عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

أفكار في سلاح الإمام المهدي عليه السلام عند الظهور(1)

تؤكد الآيات الكريمة أن الله عز وجل سيظهر دينه على الأديان كافة ولو كره المشركون، ولما كان الدين الإسلامي لم يسع المعمورة كلها فلا بد من ظهور المنقذ الذي يحقق هذا الوعد قال تعالى: ((هوَ الذي أرسلَ رسولـَه بالهـُدى ودين ِ الحقِ ِ ليظهرَهُ على الدين ِ كله ِ ولو كرهَ المشركون))(2)، ثم الوعد الإلهي الذي قطعه الله على نفسه بإنه سيورث الأرض عباده الصالحين، قال تعالى: ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون))(3) ولا شك أن الأرض منذ أن سـُكنت كان عبادُ الله فيها هم المستضعفون والمطاردون. ففي الخطاب القرآني دلالات كافية وتأكيد إلهي ووعد صادق من الله تعالى بإقامة دولة إلهية عالمية تسود المعمورة يحكم بها المؤمنون الأرض وفق شريعة السماء لتكون نموذجاً لتطبيق الإرادة الإلهية، ومن أصدقُ من الله في تنفيذ وعده؟
الفصل الأول: حالات إنتصار الإمام عليه السلام

أما كيف يتحقق هذا الوعد الإلهي بنصرة الإمام المهدي عليه السلام وتنفيذ مشروعه العالمي فهناك ثلاث أطروحات:
الأولى:

إنه ينتصر بطريق الإعجاز الإلهي: وتتلخص هذه الاطروحة بان الله سبحانه وهو القادر على كل شيء قد وعد خليفته بالنصر في آيات كثيرة، وهو قادر على نصره بأية طريقة كانت، وتمكينه من بسط سلطانه على الأرض، وذلك بأن يحصل على الأسلحة بطريق المعجزة، وإن الأسلحة الحديثة لا تعمل ضده، وإن الأعداء سوف يصرفهم الله عن إستنتاج الطرق المؤثرة عليه. وهذا الرأي مخالف لقاعدة (ناموسية السنن الإلهية) كما يقول الشيخ محمد السند، ويضيف (إن أي تغيير ليس إيحاءً ولا إعجازاً على قاعدة كن فيكون وإنما هو أمر بين أمرين، جانب من البشر، وجانب من التأييد الإلهي).(4) ويقول السيد محمد الصدر ( إذا آمنا بالمعجزة فإن ظهوره يكون لا معنى له) إستناداً إلى قوله تعالى: ( ولو شاء ربك لهدى الناس جميعاً) ويضرب الأمثلة التي تدلل على إمتناع المعجز في إنجاز الحركة فيقول ( لو أمكن سيطرة الإمام المهدي عليه السلام على العالم لأمكن لنبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم وهو خير منه أن يسيطر على العالم بطريق المعجزة، ولانتصر الحسين عليه السلام على جيش الكوفة، ولأمكن إنجاز الوعد الإلهي بأسرع ما يمكن، فتأخيره وإمتداد الظلم، ظلم للبشرية>.(5) ويقول كامل سليمان في اليوم الموعود (إننا لا نحكي حكايا عجائز فنصور إمامنا يسيطر على أعدائه بالدعاء على الظالمين فيقف دعاؤه في وجه مدافع أعدائه وقذائفهم وصواريخهم ومدمراتهم ووسائل حربهم المفنية).(6) ولعلّ هؤلاء يستندون إلى رواية عن الإمام الباقر عليه السلام قيل: قلت لأبي جعفر عليه السلام إنهم يقولون: إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفواً، ولا يريق ملء محجمةٍ دماً، فقال: (كلاّ والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق) (أي الدم): ثم مسح جبهته)،(7)

ثم أن الروايات التي تصف عصر الظهور تتحدث عن معارك يخوضها الإمام في مكة والمدينة والكوفة ودمشق وفلسطين مع جيوش السفياني واليهود والروم، فإذا كانت المعجزة هي التي تحقق النصر للإمام فلا داعي لمثل هذه المعارك، ونعود إلى قول السيد محمد الصدر بهذا الصدد ( لا يمكن الإلتزام بإن سيطرة المهدي عليه السلام على العالم تكون بطريق إعجازي).(8)
الأطروحة الثانية:

