عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

(من وحي عاشوراء) العباس بن علي بن أبي طالب

في معركة كربلاء صور رائعة من المواقف البطولية لآل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) ، تجسدت في أعلى قيم الإنسانية ، ومحاربة الظلم والدفاع عن عدالة السماء في الأرض .
ومن أولئك الأبطال العباس بن علي بن أبي طالب ، شقيق الإمام الحسين (عليهما السلام) من أبيه.

حيث أن أم العباس هي غير فاطمة بنت محمد النبي ، فأمه أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة الكلابية ، وقد شارك مع العباس في المعركة أخوته - من أمه وأبيه - ، عثمان وجعفر وعبد الله  وعون ، وكلهم أبناء الإمام علي (عليه السلام) .

لقد أبدى العباس (عليه السلام) - في واقعة كربلاء المذهلة - دفاعا لامثيل له ، وشجاعة روعت جحافل الجيش ، وحار بها أعظم الفرسان من الجانبين ، فالبطولة التي أبداها بطولة لاتضاهى ، صحيح أن الإمام الحسين (عليه السلام) كان قائد الجيش ، وهو صاحب الأمر, ألا أن سير صفحات المعركة كان يشير إلى وجود بطل آخر لايشق له غبار ، ولا يثنيه أحد من الفرسان ، بل خطف اعجاب الدنيا بمواقفه .

فهو ذلك الرجل الذي أعطى للإخوة معنىً إنسانياً في غاية القدسية ، وشرف الإنتماء للأب الواحد .

ومنذ 1371 مضت على تأريخ معركة الطف في كربلاء ، احتل العباس مكانة خاصة في تقاليد وأعراف وعقائد العراقيين بصورة خاصة ، بل وأثر في ثقافتهم بشكل عام ، فهو نظراً لقابليته الملهمة بفضل قوة شخصيته في المعركة صار شخصية  (كارزمية) - (charisma) - ، فاحتل العقول وشغل النفوس واقترب من (الأسطورة) - (myth) .

وكان للعباس وقعاً خاصاً وتأثيراً (دراميا) - (dramatic) - ، كبيراً في الحدث الجلل ، نظراً لدوره الملفت عند المؤرخين والكتاب ، حسب تسلسل أحداث المعركة ، ومن تلك الأدوار التي لعبها ، أطلقت عليه عناوين ومسميات ونعوت عديدة صيرته (نموذج بطولي خارق) فهو:-

ساقي عطاشى كربلاء :

لأنه استطاع أن يخترق الحصار المضروب عليه ، وعلى أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) ، من قبل الجيوش المهاجمة ، حتى وصل الى نهر الفرات ليجلب الماء للأطفال والنساء ، وقد أبى أن يروي ظمأه من الماء , بل عمد الى قربته فملأها منه ، ثم رجع ليسقي بها نساء الحسين وأطفاله .

العباس رأسه حاراً (أبو راس الحار) :

وُصِفَ العباس بهذه الصفة نظراً لغضبه على جنود الجيش المهاجم , ويقصدون بذلك أن العباس (عليه السلام) كان شديد الغضب ، يصيب (بشارته) - أي بكرامته - في الحال .

وأول ماأطلقت هذه المفردة من قبل سكان المنطقة الرسوبية من العراق ، لتمتد بعد ذلك في جميع أنحاءه ، ونظرا لهذه السمة الخاصة صار أهل العراق يَقْسِمون بالعباس (عليه السلام) لأن (شارته) باليد - أي في الحال - ، أكثر مما يقسمون بأحد من آل بيت النبوة (عليهم جميعا سلام الله ) .

خطة العباس  :
وهو تعبير عن وضع خطة معينة ، تنال من القدسية بما يجعلها تحقق أهدافها المرجوة .

راية العباس :
احتلت هذه الصفة مكانة عظيمة لدى العراقيين ، وهي متأتية من شرف حمل راية المعركة في كربلاء من قبل العباس (عليه السلام) ، وهو يذود بنفسه عن أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) ، ضد الجيش الأموي ، واتخذت تلك الصفة رمزاً لرايات الكثير من العشائر العراقية , لاسيما أثناء عقد (الفصول) ، لفض النزاعات بين القبائل المتنازعة ، وعادة ماتكون هذه الراية بيضاء اللون ، لتدل على السلام والصلح والتآخي ، وعندما تعقد (الراية) - أي تُشَدُ من أحد أطرافها - فإن كل شيء ينتهي ، وإذا ما أخلّ طرف في العهد , فإنه سوف لن ينجوا من (ضربة العباس) .

خبز العباس :
وهو تقليد اجتماعي كثيرا ما تمارسه أُمهاتنا داخل البيوت , لأداء نذر ، أو تحقيق أمنية معينة .

 - شاي العباس - جاي العباس ـ
وهو على نفس الطريقة ، ألا أنه أحيانا يُصنع ويهيأ أثناء طقوس عاشوراء ، ويوزع للزائرين أو أصحاب المواكب .
لقد صار العباس نظراً لتلك المواقف المشهودة والمشرفة في معركة كربلاء ، ظاهرة أثرت كثيرا في ثقافة العراقيين من المسلمين وغيرهم .

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

حرز الامام محمد بن علي الباقر ع
السحر بین العلم والقرآن
سورة يونس ع
امتياز أهل البيت (ع)
وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ ...
درجات الصوم
الإمام الجواد عليه السلام والمعتصم
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ
زيارة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)
أين يقع غدير خُمّ؟

 
user comment