عربي
Tuesday 23rd of July 2024
0
نفر 0

السجدة على تربة كربلاء

 و أما السجدة على تربة كربلاء و اتخاذها مسجداً فان الغاية المتوخاة منها للشيعة انما هي تستند إلى أصلين قويمين و تتوقف على أمرين قيمين :

أولهما :

استحسان اتخاذ المصلي لنفسه تربة طاهرة يتيقن بطهارتها ، من أي أرض أخذت ، و من أي صقع من أرجاء العالم كانت ، و هي كلها في ذلك شرع سواء سواسية ، لا امتياز لإحداهن على الأخرى في جواز السجود عليها ، و ان هو إلا كرعاية المصلي طهارة جسده و ملبسه و مصلاه ، يتخذ المسلم لنفسه صعيداً طيباً يسجد عليه في حله و ترحاله ، و في حضره و سفره ، و لا سيما في السفر ، اذ الثقة بطهارة كل ارض يحل بها و يتخذها مسجداً لا تتأتى له في كل موضع من المدن و الرساتيق و الفنادق و الخانات و باحات النزل و الساحات ، و محال المسافرين و محطات و سائل السير و السفر و مهابط فئات الركاب و منازل الغرباء ، أنى له بذلك و قد يحل بها كل انسان من الفئة المسلمة و غيرها ، و من اخلاط الناس الذين لا يبالون و لا يكترثون لأمر الدين في موضوع الطهارة و النجاسة .

فأي وازع من أن يستحيط المسلم في دينه ، و يتخذ معه تربة طاهرة يطمئن بها وبطهارتها يسجد عليها لدى صلاته حذراً من السجدة على الرجاسة و النجاسة و الأوساخ التي لا يتقرب بها إلى الله قط ، و لا تُجَّوز السنة السجود عليها و لا يقبله العقل السليم ، بعد ذلك التأكيد التام البالغ في طهارة اعضاء المصلي و لباسه و النهي عن الصلاة في مواطن منها : المزبلة ، و المجزرة ، و المقبرة ، و قارعة الطريق ، و الحمام ، و معاطن الابل1 ، و الامر بتطهير المساجد و تطييبها2 .

و كأن هذه النظرة الصائبة القيمة الدينية كانت متخذة لدى رجال الورع من فقهاء السلف في القرون الاولى ، و أخذاً بهذه الحيطة المتحسنة جداً كان التابعي الفقيه الكبير الثقة العظيم المتفق عليه مسروق بن الأجدع3 يأخذ في أسافره لبنة يسجد عليها كما أخرجه شيخ المشايخ الحافظ الثقة امام السنة و مسندها في وقته أبو بكر إبن أبي شيبة في كتابه " المصنف " في المجلد الثاني في باب : من كان يحمل في السفينة شيئاً يسجد عليه ، فأخرج باسنادين : ان مسروقاً كان إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة يسجد عليها .

هذا هو الأصل الأول لدى الشيعة و له سابقة قدم منه يؤم الصحابة الاولين و التابعين لهم باحسان .

و أما الاصل الثاني : فان قاعدة الاعتبار المطردة تقتضي التفاضل بين الأراضي بعضها على بعض ، و تستدعي اختلاف الآثار و الشؤون و النظرات فيها ، و هذا أمر طبيعي عقلي متسالم عليه ، مطرد بين الامم طراً ، لدى الحكومات و السلطات و ملوك العالم برمتهم ، إذ بالاضافات و النسب تقبل الأراضي و الاماكن و البقاع خاصة و مزيّة بها تجري عليها مقررات و تنتزع منها أحكام لا يجوز التعدي و الصفح عنها .

الا ترى أن المستقلات و الساحات و القاعات و الدور و الدوائر الرسمية المضافة إلى الحكومات ، و بالأخص ما ينسب منها إلى البلاط الملكي ، و يعرف باسم عاهل البلاد و شخصه لها شأن خاص و حكم ينفرد بها يجب للشعب رعايته و الجري على ما صدر فيها من قانون .

فكذلك الأمر بالنسبة إلى الأرضي و الأبنية و الديار المضافة المنسوبة إلى الله تعالى فان لها شؤوناً خاصة ، و احكاماً و طقوساً و لوازم و روابط لا مناص و لابد لمن اسلم وجهه لله من أن يراعيها و يراقبها ، و لا مندوحة لمن عاش تحت راية التوحيد و الاسلام من القيام بواجبها و التحفظ عليها و الاخذ بها .