وهذه تقول: إن الله سبحانه يريد أن ينتصر الإمام المهدي بالقوانين الطبيعية، دون مساعدة القدرة الإلهية. وهذا الرأي لا يمكن الإعتماد عليه أيضاً، بالرغم من صحة القول بإن السير على طبق القوانين الطبيعية هو الإسلوب العام في ثورة الإمام المهدي عليه السلام، ولكن الاعتقاد بعدم وجود تأييد إلهي، وإن الإمام يواجه العالم بقدراته الذاتية وما له من الأنصار، ويقاتل الدول العظمى ذات الأسلحة الفتاكة وترسانات الأسلحة الحديثة اعتقاد لا يمكن قبوله، ومن أين لشخص يدخل مكة وحيداً فيصبح بعد أيام سيداً للعالم بلا منازع بقدرات ذاتية دون تأييد إلهي، وهذا لا يمكن التسليم به، سيّما وإننا نجد التأييد الإلهي الواضح في مراحل حركة الإمام الثلاث وهي:

أ ـ التاريخ السابق على خروج الإمام من ظهور الممهدين والمؤيدين ودعوتهم له وتأييدهم لدولته.

ب ـ التأييد الإلهي في وقت ظهوره المبارك من إجتماع أنصاره في مكة من كل مكان والنداء السماوي والخسف بجيش السفياني ونزول عيسى عليه السلام من السماء وإنتصاره في الحروب كلها.

ج ـ سيطرته على العالم أجمع ولم يتحقق ذلك على طول التاريخ البشري.
الأطروحة الثالثة:

وهي أن الإمام المهدي عليه السلام ينتصر بقوة جيشه وحداثة سلاحه ورجاله المحاربين الأشداء مع وجود التأييد الإلهي. ويشرح السيد محمد باقر الصدر أصل الفكرة فيقول: (تتميز عمليات التغيير الإجتماعي التي تفجرها السماء على الأرض بإنها لا ترتبط في جانبها الرسالي بالظروف الموضوعية، لأن الرسالة التي تعتمدها هنا عملية تغيير ربانية ومن صنع السماء، ولكنها في جانبها التنفيذي تعتمد الظروف الموضوعية التي لها أثر في الجانب التنفيذي من عملية التغيير، منها ما يشكل المناخ المناسب والجو العام للتغيير المستهدف، ومنها ما يشكل بعض التفاصيل التي تتطلبها حركة التغيير من خلال منعطفاتها التفصيلية، وهذا لا يمنع من تدخل الله سبحانه أحياناً فيما يخص بعض التفاصيل، ومن ذلك الإمدادات الغيبية التي يمنحها الله تعالى لأوليائه في لحظات حرجة يحمي بها الرسالة كما في خمود نار نمرود وشل اليد الغادرة التي أرتفعت بالسيف على رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيرها. وعلى ضوء ذلك، والكلام للسيد الصدر: ندرس قضية الإمام المهدي لنجد أن عملية التغيير التي أُعِـدَ لها ترتبط من الناحية التنفيذية بظروف موضوعية تساهم في توفير المناخ الملائم لها، كما وإن رسالة الإمام التي إدّخره الله لها وهي تغيير العالم تغييراً شاملاً لا يكفي في ممارستها مجرد وصول الرسالة والقائد الصالح وإنما تتطلب مناخاً مساعداً لهذه الظروف الموضوعية.(9) وهذا الرأي هو ما ذهب إليه الشيخ محمد السند بقوله ( إن حركة الإمام ليست سنّة إلهية لوحدها، وليست إعجازاً إلهياً لوحده، بل هي حركة وفق السنن الطبيعية زائداً التأييد الإلهي).(10) فإذا سلمنا بالحالة الثالثة التي تعتمد طرفي المعادلة وهو الرأي الوسط، كان لا بد لنا أن ندرس صور التأييد الإلهي في حركة الإمام ثم نأتي إلى عوامل إنتصاره الذاتية.
الفصل الثاني: صور التأييد الإلهي لحركة الإمام عليه السلام

1 ـ التمهيد لظهور الإمام: ويمكن أن نلمس التأييد الإلهي في العصر السابق لظهور الإمام فيما يلي:

أ ـ إضعاف الدول وإنهاء ترسانات الأسلحة لكي يظهر الإمام على أرضية سهلة من البشر غير قادرة على المقاومة الشديدة عسكرياً، ويتجلى ذلك واضحاً في الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته التي تنبئ عن إنحطاط الدول وضعف ترسانة الأسلحة لديها، أما ضعف الأسلحة فهو وارد في إحتمالين:

الأول: إحتمال توصل الدول الكبرى إلى معاهدات للقضاء على الأسلحة النووية ومنع إنتشارها، كما حدث بين أمريكا والإتحاد السوفيتي المنحل أو إلغاء تلك الأسلحة، وهذا إحتمال ضعيف خاصة وأن الدول الكبرى لم تلتزم بتلك المعاهدات وأن البعض لم يوقّع عليها، وما معاهدات سالت / 1 وسالت / 2 إلا مثال على عدم جدوى ذلك الإحتمال حيث لم تطبق نهائياً.

