عربي
Monday 8th of July 2024
0
نفر 0

عبد الله بن يقطر الحميري ( رضيع الحسين ( عليه السلام ) )

كانت أمه حاضنة للحسين كأم قيس بن ذريح للحسن ، ولم يكن رضع عندها ولكنه يسمى رضيعا له لحضانة أمه له . وأم الفضل بن العباس لبابة كانت مربية للحسين ( عليه السلام ) ولم ترضعه أيضا كما صح في الأخبار أنه لم يرضع من غير ثدي أمه فاطمة ( صلوات الله عليها ) وإبهام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (1) تارة ، وريقه تارة أخرى . قال ابن حجر في الإصابة : إنه كان صحابيا لأنه لدة الحسين ( عليه السلام ) (2) .

 وقال أهل السير : إنه سرحه الحسين ( عليه السلام ) إلى مسلم بن عقيل بعد خروجه من مكة في جواب كتاب مسلم إلى الحسين ( عليه السلام ) يسأله القدوم ويخبره باجتماع الناس ، فقبض عليه الحصين بن تميم (3) بالقادسية (4) وأرسله إلى عبيد الله بن زياد فسأله عن حاله فلم يخبره ، فقال له : إصعد القصر والعن الكذاب بن الكذاب ثم انزل حتى أرى فيك رأيي ، فصعد القصر فلما أشرف على الناس قال : أيها الناس ، أنا رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إليكم لتنصروه وتوازروه على ابن مرجانة وابن سمية الدعي ابن الدعي ، فأمر به عبيد الله فألقي من فوق القصر إلى الأرض فتكسرت عظامه وبقي به رمق ، فأتاه عبد الملك بن عمير اللخمي ( قاضي الكوفة وفقيهها ) فذبحه بمدية ، فلما عيب عليه ، قال : إني أردت أن أريحه (5) .

 

قالوا : ولما ورد خبره وخبر مسلم وهاني إلى الحسين ( عليه السلام ) بزبالة ( 6) نعاه إلى أصحابه وقال : " أما بعد ، فقد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر ، وقد خذلنا شيعتنا " إلى آخر ما ذكرناه آنفا (7) .

 وقال ابن قتيبة وابن مسكويه : إن الذي أرسله الحسين قيس بن مسهر كما يأتي ، وإن عبد الله بن يقطر بعثه الحسين ( عليه السلام ) مع مسلم ، فلما أن رأى مسلم الخذلان قبل أن يتم عليه ما تم بعث عبد الله إلى الحسين يخبره بالأمر الذي انتهى ، فقبض عليه الحصين وصار ما صار عليه من الأمر الذي ذكرناه .

 

( ضبط الغريب ) مما وقع في هذه الترجمة :

( يقطر ) : بالياء المثناة تحت والقاف والطاء والراء المهملتين . وضبطه الجزري في الكامل بالباء الموحدة (8) . لكن مشيختنا ضبطوه بالياء المثناة تحت .

( لدة ) : اللدة الذي ولد مع الإنسان في زمن واحد .

( مدية ) : بضم الميم السكين والجمع مدى .

 

 

 

 

  (1) راجع الكافي : 1 / 465 ، البحار : 44 / 198 ، ح 14 ، وفي 233 ذيل حديث 17 عن كامل الزيارات : 57 ، ح 4 .
(2) الإصابة : 4 / 59 ، وفيه : عبد الله بن يقظة ، والظاهر أنه تصحيف في طبعات الإصابة الجديدة .
(3) في الإرشاد والأخبار الطوال : الحصين بن نمير . وكان من أشد الناس في قتال علي ( عليه السلام ) . راجع الكامل : 2 / 452 .
(4) القادسية : قرية قريبة من الكوفة من جهة البر . راجع معجم البلدان : 4 / 219 .
(5) الإرشاد : 2 / 71 ، تاريخ الطبري : 3 / 303 .
(6) زبالة : منزل بطريق مكة من الكوفة . راجع معجم البلدان : 3 / 129 .
(7) راجع الإرشاد : 2 / 75 .
(8) الكامل : 4 / 42 . وكذا في الطبري : 3 / 303 .


source : اهل بیت
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الايه التي ذكرت فيها مصيبة الحسين عليه السلام
موقف الحسين (ع) من بيعة يزيد بن معاوية
كرامات الإمام الحسين (عليه السلام)
زينب في الشام
ذكرى استشهاد السيدة أم البنين (عليها السلام)
كربلاء من جديد
فضل زيارة أولاد الأئمة (عليهم السلام) و أصحابهم
أهمية التربية في الإسلام
دولة آل محمد هي آخر الدول
جولة في فکر السید جمال الدین الأسد ...

 
user comment