فبهذا الاعتبار المطرد العام المتسالم عليه انتزع للكعبة حكمها الخاص ، و للحرم شأن يخص به ، و للمسجدين الشريفين : جامع مكة و المدينة احكامهما الخاصة بهما ، و للمساجد العامة و المعابد و الصوامع و البِيَعْ التي يذكر فيها اسم الله في الحرمة والكرامة ، والتطهير والتنجيس ، و منع دخول الجنب و الحائض و النفساء عليها ، و النهي عن بيعها نهياً باتاً نهائياً من دون تصور أي مسوغ لذلك قط ، خلاف بقية الأوقاف الاهلية العامة التي لها صور مسوغة لبيعها و تبديلها بالأحسن ، إلى احكام و حدود اخرى منتزعة من اعتبار الاضافة إلى ملك الملوك ، رب العالمين .

فاتخاذ مكة المكرمة حرماً آمناً ، و توجيه الخلق اليها ، و حجهم اليها من كل فج عميق ، و ايجاب كل تلكم النسك ، و جعل كل تلكم الأحكام حتى بالنسبة إلى نبتها وأبّها ، ان هي إلا آثار الاضافة ، و مقررات تحقق ذلك الاعتبار ، و اختيار الله اياها من بين الأراضي .

و كذلك عدّ المدينة المنورة حرماً إلهياً محترماً و جعل كل تلكم الحرمات الواردة في السنة الشريفة لها و في أهلها

و تربتها و من حل بها و من دفن فيها ، انما هي لاعتبار ما فيها من الاضافة و النسبة إلى الله تعالى ، و كونها عاصمة عرش نبيه الأعظم صاحب الرسالة الخاتمة ( صلى الله عليه وآله و سلم ) .

و هذا الاعتبار و قانون الاضافة كما لا يخص بالشرع فحسب ، بل هو أمر طبيعي أقّر الإسلام الجري عليه ، كذلك لا ينحصر هو بمفاضلة الأراضي ، و انما هو اصل مطرد في باب المفاضلة في مواضيعها العامة من الانبياء و الرسل و الأوصياء و الأولياء و الصديقين و الشهداء وأفراد المؤمنين و أصنافهم ، إلى كل ما يتصور له فضل على غيره لدى الإسلام المقدس ، بل هذا الأصل هو محور دائرة الوجود ، و به قوام كل شيء ، و اليه تنتهي الرغبات في الامور ، و منه تتولد الصلات و المحبات و العلائق و الروابط لعّدة عوامل البغض و العداء و الشحناء و الضغائن ، و هو اصل خلافٍ و شقاقٍ و نفاقٍ ، كما انه أساس كل وحدة و اتحاد و تسالم و وئام و سلام ، و عليه تبنى صروح الكليات و تتمهد المعاهد الاجتماعية ، و في اثره تشكل الدول و تختلف الحكومات و تحدث المنافسات و المشاغبات و التنازع و التلاكم و المعارك و الحروب الدامية ، و على ضوئه تتحزب الشعوب و القبائل وتتكثر الأحزاب و الجمعيات ، و بالنظر اليه تؤسس المؤسسات في امور الدين و الدنيا ، و تتمركز المتجمعات الدينية و العلمية و الاجتماعية و الشعوبية و القومية و الطائفية و الحزبية و السياسية ، إلى كل قبض و بسط و حركة و سكون و وحدة و تفكك و اقتران و افتراق .

فالحكومة العالمية العامة القوية القهارة الجبارة الحاكمة على الجامعة البشرية بأسرها من أول يومها و هلم جرا إلى آخر الأبد ، من دون شذوذ لأي أحد و خروج فرد عن سلطتها ، و من دون اختصاص بيوم دون يوم ، انما هي حكومة " ياء النسبة " بها قوام الدين و الدنيا و اليها تنتهي سلسلة النظم الانسانية و قانون الاجتماع العام و شؤون الافراد البشري .

و البشر مع تَكثُّر افراده على بكرة ابيهم مسير بها مقهور تحت نير سلطتها ، مصفد بحبالها ، مقيد في شراكها ، لا مهرب له منها ، هي التي تحكم و تفتق ، و تنقض و تبرم ، و ترفع و تخفض ، و تصل و تقطع ، و تقرب و تبعد ، و تأخذ و تعطي ، و تعز و تذل ،و تثيب و تعاقب ، و تحقر و تعظم .

هي التي تجعل الجندي المجهول مكرماً معظماً محترماً ، و تراه أهلاً لكل اكبار و تجليل و تبجيل لدى الشعب و حكومته ، و تنثر الأوراد و الأزهار على تربته و مقبره ، و تدعه يذكر مع الأبد ، خالداً ذكره في صفحة التاريخ .

