عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

أسماء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وكناها

أسماء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وكناها

تعتبر الأسماء عند أولياء الله ذات أهمّية كبرى ، لأنّها تعبّر عن حقيقة الشيء ، وإنّ أوّل من سمّى هو الله سبحانه وتعالى ، فقد سمّى المسيح عيسى ( عليه السلام ) بقوله : ( إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) ، وسمّى يحيى ( عليه السلام ) بقوله : ( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً ) .

وإنّ أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) كانوا يهتمّون كثيراًً بالأسماء ، وبالخصوص باسم فاطمة ، ويحبّون بيت فيه اسم فاطمة ، ويحبّون البيوت التي تذكر فيها أُمّهم فاطمة ( عليها السلام ) ، فليس إعجاب أو استحسان أنّها سمّيت بفاطمة بل لأسباب ومناسبات ، وليست هذه التسمية ارتجالية ، بل لأنّها مصداق للحقيقة ، بل ومناسبة الاسم مع المسمّى ، وصدق على المسمَّى ، وبهذا يتّضح ما نقول :

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( لفاطمة تسعة أسماء عند الله عزّ وجلّ : فاطمة ، والصدِّيقة ، والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدَّثة ، والزهراء ) .

أسماؤها ( عليها السلام ) :

1ـ فاطمة :

معناها : القاطعة والفاصلة والحارسة ، فهي ( عليها السلام ) تشفع لمحبّيها وتفطمهم ، أي تحرسهم من النار ، أي تفطم من أحبّها من النار .

1ـ قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّما سُمِّيت ابنتي فاطمة لأنَّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم من أحبَّها من النار ) .

2ـ قال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( لفاطمة تسعة أسماء عند الله عزّ وجلّ : فاطمة ، والصدّيقة ، والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدّثة ، والزهراء ) .

ثمّ قال : ( أتدرون أيّ شيء تفسير فاطمة ؟ أي فطمت عن الشرّ ) .

3ـ قال الإمامان الرضا والجواد ( عليهما السلام ) : ( سمعنا المأمون يحدّث عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جدِّه قال ابن عباس لمعاوية : أتدري لِمَ سُمِّيت فاطمة ؟ قال : لا ، قال : لأنّها فطمت هي وشيعتها من النار ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقوله ) .

2ـ الصدّيقة :

معناها : المبالغة في التصديق أي الكثيرة الصدق ، ولأنّها لم تكذب قط ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال لعلي ( عليه السلام ) : ( أُتيتَ ثلاثاً لم يؤتَهن أحد ولا أنا :

أُتيتَ صهراً مثلي ، ولم أُوت أنا مثلي ، وأُتيتَ زوجة صدِّيقة مثل ابنتي ، ولم أُوت أنا مثلها زوجة ، وأُوتيتَ الحسن والحسين من صلبك ، ولم أُوتَ من صلبي مثلهما ، ولكنكم منّي وأنا منكم ) .

قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ( إنّ فاطمة صدّيقة شهيدة ) .

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( وهي الصديقة الكبرى ، وعلى معرفتها دارت القرون الأُولى ) .

3ـ المباركة :

البركة : النماء والسعادة والزيادة ، ولقد بارك الله في السيّدة فاطمة ( عليها السلام ) أنواعاً من البركات ، وجعل الخير الكثير في ذرّية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من نسلها ، لظهور بركتها في الدنيا والآخرة .

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا فاطمة ، ما بعث الله نبياً إلاّ جعل له ذرّية من صلبه ، وجعل ذرّيتي من صلب علي ) .

وفي تفسير قوله تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) قيل : الكوثر هو كثرة النسل والذرّية ، وقد ظهرت الكثرة في نسله ( صلّى الله عليه وآله ) من وُلد فاطمة حتّى لا يحصى عددهم ، واتصل إلى يوم القيامة مددهم .

4ـ الطاهرة :

لقد طهرّها الله تعالى عن العادة الشهرية ، وعن كلّ دنس ورجس ، وعن كلّ رذيلة .

1ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّما سمّيت فاطمة بنت محمّد الطاهرة لطهارتها من كلّ دنس ، وطهارتها من كلّ رفث ، وما رأت قط يوماً حمرة ولا نفاساً ) .

2ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ الله حرّم النساء على علي ما دامت فاطمة حية لأنّها طاهرة لا تحيض ) .

3ـ قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( سمّيت فاطمة طاهرة لأنّها كانت مبرّاة من كلّ رجس ، ولم يُرَ لها دم حيض ولا نفاس )

5ـ الزكية :

معناها : الأرض الطيّبة الخصبة ، المطهّرة الطاهرة ، فالزهراء ( عليها السلام ) أزكى أنثى عرفتها البشرية .

6ـ الراضية :

معناها : الراضية بما قسم الله لها ، فكانت الزهراء ( عليها السلام ) راضية بما قدّر الله لها من مرارة الدنيا ومشقّاتها ومصائبها ونوائبها ، وفيما أعطاها من القرب والمنزلة والطهارة ، وغير ذلك من المراتب العالية في الدنيا والآخرة .

7ـ المرضية :

إنّ للمرضيين عند الله تعالى درجة عالية ، فكانت الزهراء ( عليها السلام ) مرضية عند الله في جميع أعمالها وأفعالها وما صدر منها خلال مسيرة حياتها ، فقد رضى الله عنها ورضت عنه سبحانه ، فهي مرضية بما وعد الله تبارك وتعالى عباده بالرضوان الأكبر .

8ـ المُحدّثة :

معناها : التي يطلعها أحد على الوقائع والحقائق من وراء حجاب ، أو التي تستلهم الأخبار من قبل الله تعالى ، عن طريق الوحي وهو الملك .

ويستفاد من أحاديث عديدة أنّ الملائكة كانت تنزل على فاطمة ( عليها السلام ) من قبل الله ، وتطلعها على ما يحدث وما سيحدث في المستقبل ، إنّ الوحي الذي خصّ بالرسالة والأحكام ونزول الآيات القرآنية قد انقطع مع وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لأنّه خاتم الأنبياء ، ولا يأتي رسول بعده ، وهذه عقيدتنا كما إنّ الدين كامل والنعمة تامّة بولاية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولكنّ الوحي لم ينقطع بالإيحاء للأولياء وإخبار عن المستقبل ، فإنّ الله سبحانه يوحي عن طريق ملائكته لمن يشاء ومتى يشاء ، لأنّ الوحي لا يقتصر على الأنبياء ، فالله أوحى إلى أُمّ موسى ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ) .

وأوحى الله إلى النحل والى السماء ، إذ ليست سيّدة نساء العالمين وبنت سيّدة الأنبياء والمرسلين بأقلِّ شأناً من مريم بنت عمران ، أو سارة زوجة إبراهيم ، أو أُمّ موسى ، وليس معنى ذلك أنّ مريم أو سارة أو أُمّ موسى كنَّ من الأنبياء ، وكذلك ليس معنى ذلك أنّ السيّدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت نبية .

1ـ قال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( إنّما سمّيت فاطمة محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة ، إنّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين ، يا فاطمة اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الراكعين ، فتحدّثهم ويحدّثوها ، فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضّلة على نساء العالمين مريم بنت عمران ؟ فقالوا : إنّ مريم كانت سيّدة نساء عالمها ، وأنّ الله جعلك سيّدة نساء عالمك وعالمها ، وسيّدة نساء الأوّلين والآخرين ) .

2ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّما سمّيت فاطمة محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء ، فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران ) .

وإنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) كانوا جميعهم محدّثين في زمانهم ، أي أنّهم كانوا يستلمون الأخبار الجديدة من قبل الله تعالى .

قال سليم بن قيس : سمعت علياً ( عليه السلام ) يقول : ( إنّي وأوصيائي من ولدي مهديّون كلّنا محدَّثون ) .

9ـ الزهراء :

معنى الزهر : النيّر ، الصافي اللون ، المشرق الوجه ، وكذلك فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، لأنّ نورها زهر وأشرق لأهل السماء .

1ـ عن أبي هاشم العسكري قال : سألت العسكري ( عليه السلام ) : لم سمّيت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ؟

فقال : ( كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) من أوّل النهار كالشمس الضاحية ، وعند الزوال كالقمر المنير ، وعند غروب الشمس كالكوكب الدرّي ) .

