قال الله عز وجل في محكم الكتاب الكريم:
{إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}(1).
هذا التصريح بطهر أهل البيت الذي لا يمكن التغطية عليه في صريح الآية جاء بعض الجهلة المتعالمين والحاقدين المتعصبين فشوشوا على مفاد هذا المفهوم وزرقوا به أذهان المسلمين لتعمى عليهم الحقيقة فأطلقوا له تفسيراً لا يستند إلى أصل ولا إلى منطق ولا إلى علم فقالوا: أن أهل البيت إنما يعبر عن نساء النبي’ وذلك في سياق الخطاب الذي غلب عليه نون النسوة غافلين عن أن الضمير المستخدم في هذه الآية التي تغير فيه إلى المذكر فقالوا من دون علم أنه يعني نساء النبي وأزواجه!!
روي عن زيد بن علي بن الحسين× قوله: >إنّ جهالاً من الناس يزعمون إنّما أراد الله بهذه الآية وقد كذبوا وأثموا وأيم الله لو عنى بها أزواج النبي’ لقال: >ليذهب عنكن الرجس وليطهركن تطهيراً< ولكان الكلام مؤنثاً كما قال: {وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ} {وَلا تَبَرَّجْنَ} و {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ}(2).
وهذه رؤية أخرى في أحد أهم مصادر كتب الحديث لدى أهل السنة وهو صحيح مسلم وهي تشكل لوحدها حجة على علماء السوء ممن لا تقوى لهم ولا ورع الذين باعوا دينهم بدنيا الحاكمين من بني أمية وبني العباس الذين حرفوا معنى آية التطهير ففسروا أهل البيت بغير ما قصده القرآن والروايات المعتبرة فقالوا: أهل البيت هم نساء النبي وأزواجه!
عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم (بعد ذكر حديث الثقلين: >أني تارك فيكم الثقلين ... كتاب الله وعترتي أهل بيتي) فقلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها؛ أهل بيته أصله وعصبته الذي حرموا الصدقة بعده<(3).
هذا مع علمهم أن أزواج النبي’ بما في ذلك عائشة(4) وفريق من الصحابة وطائفة كبيرة من علمائهم يرون أن مصداق ومعنى أهل البيت^ إنما ينطبق على الإمام علي× والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي النبي’ والأئمة من ذرية الحسين× ولكن ظلمة الباطن والعناد والعداء للشيعة دفع بهم إلى الانحراف وراحوا يحرفون الكلم عن مواضعه تملقاً للحاكمين من الأمويين والعباسيين وطمعاً في حطام الدنيا وبهارجها فحرفوا الحقيقة وطمسوا على أعين الناس وجاءوا بكذب عظيم.
------------------------
(1) سورة الأحزاب: الآية 33.
(2) صحيح مسلم: 4/1493 باب 4 ح2408.
(3) تفسير القمي: 2/193، بحار الأنوار: 35/206، باب 5 حديث 1.
(4) صحيح مسلم: 4/1501 باب 9 حديث 2424.
0
0%
(نفر0)