علم فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
قال الإمام العسكري ( عليه السلام ) : ( حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فقالت : إن لي والدة ضعيفة ، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء ، وقد بَعَثَتْني إليكِ أسألُكِ .
فأجابتها (عليها السلام ) عن ذلك ، فقالت : لا أشقُّ عليك يا ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
قالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( هاتي وَسلي عمَّا بدا لك ، أرأيتِ من اكترى يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل ، وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه ؟ ) .
فقالت : لا .
فقالت ( عليها السلام ) : ( اكتَرَيْتُ أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً ، أفأحرى أن لا يثقل عَلَيَّ ) .
كما رَوَتْ ( عليها السلام ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وروى عنها أمير المؤمنين والحسن والحسين ( عليهم السلام ) .
وكذلك روى عنها ( عليها السلام ) عائشة ، وأم سلمة ، وسلمى أم رافع ، وأنس ، وعبد الله بن عباس ، وأسماء بنت عُميس ، وزينب بنت أبي رافع ، وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين ( عليهم السلام ) .
ومن الأحاديث التي روتها ( عليها السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما يلي :
أولاً :
( مَن كَان يُؤمِنُ بِالله واليومِ الآخر فَلا يُؤْذِ جَارَهُ ) .
ثانياً :
( لَيسَ مِنَ المُؤمِنِين مَنْ لَم يَأْمَنْ جَارُه بَوائِقَه ) .
ثالثاً :
( مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليومِ الآَخِر فَلْيُكرِم ضَيفَهُ ) .
رابعاً :
( مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَليَقُل خَيراً أَو لِيَسكُت ) .
خامساً :
( إنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ ، والإيمَانُ في الجَنَّة ، وإنَّ الفُحشَ مِن البَذَاءِ ، والبَذَاءُ في النَّار ) .
سادساً :
( اللهُ يُحِبُّ الحَيِيَّ الحَلِيمَ ، الضعيفَ المُتَعَفِّف ، ويبغُضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ ، السَّائِلَ المُلحِفَ ) .
وجاءت – مَرَّةً – امرأةٌ من نساء المسلمين تسأل فاطمة (عليها السلام ) مسائل علمية ، فأجابتها فاطمة ( عليها السلام ) عن سؤالها الأول .
وظَلَّت المرأة تسألها حتى بلغت أسئلتها العشرة ، ثم خجلت من الكثرة ، فقالت : لا أَشُقُّ عليك يا ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( هَاتِي وَسَلِي عَمَّا بدا لكِ ، إني سمعت أبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنَّ عُلمَاء أُمَّتِنَا يُحشرون ، فيُخلع عَليهِم مِن الكرامات عَلى قَدَر كَثرةِ علومِهِم ، وَجِدِّهِم في إِرشَادِ عِبَادِ اللهِ ) .
ولم يَقتصر علمُها ( عليها السلام ) على النساء ، بل كان الرجال أيضاً يقصدونها بقصد الاستفادة .