تختلف استجابة الغضب عند المراهقين بأختلاف الحضارات، ففي دراسة قام بها، "سيرز وآخرون" على المجتمعات الامريكية والاوروبية واليابانية لأختبار مدى تباين صور الغضب على عينات متباينة من طلاب الجامعة وطالباتها من المجتمعات الثلاثة، تبين أن اليابانيين عندهم قدرة كبيرة على ضبط الغضب والتحكم بها على الرغم من تعرضهم الى معاناة واضطرابات فيزيولوجية من مثل: التشنجات العضلية وضغط الدم واضطرابات في المعدة، وذلك بالمقارنة مع العينات الامريكية والاوروبية. كما كان الامريكيون أكثر ضبطاً للغضب مقارنة بالأوروبيين. وقد فسر الباحثون هذه النتيجة وفقاً لطبيعة الثقافة اليابانية والتنشئة الاجتماعية السائدة في تلك الثقافات.
فالغضب انفعال طبيعي لا مفر منه في كثير من الاحيان في مواقف الحياة المختلفة، والمراهق الذي يدرك هذه الحقيقة سيكون قادراً على أدراك المعاناة والآلام الناجمة عن الغضب، فإذا استطاع المراهق أم ينظر نظرة موضوعية الى غضبه، ويتحكم بنفسه، بحيث لا يغضب الا في الوقت المناسب، حتى لا يعرض نفسه للوم وتقديم الاعتذار المتكرر للآخرين، فإنه يكشف عن حقيقة نفسه ويتعامل معها بشكل واقعي دون تأنيب أو شعور بالأثم بسبب استسلامه المتسرع لنوبات الغضب، لكن في حالة وقوع في الغضب فعليه الا يكثر من لوم نفسه حتى وان لم يجد مبرراً لغضبه.
ولهذا لا بد من انتباه الكبار الى غضب المراهقين، والاستماع اليهم فيما يبرر غضبهم، مما يجعل الغضب وسيلة لفهم المراهق لنفسه ووسيلة لفهم الآخرين في آن واحد معاً.
* علاج الغضب:
يجب العناية بعلاج الغضب عند المراهقين والشباب؛ وذلك بأستخدام الطرائق والاساليب التي تمكنهم من مواجهة انفعالاتهم بصورة سليمة، إذ أن انفعال الغضب له انعكاساته السيئة على الفرد وعلى الاشخاص المحيطين الذين يتعامل معهم. ومن أهم أساليب علاج الغضب عند المراهقين والشباب ما يلي:
* تزويد المراهقين والشباب بالمعلومات الكافية في كيفية التعامل مع الغضب.
* تدريب المراهقين والشباب على المهارات الاجتماعية التي تمكنهم من السلوك الصحيح عند مواجهة المواقف المثيرة للغضب.
* تدريب المراهقين والشباب على توجيه الغضب عند حصوله على أشياء لا تلحق الاذى بالآخرين، لأن التعبير عن الغضب أو التصريح به يعد عاملاً مهماً في تخفيف آثاره السلبية في حياة الانسان النفسية والاجتماعية.
* تقديم الارشاد النفسي للأشخاص الذين تتكرر عندهم حالات الغضب، فقد أكد عديد من الدراسات التجريبية كدراسة لارسون، ودراسة خضر (2000)، فعالية الارشاد النفسي بشكل عام والارشاد النفسي الديني بوجه خاص في خفض حدة الغضب والتخفيف من آثاره على الافراد من مختلف الاعمار، وذلك بأستخدام فنيات متعددة، وخاصة مهارة التواصل الاجتماعي مع الآخرين وهي:-
1- مهارة التواصل غير اللفظي وتتمثل في: التعبير الانفعالي، والحساسية الانفعالية، والضبط الانفعالي.
2- مهارة التواصل اللفظي وتتمثل في: التعبير الاجتماعي، والحساسية الاجتماعية، والضبط الاجتماعي. كما تعطي المهارات الاجتماعية الفرصة للفرد لكي يتخلص من احتمال العجز السلوكي أو التجاوز السلوكي، عندما تواجهه مشكلة أو موقف اجتماعي ضاغط، أو تفاعل اجتماعي مع الجماعة أو داخلها.
source : البلاغ