خصوصيات المنافقين الثقافية
التمويه عبر الظاهر
إضعاف المعتقدات الدينية
التمويه عبر الظاهر
إنَّ المنافقين ولكي يتمكنوا من مواصلة القيام بأعمالهم التخريبية، فيعملون على تغيير أو هدم ثقافة وعقائد المسلمين، فهم وقبل كل شيء بحاجة إلىٰ ثقة المسلمين بهم، فإنّ ما يعدّ ضرورياً بالنسبة إليهم، هو أن يستيقن المسلمون أنّهم جزء منهم، فلا ينظرون إليهم نظرة تشكيک.
انطلاقاً من أجل أن تؤثر نفثات المنافقين المنحرفة في المجتمع، وأن يصلوا إلىٰ أهدافهم المشؤومة، فإنَّ سعيهم ينصبّ على تمويه ظاهرهم على المجتمع. لأنّه إذا ما انكشف باطنهم وظهرت أسرارهم، فانّه فسوف لا يقبل أحد كلامهم، وسوف يتمّ إحباط مؤامراتهم بسهولة. فهم يعلمون أنّه لو تفشّت أسرارهم، فإنّهم سيفقدون أيّ نوع من أنواع النشاطات التبليغية والسياسية ضدّ الإسلام والحكومة الإسلامية.
لذا، فإنّ من الأهداف الثقافية الرئيسية للمنافقين هي السعي لتمويه واجهتهم الظاهرية، وكسب ثقة عموم المسلمين، وهذا نفسه يمثل خطراً كبيراً جداً، فيتصور الأعداءأنّهم منهم، فضلاً عن اعتقادهم بأنّهم جزء من خواص المجتمع الإسلامي.
وتحدث الفاجعة الثقافية في الوقت الذي لا يعلم فيه المسلمون بطرق المنافقين الثقافية، فينظرون إليهم بعنوان صديق.
يقول الإمام عليّ× في خصوص خطر الاعتماد على ظاهر الأشخاص ، وضرورة الالتفات إلىٰ ماهية الأفراد:
«إنّما أتَاكَ بِالْحَدِيثِ أرْبَعَةُ رِجالٍ لَيْسَ لَهُمْ خَامِسٌ: رَجُلٌ مُنافِقٌ مُظْهِرٌ لِلإيمانِ مُتَصَنِّعٌ بِالإسلامِ لاَ يَتَأثَّمُ وَلا يَتَحَرَّجُ، يَكْذِبُ عَلى رَسُولِ الله’ مُتَعَمِّداً، فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أنَّهُ مُنافِقٌ كَاذِبٌ لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ وَلَمْ يُصَدِّقُوا قَوْلَهُ، وَلكِنَّهُمْ قَالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ رَآهُ وَسَمِعَ مِنْهُ وَلَقِفَ عَنْهُ فَيَأْخُذُونَ بِقَوْلِهِ»([1]).
طرق المنافقين من أجل تمويه المظهر
يستفيد المنافقون من طرق مختلفة، للسعي من أجل التمويه عبر الظاهر. وإنطلاقاً من أنّهم لا يؤمنون بالمبدأ والمعاد، فإنّ بحث شرعية الصيغ أو عدم شرعيتها لا يحفل عندهم بأي وجه من الأهمية.
ففي منطقهم يحاولون بلوغ الهدف عبر الاستفادة من أي وسيلة حتى الوسائل المستخدمة ضد الإنسانية.
نكتفي هنا بذكر خمسة موارد من طرق المنافقين لغرض التمويه عبر الظاهر:
أــ التصريحات الكاذبة والمرائية
وكما مرّ آنفاً فإنّ الجوهرة الأصلية للنفاق هي الكذب والتظاهر الكاذب. فالمنافقون يستفيدون ـ ولأجل التمويه الظاهري المتوافر عندهم وعلى نطاق واسع ـ من حربة الكذب.
أحياناً كانوا يَفِدُون علىٰ الرسول الأكرم’ بصورة جماعية ويقرّون برسالته، فيعلن الله تعالى وبصراحة عن هذا الإقرار الجماعي: مع أنك حقاً مبعوث إلهي إلّا أنّهم في هذا الإقرار كانوا كاذبين، وأنّهم لا يؤمنون برسالتك من أعماق القلب:
{إذا جَاءَكَ الْمُنافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إنَّ الْمُنافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}([2]).
