هل صحيح قول الناس بأن من بين المستحيلات الثلاث:
الصديق الوفي؟
قد يبدو العثور على صديق مناسب ومتوافق وأطباع صاحبه أمرا صعبا للوهلة، ذلك أن الأصدقاء لا يختارون وفق كتالوغ أو عبر باب المراسلة إلى المجلات الشبابية أو من خلال غرفة التعارف على الأنترنت- كما هو الحال الآن مع الدردشة (CHATTING)- بل يتطلب بناؤها تفاهما وتقاربا ووقتا، مما يغدو معها وجود الصديق ممكنا وليس مستحيلا، لأن صعوبة الصديق لا تكمن في الآخر بقدر ما تكمن فينا أيضا، إن افتقاد الصديق لا يعود إلى فقدان القدرة على الاختيار وإنما يعني انتفاء القدرة على تقبل الآخر كما هو، بتقبل مبادرتهم نحونا وتقربهم منا. وعندما يفعل أحدنا ذلك بكل شجاعة يصبح قادرا على تخطي أزماته وعزلته ويصبح صديقا لنفسه، راضيا عن ذاته، يمهد الطريق لمد جسور علاقات الصحبة والمودة مع الآخرين.
- فهل تحاول دائما أن تهتم بالآخرين؟
- هل تشارك الناس جلساتهم وتترك لهم فرصة الحديث وتسهم في تقدير ما يتحدثون عنه؟
- هل أنت أكثر صفحا لأخطاء الغير وهل تدرك أنك لست معصوما عن الخطإ؟
- هل لديك كلمات طيبة مملوءة بالرفق واللين تريح محدثك؟
- هل تحسن الثناء والتشجيع؟
إذا كانت إجابتك على ما ورد "نعم" فأنت ببساطة متناهية صالح للصداقة، وأكثر من ذلك تعتبر صديقا مميزا، تقدر كل علاقة، إيمانا منك بأن الإنسان لم يخلق لوحده ولا يمكن أن يعيش بمفرده بل يقاس بكثرة أصحابه، وأن الفقير هو من لا صديق له. لا تستطيع أن تكسب صديقا صدوقا ما لم تكن أنت صديقا صدوقا، وأتعس الناس من كان دون صديق وأتعس منه من كان له صديق وخسره.
لذلك قدر الصداقة أن لا تلزم بيتك منتظرا من يسعى إليك طالبا ودك، بل اسع أنت إليهم، تقدم نحوهم بإقبالك واهتمامك وبشاشتك. واعلم أن الناس ثلاثة: معرفة وصداقة وأخوة، فالمعرفة بين الناس كثيرة، وبين الأصدقاء عزيزة أما الأخ الصاحب فلما يوجد. فهل تحرص على أن تكونه؟
المصدر: الشخص المناسب.
source : البلاغ