الثاني: إحتمال أن تدمر هذه الأسلحة بقيام حرب عالمية ثالثة بين الدول التي تمتلك تلك الأسلحة ! يقول السيد محمد باقر الصدر: (هناك إفتراض أساسي بالإمكان قبوله على ضوء الأحاديث التي تحدثت عنه، والتجارب التي لوحظت في عمليات التغيير الكبرى في التاريخ، وهو إفتراض ظهور نكسة وأزمة حضارية خانقة، وذلك الفراغ يتيح المجال للرسالة الجديدة أن تمتد وتهيئ الجو النفسي لقبولها، وليست هذه النكسة مجرد حادثة تقع صدفة في تاريخ الحضارة الإنسانية، وإنما هي نتيجة تناقضات التاريخ المنقطع عن الله، فتشتعل النار التي لا تبقي ولا تذر ويبرز النور في تلك اللحظة ليطفئ النار ويقيم على الأرض عدل السماء).(11) وقيام حرب عالمية تدمر فيها ترسانات الأسلحة وارد جداً إستناداً إلى الأدلة الآتية:

أولاً ـ إشارة إلى الوعيد الإلهي بتدمير الحضارة عند أخذ الأرض زينتها، تقول الآية الكريمة ((حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الأَْرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَْمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآْياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)).(12)

ب ـ الروايات الواردة عن النبي وأهل بيته التي تخبر بوقوع حرب مدمرة تُـفني ثلثي العالم ومن هذه الروايات: قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (لا يخرج المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة).(13) قال الصادق عليه السلام (قدام القائم موتان: موت أحمر وموت أبيض حتى يذهب من كل سبعة خمسة، الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض: الطاعون).(14) وقال الصادق عليه السلام (لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا العالم، قيل له: إذا ذهب ثلثا العالم فمن يبقى ؟ قال: أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي).(15) والروايات بهذا الصدد كثيرة.

ج ـ تنبؤ بعض المفكرين الغربيين بزوال الحضارة، يقول برناردشو بعد أن سُـئل عن الحرب العالمية الثالثة: إن هذا لا أعلمُـه ولكن الحرب الرابعة ستكون بالعصي والحجارة.(16) دليل التدمير الشامل. وهذا الإحتمال أقرب إلى الوقوع حيث تتجه الدول إلى تكديس الأسلحة النووية والذرية وغيرهما وأن وقوع الحرب يؤدي إلى تلف هذه الأسلحة وإلى دمار شامل للدول والشعوب المالكة لها سيّما وإنها دول معادية للإسلام، فلا يبقى إلى الثلث المؤمن.

ثانياً: إنهيار كافة النظريات المادية عند التطبيق:

ومن معالم التأييد الإلهي للإمام المهدي عليه السلام قبل ظهوره هو إنهيار كافة النظريات المادية البشرية عند التطبيق، يقول الإمام الصادق عليه السلام: لا يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا ولّوا على الناس حتى يقول القائل: إنا لو ولينا لعدلنا، ثم يقوم القائم بالحق والعدل)(17) ، ويقول السيد محمد باقر الصدر: (من الناحية البشرية يعتبر شعور إنسان الحضارة بالإحباط عاملاً أساسياً في خلق المناخ المناسب لتحقيق رسالة العدل الجديد).(18) و إن فشل الأنظمة السابقة على الظهور، وإتضاح زيفها، وظلمها للبشرية، وتهاوي الأطروحات التي تعرض نفسها بإنها تنقذ البشرية من الظلم، كما رحل الفكر الشيوعي وأنحسر عن قارة أوروبا وأجزاء من قارة آسيا، وبهذا تنتظر البشرية المبدأ المؤهل لإسعادها.

ثالثاً: التأييد الإلهي بالممهدين للظهور:

ومن أجل أن تكتسب القضية المهدوية عوامل إنتصارها فإن الإرادة الإلهية تهيئ أسباب ذلك الإنتصار بالتمهيد له، وطرق التمهيد كثيرة منها ما يتعلق بتهيئة وسائل مادية صرفة، كما يقول السيد محمد باقر الصدر (إن شروط الحياة المادية الحديثة أقدر من شروط الحياة القديمة على إستقبال حركة الإمام المهدي عليه السلام)(19) ، ويقول الشيخ محمد السند (إن العولمة إعداد مهدوي والحداثة إعداد مهدوي، والعدالة والسلم ونبذ الإرهاب والمطالبة بحقوق الإنسان كلها عوامل تأهيل بشري لإستقبال دولة الإمام المهدي عليه السلام).(20)

