عربي
Tuesday 5th of November 2024
0
نفر 0

وصول الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى كربلاء

وصول الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى كربلاء

في طريق كربلاء :

قام الإمام الحسين ( عليه السلام ) خطيباً ـ وهو في طريقه إلى كربلاء ـ ، موضِّحاً لأصحابه المصير الذي ينتظرهم ، فقال ( عليه السلام ) : ( إنَّه قدْ نَزَل بنا من الأمر ما قد تَرَون ، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت ، وأدبَر مَعروفُها ، واستمرَّت حذّاء ، ولم تبقَ منها إلاّ صبابة كَصبابة الإناء ، وخَسيس عَيشٍ كالمَرْعى الوَبيل .

ألاَ تَرَون إلى الحقِّ لا يُعمَل به ، وإلى الباطلِ لا يُتناهى عنه ، ليرغب المؤمنُ في لقاء ربِّه مُحقّاً ، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً ـ أي مللاً ـ ) (1) .

مع الحر :

التقى الإمام الحسين ( عليه السلام ) في طريقه إلى كربلاء بالحر بن يزيد الرياحي ، حيث كان مُرسلاً من قِبل عبيد الله بن زياد ـ والي الكوفة ـ في ألف فارس ، وهو يريد أن يذهب بالإمام ( عليه السلام ) إلى ابن زياد .

كتاب ابن زياد :

وصل إلى الحر كتاباً من ابن زياد ، جاء فيه : ( أمّا بعد ، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ، ويقدم عليك رسولي ، ولا تنزله إلاّ بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ، فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بانفاذك أمري ، والسلام ) .

فلمّا قرأ الكتاب قال الحر لهم : ( هذا كتاب الأمير عبيد الله يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني كتابه ، وهذا رسوله ، وقد أمره أن لا يفارقني حتى أنفذ رأيه وأمره ) (2) ، فأنزلهم أرض كربلاء .

في كربلاء :

عندما اضطر الإمام الحسين ( عليه السلام ) للوقوف في منطقة كربلاء ، راح ( عليه السلام ) يسأل ، وكأنَّه يبحث عن أرض كربلاء ، فقال : ( مَا اسْمُ هَذه الأرض ) ؟ فقيل له : أرض الطف .

فقال ( عليه السلام ) : ( هَلْ لَهَا اسمٌ غير هذا ) ؟ قيل : اسمُها كربلاء ، فقال ( عليه السلام ) : ( اللَّهُمَّ أعوذُ بك من الكَرْبِ والبَلاء ) .

ثم قال ( عليه السلام ) : ( هَذا مَوضع كَربٍ وبَلاء ، انزلوا ، هَاهُنا مَحطُّ رِحالِنا ، ومَسفَكُ دِمائِنَا ، وهَاهُنا مَحلُّ قبورِنا ، بِهَذا حدَّثني جَدِّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله )) (3) فنزلوا جميعاً .

تاريخ الوصول :

2 محرّم 61 هـ .

مع السيّدة زينب ( عليها السلام ) :

نزل الإمام الحسين ( عليه السلام ) أرض كربلاء ، وضَرَب فِسْطَاطه ، وراحَ يُعدُّ سِلاحه ، ويصلح سَيفه ، مُردِّداً ( عليه السلام ) الأبيات الآتية :

يَا دَهْرُ أُفُّ لَكَ مِن خَليلِ ** كمْ لك بالإشرَاقِ والأصيلِ

مِن طَالبٍ وصَاحبٍ قَتيل ** والدَّهْر لا يَنفَعُ بالبَديلِ

وكُلّ حيٍّ سَالِكٌ سَبيلِ ** مَا أقرَبُ الوَعْد مِن الرَّحيل

وإنّما الأمرُ إلى الجَليلِ

فلمّا سمعت السيّدة زينب ( عليها السلام ) تلك الأبيات ، قالت : ( يا أخي هذا كلام مَن أيقَن بالقَتل ) ! فقال ( عليه السلام ) : ( نَعَمْ يا أختَاه ) ، فقالت : ( وَاثكْلاه ، يَنعي الحُسَين إليَّ نَفسَه ) (4) .

ـــــــــ

1ـ اللهوف في قتلى الطفوف : 48 .

2ـ مقتل الحسين : 93 .

3ـ اللهوف في قتلى الطفوف : 49 .

4ـ نفس المصدر السابق .

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

دعاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم عرفة
خروج سبايا الإمام الحسين ( عليه السلام ) من الكوفة ...
حركة التوابين كانت للانتقام من قتلة الإمام ...
قصيدة تلقى قبل اذان الصبح في حضرة الامام الحسين ...
شعر الإمام الحسين ( عليه السلام )
بين الحسين عليه السلام والأمة
الشعائر الحسينية... الجذور والمعطيات
لماذا نزور قبر الإمام الحسين (ع)؟
إمامة الإمام الحسين ( عليه السلام )
وصول الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى كربلاء

 
user comment