عربي
Thursday 25th of April 2024
3
نفر 0

ثورة الحسين تسبيح الملائكة

لثورة الحسين (ع ) مزايا وخصائص غير متوفرة في اية ثورة اخرى عبر تاريخ البشرية برمته , وذلك لأنها ثورة الغيب والروح على المحسوس والمادة , ثورة الحق على الباطل , ثورة الشراكة والشورى على الطغيان والاستبداد , ثورة الرحمن على الشيطان ,وهي تسبيح الملائكة , واناشيد العاشقين , وتراتيل المتهجدين , وضمير الثائرين , وغاية المجتهدين , ودموع المحبين , وصلاة الخاشعين , لذلك لم يكن الربح او الخسارة , والنصر او الشهادة في ساحة تلك الثورة هو المقياس عند سيدها (ع) , بل كان هدفه اكبر من ذلك بكثير , فلقد كان يريد ان يصل الاسلام المحمدي النقي الى قلوب الناس جميعا , حتى اخر جيل من اجيال البشرية على الارض , اسلام الرحمة والمحبة والسلام , اسلام المساواة والعدالة والحرية , اسلام الكرامة والاباء وصون الحقوق , فهو الذي يقول (اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما , وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله (ص) , اريد ان امر بالمعروف وانهى عن المنكر ) ويقول سمعت جدي رسول الله (ص) يقول : (من راى سلطانا جائرا , مستحلا لحرم الله , ناكثا لعهد الله , مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه واله , يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان , فلم يغير عليه بفعل ولا قول , كان حقا على الله ان يدخله مدخله ) وكان (ع) يريد ان يُعبد الله وحده , فلا يشاركه في ذلك احد من اولئك الذين ثار عليهم , وهذا من اهم ما يميزها عن غيرها من الثورات عبر التاريخ , فلقد كان زعيمها من المكانة عند الله اسماها , ومن الرتبة اعلاها , ومن النفوس ازكاها , وكان عند المسلمين اماما واجب الطاعة بنصوص الهية قرانية ونبوية كانت تعيش معهم في كل لحظة من لحظات حياتهم , بل هي من ضروريات الاسلام التي يعرفها ويعلم بها الصغير والكبير, والجاهل والعالم , والصديق والعدو , والمؤمن والمنافق , بل حتى غير المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم , فلا ينكر امامته وعصمته الا منكر لله ورسالاته وعدو لرسله وانبيائه

, وانها كانت من الوضوح ومازالت بحيث ان الذين سمعوها من جده الاطهر الاكرم الازكى صلى الله عليه واله , كانوا يرددونها على الملأ باستمرار, فحفظتها الاجيال جيلا فجيلا في قلوبها الطاهرة , وضمائرها الحية , وفي كتبها وقراطيسها , يلقنونها الاطفال اناشيدا يتغنون بها صباح مساءا , ويتبركون بها لشفاء صدورهم وذهاب عللهم , حتى اصبحت من المتواترات التي لاتقبل الاجتهاد , لذلك كان فعله عليه افضل صلاة الله وسلامه وقوله وتقريره سنة أعطت الضوء الاخضر للاخيار من ابناء هذه الامة كي يثوروا على الطغيان والظلم والاستبداد والجهل والفساد , واخذ الثوار يقضون مضاجع الظالمين , ويحرمونهم لذة الانتصار المزعوم على الاسلام , ويحيلون بينهم وبين النيل من فكره ومبادئه الاساسية , وكانوا في صميم الاحداث , وفي الخندق الاول للمواجهة , وهكذا حفظ لنا الحسين الدين ناصعا مشرقا واضحا مباركا , بفضل كمال ايمانه بالله تعالى , وعشقه له , وتعلقه به , واستعداده لخوض المنايا في سبيله وسبيل مبادئه العليا , وثباته على ذلك كله حتى اتاه اليقين , تجسيدا لقول جده (ص) : ( حسين مني وانا من حسين , احب الله من احب حسينا ) وبكلمة اخرى كأنه (ص) اراد ان يقول : انا اؤدي الامانة واوصل الرسالة , والحسين يحميها من اعداءها , ويمنعهم من تغيير مسارها ومحو تعاليمها وتبديل اهدافها , وهكذا وصل نور هذه الثورة الينا , فعرفنا معنى الصلاة ومعنى الحب ومعنى السلام والحرية والعدالة , وعرفنا معنى انسانيتنا التي لم نعرفها كما ينبغي الا بالحسين وتضحياته وصبره وايمانه وبسالته وشجاعته , لذلك يجدر بكل الشعوب في العالم  ان تطلع على تفاصيل هذه الثورة , وان تتخذ منها شعارالسلوكها , وطريقا لحريتها , وصراطا لربها , ومنهاجا لحياتها , وسبيلا لكرامتها , وعبرة لحاضرها ومستقبلها , ودرسا لنيل حقوقها , ومعرفة لواجباتها , واعتقد ان من واجب الانسانية جمعاء ان تخلد الحسين وثورته على احسن مايكون, عسى ان تتمكن من رؤية النور في سجن ازماتها المظلم , تلك الازمات الروحية والمادية التي طالما استعصت على الحل , واثقلت كاهل الانسانية بوجع لايهدأ , وحزن لاينتهي , وظلام لاينقشع , وظلم لايزول ..

فشكرا لك ياأبا الثوار وسيد الشهداء , ياسبط الرحمة وامام المحبة , وعاشق الحرية ومنشد السلام , وطالب الاصلاح ومنار العاشقين , وملاذ المستضعفين ومجير الخائفين , ومنجد الفقراء والمحتاجين , ودليل العارفين , وسبيل المؤمنين , وراية المهتدين , وسلام الله على تلك الدموع التي يذرفها العاشقون على محراب دمك , وعلى تلك القلوب التي فتحت ابوابها لحبك , وعلى تلك الارواح الزاكية التي جاهدت بين يديك , وسلام الله على تلك

الايادي التي قطعت ثمنا لزيارتك , وعلى تلك الاجساد التي يفجرها الحاقدون وهي تحمل ارواحها في الطريق اليك , وعلى تلك النفوس التي آمنت بثورتك وسارت على نهجك حتى الشهادة ,  وسلام عليك ياأبا عبد الله ورحمة الله وبركاته.

3
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مفاتيح الجنان(300_400)
حبيب بن مظاهرو حبه لأهل البيت
حديثٌ حول مصحف فاطمة (ع)
قال الحكيم و المراد بعترته هنا العلماء العاملون ...
الوصايا
تشبيه لطيف من صديق حقيقي‏
خلق الأئمة ( ع ) وشيعتهم من علِّيِّين :
فضل شهر رمضان المبارك
الإقطاع في الإسلام
الخوارق و تأثير النفوس

 
user comment

رؤى
السلام عليكم هذا المقال هو للاخ جاسم المعموري فلماذا لم يكتب إسمه تحت المقال؟
پاسخ
0     0
3 آذر 1390 ساعت 9:48 بعد از ظهر
عميد المعموري
تمنيت لو انكم كتبتم اسم الكاتب فانه بامس الحاجة الى الدعاء الان .. شكرا لنشركم فضائل الحسين عليه السلام ولكن عدم ذكر اسم الكاتب الحقيقي لن يجلب لكم الثواب
پاسخ
0     0
30 آبان 1390 ساعت 10:40 بعد از ظهر
Rangler
Going to put this aritlce to good use now.
پاسخ
0     0
14 مرداد 1390 ساعت 2:21 بعد از ظهر