أما على الصعيد العسكري، فإن الروايات تؤكد ظهور دول تمهد لحركة الإمام ربما تكون عن طريق أحزاب سياسية أو قوى عسكرية أو أنظمة تتسلم السلطة في دول مختلفة من الشرق الأوسط تطلق عليها الروايات (الرايات) فهناك راية الخراساني من الشرق، وراية اليماني من اليمن وراية السيد الهاشمي في العراق والذين يقيمون دولاً تمهد لحركة ظهور الإمام.
الفصل الثالث: الإنتصار العسكري في عصر الظهور

لعل مع كل هذه العوامل التي تمهد لظهور المنقذ , وتهاوي الأنظمة الظالمة, وفشل الأنظمة الفكرية والمعارك الرهيبة التي يمكن أن تقع بين الدول, وبعد تهيئة الأرضية الصالحة لإستقبال الإمام بظهور الرايات الموطئة لخروجه، لعل مع كل هذا من قيام الإمام بحركة عسكرية منظمة، وجيش مجهز بأحدث الأسلحة المتطورة وأجهزة تقنية عالية تصاحب الآلة العسكرية، وجنود مؤمنين بالرسالة ومضحين من أجلها، وقائد محنك له خبرة عالية بالقتال وأدارة عسكرية متطورة، فلعل كل هذه العوامل هي مفردات الإنتصار العسكري على الأرض، وتحقيق الإرادة القوية، ونشر الهداية في عالم. وهذا ما نراه واضحاً في الروايات التي تتحدث عن عصر الظهور من معارك يخوضها جيش الإمام في مكة والمدينة والكوفة والشام، وإرسال الجيوش البحرية إلى قسطنطينية وروما لخوض المعارك وفتحها، وإرسال الجيوش إلى دول العالم لنشر شريعة السماء فيها , كل هذا بإدارة قائد محنك وقادة معينون يبلغ عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر قائداً يحيط بهم أنصار يصل تعدادهم إلى عشرة آلاف ثم مئات الآلاف ثم الملايين.

وهذه المعارك واقعة إستناداً إلى تلك الروايات التي تتحدث عن شرف الإستشهاد بين يدي الإمام، قال الصادق عليه السلام (من أدرك قائمنا فقُـتل معه كان له أجرُ شهيدين، ومن قـَتـَل معه عدواً كان له أجر عشرين شهيداً).(21) وفي الأدعية المأثورة عن أهل البيت يأتي دعاء (اللهم فكما جعلت قلبي بذكره معموراً فإجعل سلاحي بنصرته مشهوراً).(22) ونبحث عوامل الإنتصار العسكري للإمام المهدي في الفقرات التالية:
أولاً: التأييد الإلهي في المعارك

ويظهر جلياً فيما يلي:

أ ـ التأييد بالملائكة: لقد وردت روايات تؤكد هذا المعنى وأن الله سبحانه وتعالى يمده بالملائكة المسومين المهيئين للقتال، قال الإمام الباقر عليه السلام (لو خرج قائم آل محمد لـَـنَصَرَهُ الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين، يكون جبرئيل أمامه وميكائيل عن يمينه وإسرافيل عن يساره والرعب مسيره أمامه)(23) ، وقال الصادق عليه السلام (يؤيده الله بثلاث أجناد: الملائكة والمؤمنين والرعب).(24)

ب ـ تسهيل الصعاب التي تعترضه: إذا عرفنا أن الجهاد العسكري فيه من المشاق ما لا يحتمل ومن الصعاب ما لا يطاق كان التأييد الإلهي في هذا المجال مطلوباً، وهو ما تتحدث عنه الرواية، عن الصادق عليه السلام يقولإذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض وخفض له كل مرتفع حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته).(25)

ج ـ النداء السماوي بإسمه: وهو ما تسميه الروايات بالصيحة أو الفزعة التي تفزع النائم وتخرج العذراء من خدرها، وهي دعوة للمؤمنين للتهيؤ والإستعداد لنصرته، ولإثارة الرعب في قلوب أعدائه، وتكون الصيحة في السماء ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، يقول الباقر عليه السلام (ثم يصيح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي يُـسمع من في السماوات والأرض يا معشر الخلائق هنا مهدي آل محمد قد خرج فإتبعوه ولا تخالفوا أمره).(26) وعين الشمس كناية عن وسائل الإتصال الحديثة والفضائيات.