وعندما ينهاهم المؤمنون عن إيجاد الفساد والدمار، فيعبرون وبتأكيداتهم الكثيرة عن أنّهم مصلحون ومبدعون. وبالطبع فيكرر الله تعالى تكذيبه لكلامهم ويصفهم بالمفسدين:
{وَإذا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ * ألاَ إنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لاَ يَشْعُرُونَ}([3]).
و إلىٰ جانب الكذب فإنّ المنافقين أيضاً وببساطة کانوا يُفکرون ويُکذِّبون كلامهم الذي قالوه من قبل، وبشهادة التاريخ ففي موارد كانوا يحدّثون، وفي الوقت الذي کان يصل كلامهم إلىٰ الرسول’، فإنّهم كانوا ينكرونه تماماً ويكذّبون التقرير بشدّة.
و يذکر التاريخ في أيام حرب تبوك، أنّ أحد المنافقين يُدعىٰ (جلّاس)، وبعد أن استمع إلىٰ بعض خُطَبِ الرسول’، أنكرها بشدة، وكذّب الرسول، بعد رجوعهم إلىٰ المدينة، سمع شخص بهذه الحادثة يُدعىٰ (عامر بن قيس)، فحضر بين يدي رسول الله وأعاد الكلام في حديث جلّاس.
وعندما اُحضر جلاّس بين يدي رسول الله’ أنكر تقرير عامر، فأمرهما رسول الله بأن يؤدّيا القسم بجانب منبر مسجد المدينة فلا يكذبان، فحلف كلٌّ منهما أن لا يكذب. أضاف عامر بعد قسمه: إلهي أنزِل آية علىٰ رسولك، وعَرِّف فيها الشخص الصادق!
فأمّن الرسول والمؤمنين، ثُمّ نزل جبرئيل وأبلغ الرسول بهذه الآية:
{يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إسْلامِهِمْ} ([4]).
ولدیٰ ملاحظة هذه الآية والآيات التي سبقت، يتضح أن الكذب والتكذيب غير الصحيحين، يعدّان من أساليب المنافقين لأجل النفوذ بين جمع المؤمنين وتجسيد ذواتهم بينهم.
كان المنافقون في زمان الرسول’ يفكرون أنّهم وبهذه الأكاذيب والتكذيبات يستطيعون أن يخدعوا الرسول’ ويخفون باطنهم. يؤكد الله تعالى ومن خلال كشفه لأسلوبهم هذا (الكذب والتكذيب): أنّه ليس كذلك بحيث تظنوا أنّ الرسول غير مطّلع على حالكم، أو بسبب أنّه سريع التصديق، فإنّه ليثق بكلامكم.
يحدّثنا التاريخ أنّه كانت مجموعة من المنافقين جالسةً في حلقةٍ، فكانوا يتحدثون حول الرسول الأكرم وبشكل غير متناسب، فقال أحدهم: لا تحدثوا بهذا الحديث، لأنّنا نخاف أن يصل إلىٰ سمع محمّد، فيسيء إلينا بالقول، ويثير الناس ضدّنا!
فقال أحدهم مجيباً: ليس مهماً! نحن نقول كلّ ما نشاء، وإذا وصل كلامنا إلىٰ سمعه نذهب إليه وننكر، وهو يقبل منّا القول ؛ لأن محمّداً إنسان سريع التصديق ويذعن للكلام، وأنّه يقبل كل ما يقوله أي شخص.
في هذه الأثناء نزلت الآية 61 من سورة التوبة([5])، وأجابت عليهم.
ب ــ الأيمان الباطلة
ثاني طريقة يستخدمها المنافقون لغرض التغلغل بين جموع المؤمنين، هو القسم الکاذب، فإنّهم وعبر الأيمان المغلّظة يسعون للحدّ من الكشف عن باطنهم، ومن خلال ذلك يقومون بالتخريب.
{اتّخَذُوا أيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ}([6]).
فيسعون بواسطة القَسَم لكي يحتلّوا مكانة مموّهةً في الظاهر بين جموع المؤمنين.
{وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} ([7]).
فالمنافقون لأنّهم لا يملكون إيماناً حقيقياً، وليس كسب الرضا الإلهي عندهم بذي أهمية. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنّهم يعتنون بمكانتهم المزيّفة بين الناس وجلب أنظارهم، فيسعون عبر أَيمان متنوعة في مختلف الميادين أن يكسبوا رضىٰ المؤمنين.