2ـ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ، وهي بضعة منّي وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبيّ ، وهي الحوراء الإنسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها ( جلّ جلاله ) زهر نورها لملائكة السماوات ، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ) .

10ـ العذراء :

معناها : البكر ، أي أنّها ( عليها السلام ) كانت عذراء دائماً .

فقد سأل رجل من الإمام الصادق ( عليه السلام ) في ضمن مسائل قال : فكيف تكون الحوراء في كلّ ما أتاها زوجها عذراء ؟ قال : ( لأنّها خلقت من الطيب ، لا يعتريها عاهة ولا تخالط جسمها آفة ، ولا يدنّسها حيض ، فالرحم ملتزقة ) .

11ـ الحانية :

معناها : الحنان ، وذلك بسبب كثرة حنانها على أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبعلها ، وعلى أولادها ، ومحبّيها والأيتام والمساكين .

12ـ البتول :

معناها : لأنّها تبتلت عن دماء النساء ، وهي المنقطعة عن الدنيا إلى الله تعالى ، وكذلك لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً وديناً وحسباً .

1ـ عن الإمام علي ( عليه السلام ) قال : سألت النبي : ( ما البتول ؟ فإنّا سمعناك يا رسول الله تقول : إنّ مريم بتول وفاطمة بتول ! فقال : البتول التي لم تَرَ حمرة قط ، أي لم تحض ، فإنّ الحيض مكروه في بنات الأنبياء ) .

2ـ عن عائشة أنّها قالت : إذا أقبلت فاطمة كانت مشيّتها مشية رسول الله ، وكانت لا تحيض قط ، لأنّها خُلقت من تفّاحة الجنّة ، ولقد وضعت الحسن بعد العصر ، وطهرت من نفاسها ، فاغتسلت وصلّت المغرب .

13ـ الكوثر :

معناها : الشيء الكثير ، إنّ الله تعالى سمّاها في كتابه العزيز بالكوثر ، وجعل أعدائها المقطوعين من النسل والبركة ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ ) .

14ـ الحوراء :

معناها : مفرد حور المخلوقة للجنّة ، لكن الزهراء هي الحوراء الإنسية ، لأنّ نطفتها تكوّنت من ثمار الجنّة .

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث ، وإنّما سمّاها فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبّيها عن النار ) .

15ـ سيّدة نساء العالمين :

عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أخبرني عن قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في فاطمة : ( إنّها سيّدة نساء العالمين ) ، أهي سيّدة نساء عالمها ؟

فقال : ( ذاك لمريم ، كانت سيّدة نساء عالمها ، وفاطمة سيّدة نساء العالمين ، من الأوّلين والآخرين ) .

كناها ( عليها السلام ) :

إنّ لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كنى عديدة اشهرها :

أُمّ الأئمّة : فهي أُمّ الأئمّة الأحد عشر ( عليهم السلام ) .

أُمّ المحسن : فهي أُمّ الشهيد الأوّل من أولادها .

أُمّ الحسن : فهي أُمّ الشهيد الثاني من أولادها .

أُمّ الحسين : فهي أُمّ الشهيد الثالث من أولادها .

أُمّ أبيها : فكانت تحمل هموم أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دائماً ، كما تحمل الأُمّ هموم ولدها ، وكذلك كانت فاطمة أحبّ الخلق إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) كما تكون الأُمّ أحبّ الخلق إلى الابن ، فهي أُمّ أبيها كما عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ( كانت فاطمة تكنّى أمّ أبيها ) .

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

سيرة السيدة فاطمة الزهراء
فاطمة الزهراء المرأة النموذجية في الإسلام
فاطمة الزهراء(عليها السّلام) ميزان الحقّ
علم فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
كرامات فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
مفاخرة بين فاطمة وعلي ( عليهما السلام ) بمحضر ...
عبادة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وزهدها
كلمات في ذکرى استشهاد سيدة نساء العالمين(س)
أسماء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وكناها
أدعية فاطمة ( عليها السلام )

 
user comment