هي التي تهون لديها الكوارث و النوازل ، و بمقاييسها يقاسي الانسان الشدائد و القوارع و المصائب الهائلة ، و يبذل النفس و النفيس دونها .

هي التي جعلت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقبل الصحابي العظيم عثمان بن مظعون و هو ميت و دموعه تسيل على خديه كما جاء عن السيدة عائشة4 .

هي التي دعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) الى أن يبكي على و لده الحسين السبط ، و يقيم كل تلكم المآتم و يأخذ تربة كربلاء و يشمها و يقبلها ، إلى آخر ما سمعت من حديثه .

هي التي جعلت السيدة ام سلمة ام المؤمنين تصر تربة كربلاء على ثيابها .

هي التي سوغت للصديقة فاطمة ان تأخذ تربة قبر ابيها الطاهر و تشمّها .

هي التي حكمت على بني ضبة يوم الجمل أن تجمع بعرة جمل عايشة ام المؤمنين و تفتها و تشمها كما ذكره الطبري .

هي التي جعلت علياً امير المؤمنين ( عليه السلام ) أخذ قبضة من تربة كربلاء لما حلّ بها فشمها و بكى حتى بلّ الأرض بدموعه ، و هو يقول : يحشر من هذا الظهر سبعون الفاً يدخلون الجنة بغير حساب5 .

هي التي جعلت رجل من بني اسد يشم تربة الحسين و يبكي قال هشام إبن محمد : لما اجرى الماء على قبره الحسين نضب بعد اربعين يوماً و امتحى اثر القبر ، فجاء اعرابي من بني اسد فجعل يأخذ قبضة قبضة من التراب و يشمه حتى وقع على الحسين فبكى و قال : بأبي و امي ما كان اطيبك حياً و اطيب تربتك ميتاً ، ثم بكى و أنشأ يقول :

أرادوا ليخفوا قبره عن عداوة * و طيب تراب القبر دلّ على القبر6

فالفرد البشري كائناً من كان ، أينما كان و حيثما كان ، من أي عنصر و شاكلة على تكثر شواكله و اختلاف عناصره في جميع أدوار الحياة هو أسير تلك الحكومة ، و رهين لفظة :

روحي ، بدني ، مالي ، اهلي ، ولدي ، أقاربي ، رحمي ، اسرتي ، تجارتي ، نحلتي ، ملتي ، طائفتي ، مبدئي ، داري ، ملكي ، حكومتي ، قادتي ، سادتي ، إلى ما لا يحصى من المضاف المنسوب اليه .

و هذه هي حرفياً بصورة الجمع الاضافي مأكلة بين شدقي الحكومات و الدول ، و الجمعيات ، و الهيئات ، و الأحياء ، و الشعوب ، و القبائل ، و الأحزاب و الملل ، و النحل ، و الملوك ، و الطوائف ، و السلطات الحاكمة إلى كليات لا تتناهى .

و بمجرد تمامية النسبة و تحقق الاضافة في شيء جزئي أو كلي ، أو أمر فردي أو اجتماعي لدى اولئك المذكورين تترتب آثار ، و تتسجل احكام لا منتدح لأي احد من الخضوع لها و الاخبات اليها و القيام دونها والتقيد بها .

و هذا بحث جدّ ناجع تنحل به مشكلات المجتمع في المبادئ و الآراء و المعتقدات و عقود الضغينة و المحبة ، و عويصات المذاهب و مقررات الشرع الأقدس و فلسفة مقربات الدين الحنيف و مقدسات الإسلام و شعائره و الحرمات و المقامات و الكرامات .

فبعد هذا البيان الضافي يتضح لدى الباحث النابه الحر سر فضيلة تربة كربلاء المقدسة ، و مبلغ انتسابها إلى الله سبحانه و تعالى و مدى حرمتها و حرمة صاحبها دنواً و اقراباً من العلي الأعلى ، فما ظنك بحرمة تربة هي مثوى قتيل الله ، و قائد جنده الاكبر المتفاني دونه ، هي مثوى حبيبه و ابن حبيبه ، و الداعي اليه ، و الدال عليه ، و الناهض له ، و الباذل دون سبيله اهله و نفسه و نفيسه ، و الواضع دم مهجته في كفه تجاه اعلاء كلمته ، و نشر توحيده ، و تحكيم معالمه ، و توطيد طريقه و سبيله .

