فهنا سؤال مهم نعتقد بضرورة الإجابة عليه :
فإن البحث السابق وإن استطاع إن يبرز وجود عقيدة الإمامة في القرآن ، ولكن يبقى سؤال وهو أن القرآن عندما تحدث عن عقائد المؤمنين حددها بشكل واضح ، كما في قوله تعالى ] ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين(1) [ ، وكذا في قوله تعالى ] آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله لا نفرق بين أحد من رسله(2) [ ، وأيضا قوله تعالى ] يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضللا بعيدا(3) [ .
وكما ترى ليس بينها الإيمان بالإمامة كأصل من الأصول ، فكيف يمكن مع هذا القول بأن الإمامة من الأصول الاعتقادية ؟
ويبقى تساؤل آخر وهو لماذا لم يتم التصريح بهذا كله بصورة جلية واضحة لا يمكن لأصحاب الهوى العبث بها وذلك من خلال تحوير المعاني ؟ ألم يمكن التصريح باسم علي (ع) كإمام في كتاب الله فتنتهي المشكلة ؟
وأما الإجابة فنقول :
كما ترى أن السؤال ذو شقين الأول يتعلق بعدم ذكرها في سياق آيات تتحدث عن اعتقادات المسلمين ، والثاني بدرجة التصريح بأمر الإمامة .
أصول العقائد المصرح بها في كتاب الله
فأما الشق الأول فلاشك أن هناك فرقا بين الاعتقاد بالله والرسول واليوم الآخر والاعتقاد بالإمامة فالثلاث الأول تشكل أساسا للإسلام بحيث أن المنكر خارج عن الملة والدين ، وهي الأمور التي كان رسول الله ( ص ) يدعو إليها في المراحل الأولى من الرسالة باعتبار أنه يريد أن يخرجهم من الكفر والشرك إلى الإسلام ، ولا نريد أن نقول أنه لم يذكر أمر الإمامة في المراحل الأولى ولكن الحديث عن عدم التركيز الإعلامي على الأمر ، كما برز في المراحل المتأخرة من الرسالة .
ومن الطبيعي أنه في هذه المرحلة لا يركز على الأصول التي تشكل مرحلة ثانية من حيث الترتيب ومن حيث الأهمية ، فلذا انصب جهد رسول الله ( ص ) وكذلك القرآن الكريم على هذه العقائد التي تعبر عن حقيقة الدخول في الإسلام ، ويعد عدمها خروجا عن الإسلام .
وهذا الأمر واضح في تقسيم كل العلماء لآيات القرآن إلى مكي ومدني ووضح مميزات للآيات المكية تميزها عن الآيات المدنية ، ونحن نريد أن نقول أن هناك آيات تعبر عن مواجهة للمشركين وأهل الكتاب في عقائدهم ، وآيات تتحدث عن المسلمين وعقائدهم وأحكامهم بلا ملاحظة الكفار من المشركين وأهل الكتاب .
ولا يمكن لمسلم أن يرفض هذه المرحلية في العرض والتركيز على الأمور ، وإلا ماذا يعني قبولهم لتحريم الخمرة بالتدريج في ثلاث مراحل من نزول الآيات ؟
وعليه من الواضح أن الآيتين المذكورتين من سورة البقرة والآية التي من سورة النساء تتعلق جميعها بالمرحلة الأولى من عرض عقائد المسلمين المنظور فيها أولا بيان الأصول المخرجة من الكفر والمدخلة في الإسلام ، وثانيا مواجهة المشركين وأهل الكتاب ، وهي ليست مرحلة تتساوى مع المرحلة المكية للرسالة بل تتعدها إلى زمن فتح مكة وظهور الدين الإسلامي على كل الديانات الأخرى في الجزيرة العربية .
و عليه لا يتنافى ذلك مع العلم بكون سورة البقرة والنساء مدنيتين ، إذ من الواضح لمن يراجع السيوطي في ( الإتقان )(4) والزركشي في ( البرهان )(5) إنهما من أوائل السور التي نزلت في المدينة بل البقرة هي الأولى بينهما ، فتبقى السورتان تعبران عن المراحل الأولى لمواجهة المشركين وأهل الكتاب .