د ـ عنصر المباغتة في التوقيت: وعنصر المباغتة له الأثر الكبير في أي إجراء عسكري، لذا جعل الله سبحانه أمر وليه غير محدد بوقت معلوم، وجاء التأكيد من أئمة أهل البيت عليهم السلام بأنه (كذب الوقاتون)، قال أمير المؤمنين عليه السلام: يخرج المهدي على حين غفلة من الناس).(27) وقال المهدي عليه السلام: إن أمرنا بغتة.
ثانياً: تدخل الإعجاز الإلهي المباشر في المعارك:

لقد ورد في مراحل البحث أن الإمام عليه السلام يستند إلى السنن الطبيعية في الجهاد، وإلى النصر والتأييد الإلهي في بعض المراحل، وهذا التأييد الإلهي نجده واضحاً في مراحل حركة الإمام العسكرية بما يأتي:

أ ـ الخسف في البيداء: وهو من علامات التأييد الإلهي واضحة المعالم، فالروايات تشير إلى إنه بعد ظهور الإمام في مكة وإستيلائه عليها يستنجد أمراء الحجاز بجيش السفياني الموجود في المدينة، فيتحرك الجيش للقضاء على حركة الإمام فيخسف الله بهم الأرض كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصف جيش السفياني (ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول: يا جبرئيل إذهب فأبدهُمْ فيضربها برجله ضربة يُـخسف بهم عندها ولا يفلت إلا رجلان).(28)

ب ـ نزول النبي عيسى عليه السلام من السماء: وهي علامة إعجازية أراد الله بها نصر وليه بأن ينزل النبي عيسى عليه السلام من السماء ليصلي خلف الإمام في المسجد الأقصى، والروايات تتحدث عن تحشيد هائل لليهود والصليبين في فلسطين بحيث يملأون الساحل من العريش إلى إنطاكية ومعهم عشرون ملكاً بكامل أسلحتهم لمقاتلة جيش الإمام فينزل المسيح من السماء ويصلي خلف الإمام عليه السلام فتحدث البلبلة في صفوف الجيش الصليبي فمنهم من يلتحق بالإمام، ومنهم من يترك الحرب، ومنهم من يبقى للقتال. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (منا الذي يصلي أبن مريم خلفه)(29) وفي البخاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم).

ثالثاً: القيادة العسكرية للإمام:

تتجلى ملامح الشخصية القيادية في الإمام عليه السلام في المؤهلات التي يتمثل بها، والتي جعلت منه قائدا فذاً ذا خبرة بأمور الحرب، وإدارة المعارك، وكسب الرأي العام عند المحاججة، والبلاغة في الإقناع وقوة الدليل عند الدعوة إلى حركته، وفي جوانب المعركة الأخرى، من خلال:

أ ـ إن الإمام هو المعصوم الثاني عشر من أئمة أهل البيت بما يحمله هذا المنصب الإلهي من العلوم الإلهية والمعارف الملكوتية والعلم اللدني الذاتي وبما يريه الله من حقائق الأشياء، يقول الإمام الباقر عليه السلام (إذا خرج القائم لم يقم أحد بين يديه من خلق الرحمن إلا عرفه صالحاً هو أم طالحاً، ألا وفيه آيه للمتوسمين)(31) ، كما وإن طول عمر الإمام عنصر هام في معرفة الأمم والشعوب ومعايشتها والإطلاع على واقع النظم التي مرت بها البشرية والتعرف على عاداتها وطبائعها وما يحيط بها مما يمكنه من التعامل معها سلماً أو حرباً.

ب ـ إيمانه المطلق بالنصر على الأعداء كونه مكلف بأداء رسالة إلهية إلى البشرية كافة بما وعده الله سبحانه من النصر على أعدائه وما يخلقه هذا الإيمان من قوة الإرادة واليقين الثابت بالنصر.

ج ـ إن هذا القائد يحمل مواريث الأنبياء(عليهم السلام) في مجالات الحروب والمعارك التي خاضها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء من قبله مما يساعده في الإنتصار على أعدائه.
رابعاً: الجيش القوي المؤمن بقضيته:

هناك جيوش قوية بأسلحتها وأعدادها إنهارت بسرعة لأنها لا تملك الإيمان الراسخ بقضيتها ولا بقدسية الهدف الذي تضحي من أجله، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإيمانها وعقيدتها وشاهِدُنا في ذلك مسلمو بدر في إنتصارهم على قريش، وغيره، ولا شك إن النصر في الحروب منوط بصفات يتصف بها الجندي المقاتل من الإيمان بالهدف والشعور بالمسؤولية تجاهه والإخلاص للقائد والتضحية من أجله، وهذه الصفات يتمتع بها جيش الإمام وأنصاره، يصفهم أمير المؤمنين عليه السلام فيقول (وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر كأنهم ليوث قد خرجوا من غاب قلوبهم مثل زُبـُر الحديد لو إنهم هموا بإزالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها)(32) ، ويقول الصادق عليه السلام: (يخرج بجيش لو أستقبل الجبال لهدمها وأتخذ فيها طريقاً)(33)، ووصف أنصاره كذلك الإمام زين العابدين عليه السلام يقول: (إن الرجل منهم يُـعطى قوة أربعين رجلاً، وإن قلبه لأشد من زبر الحديد، ولو مروا بجبال الحديد لقطعوها).(34) وليس الجيش وحده يملك هذه الصفات بل إن له قاعدة شعبية عريضة من الموالين: قال الصادق عليه السلام: (فإذا قام قائمنا المهدي كان الرجل من محبينا أجرأ من سيف وأمضى من سنان).(35)
خامساً: الأجهزة العسكرية المتطورة:

