }.
************
19} ــــ «- تاريخ شهادتها السيدة زينب {عليها السلام}: اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاتها وان كان الأرجح عند كثير من الباحثين أنها توفيت في سنة 62 هـ، لكن ذهب آخرون إلى أن وفاتها سنة 65هـ. واتفق المؤرخون على إن شهادتها {عليها السلام}، كانت في يوم الخامس عشر من شهر رجب المرجب.
وهنتك من قال إنّ المشهور أنّ وفاة السيدة زينب الكبرى {عليها السلام{ كان في يوم الأحد مساء الخامس عشر من شهر رجب {1} ، مِن سنة 62 للهجرة. {2}
وهناك أقوال أخرى ـ غير مشهورة ـ في تحديد يوم وسنة وفاتها.
ولقد أهمل التاريخ ذكر سبب وفاتها !
أم أنّها قُتِلَت بسبب السُمّ الذي قد يكون دُسّ إليها من قِبَل الطاغية يزيد ، حيث لا يَبعُد أن يكون قد تمّ ذلك ، بسرّيةٍ تامّة ، خَفيَت عن الناس وعن التاريخ.
وعلى كل حال ، فقد لَحِقَت هذه السيدة العظيمة بالرفيق الأعلى ، وارتاحت من توالي مصائب ونوائب الدهر الخؤون.
لقد فارقت هذه الحياة بعد أن سجّلت أسمها ـ بأحرف من نور ـ في سجل سيدات النساء الخالدات ، فصارت ثانية أعظم سيدة من سيدات البشر ، حيث إنّ أمّها السيدة فاطمة الزهراء } عليها السلام {هي : أولى أعظم سيّدة من النساء ، كما صرّح بذلك أبوها رسول الله } صلى الله عليه وآله وسلم { حيث قال : « وأمّا ابنتي فاطمة .. فهي سيدة نساء العالمين ، من الأوّلين والآخرين ». {3}
ويُقيم المسلمون الشيعة وغيرهم مجالس العزاء والمآتم ، في كلّ سنة ، حينما تمرّ عليهم هذه الذكرى الأليمة ، ويتحدّث الخطباء والشعراء في تلك المجالس والمآتم على الجوانب المختلفة لحياة هذه السيدة العظيمة ، وعن فصول حياتها المزدحمة بالفضائل والمكرُمات ، والمقرونة بالمصائب والنوائب.
وقد جاء في التاريخ : أنّه بعد مرور عام على وفاتها ، وفي نفس اليوم الذي تُوفّيت فيه السيدة زينب { عليها السلام } أجتمع أهل مصر .. جميعاً ، وفيهم الفقهاء وقرّاء القرآن وغيرهم ، وأقاموا لها مجلساً تأبينيّاً عظيماً باسم ذكرى وفاتها ، على ما جرت به العادة ـ مِن إقامَةِ مَجلِس العَزاء والتَأبين بَعْدَ مُرور عام على وفاةِ الميّت ـ ومن ذلك الحين لم ينقطع إحياء هذه الذكرى إلى عصرنا هذا ، وإلى ما شاء الله ، ويُعبّر عن موسم إحياء هذه الذكرى ـ في مصر ـ بـ « المولد الزينبي » وهو يبتدأ من أول شهر رجب .. من كلّ سنة ، وينتهي ليلة النصف منه ، وتُحيى هذه الليالي بتلاوة آيات القرآن الحكيم ، وقراءة مدائح أهل البيت النبوي ، والتي يُعبّرون عنها بـ « التواشيح ».
ويكون المجلس عظيماً جداً حيث يشترك فيه أهل مدينة القاهرة ، والمُدن المصريّة الأخرى .. حتى البعيدة منها ، ثم يدخلون إلى مرقدها الشريف ، للسلام عليها ، وقراءة سورة الفاتحة على روحها الزكية الطاهرة. {4} }.
ومن اشراقات عظمة السيدة زينب {عليها السلام}، إن تتنافس البقاع والبلدان على ادعاء شرف احتضان مرقدها ومثواها، ففي أكثر من بلد تقام الأضرحة وتشمخ القباب والمنائر باسم السيدة زينب {عليها السلام}،
ولقد اختلف الباحثون في مكان وفاة السيدة زينب{عليها السلام}، ومحل قبرها، وشاء الله تعالى أن يكون ذلك سبباً لإظهار عظمتها وإبراز شأنها ومجدها.
ولكن تشير بعض الروايات إلى أن عبد الله بن جعفر رحل من المدينة، وانتقل مع السيدة زينب{عليها السلام}، إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية يقال لها {راوية} وقد توفيت السيدة زينب{عليها السلام}، في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها.
وقد ذكر بعض المحققين: إن الأمويين نفوا السيدة زينب {عليها السلام}، من المدينة المنورة إلى قرية من قرى الشام، حتى توفيت هناك ودفنت حيث مرقدها الآن، ومن المحتمل: أن أعداء أهل البيت {عليها السلام}، من بني أمية قد دسوا السم إلى عقيلة بني هاشم زينب {عليها السلام}، فقضت نحبها مسمومة شهيدة، وذلك لما كانوا يرونه في حياتها من الخطر على عروشهم.
ويقع مقام السيدة زينب {عليها السلام}، في الجهة الشرقية الجنوبية على بعد سبعة كيلومترات من دمشق، وقد أصبحت المنطقة تعرف كلها باسم السيدة زينب(عليها السلام) وهي تزدهر بنورها وترى اليوم في مقامها المقدس كثرة الزوار من مختلف بلاد العالم يتبركون بها وبمرقدها..