وسياقهما واضح في التعريض بأهل الكتاب سواء في قوله تعالى ] ليس البر [ التي كانت ردا على اعتراض اليهود من أهل الكتاب على تغير قبلة المسلمين ، وكذا قوله تعالى ] لا نفرق بين أحد من رسله [ الملحوظ فيها تفريق أهل الكتاب بين الرسل ، وأيضا في قوله تعالى في الآية التي بعدها ] كما حملته على الذين من قبلنا [ .
قال الطبري في تفسير الآية الأولى من سورة البقرة بعد ذكر قول البعض بأن المقصود أن البر ليس في مجرد الصلاة :
" وقال آخرون عنى بذلك اليهود والنصارى وذلك أن اليهود تصلي فتوجه قبل المغرب والنصارى تصلي فتوجه قبل المشرق فأنزل الله فيهم هذه الآية... وأولى هذين القولين بتأويل الآية القول الذي قاله قتادة والربيع بن أنس أن يكون عنى بقوله ] ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب [ اليهود والنصارى لأن الآيات قبلها مضت بتوبيخهم ولومهم والخبر عنهم … "(6) .
وقال ابن كثير في تفسره للآية السابقة :
" وأما الكلام على تفسير هذه الآية فإن الله تعالى لما أمر المؤمنين أولا بالتوجه إلى بيت المقدس ثم حولهم إلى الكعبة شق ذلك على نفوس طائفة من أهل الكتاب وبعض المسلين فأنزل الله تعالى بيان حكمته من ذلك "(7) .
وقال الطبري في تفسيره للآية الثانية من سورة البقرة :
" والمؤمنون كلهم آمن بالله و ملائكته وكتبه ورسله … ويخالفون في فعلهم ذلك اليهود الذين أقروا بموسى وكذبوا عيسى والنصارى الذين أقروا بموسى وعيسى وكذبوا بمحمد ( ص ) وجحدوا نبوته ومن أشبههم من الأمم الذين كذبوا بعض رسل الله وأقروا ببعضه كما حدثني يونس … قال ابن زيد ] لا نفرق بين أحد من رسله [ كما صنع القوم يعنى بني إسرائيل قالوا فلان نبي وفلان ليس نبيا وفلان نؤمن به وفلان لا نؤمن به "(8) .
قال السيد الطباطبائي في تفسيره :
" ثم عاد في خاتمة البيان إلى وصف حال الرسول ومن تبعه من المؤمنين فذكر أنهم على خلاف أهل الكتاب ما قابلوا ربهم فيما أنعم عليه بالهداية والإرشاد إلا بأنعم القبول والسمع والطاعة مؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله غير مفرقين بين أحد من رسله "(9) .
بل الذي يظهر أن السياق ناظر إلى انحرافات أهل الكتاب ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : لما نزلت على رسول الله ( ص ) ] لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير [ ، قال اشتد ذلك على أصحاب رسول الله ( ص ) فأتوا رسول الله ( ص ) ثم بركوا على الركب فقالوا : أي رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزلت عليه هذه الآية ولا نطيقها ، قال رسول الله ( ص ) : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ، فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم فأنزل الله في إثرها ] آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير [ ، فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل الله عز وجل ] لا يكلف الله نفسا إلا وسعها … [ (10)".
وكذا الحال بالنسبة إلى آية سورة النساء فسياقها واضح أنه يتوجه للانحراف الموجود عند أهل الكتاب بقرينة قوله تعالى ] والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل [ .
ولا ينافيه خطاب ] يا أيها الذين آمنوا [ إذ من الواضح أن القرآن يريد حفظ المؤمنين برسول لله من تأثير ضلالات أهل الكتاب ، فيعرض العقائد الصحيحة التي يفتقدها أهل الكتاب وتجعلهم في عداد غير المسلمين ، ولا يكون المقصود بيان كل العقائد حتى التي ليس لها علاقة بتحقق الإسلام وإن كانت أساسية ومهمة مثل الإمامة .
بل الطبري صرح في تفسيره بأن خطاب ] يا أيها الذين آمنوا [ يقصد به أهل الكتاب قال :
" إنه جل ثناؤه لم يسمهم مؤمنين وإنما وصفهم بأنهم آمنوا … وذلك أنهم كانوا صنفين أهل توراة … وصنف أهل الإنجيل … فقال جل ثناؤه لهم ] يا أيها الذين آمنوا [ يعني بما هم به مؤمنون من الكتب والرسل "(11) .