يصرح الله تعالى في القرآن الکريم أنَّ هدفهم الأساسي هو كسب رضىٰ المؤمنين. هذا في الوقت الذي يشكّل فيه الرِضا الإلهي الأهمية القُصویٰ، فطالما لا يكون الله راضياً، فإنَّ رضا المؤمنين لم يکن سيحقق لهم فائدة، حتى لو کان بوسعهم ومن خلال استغلال هذه الثقة وهذا الرضا أن يستمروا في نشاطاتهم الهدّامة:
{يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أحَقُّ أنْ يُرْضُوهُ إنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ }([8]).
{يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإنَّ اللهَ لاَ يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }([9]).
ج ــ تبرير اُسلوبهم غير الصحيح
الطريقة الاُخرىٰ التي يستفيد منها المنافقون لأجل كسب رضا المؤمنين وإثبات حسن النيّة، وكونهم من المحسوبين ضمنهم هو تبريرهم أعمالهم وأساليبهم الهدّامة. ولقد وردت إشارة في فصل خصوصيّات المنافقين النفسية إلىٰ هذه النقطة، وصرّحنا بوجود هذا التبرير في مجالات مختلفة.
فالمنافقون ولكي لا يفقدوا الثقة العامة، ويقوموا علىٰ تمويه المظهر، فإنّهم يمتلكون وعلى الدوام تبريرات، فيُلبِسون باطلهم بلباس الحقّ.
يقول الإمام عليّ× في وصف أهل النفاق:
«يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ وَيَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ»([10]).
ذكّر القرآن في موارد متعددة بهذه الذريعة، وكذّب المنافقين.
وعلى سبيل المثال: فاُولئك الذين برّروا عدم تواجدهم في حرب تبوك، فإنّهم كانوا يحاولون تبرير عدم استطاعتهم، غير أنّ الله کذَّبَ تبريرهم هذا:
{لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاتّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشِّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أنْفُسَهُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}([11]).
وفي مورد آخر، فحدود مائة وثمانين نفراً من المنافقين لم يشتركوا في حرب تبوك. فعندما رجع الرسول’ والمسلمين من الحرب، طرحوا أعذاراً مختلفة لغرض تبرير عملهم. فنزلت الآية التالية في ذمّ هذا السلوك من المنافقين، وصرّحت بأنّ أعذارهم الكاذبة تلك لا تنطلي علىٰ الله تعالى. ولقد اُعلنت علىٰ المؤمنين، فكشفت الستار عن أسرارهم:
{يَعْتَذِرُونَ إلَيْكُمْ إذَا رَجَعْتُمْ إلَيْهِمْ قُلْ لاَ تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أخْبارِكُمْ وَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنََبِّئَكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}([12]).
د ــ التظاهر
كانت المراعاة الشديدة للمظاهر الدينية، والكلام الجميل، وإرضاء العوامّ، وإبراز وجهات النظر الإصلاحية، هي الطريقة الاُخرىٰ للتمويه علیٰ ما في داخلهم.
كان بعض المنافقين من المعاصرين للإمام عليّ× من عبّاد وزهّاد زمانهم في الظاهر، حيث لم يکونوا تارکين صلاتهم في الليل وتلاوتهم للقرآن وطول السجود.
لقد كان هذا التظاهر يخدع كثيراً من المؤمنين، ويدفع بهم إلىٰ أن لا يشكّوا بإيمانهم أدنى شك.
لقد كان تظاهر المنافقين بهذا الشكل ـ وحسب تصريح القرآن ـ يضطر معه حتى الرسول إلى التعجب والحيرة:
{وَإذا رَأيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أجْسَامُهُمْ إنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ}([13]).
فتظاهرهم ما كان يختص بعملهم وحسب، بل أنّّهم كانوا في كلامهم الرائع أيضاً مخادعين:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ ألَدُّ الْخِصَامِ}([14]).
هـ ـــ الوعود الكاذبة
من الطرق الاُخرىٰ للمنافقين لغرض التمويه عبر الظاهر، هي قطع الوعد والتراجع عنه.
ومن الطبيعي فإنّه وفي بعض الأحيان تصدر عن المنافقين أخطاء لا يمكن تبريرها، أو أنّ المؤمنين لا يقبلون بتبريراتهم. ففي مثل هذا الحال، يتظاهرون بالتوبة، فكانوا يعاهدون أن يظلّوا راسخين وثابتي القدم. وانطلاقاً من أنّهم لم يقرّ في قلوبهم للدين والمعتقدات الدينية قرار، فإنّ التراجع عن الوعد مماثل للكذب، فهو أمر عادي عندهم.