فأي من ملوك الدنيا و من عواهل البلاد من لدن آدم و هلم جرا عنده قائد ناهض طاهر كريم وَفيّ صادق أبيّ شريف عزيز مثل قائد شهداء الاخلاص بالطف الحسين المفدى ؟

لماذا لا يباهي به الله ، و كيف لا يتحفظ على دمه لديه ، و لا يدع قطرة منه أن تنزل إلى الأرض لما رفعه الحسين بيديه إلى السماء7 .

كيف لا يديم ذكره في أرضه و سمائه ، و قد اتخذت محبة الله بمجاميع قلبه ؟

و كيف لا يسود وجه الدنيا في عاشورائه ؟ و لا يبدي بينات سخطه و غضبه يوم قتله في صفحة الوجود ؟ و لماذا لم تبك عليه الأرض و السماء ؟ كما جاء عن إبن سيرين فيما اخرجه جمع من الحفاظ ، و لماذا لم تمطر السماء يوم قتله دماً ؟ كما جاء حديثه متواتراً .

و لماذا لم يبعث الله رسله من الملائكة المقربين إلى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بتربة كربلائه ؟ و لماذا لم يشمها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولم يقبلها ولم يذكرها طيلة حياتة ؟ و لماذا لم يتخذها بلسماً في بيته ؟

فهلم معي أيها المسلم الصحيح ، أفليست السجدة على تربة هذا شأنها لدى التقرب إلى الله في أوقات الصلوات ، اطراف الليل والنهار ، أولى و أحرى من غيرها من كل ارض و صعيد و قاعة و قرارة طاهرة ، أو من البسط و الفرش و السجاد المنسوجة على نول هويات مجهولة ؟ ولم يوجد في السنة أي مسوغ للسجود عليها .

أليس أجدر بالتقرب إلى الله ، و أقرب بالزلفى لديه ، و أنسب بالخصوع و الخشوع و العبودية له تعالى أمام حضرته ، وضع صفح الوجه و الجباه على تربة في طيها دروس الدفاع عن الله ، و مظاهر قدسه ، و مجلى التحامي عن ناموسه ناموس الإسلام المقدس ؟

أليس أليق بأسرار السجدة على الأرض السجود على تربة فيها سر المنعة و العظمة و الكبرياء و الجلال لله جل و علا ، و رموز العبودية و التصاغر دون الله بأجلى مظاهرها و سماتها ؟

أليس أحق بالسجود تربة فيها بينات التوحيد و التفاني دونه ؟ تدعو إلى رقة القلب ، و رحمة الضمير و الشفقة و التعطف .

أليس الأمثل و الأفضل اتخاد المسجد من تربة تفجرت في صفيحها عيون دماء اصطبغت بصبغة حب الله ، و صيغت على سنة الله و ولائه المحض الخالص ؟

فعلى هذين الاصلين نتخذ نحن من تربة كربلاء قطعاً لمعاً و أقراصاً نسجد عليها كما كان فقيه السلف مسروق بن الأجدع يحمل معه لبنة من تربة المدينة المنورة يسجد عليها و الرجل تلميذ الخلافة الراشدة ، فقيه المدينة و معلم السنة بها ، و حاشاه من البدعة ، ففي أي من الأصلين حزازة و تسعف ؟ و أي منهما يضاد نداء القرآن الكريم ؟ أو يخالف سنة الله و سنة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ و أيهما يستنكر و يعد بدعة ؟ و أيهما خروج عن حكم العقل و المنطق و الاعتبار ؟

و ليس اتخاذ تربة كربلاء مسجداً لدى الشيعة من الفرض المحتم ، و لا من واجب الشرع و الدين ، و لا مما الزمه المذهب ، و لا يُفرِّق أي أحد منهم منذ اول يومها بينها و بين غيرها من تراب جميع الأرض في جواز السجود عليها‌ ، خلاف ما يزعمه الجاهل بهم و بآرائهم ، و ان هو عندهم إلا استحسان عقلي ليس إلا ، و اختيار لما هو الأولى بالسجود لدى العقل و المنطق و الاعتبار فحسبك ما سمعت ، و كثير من رجال المذهب يتخذون معهم في اسفارهم غير تربة كربلاء مما يصح السجود عليه كحصير طاهر نظيف يوثق بطهارته أو خمرة مثله و يسجدون عليه في صلواتهم .