إن الإمام المهدي عليه السلام لا يلغي الحضارة الإنسانية التي إكتسبتها البشرية عبر تاريخها الطويل، بل إنه يوظفها لإنتصاره في حروبه المرتقبة ويجعلها عاملاً مساعداً لإدارة دولته المتراميه، فليس من الصحيح أن نفترض أن العالم يعود إلى عصر السلاح البدائي والعصا والحجارة، بل إن كل الروايات تشير إلى نشر العلم والمعارف: يقول الإمام الصادق عليه السلام: (إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم)(36)، ويقول الشيخ محمد السند: (ليس من الصحيح القول: إن الإمام يجمد العلم ويعيد الـبداوة بل إن العلم يصل إلى مرحلة متقـدمة بما يضيفـه الإمام إلى العلـوم الأخـرى ليـكـسـبـه الانتصار، وكشاهد على هذا التطور العلمي نسمع الإمام الصادق يقول: (إذا قام القائم مدّ الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيسمعون، وينظرون إليه وهم في أماكنهم)، وهي إشارة واضحة إلى أجهزة الإتصال الحديثة كالنقال والأنترنيت والقنوات الفضائية، ويقول الصادق عليه السلام أيضاً (المؤمن في زمن القائم وهو في المشرق يرى أخاه الذي في المغرب وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق) وعلى صعيد التطبيق العملي لإستخدام التقنية الحديثة في عصر الإمام: يقول الإمام الصادق عليه السلام: (إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تنظر القضاء فيه، فأنظر إلى كفك وأعمل بما فيها)،(37) وليس لهذه الرواية تفسير إلا إستعمال أجهزة الإتصال المتطورة لإدارة الدولة وأقاليمها المترامية. وفي معرض إستخدام الإمام للأجهزة لمتطورة، يقول الإمام زين العابدين عليه السلام: (أما أنه سيركب السحاب ويرتقى في الأسباب) وهو دليل على إنه يعلو على السحاب بأسباب حديثة متطورة) ونستشف من حديث الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: (يركب على فرس أدهم محجل له شمراخ يزهر ينتفض به إنتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلا أتاهم نور ذلك الشمراخ حتى يكون آية له)،(38) وهل هذه الإشارة إلى رؤية كل أهل بلد للإمام وهم في محلهم إلا إشارة إلى التلفزيون وأجهزة الإتصالات المتطورة.
سادساً: الآلة الحربية:

هناك ثلاثة آراء في نوعية السلاح الذي يستخدمه الإمام لتحقيق الإنتصار على الأعداء:

الرأي الأول: ويقول إننا مع الروايات التي وردت عن أهل البيت (عليهم السلام) والتي ورد فيها ذكر للسيف والخيول والأسنة وغيرها مما تعارف عليه أهل ذلك الزمان كالرواية التي وردت عن الصادق عليه السلام: يقول (إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب والفرس إلا السيف لا يأخذها إلا به ولا يعطيها إلا به)(39) ، فهم يقولون نحن مع هذه الروايات، وإن السيف هو آلة الحرب التي ينتصر بها الإمام، وفي أحد الكتب الحديثة يقول المؤلف (إن السيف يوقف الدبابة عن الحركة ويهم على الطائرة فيسقطها ويفجر الغواصة وهي في أعماق البحر).
ولا يمكن الأخذ بهذا الرأي لما تقدم بأن الإمام لا يلغي الرصيد البشري من الحضارة، ولا يعقل أن تقوم السيوف بمثل هذه الأعمال إلا عن طريق الإعجاز، ولم نسلم بالإعجاز وحده عاملاً في إنتصار الإمام عليه السلام.

الرأي الثاني: إن المعجزة الإلهية التي تعد الإمام بالنصر قادرة على تعطيل الآلة الحربية المعادية وإيقاف الأسلحة عن أداء عملها وصرف أذهان المعتدين عن الخطط الحربية الناجحة. وهذا الرأي يستند إلى المعجز بشكل كامل، ولا يمكن الركون إليه.