نزلت هذه الآية في قضية تخلّف المنافقين في حرب الأحزاب:
{وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الأدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْئولاً }([15]).
وفيما يتعلق بثعلبة بن حاطب أيضاً، فإنّ الله تعالى يذكّر بقضية نقضه العهد.
كان هذا الشخص مسلماً فقيراً يسکن المدينة، حيث طلب من الرسول’ أن يدعو له الله كي يجعله ثرياً، فقال الرسول: يمكنك أن تفي بشكر المال القليل أحسن من المال الكثير الذي لا تستطيع الوفاء بشكره، فقال ثعلبة: إذا ما أعطاني الله فإنّي ساُؤدّي كلّ حقوقه الواجبة. فتضاعفت ثروته بفعل دعاء الرسول’ وإلىٰ الحد الذي أصبح حضوره في المدينة واشتراكه في صلاة الجمعة والجماعة يمثّل مشكلة لديه، فنقل سكناه إلىٰ اطراف المدينة. وعندما وفد عليه جابي الزكاة، قال: لقد أسلمنا كي لا ندفع الجزية والخراج، فامتنع عن دفع الزكاة.
ورغم ذلک فإنَّ ثعلبة فيما بعد ندم على عمله، فجاء بزكاته إلىٰ الرسول’، لكنّ الرسول ولغرض معاقبته ليکون عبرة للآخرين رفض زكاته، فنزلت الآيات التالية نفس هذه الحادثة:
{وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ }([16]).
إنّ العهد ونقضه والوعد بالإصلاح في المستقبل وعصيان ذلك، هي الطريق التي استخدمها المنافقون لكي تبقي عليهم بين جمع المؤمنين، والأرضية التي هيّؤوها لخداع العوامّ.
إضعاف المعتقدات الدينية
ثاني خصوصية لسلوك المنافقين الثقافي هو إضعاف المعتقدات الدينية لدیٰ المسلمين. ومن المتيقَّن إنّه وطالما لم تتعرض عقائد الناس إلىٰ التحريف أو التزلزل والضعف، فإنّه لا أحد يستطيع أن يفرض عليهم شيئاً مخالفاً لعقيدتهم، حتى لو كان حكومة أو سلطة. فما الحكومة إلّا علىٰ الأبدان، وليست السلطة في التنفّذ على القلوب. وفي النهاية فإنّ الناس سوف يصلون إلى الشيء الذي يرضون به قلبياً.
كان أهم تأثير لدين الإسلام علىٰ المسلمين ـ بل عموم الأديان على أتباعهم ـ هو إزالة المعتقدات الخرافية والوهمية وترسيخ العقائد الثابتة والمنطقية.
ابتدأ الإسلام بالتحول والتأثير المباشر في نفوذه داخل الناس، بعدئذٍ أصبح السعي وعبر استقرار الحكومة الإسلامية إلى أن يتخذ المجتمع شكله المقبول من قبل الإسلام.
على مدى 13 سنة من عمر الإسلام في مكة اهتمّ رسول الإسلام’ بصورةٍ بالغةٍ ببناء الإنسان وترسيخ القواعد العقائدية والخلقية للأفراد، وفي المدينة قام بتشكيل حكومة على أساس النظرية السياسية للإسلام.
كان المنافقون يعلمون أنّه طالما تمسّك المسلمون بتعليمات الرسول في بناء أبناء الاُمّة وعقائدهم الإسلامية الخالصة، فإنّه ليس بمستطاعهم أن يحكموهم، ولا أن يدعوهم لأن يسلّموا لهم. لذا فهم كانوا يسعون وعلىٰ الدوام إلىٰ إثارة الشك وخلخلة عقائد المسلمين ومعتقداتهم الدينية، كما هو اليوم أيضاً، فإنّ أهم هدفٍ للغزو الثقافي من قبل الأعداء هو نفس هذه النقطة.
إنّ هدف المنافقين هو تجريد المسلمين من روح الإسلام، وأن يحولوا بينهم وبين الاعتقاد الراسخ بالدين وأهدافه ونتائجه وأحقّية محتواه، كي يتمكنوا عبر هذا الطريق من شنّ الحرب على الحكومة الإسلامية والتسلّط على رقاب المسلمين.
إنّ أهم خطّة في عمل المنافقين لأجل الوصول إلى هذا الهدف المشؤوم، هي إثارة الشبهة، فإنّهم يسعون من خلال بثّ الشبهات المختلفة إلىٰ أن يجرّوا المسلمين إلى وادي الشك في معتقداتهم الدينية.
