1. هتفت به عزماته فأجابا والموتُ يخطر جيئة وذهابا
2. لم يثنهِ عن عزمه للقا العدى جيشٌ يضيق به الفضاء رحابا
3. لبّى نداءَ الحقَّ سبطُ محمّدٍ حتّى غدا دمه له جلبابا
4. وأتى بعزمِ الله خيرُ مجاهدٍ كانت له حدُّ السيوف جوابا
5. ولحقَّه المغدور جاد بنفسه بطل تدَّرع للصعاب صعابا
6. مستبسلاً كالليث إلاّ إنه أضرى وأقطع في النوائب نابا
7. نفسي الفداء لسيّدٍ في كربلا لبس الدماء من الطعان ثيابا
8. في حومةٍ شاب الوليد لهولها وغدا (زهير) هوىً لها يتصابى
9. ومعرِّس من آل هاشم في الوغى كانت له حمرُ الدماء خضابا
10. تلقاه ما بين الصفوف مصاولاً ليثاً يذود عن الفرات ذئابا
11. سهمٌ أصاب من الفضيلة قلبها يوم الطفوف وصنوها الغلاّبا
12. ودمٌ اُريق على الأديم فسجّلتْ منه البطولة للخلود كتابا
13. سهمُ النفاق أصاب قلباً طاهراً أدمى لهول مصابه الألبابا
14. سهمُ النفاق أصاب قلباً طاهراً لم يتّخذ غير العُلا أسبابا
15. ظنّت اُميَّةُ لا خلود لغيرها فرأت أمانيها العذاب سرابا
16. وبنت على اُسَّ المظالم دولةً فبدا بقتلك ما بنته خرابا
17. الطاعنون الدين حقداً طعنةً نجلاء بات بها الزمان مصابا
18. شرفٌ ليومك ياحسين فإنه يوم يفاخر بالسموِّ شهابا
19. [و] بذمة التأريخ خيرُ عصابة أفدت لتحرير النفوس رقابا
محمد هاشم الجواهري