الرأي الثالث: وهو الرأي الذي يذهب إليه علماؤنا المعاصرون، وهو إن الإمام المهدي عليه السلام يخرج مقاتلاً بسلاح عصره الذي يظهر فيه والذي يقاتله به المعادون لحركته، ويحمل الأسلحة المتطورة التي يحملونها، بل وأحدث منها مع ما يمتلكه من مقومات أخرى للنصر تكلمنا عنها.
وهذا الرأي تحدث عنه السيد محمد الصدر فقال (ومن الواضح بالضرورة إن المهدي يستعمل سلاح عصره أياً كان هذا السلاح ولا معنى لإستعمال سلاح آخر لعدم إمكان الإنتصار به)(40) ، ويقول الشيخ خليل رزق (لا بد من حمل السيف على المعنى الرمزي الذي يراد به أي سلاح)(41) ، وهو ما يذهب إليه الشيخ محمد السند ويقول (لا ريب أن الإمام لا يرجع الناس إلى حالة متخلفة، ولا محالة أن تكون أسلحته تبعاً للتطور البشري).
وعللوا الروايات التي تشير إلى السيف بأنه رمز للقوة ولكل ما يستخدم من سلاح، وليس هو بعينه. وقال الكاتب حبيب إبراهيم (إذا قدر للإمام أن يخرج والحضارة المعاصرة لا تزال قائمة بما تشتمل عليه من وسائل قوة وسلاح متطور فمن الجائز أن الإمام سيواجه الطغيان بنفس السلاح الموجود آنذاك).(42) ومن خلال قراءتنا للروايات التي تتحدث عن سلاح الإمام عند ظهوره نجدها تشير من بعيد إلى تلك الأسلحة المتطورة التي يستخدمها في معاركه بما لا يفهمه أهل ذلك العصر ولكنها مفهومة الآن. وقد قسمنا تلك الروايات حسب نوعية السلاح التي تتحدث عنه:

أ ـ الطائرات:
قال الإمام الباقر عليه السلام (ينزل القائم في سبع قباب من نور لا نعلم في أيها حين ينزل في ظهر الكوفة)(43) ولعلّ القباب النورية التي يركبها الإمام من المدينة إلى الكوفة ترمز للطائرات أو أيةِ أجهزة متطورة في الطيران. وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: (أما إنه سيركب السحاب ويرتقى في الأسباب)(44) وهو دليل آخر على ركوب الطائرات التي تعلو على السحاب، وقال الباقر عليه السلام (القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض)(45) ، ولا يفهم طي الأرض إلا بركوب الطائرات أو المركبات الفضائية.

ب ـ الحرب البرية:
يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (كأني به قد عبر وادي السلام إلى مسجد السهلة على مقربة من نجف الكوفة، وقد لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يركب على فرس أدهم محجل له شمراخ يزهر حين ينتفض به إنتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلا أتاهم نور ذلك الشمراخ حتى يكون آية له).(46) فهذا الفرس الذي ينتفض ليراه الشرق والغرب ليس شيئاً عادياً.
وفي حديثه للمفضل يقول الإمام الصادق عليه السلام (فتجيبه كنوز الله بالطالقان. كنوز وأي كنوز، ليست من فضة أو ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بأيديهم الحراب)، ويقول السيد محمد علي الحلو: البراذين الشهب صفة ٌ للخيول السريعة القوية المستخدمة في الحروب والمعارك، ولعل ما يقابلها في عصر الظهور الآلة العسكرية المتطورة والوسائل المستخدمة في جيشه المنتصر)(47) ، ويقول الإمام الباقر عليه السلام: (إن للقائم خيل مسرجة ملجمة ولها أجنحة)(48) ، ويعقب كامل سليمان بالقول: أفتريد أوضح من وصفها الذي لم يترك ذكر الأجنحة فهي أما طائرات أو أطباق أو صحون طائرة أو دبابات متحركة).(49) ومن وسائل الحرب البرية الأسلحة الفردية أو الشخصية للجنود، فجيشه يستخدم سيوفا ليست كسيوف ذلك العصر، يقول الإمام الصادق عليه السلام (يخرج بجيش لو أستقبل الجبال لهدمها وأتخذ فيها طريقاً)، والجبال اليوم لا تهدمها إلا الجرافات ولا تنسفها إلى المتفجرات، وفي رواية أخرى تصف أصحاب الإمام تقول(أن للإمام رجالاً لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد, لو ضرب أحدهم بسيفه جبلاً لقدّه حتى يفصله من ساعته)(50) والقد هو القطع فلا بد إنه سيف من الليزر.