قبل ذكر الشواهد التاريخية والآيات التي اهتمت ببيان اُسلوب المنافقين هذا، فإنّه من اللازم أن نوضّح ولو باختصار السؤال والشبهة:
ممّا لا يدعو إلى الشكّ هو أنّ السؤال وروح الاستفسار أمران مطلوبان، وجديران بالاهتمام، فكافّة العلوم والمعارف البشرية هي رهن الأسئلة التي استثارت الناس، فجعلوا يفتشون لها عن أجوبة.
فإذا كانت روحية التحقيق والبحث عن الحقيقة ـ والتي تعتبر جزءاً من فطرة البشر ـ غير متوفّرة، وإذا کانت البشرية لا تسعى للوصول إلىٰ إجابة عن أسئلتها، فإنَّ عِلمَ البشر لم يكن ليبلغ مبلغه الحالي من الرقِّي والازدهار.
لقد ورد التأكيد الكثير في دين الإسلام علىٰ الاستفسار، والبحث عن اجابة للأسئلة التي تعرض للإنسان، ورغّب في إسداء النصح والتعلّم لأجل حلِّ مبهمات الاُمور.
يأمر القرآن وبصراحة أنّه إذا ما استعصى عليكم شيء فاسألوا عنه من العارفين بهِ من أهل الذِکر والعلماء:
{فاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}([17]).
النقطة الاُخرى التي تبدو جديرة الاهتمام بالسؤال في الإسلام، هي الإجابات التي أوردها الله في القرآن الکريم من خلال الأسئلة التي وُجِّهَت إلىٰ الرسول’. فهناک موارد بدأت بـ (يسألونك)، حيث سألوا الرسول’ عن الروح، والأهلّة، والأنفال، وعن حكم الخمر والميسر([18])و... .
يقول الرسول الأكرم في الترغيب والتحفيز على السؤال:
«ألْعِلْمُ خَزَائِنُ وَمَفَاتِيِحُهَا السُّؤالُ فاسألُوا يَرْحَمُكُمْ اللهُ فَإنَّهُ يُؤْجَرُ فِيهِ أرْبَعَةٌ السَّائِلُ وَالْعَالِمُ وَالْمُسْتَمِعُ وَالْمُحِبُّ لَهُمْ»([19]).
إنّ احتجاجات وأبحاث الأئمة^ الكثيرة وإجاباتهم على أسئلة مختلف الناس، وحتى استفسارات المعاندين والملحدين تمثّل شهادةً اُخرىٰ على إثبات مطلوبية السؤال، وعلى الاهتمام بها في سيرة الأئمة^([20]).
فواضح أنّ ما يُطرَح هو السؤال الواقعي ومعرض الكمال والفهم لغرض العلم والإفادة. أمّا إذا کان السؤال لغرض إيقاع الآخرين في ورطةٍ أو لأجل اختبارهم، أو كان الهدف منه الوصول إلىٰ علم لا يحمل معه فائدة للإنسان، فهذا النوع من السؤال ليس له قيمة، وليس فقط عديم القيمة وحسب بل قد نُهِيَ عنه.
يقول الإمام عليّ× في إجابته عن سؤال رجل كان قد طرح مسألة معقدة عديمة الفائدة:
«سَلْ تَفَقُّهاً وَلاَ تَسْألْ تَعَنُّتاً»([21]).
وفي بعض الأحيان أيضاً اُجيب في القرآن الکريم عن أسئلة المستفسرين من الرسول’، بالشكل الذي يُسْتَشّف منها عدم جدویٰ طرح هکذا أسئلة.
سألت مجموعة من المسلمين عن (الأهلّة): فما معنى هلال الشهر ولماذا يبدو القمر تدريجياً هلالاً ثم يصبح قمراً، ومن ثم يعود إلىٰ حالته الأولى؟([22])
وفي الإجابة عن هذا السؤال يأمر الله تعالىٰ الرّسول’، بأن يبيّن آثار وفوائد تغيّرات هلال الشهر، فمفهوم هذه الإجابة عن ذلك الاستفسار من المسلمين هو أنَّ ذلك الذي يليق بالسؤال عنه وعلمه هو آثار وثمرات تغيير حالات القمر. وليس أنه لماذا حالات القمر تخضع إلىٰ التغيّر؟ وما هي علّتها؟
إنَّ التفاوت الأساسي بين السؤال والشبهة هو: أنَّ الهدف الأصلي من إثارة الشبهة هو عدم الحصول علىٰ إجابة. بل إنَّ مُثير الشبهة يسعى إلىٰ أن يطرح موضوعه الباطل ملبّساً بلباس الحقّ علىٰ شخاص لا يملكون القدرة على تشخيص الحقّ والباطل بدقة.
