عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

الفاطميون بين حقائق التاريخ وظلم المؤرخين

كان لافتاً البيان التفصيلي الذي أصدرته مؤخرا اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء في السعودية والمتعلق بالفاطميين والدولة الفاطمية وذلك  تعليقا على تصريحات كان قد أدلى بها معمر القذافي رئيس النظام الليبي وقد وقع البيان أعضاء اللجنة من العلماء وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رئيسها.

كما هاجم مفتي المملكة الحقبة الفاطمية واعتبرها نقطة سوداء في تاريخ الأمة الإسلامية ووصف قادتها بالفئة المشبوهة كما وصف معتقدها بالفاسد.

 واتهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الفاطميين بأنهم عاثوا في الأرض فسادا ونشروا الظلم.

مشيرا في خطبته التي ألقاها بالجامع الكبير بالرياض تحت عنوان «المفسد وبيان حاله» أن علماء تلك الحقبة قد رأوا أن الفاطميين ليسوا من الإسلام وأنهم أعداء للأمة.

في رد على اقتراح إعادة قيام الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا لإيجاد التوازن بين السنة والشيعة.

وقال معلقون بأن خطبة الشيخ احتوت على تسييس للدين واستخدامه في الصراعات السياسية وكان ذلك واضحا من خلال الرد على زعيم عربي بسبب موقفه السياسي من قمة الرياض.

أما البيان فيتلخص في أن تسمية تلك الدولة بالفاطمية كاذبة، وان مؤسسها أصله مجوسي، وان حكام تلك الدولة ما هم إلا «كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون للإسلام« وغير ذلك من التهم التي يأتي الحديث فيها تفصيلا .

إن قضية الطعن في الفاطميين وتشويه تاريخهم قضية احتدم حولها الصراع ردحا من الزمن إلا أن قلة الأقلام المنصفة التي تدافع عنهم جير المعركة لصالح الأقلام العليلة ذات النيات المدخولة التي تتزلف للحكام بتشويه التاريخ ممن أصابهم غلاً في عقولهم وفساداً في ضمائرهم فتوارت النوايا الحسنة خلف متاريس وحروب التشكيك والتشويه المتعصبة

فتجدهم يكرسون الزعم أن الفاطميون والإسماعيليين ما أتوا إلا لهدم الإسلام وإزالته وأنهم جبلوا على مناصرة أعدائه عليه واتهموا بالفسق والمجون والإباحية، وبذلوا الغالي والنفيس في نشر هذه الترهات التي لن تجد لها أي أساس في بطون كتب التاريخ المنصفة.

ولقد بدأت الدراسات التاريخية العربية تنصف الدولة الفاطمية بعض الانصاف بعد أن توالى كتابة تاريخها أعدى أعدائها فعملوا على تشويه هذا التاريخ؛ يقول الدكتور عبد المنعم ماجد (أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب في جامعة عين شمس) إن تاريخ الخلافة الفاطمية في مصر كان غامضاً إلى عهد قريب جداً فقد كانت معظم مصادره التاريخية لا تستقي من منابعها، أو أنها غير موجودة، أو مزيفة أو مضطربة، أو جافة، أو مختصرة، فضلاً عن أن معظمها مصادر أدبية لا تعطي فكرة صحيحة عنهم ولكن بفضل ما حصلنا عليه من وثائق أو مخطوطات مكتوبة بأقلام معاصرة، تمكنّا من أن نكوّن تاريخاً صحيحاً للفاطميين في مصر... فتاريخها منذ انتقالها إلى مصر أشبه بملحمة كبرى: دعوة إلى وحدة العرب في المشرق والمغرب (بعد تمزّق البلاد العربية إلى دويلات أقامت الدولة الفاطمية الوحدة العربية مؤلفة من شمال أفريقيا ومصر والشام والحجاز واليمن، مضموماً إليها جزيرة صقلية وقوصرة وقلورية).

جهاد بضراوة على أعداء الإسلام، نشر الحضارة الإسلامية على نطاق واسع... ثم سقوط مؤثر[1].

