مناقب أهل البيت كما يرويها العارفون‏

مناقب أهل البيت كما يرويها العارفون‌
كثيرون هم الذين كتبوا وألفوا فى أهل البيت (ع) من فلاسفة وحكماء ومتكلمين ومحدثين ومؤرخين وفقهاء وأدباء، فلا تجد من هؤلاء وأولئك من تحدث أو كتب وألف عن عظماء التاريخ الإسلامى وشخصياته ألا هو يقف بإجلال أمام رموز أهل البيت (ع) وشخصياتهم الربانية.
غير أن العرفاء هم أكثر الناس حديثاً وأكثرهم وعياً لمنزلة أهل البيت (ع)، وكيف لا وهم المؤهلون أكثر من غيرهم فى الغوص فى مكنونات علومهم وطوايا شخصياتهم وما تنطوى عليه وجوداتهم من أسرار وأسرار.
من أجل ذلك رأيت أن أفرد فصلًا مستقلًا فى ما قالوا وكتبوا عن أهل البيت (ع). جدير ذكره أن معظم ما سيرد فى هذا الفصل مختص بالعرفاء من أهل السنة لسببين:
الأول: أن منزلة أهل البيت وما قيل فيهم (ع) لا يقتصر على اتباعهم وشيعتهم، بل أن هناك من المذاهب الإسلامية الأخرى من شاركهم فى ذلك، فهناك من علماء السنة وعرفائهم خاصّة من عشق أهل البيت وانبهر بمجدهم الأخلاقى والإنسانى.
الثانى: أن مقالاتهم فى أهل البيت تنطوى على حقائق جديرة بالتأمل وتؤكد أن ما ذكر عن أهل البيت من كرامات ومناقب ليس من نسج الخيال، وإنما هى حقائق ساطعة تؤكد فضلهم وإنها جزء لا ينفك من المسلمات التاريخية؛ هذه الحقائق التى ظلت تقاوم العواصف الهوجاء من سموم المحرّفين والوضاعين.
ولقد أراد كثيرون أن يعصفوا بهذه الحقائق ليكون مآلها مقبرة
اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 212
من مقابر التاريخ المندثرة والدراسة لكن حقيقة أهل البيت ظلت قوية تستعصى على كل المأجورين ووعاظ السلاطين.
وما سنذكره فى هذا الفصل إنما هو غيض من فيض مما قاله أولئك العرفاء.