يقول الإمام عليّ× فيما يتعلق بعلّة تسمية الشبهة:
«وَإنَّما سُمِّيَتْ الشُّبْهَةُ شُبْهَةٌ لأنَّها تُشْبِهُ الْحَقَّ»([23]).
إنَّ مثير الشبهة إذا لم يکن يعلم أنّه في حال مغالطته سوف ينكشف، وموضوعه الباطل سوف يتّضح، فإنّه ما كان له أن يقوم بطرحه أصلاً، كما أنّه يتهرب من طرح الشبهة على أشخاص ذوي مستویً من العلم بوسعهم أن يجيبوا عليها، حتّىٰ إنّه ليسعىٰ إلىٰ الطعن بالإجابات المحتملة. إنّ هدف هؤلاء الأفراد هو استقطاب العديد من البُسطاء الى جانبهم، وإثارة الشکوک في أذهانهم لحرفها عن عقائدهم، إلىٰ جانب التخلّي عن الحقّ.
إنّ مثيري الشبهات يعملون علىٰ خلط باطلهم بالحقّ ؛ كي يخدعوا الأشخاص الذين لا يتمكنون من تمييزه.
إنَّ الشبهات دائماً ما تعرض ملبّسةً بلباس الحقّ، وهي تستقطب الأفراد السُذّج إليها وببساطة.
إنَّ الشبهة ليست باطلاً محضاً. لأنّ الباطل المحض يُكشف بسهولة. يرى الإمام عليّ× أنَّ منبع الفتن هو مزج الحقّ بالباطل. ويضيف: أنّه إذا انفصل الحقّ والباطل عن بعضهما فإنّه سيكون تشخيص الطريق سهلاً جداً:
«إنَّما بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أهْواءٌ تُتَّبَعُ، وَأحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، يُخالِفُ فِيها كِتَابُ اللهِ، وَيَتَوَلّى عَلَيْها رِجالٌ رِجالاً عَلى غَيْرِ دِينِ اللهِ، فَلَوْ أنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزاجِ الْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلى الْمُرْتَادِينَ، ولَوْ أنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ الْبَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ ألْسُنُ الْمُعَانِدِينَ، وَلكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هذا ضِغْثٌ وَمِنْ هذا ضِغْثٌ فَيُمْزَجانِ»([24]).
إنَّ طرح القضايا التخصصية بمظهر علمي من قبل جمعٍ من غير المختصين بذلك العلم هو المصداق البارز لإثارة الشبهة.
إثارة الشبهات
إنّ إحدى أهم طرق المنافقين في إضعاف المعتقدات الدينية، والإفراغ من روح الدين والإيمان، هو إثارة الشبهات.
يسعى المنافقون وعلىٰ الأخص في اللحظات المتأزمة والحساسة، لا سيّما في زمان الحروب، إلىٰ اثارة الشبهة التي تزيد من مشكلات المسلمين، وتهدف إلیٰ إضعاف روحية المقاتلين، فإنّ عملهم النفاقي يحول بينهم وبين المشاركة في الميادين الحسّاسة والتواجد في ساحة المعركة.
نشير هنا إلىٰ موردين من الشبهات التي طرحت من قبل المنافقين، واهتم بإيرادهما القرآن الکريم:
أ ــ نسبة الخداع الى الدين
إبّان معركة بدرٍ فإنَّ المنافقين ـ وعبر تكذيبهم لوعود النصرة من عند الله ونصر المسلمين ـ اعتبروا أنَّ ذلك خدعة، فكان غرضهم ومن خلال إيجاد القلق والاضطراب وزعزعة إيمان المسلمين بوعود الله تعالىٰ، العمل على منعهم من التواجد في المعركة.
ومن ضمن تذكير الله تعالى بهذه القضية، فإنّه يصرح بأنَّ وعد الله حتميٌّ، وإذا توکّلتم عليه فسوف تنتصرون:
{وَإذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فَي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلاَءِ دِينُهُم وَمَنْ يَتَوَكَّل عَلى اللهِ فَإنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}([25]).