وقال الطبري في آخر الآية التالية أي قوله تعالى ] إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا (12)[ : " وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية قول من قال عني بذلك أهل الكتاب … وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في تأويل هذه الآية لأن الآية التي قبلها في قصص أهل الكتابين أعني قوله تعال ] يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله(13) [ " .
وقول الطبري وإن لم يكن قويا في نفسه وإن المقصود هم المسلمون ولكنه لا يمنع من أن النظر في الآيات إلى ضلالات أهل الكتاب التي يمكن أن تؤثر على المؤمنين ودفعها عنهم ، وكما قلنا سابقا الحديث عن خصوص الأصول التي عدمها يعد خروجا عن الإسلام ، فيكون المعنى يا أيها الذين آمنوا برسول الله ( ص ) آمنوا بهذه الأمور ولا تكونوا كضلال أهل الكتاب من عدم إيمانهم بهذه الأصول .
نعم تبقى هناك عدة آيات تذكر الإيمان بالله واليوم الآخر وهذه لا يمكن للخصم الاستدلال بها لأنها لا تذكر النبوة فقطعا ليست هي في صدد الاستقصاء وبيان كل ما له دخل في اعتقادات المسلم .
درجة التصريح بالإمامة
وأما الشق الثاني من السؤال والذي يتعلق بدرجة توضيح عقيدة الإمامة في القرآن ، فينبغي التنبيه أن الحديث هنا عن درجة الوضوح وليس أصل الوضوح لما بينا من أن مجموع العرض الذي عرضنا يكشف الوضوح في الأمر ، فالمشكل له أن يعترض على درجة الوضوح .
ولا شك إن لما ذكرناه في جواب الشق الأول من إن الآيات تعبر عن مراحل من المواجهة مع الخلل العقائدي الذي عاشه المجتمع الجاهلي في مكة وما حولها له دور في درجة تركيز القرآن على تلك الحقيقة .
ولكن المؤثر الأساس هنا هو مراعاة طريقة تعامل الأمة مع الرؤية الإسلامية لخلافة رسول الله ( ص ) وتقدير مدى تجاوبها ، فلو سلم بأن هناك نوع من الرفض للفكرة أو عدم التقبل لها بين بعض أوساط الصحابة المتنفذين ، فإن أسلوب عرض الأمر سوف يتأثر سواء في آيات القرآن الكريم أو النصوص الواردة عن رسول الله ( ص ) ، فهناك أصلان ترسخا في الأمة يجب الحفاظ عليهما وهما :
الأول : إن صدق عنوان الإسلام والدخول فيه بمجرد الشهادتين .
والثاني : ضرورة الحفاظ على تقديس الأمة لآيات القرآن الكريم وعدم فتح أي مجال للمساس بألفاظها الشريفة بالتحريف والتغيير .
فالذي حدث في الحقيقة نوع من التضحية في مستوى عرض الإمامة حفاظا على الأصلين السابقين .
وحادثة رزية الخميس - سيأتي ذكر مصادرها - التي طلب فيها رسول الله ( ص ) كتابة الوصية التي لا تضل بعدها الأمة مثال صارخ لمراعاة الأصل الأول .
فقد ورد في آخرها - كما في رواية ابن سعد في ( الطبقات ) تحت عنوان ذكر الكتاب الذي أراد رسول الله ( ص ) أن يكتبه لأمته - أنه قيل له ( ص ) ألا نأتيك بما طلبت ؟ قال : أو بعد ماذا ؟! قال : فلم يدع به(14) .
فهذه العبارة التي تدل على رفض رسول الله أن يكتب شيئا بعد قولهم إن رسول الله ( ص ) يهجر دليل واضح على أنه ( ص ) رأى خطورة إصراره على الكتابة وأنها ستضر بعقيدة الأمة بالنبوة فلذا فضل الحفاظ على احترامهم لقول النبي ( ص ) وعدم مساس حرمته على تبليغ أمر الإمامة على نحو الكتابة ، فلا شك أنهم كانوا مستعدين لإلغاء حجية وصية رسول الله والتأكيد على أنها وصية نبي كان يهجر عند الاحتضار فلا حجة فيها فتصبح عقيدة بين المسلمين .
