زوج فاطمة ( عليها السلام ) ليس فقيراً
لمّا زوّج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ابنته فاطمة ( عليها السلام ) من الإمام علي ( عليه السلام ) ، ومضى من زواجهما ثلاثة أيّام ، دخل ( صلى الله عليه وآله ) عليهما في اليوم الرابع وقال : ( كيف أنت يا بنيّة ، وكيف رأيت زوجك ) ؟
قالت له : ( يا أبة ، خير زوج ، إلاّ أنّه دخل عليَّ نساء من قريش ، وقلن لي : زوّجك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من فقير ﻻ مال له ) .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) لها : ( يا بنيّة ، ما أبوك بفقير ولا بعلك بفقير ، ولقد عرضت عليّ خزائن الأرض ، من الذهب والفضة فاخترت ما عند ربّي عزّ وجلّ ، يا بنيّة ! لو تعلمين ما علم أبوك لسمجت الدنيا في عينك ، يا بنيّة ! ما آلوتك نصحاً أن زوجتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً .
يا بنيّة ! إنّ الله عزّ وجل اطّلع إلى الأرض اطّلاعة ، فاختار من أهلها رجلين : فجعل أحدهما أباك ، والآخر بعلك ، يا بنيّة ! نعم الزوج زوجك ، ﻻ تعص له أمراً ) .
ثمّ نادى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا علي ) ! فأجابه ( عليه السلام ) : ( لبّيك يا رسول الله ) .
قال : ( أدخل بيتك ، وألطف بزوجتك ، وأرفق بها ، فإنّ فاطمة بضعة منّي ، يؤلمني ما يؤلمها ، ويسرّني ما يسرّها ، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما ) .
قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( فو الله ما أغضبتها ، ولا أكرهتها على أمر حتّى قبضها الله عزّ وجل ، ولا أغضبتني ، ولا عصت لي أمراً ، ولقد كنت أنظر إليها ، فتنكشف عنّي الهموم والأحزان ) .