كان سبب نزول الآية أعلاه هو أن المسلمين عند حفر الخندق واجهوا صخرةً عظيمة ولم يتمكّنوا من كسرها، فطلبوا المساعدة من الرسول’، فكسّر الرسول الصخرة بثلاث ضربات بفعل شعاع الطاقة الإلهية، وقال: من هنا لاح لي قصر ملوك الحيرة والمدائن وكِسرىٰ وقصور الروم، اخبرني الوحي بأنَّ اُمتي سوف تنتصر عليهم، وسيستولون على كلّ قصورهم وقلاعهم، وعندها قال: أبشروا أيُّها المسلمين والشكر لله تعالى، فإنَّ النصر سيعقب هذا الحصار.
في هذه الأثناء، التفت أحد المنافقين إلىٰ عدد من المسلمين وقال: ألا تعجبون من محمّد، كيف يمنّيكم بأمانيَّ ويعدكم ببشاراتٍ ليس لها أساس، ويقول: إنّه يبصر من هنا قصور الحيرة والمدائن والروم، وبهذه السرعة أنّها ستُفتَح، في الوقت الذي يعدكم بهذه البشارة، فإنّكم من لقاء العدو في فرقٍ وخوف؟([26])
شبهة أنّهم ليسوا على الحقّ
ثاني شبهة كان المنافقون قد درجوا علىٰ إشاعتها دائماً وخاصة في أيام الحرب، هي شبهة عدم كونهم علىٰ الحقّ.
فعندما كان المسلمون يتكبّدون خسائر في الحروب، أو أنّ عدداً منهم كان يفوز بالشهادة، أو حينما كان يتعرض المسلمون إلىٰ هزيمة، فإنّ المنافقين كانوا وعبر طرح هذه المسألة، وهي (إذا ما كنّا على الحق ما كنا نُهزَم، أو ما كنّا نضحّي بقتلى)، فإنّهم كانوا يلقون بالشکوک في أذهان المسلمين.
يُستفاد من إيضاح القرآن الكريم بهذا الشأن أنّ المنافقين في معركة اُحد، وما تلاها، کانوا قد بذلوا أكبر جُهدٍ وسعيٍ من أجل إثارة هذا التفكير المنحرف:
{يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنا مِنَ الأمْرِ شَيءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنا}([27]).
فكانوا يعتبرون الهزيمة في ساحة المعركة علامة عدم إحكام نبّوة الرسول وقاعدته. وأحياناً كانوا يقولون: لو لم يذهب الشهداء إلىٰ الجهاد ما كانوا ليُقتلوا.
{الَّذِينَ قَالُوا لإخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أطَاعُونا مَا قُتِلُوا}([28]).
وفي الإجابة عن هذه الشبهة: بأنّ الاشتراك في الحرب هو الباعث على القتل، يقول تعالىٰ: إنَّ الموت هو تقدير وقدر إلهي، فليس من الموت مفرّ، وأبداً ما كان للقتلى في معركة اُحد علامة على عدم قوة نبّوة الرسول’، وما كانت دليلاً علىٰ التصميم غير الصحيح، وأنَّ الأشخاص الذين لم يشتركوا في هذه المعركة ليس بوسعهم أبداً أن يفرّوا من الموت، أو أن يؤخروه:
{قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إلى مَضَاجِعِهِمْ}([29]).
يرى القرآن أنّ الموت والحياة بيد الله تعالى، وأنّ الذهاب إلىٰ ساحة المعركة وعدمه لا يؤثر في تقديم الموت أو تأخيره:
{وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}([30]).
في التأكيد على هذه النقطة، أنّ الموت والحياة ليسا باختيار الإنسان، يعلن القرآن الکريم للمنافقين أنّه إذا كانت عقيدتكم هذه بأنّ الموت بأيديكم، فحينما يُصِلُکم سفير الموت فهل بوسعكم أن تدفعوه عنكم وتخلّصون أنفسكم من بين يديه؟:
{قُلْ فَادْرَئُوا عَنْ أنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}([31]).
كان المنافقون دائماً، ولأجل إثارة الشك لدى المسلمين بأحقّية مذهبهم وعقيدتهم، يطرحون هذا الشعار: إذا كنا علىٰ حقّ فلماذا قُتِلناوقدّمنا الضحايا؟ إنَّ الضربات التي تلقّيناها في حرب بدر دلالة على أنّ طريقنا وديننا ليسا على حقّ!
