وجوب الجهاد في الكتاب :
أ ـ يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم / التحريم أية 9
ب ـ قاتلوهم يعذبهم الله بإيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين /التوبة آية 14
ج ـ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية / التوبة آية 29
من هذه الآيات الكريمة يتضح بما لا مزيد عليه ومن دون الحاجة إلى الإستفاضة في الشرح والتحليل أن الجهاد واجب مقدس في الشريعة الإسلامية ،ويتأكد هذاالجواب في مراحل معينة من حياة الأمة عندما تكون معرضة لأخطار العدوان أو الأإحتلال من جانب الأعداء ووجوب الجهاد ليس مقتصراً على فئة معينة ، بل يشمل كل القادرين من أبناء الأمة إلا من كان معذوراً كالمرضى والعجزة والنساء ، وهؤلاء قد عذرهم الله تعالى لعدم قدرتهم على القيام بمتطلبات الجهاد الذي يحتاج إلىالقوة الجسدية والمعنويات العالية ، ولكن إذا كانت الحالة الجهادية محتاجة إلى جهود الجميع بلا إستثناء فيجب الجهاد حتى على من كان معذوراً لتوقف دفع العدو وحفظ الكيان الإسلامي على مشاركة الكل ،وهذا ما قد يحدث في حالات نادرة ومضافاً إلى ما ورد في الكتاب الكريم ، فقد ورد في السنة الشريفة الأحاديث الكثيرة الدالة على وجوب الجهاد ، ومن النماذج :
أ ـ إن فوق كل برٍ بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله ، فإذا قتل في سبيل الله فلا بر فوقه -رسول الله \"ص\"
ب ـ أما بعد : فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصةأوليائه وهو درع الله الحصينة وجنته الوثيقة \" الإمام علي \"ع\" ـ من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق ( النبي \"ص\") من مجموع الآيات والروايات نستنتج بما لا يزيد عليه بأن الجهاد واجب مقدس في الإسلام ، ويدل المجموع من الآيات والروايات كم لقضية الجهاد من قيمة معنوية عالية ورفيعة لأن الجهاد يوحي بقوة الأمة وبقدرتها على الصمود وعلىالمواجهة وعلى تحمل الصعاب والمشاق في سبيل العيش بعيداً عن كل الضغوطات والإبتلاءات التي يحاول أعداء الامة جرها إليها .
2 ـ حرمة ترك الجهاد في الكتاب :
أ ـ قل إن كان اباؤكم وأبناؤكم ... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين / التوبة 24
ب ـ إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير / التوبة آية 39
ج ـ يأ أيها الذين آمنوا ما لكم إذ قيل لكم أنفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة / التوبة آية 38 ؟ ومضافاً إلى ما ورد في القرآن الكريم قد ورد في السنة الشريفة الكثيرة من الأحاديث الدالة على حرمة ترك الجهاد ومن النماذج :
أ ـ فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلاً وفقراً في معيشته ومحقاً في دينه ، إن الله أعز أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها ( رسول الله \"ص\" .)
ب ـ فمن ترك \" الجهاد \" ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء ، وديث بالصغار والقماءة ، وضرب على قلبه بالإسهاب ، وأديل الحق منه بتضيع الجهاد ،وسيم الحسف ، ومنغ النصف (الإمام علي \"ع\" )
ج ـ فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الأمة ، ولو تركوا الجهاد لآتاهم العذاب ،وهذا هو من عذاب الأمة ـ الإمام الصادق \"ع\" .