والقرآن كذلك روعي فيه هذا الأمر بما يحفظ قدسيته بين المسلمين فلا يتعرض لتحريف لفظي عند الإصرار على ذكر الأمر بأقصى درجات الوضوح ، وهو الأصل الثاني الذي سنذكر له أمثلة في الآيات التي تحدثت عن الإمامة .
وافتراض أن الصحابة يسلّمون بما يقول رسول الله ( ص ) ويأمر به خطأ واضح ، وليس بالضرورة أن تكون المخالفة بسبب النفاق أو الأهواء أو بقاء الرواسب الجاهلية عند البعض ، بل نلاحظ أن كثيرا من الاعتراضات تنشأ من اعتقاد بعض الصحابة بأنه يمكن تخطئة رسول الله ( ص ) ومخالفته في تقدير المصالح الاجتماعية والسياسية ، وكأن الأمر ينطلق من اعتقاد هذا البعض أن النبوة تتعلق ببلاغ الأحكام ، وأما تشخيص المصالح السياسة والاجتماعية فهي مهمة يتساوى فيها الجميع .
ويكفي أن تجد أمثلة غريبة قد لا تخطر على ذهن المسلم منها ما ذكره البخاري في كتاب الجمعة باب إذا نفر الناس عن الإمام عن جابر بن عبد الله قال بينما نحن نصلي مع النبي ( ص ) إذا أقبلت عير تحمل طعاما فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي ( ص ) إلا اثنا عشر رجلا فنزلت هذه الآية ] وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما(15) [ .
وكذلك المخالفة التي صدرت من عدد من الصحابة طمعا في الغنائم في معركة أحد فقد روى البخاري في كتاب المغازي باب غزوة أحد عن البراء قال : لقينا المشركين يومئذ وأجلس النبي ( ص ) جيشا من الرماة وأمر عليهم عبدالله وقال : لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا ، فلما لقينا هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن فأخذ يقولون الغنيمة الغنيمة ، فقال عبدالله : عهد إلىّ النبي ( ص ) أن لا تبرحوا فأبوا ، فلما أبوا صرف وجوههم فأصيب سبعون قتيلا "(16) .
وتجد ثلاثة أمثلة واضحة لمخالفة الرسول ( ص ) في مواقف أحد كبار الصحابة عمر بن الخطاب وفي أخريات حياة الرسول ( ص ) :
أولها : موقفه في صلح الحديبية واعتراضه على رسول الله ( ص ) فقد روى البخاري في كتاب الشروط باب الشروط في ا لجهاد قول عمر : فأتيت نبي الله ( ص ) فقلت : ألست نبي الله حقا ، قال : بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ، قال : بلى ، قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ، قال : إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ، قلت : أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ، قال : بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام ، قال : قلت : لا ، قال : فإنك آتيه ومطوف به .
ولم يقبل عمر من رسول الله ( ص ) حتى ذهب وكرر الكلام مع أبي بكر ، وفي آخر الرواية يقول الزهري : قال عمر : فعملت لذلك أعمالا (17) .
وفي كتاب التفسير من صحيح البخاري باب فضل سورة الفتح يظهر غضب رسول الله ( ص ) من عمر ، إذ سأله عمر عن شيء فلم يجبه رسول الله ( ص ) ثم سأله فلم يجبه ، فقال عمر بن الخطاب : ثكلتك أم عمر نزرت رسول الله ( ص ) ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك ، قال عمر : فحركت بعيري ثم تقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل في قرآن ، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي فقلت : لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن(18) .
ثانيها : في مسألة متعة الحج ، ومصيبة هذا المثال أنه يدخل في المسائل العبادية ولم تختص بصحابي واحد بل كان المعترضون يشكلون ظاهرة ، فقد روى البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب نهي النبي ( ص ) عن التحريم عن جابر قال : أهللنا أصحاب رسول الله ( ص ) في الحج خالصا ليس معه عمرة ، فقدم النبي ( ص ) صبح رابعة مضت من ذي الحجة فلما قدمنا أمرنا النبي ( ص ) أن نحل وقال : أحلوا وأصيبوا من النساء … فبلغه أنا نقول لما لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس أمرنا أن نحل إلى نسائنا فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المذي … فقام رسول الله ( ص ) فقال قد علمتم أني أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم ولولا هديي لحللت كما تحلون(19) .