ج ـ في الحرب البحرية:
تقول الرواية (ثم يأمر المهدي بإنشاء المراكب فيبني أربعمائة سفينة في ساحل عكا، ويوافي المهدي طرسوس فيفتحها ويتقدم إلى أنطاكية فيفتحها ويهاجم القسطنطينية ـ إسطنبول حالياً ـ فيفتحها ويتوجه إلى بلاد الروم فيفتح رومية مع أصحابه)(51) ويجب أن لا ننسى التأييد الإلهي في ساحة المعركة وهو ما تتكلم عنه الرواية الواردة عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: (يواقع المهدي السفياني فيغضب الله على السفياني ويغضب خلق الله لغضبه فترشقهم الطير بأجنحتها والجبال بصخورها والملائكة بأصواتها ولا تكون ساعة حتى يهلك أصحاب السفياني كلهم).(52) وهذه أسلحة غيبية لا تعني سوى المعاني الرمزية التي تساعد الإمام في معاركه العسكرية.
ونختم الباب بقول الشيخ الكوراني (يضاف إلى وسائل الإمداد الغيبي إمتلاك المهدي عليه السلام أسلحة متطورة تكافئ أسلحة الغربيين أو تتفوق عليها).(53)

ـــــــــــــــــ
(1) من البحوث المشاركة في المؤتمر العلمي الأول في الإمام المهدي الذي عقده مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام في مدينة النجف الاشرف في 22/ تموز/ 2007م.
(2) الصف / 9.
(3) الأنبياء / 105.
(4) محاضرة للشيخ السند في مسجد الهندي 15 / 3 / 2007 م.
(5) تاريخ ما بعد الظهور / 359.
(6) يوم الخلاص / كامل سليمان / ص228.
(7) المجلسي / بحار الأنوار / جـ52ص358 / غيبة النعماني / 152.
(8) تاريخ ما بعد الظهور / محمد الصدر / ص 329.
(9) بحث حول المهدي / تحقيق د. جبار شرارة / ص 116.
(10) محاضرة في مسجد الهندي في 15 / 3 / 2007 م.
(11) بحث حول المهدي / ص90.
(12) يونس / 24.
(13) غيبة النعماني ص335.
(14) معجم أحاديث الإمام المهدي / الشيخ علي الكوراني / جـ3 / 440.
(15) البحار 52 / 113.
(16) تاريخ ما بعد الظهور / السيد محمد الصدر / ص337.
(17) ن. م ص335.
(18) بحث حول المهدي / ص7.
(19) بحث حول المهدي / ص117 .
(20) محاضرة في مسجد الهندي في 15 / 3 / 2007 م.
(21) البحار / 52 / 123.
(22) شمس المغرب / مرتضى حكيمي / 299.
(23) غيبة النعماني 122.
(24) ن. م / 122.
(25) البحار / 52 / 236.
(26) البحار 52 / 279.
(27) البحار / 51 / 120.
(28) عقد الدرر للشافعي / ص75، الملاحم والفتن للسيد إبن طاووس ص49.
(29) العرف الوردي في أخبار المهدي / جـ2ص64.
(30) الإمام المهدي واليوم الموعود / خليل رزق / ص273.
(31) بحار الأنوار / للمجلسي / جـ52 /ص325.
(32) بشارة الإسلام / للكاظمي / ص247.
(33) كشف الغمة للاريلي / ج13 ص341.
(34) بحار الأنوار / للمجلسي / 52 / 308.
(35) الإمام المهدي واليوم الموعود / خليل رزق / 396.
(36) منتخب الأثر / لطف الله الصافي / ص170.
(37) الكافي للكليني ج8 ح 329 ص 241.
(38) بحار الأنوار/ ج52 باب 27 ح 214.
(39) البحار / للمجلسي / 25 / 389.
(40) تاريخ ما بعد الظهور / السيد محمد الصدر / ص404.
(41) الإمام المهدي واليوم الموعود / خليل رزق 172.
(42) حبيب إبراهيم / الهديبي / الإمام المهدي / ص93.
(43) تفسير العياشي / جـ3 / ص103.
(44) يوم الخلاص / كامل سليمان / ص249.
(45) ن. م ص249.
(46) بحار الأنوار/ ج52/ باب 27 ح 214.
(47) موجز دائرة معارف الغيبة / السيد محمد علي الحلو / ص 24.
(48) ن. م ص 24.
(49) يوم الخلاص / كامل سليمان / ص261.
(50) منتخب البصائر/ حسن سليمان الحلي/ ص 85.
(51) الزام الناصب/ الحائري/ 224.
(52) معجم احاديث الامام المهدي عليه السلام/ ج3/ ص 107.
(53) عصر الظهور ص 229.


source : الشیعه
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المراد من الاثني عشر عند أهل السنة
التسليم
رجاء الله وخشيته
لماذا نحن بحاجة الي تكوين الذات المعلوماتية ؟
التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه ق (8)
أعمــــال ماقبــل النـــوم
المُناظرة الثانية والسبعون /مناظرة أبي جعفر ...
تصوّر الموجود المطلق
الکلم الطیب والفحش والسب والقذف
ضرورة النبوّة

 
user comment