أم سلمة ( رضوان الله عليها )
زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله )
اسمها ونسبها :
اسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية ، زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأم المؤمنين .
زواجها من النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
عندما توفي زوج أم سلمة وبعد انقضاء عدتها خطبها أبو بكر ، فلم توافق على الزواج منه ، فبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر يخطبها عليه فوافقت ، وتم زواجهما سنة أربع وقيل سنة ثلاث للهجرة النبوية .
سيرتها :
كانت أم سلمة ( رضوان الله عليها ) من أعقل النساء وكانت لها أساليب بديعة في استعطاف النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأدب بارع في مخاطبته وطلب الحوائج منه .
ومن صفاتها أنها كانت فقيهة عارفة بغوامض الأحكام الشرعية ، حتى أن جابر بن عبد الله الأنصاري كان يستشيرها ويرجع إلى رأيها .
وكانت موصوفة بالجمال ، والعقل البالغ ، والرأي الصائب ، واقتراحها على النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم الحديبية يدل على نضوج عقلها وصواب رأيها.
أم سلمة وآية التطهير :
جاء في كتاب مجمع البيان للطبرسي : قالت أم سلمة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان في بيتها ، فأتته فاطمة ( عليها السلام ) ببُرمة [ البرمة : قدر مصنوع من الحجر ] فيها حريرة [ الحريرة : السكر مع النشأ المطبوخ ] فقال لها: ادعي زوجك وابنيك [ علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ] ، فأكلوا منها ثم ألقى عليهم كساءً له خيبريا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي .. ثم قالت أم سلمة : فأنزل الله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُم الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرُكُم تَطهِيراً ) .
فقلت يا رسول الله وأنا معهم ؟ قال : أنت إلى خير .
موقفها من أبي بكر :
عندما حرم أبو بكر حق الزهراء ( عليها السلام ) في فدك ، قامت أم سلمة في مجلس أبي بكر وقالت له : با أبا بكر ، كيف اعتقدت أن ميراث النبي ( صلى الله عليه وآله ) حرام ؟ وأنه لم يوصِ بذلك ؟!! مع العلم أن الله عزَّ وجل أمره في القرآن الكريم بإنذار عشيرته الأقربين ، مهلاً يا أبا بكر ، فإن رسول الله مطلع على أعمالك ، وسيكون خصيمك في يوم الحساب ، وسترى نتيجة أفعالك .
وعلى أثر هذا الموقف أمر أبو بكر بإيقاف إعطاء أم سلمة من بيت المال لمدة سنة واحدة .
ولاؤها لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
جاء في كتاب أعيان الشيعة : لما سار علي ( عليه السلام ) إلى البصرة لحرب الجمل ، دخل على أم سلمة زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) يودعها ، فقالت : سِر في حفظ الله وفي كنفه ، فوالله إنك لعلى الحق والحق معك ، ولولا أني أكره أن أعصي الله ورسوله فإنه أمرنا أن نقر في بيوتنا لسرتُ معك ، ولكن والله لأرسلن معك من هو أفضل عندي وأعز عليّ من نفسي إبني عمر .
روايتها للحديث :
روت أم سلمة أحاديث كثيرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كما روت عن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وغيرها من الصحابة والتابعين .
وكنموذج لما روته أم سلمة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ننقل الحديث الشريف الآتي : ( علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) .
وفاتها :
هناك روايتان في وفاة أم سلمة ( رضوان الله عليها ) : الأولى : أنها توفيت في شوال سنة ( 59 هـ ) ، والثانية : أنها توفيت آخر سنة ( 61 هـ ) .