وقد بينت عائشة درجة عصيان الصحابة كما روى عنها مسلم في كتاب الحج باب بيان وجوه الإحرام قالت : قدم رسول الله ( ص ) لأربع مضين من ذي الحجة أو خمس فدخل علي وهو غضبان ، فقلت : من أغضبك يا رسول الله أدخله الله النار؟! ، قال : أو ما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون(20) .
وقد صرح ابن عباس بالعلة التي جعلتهم يعصون رسول الله كما في رواية مسلم في كتاب الحج باب جواز المتعة في أشهر الحج قال : كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ويجعلون المحرم صفرا ويقولون إذا برأ الدبر وعفا الأثر وانسلخ صفر حلت العمرة لمن اعتمر ، قدم النبي ( ص ) وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة فتعاظم ذلك عليهم ،فقالوا : يا رسول الله أي الحل قال الحل كله(21) .
المهم أن بعد هذا كله يقول عمر – وقد كان على رأس المعترضين -كما عن صحيح مسلم في كتاب الحج باب نسخ التحلل : قد علمت أن النبي ( ص ) قد فعله وأصحابه ولكن كرهت أن يظلوا معرسين بهن في الأراك ثم يروحون في الحج تقطر رءوسهم(22) .
وقد بين عمران بن حصين منع عمر للعمرة في أشهر الحج حينما قال كما في كتاب الحج باب جواز التمتع من صحيح مسلم : إني لأحدثك بالحديث اليوم ينفعك الله بعد اليوم واعلم أن رسول الله ( ص ) أعمر طائفة من أهله في العشر فلم تنزل آية تنسخ ذلك ولم ينه عنه حتى مضى لوجهه ، ارتأى كل امرئ بعد ما شاء أن يرتئي … وقال ابن حاتم في روايته : ارتأى رجل برأيه ما شاء يعنى عمر(23) .
ثالثها : رزية الخميس التي رواها مسلم في كتاب الوصية باب ترك الوصية عن ابن عباس أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال : قال رسول الله ( ص ) : ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقالوا إن رسول الله ( ص ) يهجر(24) .
وكما ترى ليس المانع لرسول الله ( ص ) شخص واحد ، وقد صرح ابن عباس باسم أهم المعترضين عمر بن الخطاب كما في رواية البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب كراهية الخلاف قال : لما حضر النبي ( ص ) قال : وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال : هلم اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ، قال عمر : إن النبي ( ص ) غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله ، واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله ( ص ) كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي ( ص ) قال : قوموا عني ، قال عبيدالله : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ( ص ) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم(25) .
هذه ثلاثة مواقف تكشف عن وجود استعداد عند عدد كبير من الصحابة - وبعضهم من كبار الصحابة - لمخالفة رسول الله حتى في الأمور التعبدية فضلا عما يمكن أن يتخيل أنه من التقديرات السياسية أو الاجتماعية ، والمهم أن ما نريد قوله أن رسول الله ( ص ) يمكن أن يراعي هذه الحالة عند إبلاغ بعض الأمور التي لا يجد تقبلا لها بين أصحابه ، كما أنه راعى جانب المشركين حينما كان يمتنع عن قتل بعض المنافقين أو الخونة بقوله ( ص ) : " لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه " كما في صحيح البخاري كتاب المناقب باب ما ينهى من دعوة الجاهلية(26) وموارد متعددة غيرها ، إذ ظاهر هذا النص المتكرر في الصحاح وفي عدة وقائع أن لرسول الله ( ص ) الحق في قتلهم ولكن يراعي ضرورة الحفاظ على شعور الكفار بأن دخولهم الإسلام يضمن لهم السلامة فيدخلوا في الدين ولو طمعا في النجاة .