استعرضنا في ما مضى قسماً من إجابات القرآن عن هذه الشبهة. فالنقطة المحورية في إبطال هذه الشبهة التي ينبغي الاهتمام بها هي: أنّ الهزيمة الظاهرية ليست دلالةً على عدم كون الناس على حقّ، مثلما هي الانتصارات الظاهرية أيضاً، لا تمثّل دلالةً على الأحقّية.
إن كثيراً من الأنبياء^ والذين هم يقيناً على الحقّ لم يتوفقوا في تنفيذ برامجهم!
لقد قتل بنو إسرائيل بين الطلوعين في يوم واحد 70 نبياً، وبعدئذٍ انشغلوا بأعمالهم كما لو لم يحدث أي حادث! أفكان قتل الأنبياء دليلاً علىٰ بطلانهم؟ وهل كان انتصار بني إسرائيل على الأنبياء الإلهيين دليلاً على أحقيتهم؟ فمن المتيقن أنّ الجواب منفي.
إنَّ نسبة الخداع إلىٰ الدين وشبهة عدم كون الناس علىٰ حق هما نموذجان من الشبهات التي كان المنافقون يطلقونها ولكن شبهات المنافقين لم تنحصر أبداً بهذين الموردين.
إن القول بأن الدين جاء من أجل الآخرة فقط، وازاحته عن ساحة الحياة، وفصله عن السياسة بحجة تقديس الدين، وطرح أحقّانيّته ازاء كافّة الأديان والمذاهب، ومساواة الولي مع سائر الناس، والتشكيك في درايته وتشخيصه المصلحة في الأوامر، والتشكيك في ضرورة تنفيذ الأحكام الإلهية، وترويج التمحور حول الإنسان بدلاً من التمحور حول الله، ومئات من الموارد الاُخرى من هذا القبيل، هي شبهات کان ولا يزال المنافقون يطلقونها ويردّدونها، كي يتمكنوا من العمل عبر هذا الطريق علیٰ إضعاف المعتقدات الدينية وإفراغ المجتمع من الروح الدينية، وأن يصلوا إلىٰ أهدافهم المشؤومة ؛ ومن الواضح ان ما يستهدفه المنافقون من وراء القاء الشبهات في معتقدات المسلمين، هو النيل من القضايا الدينية ذات التأثير الفاعل في تكوين المجتمع الاسلامي واقامة الحكومة الإسلامية، والتي يرونها حاجزاً يحول بينهم وبين سلطتهم.
ومن هذا الجانب فإنّ سعيهم الحثيث كان ضد المباني السياسية والاجتماعية للدين، ومن أجل فصل الدين عن السياسة، وحصر الدين في مجال المسائل الشخصية.
[1]. نهج البلاغة، الخطبة 210.
[2]. المنافقون: الآية 1.
[3]. البقرة: الآيتان 11 - 12.
[4]. التوبة: الآية 74.
[5]. و هو قوله تعالیٰ: {و منهم الذين يوذون النبي و يقولون هو اذن قل اذن خير لكم يومن بالله و يومن للمومنين و رحمة للذين ءامنوا منكم و الذين يوذون رسول الله لهم عذاب اليم }.
[6]. المنافقون: الآية 2.
[7]. التوبة: الآية 56.
[8]. التوبة: الآية 62.
[9]. التوبة: الآية 96.
[10]. نهج البلاغة، الخطبة: 194.
[11]. التوبة: الآية 42.
[12]. التوبة: الآية 94.
[13]. المنافقون: الآية 2.
[14]. البقرة: الآية 204.
[15]. الاحزاب: الآية 15.
[16]. التوبة: الآيات 75 ـ 77.
[17]. النحل: الآية 43، والأنبياء: 7.
[18]. وعلى سبيل المثال، راجع سورة البقرة: الآيات 189 و215 و217 و219 و220 و222 و...
[19]. ميزان الحكمة: ج4 ص 330.
[20]. يمكن العثور على قسم منها في كتاب الاحتجاج للعلّامة الطبرسي، ج1 و ج2.
[21]. نهج البلاغة: الحكمة 320.
[22]. البقرة: الآية 189 قوله تعالیٰ: { يسـلونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس.... }.
[23]. نهج البلاغة: الخطبة 38.
[24]. نهج البلاغة: الخطبة 50.
[25]. الأنفال: الآية 49.
[26]. سيرة ابن هشام: ج2 ص219. المنشور الخالد: ج4 ص 74 و 75.
[27]. آل عمران: الآية 154.
[28]. آل عمران: الآية 168.
[29]. آل عمران: الآية 154.
[30]. آل عمران: الآية 156.
[31]. آل عمران: الآية 168.