فمن مجموع هذه الآيات والروايات يتضخ أن ترك الجهاد محرم لما ينتج عنه من تسلط لأعداء الله والإنسانية على الأمة الإسلامية ،والتسلط يعني الإضطهاد والإذلال وإستغلال الخيرات والموارد لصالح الأعداء ، فضلاً عما في ترك الجهاد من الهوان والخنوع والعار والتسلط يفقد المسلم فرداً كان او شعباً الحرية والكرامة والشرف ، وفوق كل ذلك يفقد المسلم عزته التي يأبى الله للمسلم الفرد أو الجماعة التخلي عنها ، لأنه عزة المؤمن من عزة الله ، ويضاف إلى كل ذلك أن ترك الجهاد فيه موات للدين والشريعة ، وإحياء للبدع الضالة والمنحرفة ، وإنسياق وراء القاهر والغالب المنحرف عن الإسلام وأصوله وقواعده ، وتقوية للشيطان وحزبه ، وتصبح كلمة الكفر والإنحراف هي العليا ، وكلمة الله عز وجل هي السفلى ، بينما يريد الله منا أن نحارب ونجاهد في سبيله لتكون كلمته فقط وفقط هي العليا ، وكلمة كل أعداء الله هي السفلى ، فلأجل كل هذه المفاسد حرم الإسلام ترك الجهاد وامر المسلمين به حتى لا يصلوا إلىالمستوى الذي يستولي فيه الأعداء على شؤون حياتهم ودينهم ومقدراتهم .
3 ـ فضل المجاهد في الكتاب :
أ ـ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله / النساء آية 95.
ب ـ فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم علىالقاعدين درجة / النساء آية 95 .
ج ـ فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً / النساء آية 95 .
مضافاً إلى ما ورد في القرآن الكريم قد ورد في السنة الشريفة الأحاديث الكثيرة الدالة على فضل المجاهد ومن النماذج :
أ ـ للجنة باب يقال له : باب المجاهدين \" يمضون إليه فإذا هو مفتوح ، وهم متقلدون سيوفهم ، والجمع في موقف والملائكة ترحب بهم ( رسول الله \"ص\" )
ب ـ خير الناس رجل حبس نفسه في سبيل الله يجاهد أعداءه ، يلتمس الموت ، أو القتل في مصافه رسول الله \"ص\" .
ج ـ المجاهدون تفتح لهم أبواب السماء ـ أمير المؤمنين \"ع\" من هذا المجموع نستنتج أن فضل المجاهد على سائر البشر مما لا يمكن لأحد إنكاره ، لأن بالمجاهدين تحفظ العباد والبلاد ، وتصان الحرمات والكرامات ، وبجهاد المجاهدين يعبد الله ويطاع ، ويعصى الشيطان ويخزى ، فالمجاهد هو الحارس لله والمدافع عن تراث الأنبياء والأولياء ، لأن جهاده هو إستمرار لجهادهم ، ودفاعه إستمرار لدفاعهم ، فهو الداعية إلى الله تعالى بماله ودمه ، وهو الناصر للحق بروحه وكيانه ، لفتح الطريق بكل ما عنده من قوة وصلابة أمام البشرية للخلاص من المستكبرين والطغاة والمعاندين ، الذين لا يريدون الخير للناس ولا للأمة الإسلامية أيضاً ، والمجاهد هو الذي يفتح الأبواب أمام الأمة لتغير ما في نفوس أبنائها ولتستبدلها بنفوس أبية قوية مستعدة لنفض غبار الذل عنها وخلع لباس المهانة والإحتقار عن جسدها ، وكل ذلك إقتداء بالمجاهدين الذين أنطلقوا بجهادهم ليزرعوا في روح الأمة ووعيها أن الجهاد هو السبيل الأوحد لإحقاق الحق وإزهاق الباطل ، ويبقى له فوق ذلك كله شرف السبق في حمل راية الدفاع عن دين الله وكرامة الإنسان ، وهو شريك اللآحقية له في الأجر والثواب ، لأنهم لولاه لما سلكوا الطريق الموصل للحرية والعزة والإباء ، فالمجاهدون هم خير من يستحق الحياة ، لأنهم عرفوا معنى الحياة ، على أنها هبة إلهية ونعمة ربانية وان عليهم أن يتعاملوا معها بما يرضى الله ويحقق لها السعادة الأبدية عنده ، وفهم هؤلاء أن الجهاد هو من أحب السبل إلى الله كشكرعلى نعمة الخلق والإيجاد وإفاضة الروح من الخالق اليهم ، وعرفوا أن العمل إنما يقاس بنوعيته وظرفه ، لا بكميته وحجمه ، فالمجاهدون هم الذين حرروا أرواحهم من اسر الدنيا وما فيها من الملذات والشهوات والرغبات ، وعاشوا الحياة شوقاً إلى الله تعالى وإلى ما عنده من النعيم الأزلي الدائم ،وهم يجاهدون وأعينهم شاخصة إلى اللحظة التي تنطلق فيها أرواحهم من أجسادهم لتعانق الرحمة الألهية التي تقودهم بكل ثقة وأمان وإطمئنان وسلام إلى حيث النعيم الدائم وإلى جوار النبيين والآئمة \"ع\" والصديقين والشهداء ، لأنهم طلقوا الدنيا ورفضوا الخضوع لها وطردوا حب الدنيا من نفوسهم ، وهؤلاء ليس بكثير على الله فيما لو أعطاهم ما راموا من الشهادة أن ينعم عليهم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر .
ومن هنا نرى أن الإسلام حرم على الآخرين ممن لا يجاهدون أن يتوجهوا إلىالمجاهدين بأذية وتوعد الله العقاب على من يؤذي المجاهدين ،إذا كيف يتجرأ إنسان لا جهاد عنده على أن ينطق بكلنة تسيء للمجاهد أو أن يفعل فعلاً يؤذي المجاهد وهو الباذل دمه وروحه من أجل أمته ودينه وكرامة شعبه ، ولذا ورد عن رسول الله \"ص\" ( إتقوا أذى المجاهدين في سبيل الله ، فإن الله يغضب لغضبهم ، ويستجيب لهم كما يستجيب للرسل ) وكما جاء في حديث آخر ( من إغتاب غازياً أو آذاه أو خلفه فيأهله بخلافة سوء نصب له يوم القيامة علم فيستفرغ بحسناته ثم يركس في النار ) وقد روي عن رسول الله \"ص\" أيضاً .
من كل ما سبق أنطلق شبابنا أبناء المقاومة الإسلامية البواسل ليجاهدوا في سبيل الله ضد رؤوس الكفر والشرك والإلحاد ـ أمريكا ـ الشيطان الأكبر ـ وإسرائيل ـ الكيان الغاصب لفلسطين والقدس وجنوب لبنان وقسم من البقاع الغربي وغيرها من بقاع المسلمين ، إنطلق مجاهدو المقاومة الإسلامية عندما خضع الجميع وذل وركع امام جبروت القوة الشيطانية ، لكن كل هذا لم يجعلهم يسقطون كما سقط الجميع ، فنظروا بعين الله ، وإستقووا بإرادة الله ، وحاربوا بكل قوة وبأس وإقتدار ، وتمكنوا من أن يحولوا إسرائيل الغاصبة لأرضنا إلى سجين لا يدري كيف يفر أو كيف يهرب ليحمي جنوده وعملاءه من القتل على أيدي المجاهدين ، وتمكنت هذه المقاومة الإسلامية البطلة أن تزرع القوة والإرادة لدى أكثرية الشعوب الإسلامية ، ووجدوا فيها النموذج الصالح للأقتداء للوصول إلى التحرر من التبعية والإستعباد والإستزلام لأمريكا وإسرائيل الهمجية ، ولهذا لا بد حتى تنتصر هذه الامة التي أعزها الله بالإسلام من أن تسير في خط الجهاد والمقاومة والتضحية لتنال العز والفخر في الدنيا والقبول عند الله في الآخرة ، ومن يسلك سبيل الجهاد لا يمكن أن يكون خاسراً ، فإن هو أنتصرعلى العدو جعل كلمة الله هي العليا ، وإن هو إستشهد فاز بنعيم الآخرة عند مليك مقتدر كما قالت الآية القرآنية الكريمة : قل أن تربصون بنا إحدى الحسنيين ، ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معك متربصون / التوبة آية 51 .