وقد صرح رسول الله ( ص ) بأنه ترك أمرا ما يتعلق بالكعبة لحداثة الناس بالإسلام فقد روت عائشة كما في صحيح مسلم كتاب الحج باب جدر الكعبة قالت : سألت رسول الله ( ص ) عن الجدر … قال : " ولولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن أخل الجدر في البيت وأن ألزق بابه بالأرض "(27) .
ذكرنا ما سبق من الأمثلة لكي ندلل على أن يمكن لرسول الله ( ص ) أن يتريث في تبليغ بعض الأحكام لإدراكه وجود نوع اعتراض من الصحابة عليها مع تفاوت درجات الاعتراض والرفض ، وما قوله تعالى ] يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس [(28) إلا إشارة لهذه الحقيقة ، ونكرر أننا لا نريد أن نقول أن الأمر يؤثر في أصل التبليغ بل درجته ومستواه ، ويوجب نوع من التدريج في تبليغه .
وهذا الأمر كما يؤثر على رسول الله ( ص ) يؤثر على صياغة القرآن لمثل هذه الأمور بل هنا الأمر أخطر ، إذ لو صرح بمطلب يعارضه عدد من كبار الصحابة فإن هناك خطورة في تحريف آيات الكتاب .
ولذا من الطبيعي أن يصاغ الأمر في القرآن بحيث لا يفقد وضوحه ولكن في نفس الوقت يعرض بطريقة يؤمن معها كتاب الله أن تناله يد التحريف ، إذ من الخطأ افتراض أن القرآن يحفظ بطريق المعجز دائما بل قد تكون بعض الأسباب الطبيعية هي التي أدت إلى عدم مساس آياته بأي نوع من أنواع التحريف اللفظي ، نعم قد تتدخل عوامل معجزة عند بعض الضرورات تمنع من تطرق الباطل إليه .
ولذا تجد العديد من الآيات التي تتعلق بالإمامة توضع في سياق غريب وأمثلتها عديدة ، وإليك بعضها :
أولها : آية إكمال الدين التي نزلت بعد غدير خم حيث وضعت في وسط آيات تتعلق ببيان المحرم من اللحوم ، قال تعالى ] حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق [ ثم انتقلت الآيات للحديث عن إكمال الدين بقوله تعالى ] اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا [ ثم رجعت الآيات تتحدث عن الموضوع السابق بقوله تعالى ] فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم [(29) .
ثانيها : آية التطهير التي تجدها وضعت بين آيات تتعلق بنساء النبي ( ص ) مع أنه من الواضح من الروايات التي تتحدث عن أسباب النزول أنه لا علاقة لآية التطهير بهن قال تعالى ] وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا () واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا [(30) .
ثالثها : قوله تعالى مبينا أن الشاهد بعد رسول الله ( ص ) هو رجل منه ] أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة [(31) ، إذ دخول ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة كجملة اعتراضيه أمر متعمد لحفظ الآية ، وكأن السياق الطبيعي ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة .
يبقى أن نعرض النصوص التي تبين وبشكل جلي أن إمامة علي (ع)كانت فكرة مرفوضة من قبل بعض الصحابة ، بل كانوا يخططون لمنعها كما يظهر من رزية الخميس .
فالخلفية التي كان رسول الله ( ص ) يعرف بها ويتخوف منها عند تبليغ إمامة علي (ع) هي بغض بعض الصحابة لعلي (ع) ، والشواهد على ذلك كثيرة .
وأولها ما في كتاب الإيمان من صحيح مسلم باب الدليل على أن حب الأنصار و علي ( رض ) من الإيمان من قول علي (ع) : " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي ( ص ) إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق "(32) ، فهذا الحديث وحديث " حب الأنصار آية الإيمان وبغضهم آية النفاق "(33) الذي رواه مسلم في نفس الباب دليل على أن هناك بغض من قبل بعض القرشيين والمهاجرين لطرفين كان لهما أكبر الدور في انتصارات رسول الله ( ص ) على قريش ، فمن دخل منهم في الإسلام بتأثير الطمع أو السيف بقيت فيه خصلة بغض هذين الطرفين فأصبحت علامة على نفاقه .
