مؤسسة البلاغ
هل سألت نفسك هذا السؤال: هل الغناء المثير حاجة أساسية بالنسبة لي؟
قد تقول الرغبة والثروة والشهوة: نعم.
لكننا يجب أن نميز بين نوعين من الحاجات :الحاجات الأساسية التي تمثل ضرورة من ضرورات الحياة لايمكن الاستغناء عنها,كالحاجة الى الماء والطعام والتناسل والحرية والعبادة,والحاجة هي الحافز الذي يقف وراءه افعال الناس وأعمالهم.
أما الحاجات الثانوية,فهي التي يمكن أن نحيا بدونها,أو بالاكتفاء بالقليل منها,وهي أكثر الحاجات التي نسميها (كمالية) والتي معها وبدونها يمكن لحياتي وحياتك وحياة الآخرين أن تستقيم من غير أن ينقصها شيء.وهذه الحاجات تفرضها الخواطر والأهواء والميول والرغبات.
لكن الذي يجعل من الحاجة الثانوية حاجة أساسية,عوامل كثيرة من أهمها :الاعتياد,والإدمان,وعدم السيطرةعلى زمام النفس.فقد تتحول الحاجة الى التدخين عند المحتقن أو المضطرب نفسياً الى حالة ملازمة يستعصي الخلاص منها حينما تصل الحالة بالمدخن الى ان يقول: أستطيع أن أستغني عن الطعام – وهو حاجة اساسية – ولا استطيع الاستغناء عن التدخين – وهو لايصنف حتى كحاجة ثانوية - .
وهكذا حال المدمن على الغناء الشهواني المثير,فقد يراه حاجة اساسية وبدونه يصاب بـ (عقدة نفسية) وهو وهم وإيحاء ذاتي سلبي بالحاجة الى ماهو ليس بحاجة.
وإذن,فأنا أرغب في شيء,أوأرغب نفسي به,وهذا يعني أني سأتحرك بالفعل لتحقيق رغبتي وإشباعها بأي شكل من الأشكال.ولو صرفت النظر,وكففت عن تحريك النوازع الداخلية النائمة,لما وقعت أسير رغبتي وكبلت حريتي بها!!
source : البلاغ