والمقام يشتمل على ضريح فضي وقبة مذهبة و مئذنتين شامختين وأروقة مزخرفة بالزخارف الإسلامية والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
هذا بالإضافة إلى الحوزات العلمية التي تأسست في جوارها ببركة هذه السيدة العظيمة وقد وضع آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي {قدس سره} حجر الأساس لأول حوزة علمية في منطقة السيدة زينب {عليها السلام}، فأسس {الحوزة العلمية الزينبية} المباركة في سنة 1395هـ 1975م وهي تقوم بتربية العلماء والفضلاء لخدمة الدين الإسلامي.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لمرضاته وان يجعلنا من خدمة دينه وان يرزقنا شفاعة ربيبة وحيه عقيلة الطالبين زينب {عليها السلام}، انه سميع مجيب.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. .»{19
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الأحاديث مأخوذة من الكتب العربية و الفارسية الشيعية والسنية ومن مكاتب مواقع الانترنت:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1}ــــ « من المهد إلى اللحد
المؤلف:
السيد محمد كاظم القزويني
المحقق: السيد مصطفى القزويني»{1}.
2}ــــ «- موسوعة الإمام علي بن أبي طالب {ع}. في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ١٢٢»{2}.
3}ــــ «- موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب و السنة و التاريخ . {3}.
أسرة الإمام عليّ{عليها السلام}،
4}ــــ «- الحلقة الأولى: بطلة كربلاء زينب بنت علي.}ع{فيض النبوة و عطاء الإمامة, {4}.
مقال : محمد الكوفي الحداد/ ابو جاسم.
5}ــــ «- كتاب زينب الكبرى ، للشيخ جعفر النقدي ، وقد نقلنا ذلك بتصرّف منّا في بعض الكلمات. المحقق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1}ـــ «. نسب محمد بن عبد الله - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة. »{1}.
2}ــــ «. تفسير آل عمران {33} »{2}.
3}ــــ« ١ ـ سورة النور ، الآية ٣٦. ٢ ـ البرهان في تفسير القرآن ، للسيد هاشم البحراني ، عند تفسير الآية الكريمة. {ج 7 - ص 137 ....}.»{.» {3}.
4} ــــ «- الفقيه: { ج 4 ص 29} .»4}}.
5}ــــ « روت عن أمها سلام الله عليها، وروى عنها جابر. { [2]} وروى عنها عباد العامري، ذكره في المشيخة: في طريقه إلى إسماعيل بن مهران..»{5}.
6} ـــــ« الفقيه: { ج 4 ص 29}.» {6}.
7} ــــ « الفقيه: { ج 4 }.»{7}.
8} ــــ « الفقيه: { ج 4 }.»{8}.
9} ـــــ« الفقيه: { ج 4 }.» {9}.
10} ــــ «- موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري.»{1}.- ج ١
11}ـــــ {5}. جَزْلة: أي تامّة الخَلْق، وذات كلام جَزْل: أي قويّ شديد { النهاية: 1/270{. ..» {1o}.
الاحتجاج: 2/110/170، الأمالي للمفيد: 321/8، الملهوف: 192، المناقب لابن شهرآشوب: 4/115«.» {11}.
12} ــــ « -{2}.الخَفِر: الكثير الحياء{النهاية: 2/53{.
{3}. 47} تاريخ الطبري: 5/457، الكامل في التاريخ: 2/575 وفيه «أبرزت» بدل «أبرت»؛ الإرشاد: 2/116 وفيه «أبدت» بدل «أبرت»، إعلام الورى: 1/472.
{4}. 48) الاحتجاج: 2/125/173، الملهوف: 215؛ مقتل الحسين للخوارزمي: 2/64، بلاغات النساء: 35 نحوه..»{12}.
13}ـــــ «.سير أعلام النبلاء: 3/500/114«.تاريخ الطبري: ٤ / ٤٤٦، الكامل في التاريخ: ٢ / ٣١٢.» {13}.
14}ــــ « الص48) الاحتجاج: 2/125/173، الملهوف: 215؛ مقتل الحسين للخوارزمي: 2/64، بلاغات النساء: 35 نحوه..»{14}.
15} ــــ «49) جَزْلة: أي تامّة الخَلْق، وذات كلام جَزْل: أي قويّ شديد (النهاية: 1/270)..»{15}.
16} ــــ «50) اُسد الغابة: 7/134/6969، الإصابة: 8/166/11267 نحوه..»{16}.
17}ــــ «51) - سير أعلام النبلاء: 3/500/114. فحة ١٢٢.»{17}.
18}ـــــ « مرکز ال البیت العالمی للمعلومات: al-shia.com.»{18}.
19}ــــ «1 ـ وهناك قول : بأنّها توفّيت مساء يوم الرابع عشر من رجب. المحقق
2 ـ كتاب « أخبار الزينبات » للعُبيدلي ، ص 122.
3 ـ كتاب « أمالي الصدوق » طبع بيروت ـ لبنان ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، ص 394 ، المجلس الثالث والسبعون ، حديث 18 ، ورُويَ ذلك أيضاً في كتاب « معاني الأخبار » للصدوق ، ص 107 ، وكتاب « عِلَل الشرائع » للشيخ الصدوق ـ أيضاً ـ وكتاب « الاختصاص » للشيخ المفيد ، طبع إيران ، ص 37 وص 91.
كتاب « المستدرك على الصحيحَين » للحافظ الحاكم النيسابوري ، طبع بيروت ـ لبنان ، منشورات دار المعرفة ، ج 3 ص 156.
4 ـ كتاب زينب الكبرى ، للشيخ جعفر النقدي ، وقد نقلنا ذلك بتصرّف منّا في بعض الكلمات. المحقق . »{19}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فأنها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}}
وَربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،