ومنها ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب المغازي باب بعث علي بن أبي طالب عليه السلام … إلى اليمن عن بريدة قال : بعث النبي ( ص ) عليا إلى خالد ليقبض الخمس وكنت أبغض عليا وقد اغتسل ، فقلت لخالد : ألا ترى إلى هذا ! فلما قدمنا على النبي ( ص ) ذكرت ذلك له فقال : يا بريدة أتبغض عليا ؟ قلت : نعم ، قال : لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك(34) .
وقد روى الخبر أحمد في مسند بريدة الأسلمي بما يكشف بغض خالد بن الوليد لعلي (ع) قال بريدة : أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قط وأحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليا قال : فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه عليا .
وقد حكم محققو طبعة الرسالة بصحة الحديث(35) ، ومن الواضح من خلال الربط بين الخبرين أن الرجل هو خالد .
وروى الحاكم في ( المستدرك ) عن عمرو الأسلمي وكان من أصحاب الحديبية قال خرجنا مع علي ( رض ) إلى اليمن فجفاني في سفره ذلك حتى وجدت في نفسي فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله ( ص ) … قال : يا عمرو والله لقد آذيتني فقلت أعوذ بالله أن أؤذيك يا رسول الله قال : بلى من آذى عليا فقد آذاني .
قال الحاكم : حديث صحيح الإسناد ولم يخرجا ، قال الذهبي في التلخيص : صحيح(36) .
وقد ذكر عمران بن حصين أن عدد الذين شكوا عليا أربعة من الصحابة كما في رواية أحمد في ( فضائل الصحابة ) قال : بعث رسول الله ( ص ) بسرية وأمر عليهم علي بن أبي طالب فأحدث شيئا في سفره فتعاهد قال عفان فتعاقد أربعة من أصحاب محمد ( ص ) أن يذكروا أمره لرسول الله ( ص ) … قال : فأقبل رسول الله ( ص ) على الرابع وقد تغير وجهه فقال : دعوا عليا دعوا عليا إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي . وحسن محقق الطبعة هذا الخبر(37).
وقد روى الحاكم في مستدركه عن أبي سعيد الخدري ما يظهر أن المبغضين لعلي (ع) جماعة من الصحابة قال : شكى علي بن أبي طالب الناس إلى رسول الله ( ص ) فقام خطيبا فسمعته يقول : أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخشن في ذات الله وفي سبيل الله .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجا ، وقال الذهبي في التلخيص : صحيح(38) .
أضف إلى ذلك ما رواه الحاكم عن علي (ع) كما في ( المستدرك ) : " إن مما عهد إلي النبي ( ص ) أن الأمة ستغدر بي بعده " .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : صحيح(39) .
فمن الواضح من الخبر أن الأمة - وليس مجرد أفراد - ستغدر بعلي (ع)وليس المنطلق إلا المجموعة التي تبغض عليا من الصحابة وتخالف عهدا عهده إليهم رسول الله ( ص ) .
وتكفي دراسة سريعة لأحداث التاريخ لمعرفة عداء عدد من الصحابة لعلي (ع) وما قيام عائشة وطلحة مسألة ظهرت بين عشية وضحاها بل كانت تعبر عن عداوة لعلي (ع) لها جذورها .
فهذا البخاري ينقل في كتاب الصلاة باب بدء الأذان باب حد المريض أن يشهد الجماعة عن عائشة أنها قالت : لما ثقل النبي ( ص ) واشتد وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان بين العباس ورجل آخر ، قال عبيدالله : فذكرت ذلك لابن عباس ما قالت عائشة ، فقال لي : وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة ؟ قلت : لا ، قال هو علي بن أبي طالب(40) .
قال ابن حجر في ( الفتح ) :
" قوله هو علي بن أبي طالب زاد الإسماعيلي من رواية عبدالرزاق عن معمر ولكن عائشة لا تطيب نفسا له بخير ، ولابن إسحاق في المغازي عن الزهري ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير ، ولم يقف الكرماني على هذه الزيادة فعبر عنها بعبارة شنيعة وفي هذا رد على من تنطع فقال لا يجوز أن يظن ذلك بعائشة "(41) .