و نحن نرى ان الأخذ بهذين الأصلين القويمين ، و النظر إلى رعاية أمرَي الحيطة و الحرمة و مراقبتهما ، يحتِّم على اهالي الحرمين الشريفين : مكة و المدينة ، و اللائذين بجنابهما ، و القاطنين في ساحتهما أن يتخذوا من تربتهما أقراصاً و ألواحاً مسجداً لهم ، أخذاً بالاصلين و تخلصاً من حرارة حصاة المسجد الشريف القارصة أيام الظهائر و شدة الرمضاء ، يسجدون عليها في حضرهم ، و يحملونها معهم مسجداً طاهراً مباركاً في اسفارهم سيرة السلف الصالح نظراء الفقيه مسروق إبن الأجدع كما سمعت حديثه ، و يجعلونها في تناول يد الزائرين و الحجاج و الوافدين إلى تلكم الديار المقدسة من الحواضر الإسلامية ، تقتنيها الامة المسلمة مسجداً لها ، في الحضر و السفر ، و تتخذها تذكرة و ذكرى لله و لرسوله و لمهابط وحيه ، تذكرها ربها و نبيها متى ما ينظر اليها ، و تشمها و تستشم منها عرف التوحيد و النبوة ، و تكون نبراساً في بيوت المسلمين تتنور منها القلوب ، و تستضيء بنورها افئدة اولي الألباب ، و يتقرب المسلمون إلى الله تعالى في كل صقع و ناحية في أرجاء العالم بالسجود على تربة أفضل بقعة اختارها الله لنفسه بيت أمن و دار حرمة و عظمة و كرامة ، و لنبيه حرماً و مضجعاً مباركاً .

و فيها وراء هذه كلها دعاية كبيرة قوية عالمية إلى الإسلام ، و إلى كعبة عبادته و عاصمة سنته ، و صاحب رسالته ، ذلك و من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه .

 

عبد الحسين الأميني
1 سنن إبن ماجة : 1/252 ، ومسانيد وسنن اخرى .

2 سنن إبن ماجة : 1/256 ومصادر أخرى .

3 مسروق بن الأجدع عبد الرحمن بن مالك الهمداني أبو عائشة المتوفي 62 ، تابعي عظيم من رجال الصحاح الست ، يروي عن أبي بكر ، و عمر ، و عثمان ، و علي ، كان فقيهاً عابدا ثقة صالحاً ، كان في أصحاب إبن مسعود الذين كانوا يعلمون الناس السنة ، و قال حين حضره الموت كما جاء في طبقات إبن سعد : اللهم لا أموت على امر لم يسنه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) و لا أبو بكر و لا عمر .

راجع تاريخ البخاري الكبير : 4 ق2 : 35 ، طبقات إبن سعد : 6/565 ، الجرح و التعديل لابن أبي حاتم : 4 ق1 : 396 ، تهذيب التهذيب : 10 : 109 ـ 111 .

4 اخرجه ابو القاسم عبدالملك إبن بشران في اماليه ، وابو الحسن علي بن الجعد الجوهري في الجزء العاشر من مسنده ، والحاكم النيسابوري في المجلد الثالث من المستدرك .وحفاظ واعلام آخرون .

5 أخرجه الطبراني و قال الهيثمي في المجمع : 9/191 رجاله ثقات .

6 راجع تاريخ إبن عساكر : 4/342 ، كفاية الحافظ الكنجي :293 .

7 أخرجه الحافظ الخطيب البغدادي باسناده ، و الحافظ إبن عساكر في تاريخ الشام : 4/338 باسناده عن الخطيب ، و الحافظ الكنجي في الكفاية صفحة : 284 عن الحسن المثنى عن مسلم بن رياح مولى امير المؤمنين قال : كنت مع الحسين يوم قتل فرمي فادنيتها فلما امتلأ قال : اسكبه في يدي فسكبته في يديه فنفخ بهما إلى السماء و قال : اللهم اطلب بدم إبن بنت نبيك قال مسلم : فما وقع إلى الأرض منه قطرة ، و قد جاء ان الحسين ( عليه السلام ) رمى بدم حنكه إلى السماء لما اصابه السهم ، و اخرج حديثه جمع من الحفاظ .

 


source : عبد الحسين الأميني
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

حق الصاحب
التفسّح في المجالس
أحكام الدماء الثلاثة
مراتب العقلانية في الدين الاسلامي
باب استحباب التفكر فيما يوجب الاعتبار والعمل
العقل وعصمة الاَنبياء
الأخوة في القرآن الكريم
عصر ذهبي للاكتشاف
الكذب والصدق
ما معنى الحديث القائل "الحسود لا يسود"؟ هل هو ...

 
user comment