وما نقله الطبري في أحداث سنة (40) عن عائشة عند استشهاد علي (ع) أفظع ، قال :
" ولما انتهى إلى عائشة قتل علي ( رض ) قالت :
فألقت عصاها واستقرت بها النوى كما تقر عينا بالإياب المسافر
فمن قتله فقيل رجل من مراد فقالت :
فإن يك نائيا فلقد نعاه غلام ليس في فيه التراب
فقالت زينب بنت أبي سلمة : ألعلي تقولين هذا ؟! فقالت : إني أنسى فإذا نسيت فذكروني "(42) .
وأما معاوية وهو من طلقاء الصحابة فلم يكتف ببغض علي (ع) بل سن شتمه على المنابر حتى أصبح بطل الإسلام الأول يسب على منابر الجمعة قرابة السبعين عاما .
فقد روى مسلم في صحيحه في فضائل الصحابة باب من فضائل علي بن أبي طالب ( رض ) عن سعد بن أبي وقاص قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ؟(43)
وأما إذا أردنا أن نستقصي المبغضين لعلي (ع) من الأجيال المتأخرة على الصحابة فيطول البحث ويخل بالاختصار المطلوب هنا ، بل هي التي أدت إلى نشأة فرقة النواصب والخوارج في التاريخ الإسلامي .
المهم أردنا من العرض السابق بيان أن إبلاغ إمامة علي (ع) من الأمور التي كان رسول الله يدرك وجود اعتراض عليه من البعض المستميت في منع بلوغ علي (ع) للخلافة ، وهذه الحقيقة هي التي أثرت على صياغة القرآن للإمامة بما يحفظها من التلاعب والتحريف .
وفي الختام نرجو أن يكون البحث قد حقق هدفه ، وهو توضيح ما قد يشتبه على البعض بظنهم أن القرآن الكريم لم يعرض الإمامة ، وأن مصدر هذه العقيدة عند الشيعة ليس بقرآني مما أحوجهم إلى التفسير الباطني للقرآن ، وقد أوضحنا لك جلاء أمر الإمامة في القرآن الكريم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة على خير خلقه محمد وآله الطاهرين
الكويت
3 شوال 1422هجري
عبد الله إبراهيم دشتي
--------------------------------------------------------------------------------
(1) البقرة : 177
(2) البقرة : 285
(3) النساء : 136
(4) الإتقان – للسيوطي – ج1 ص41
(5) البرهان – للزمخشري – ج1 ص281
(6) تفسير الطبري – ج2 ص128
(7) تفسير ابن كثير – ج1 ص213
(8) تفسير الطبري – ج3 ص207
(9) تفسير الميزان – للطباطبائي – ج2 ص440
(10) صحيح مسلم – ج1 ص115
(11) تفسير الطبري – ج5 ص439
(12) النساء 137
(13) تفسير الطبري – ج5 ص441
(14) الطبقات الكبرى - لابن سعد – ج1 ص517
(15) صحيح البخاري – ج2 ص16
(16) صحيح البخاري – ج5 ص120
(17) صحيح البخاري – ج3 ص256
(18) صحيح البخاري – ج6 ص232
(19) صحيح البخاري – ج9 ص137
(20) صحيح مسلم – ج2 ص879
(21) صحيح مسلم – ج2 ص909
(22) صحيح مسلم – ج2 ص896
(23) صحيح مسلم– ج2 ص898
(24) صحيح مسلم – ج3 ص1259
(25) صحيح البخاري – ج9 ص137
(26) صحيح البخاري – ج4 ص223
(27) صحيح مسلم – ج2 ص973
(28) المائدة : 67
(29) المائدة : 3
(30) الأحزاب : 33-34
(31) هود : 17
(32) صحيح مسلم – ج1 ص86
(33) صحيح مسلم – ج1 ص85
(34) صحيح البخاري – ج5 ص207
(35) مسند أحمد – ج38 ص67
(36) المستدرك على الصحيحين – ج3 ص122
(37) فضائل الصحابة – ج2 ص749 حديث رقم 1035
(38) المستدرك على الصحيحين – ج3 ص134
(39)المستدرك على الصحيحين – ج3 ص140
(40) صحيح البخاري – ج1 ص170
(41) فتح الباري – لإبن حجر – ج2 ص155
(42) تاريخ الطبري – ج4 ص115
(43) صحيح مسلم – ج4 ص1871
source : http://zainealdeen.com