 من باب الإجمال يمكن القول أن  تلك الحقبة من حكم الفاطميين والتي استمرت في مصر لنحو قرنين، يسري عليها ما يسري على اغلب حقب الحكم في التاريخ العربي والإسلامي عموما. أي لها من الانجازات الكثير، ولها من الخطايا الكثير أيضا.

ثم إن إصدار هذه الأحكام استند إلى ما كتبه علماء ومؤرخون من أمثال ابن خلكان والذهبي وابن كثير والغزالي وأبو بكر الباقلاني والسيوطي وهؤلاء العلماء والمؤرخون الذين استشهد بهم بيان اللجنة لتأكيد الموقف الذي ذهبت إليه والتدليل على صحته هم، كما كل العلماء والمؤرخين، يصيبون ويخطئون في حكمهم، وليسوا بالضرورة منزهين عن الهوى والمصلحة والغرض او الاشتباه والغلط. و ما سجلوه من مواقف هو بداهة يحتمل النقاش والقبول به او رفضه كما ان في مقابل هؤلاء مجموعة من المؤرخين القدامى الأثبات حظيت الدولة الفاطمية بتقديرهم واحترامهم كالمقريزي وغيره ولا اقل من إنصافهم بما لهم أو عليهم  . وما يصح هنا بالنسبة إلى موقف هؤلاء من الدولة الفاطمية، يصح بالنسبة إلى كل المواقف التي يعبر عنها العلماء والمؤرخون والمفكرون من حقب التاريخ المختلفة ومن كل القيادات. وفي كل الحقب والقيادات التاريخية، سنجد من المؤرخين والعلماء من يرتفع بانجازاتهم كما يراها إلى عنان السماء، وهناك من يرون فيهم عكس هذا تماما.

والخوف كل الخوف أن تكون العصبية والمذهبية هي التي تملي هذه المواقف الصادمة والجائرة بحق حقبة تاريخية بأكملها والغض عن كل الإيجابيات التي قدمتها الدولة الفاطمية، وعدم رؤية إلا ما هو سلبي أو التضخيم لبعضها ، إلى حد التنكر لهذه الدولة وكأنها الحقبة الفاصلة بين تاريخين إسلاميين   ولا شأن لها بالإسلام كما فعل السيوطي القائل ( لم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين، لان خلافتهم غير صحيحة ...) ونحن هنا نسأل السيوطي ما هو مقياس الخلافة الصحيحة، وهل هذا المقياس الصحيح انطبق على حكام وولاة جميع المراحل التاريخية ما خلا الدولة الفاطمية !؟

 ونحن مع التأكيد مجدداً على عدم عصمة أي من الدول القائمة على أساس الإسلام والتي تبنت الإسلام كمنهج للحكم وللحياة ما خلا دولة المعصومين وخلافتهم حيث حكموا، بل إن بعضها استظلت بالإسلام والإسلام منها براء، ولا ينطبق عليهم إلا حكم الظالمين الذين استبدوا وقتلوا المؤمنين فقط لأنهم على غير مذهب السلطات, إلا أنه ليس من الإنصاف أيضا عدم رؤية إلا سلبيات  (وهي مبالغ في ما صح منها) الدولة الفاطمية  وفقط ايجابيات الدول الأخرى مع عظيم ما ارتكبوا ضد الدين وأهل بيت النبي وأتباعهم.

وفي ما يلي أورد بعض النقاط الواردة في نص البيان الصادر عن اللجنة لتفنيده  وبيان مكامن الخطأ، ممهدا لذلك بلمحة مختصرة عن الدولة الفاطمية .

 

لمحة عن الدولة الفاطمية

إن الدولة الفاطمية هي  أول دولة شيعية قامت في شمال أفريقيا قام في بداية القرن الرابع الهجري (بداية القرن العاشر الميلادي) وامتدت إلي غاية المشرق العربي.

وقد حكموا منذ أن ظهر المهدي أبو محمد عبد الله بسجلماسة وملكها ( حكمها) سنة 290 للهجرة إلى يوم نهاية حكمهم بأرض مصر من يد العاضد  فى آخر محرم سنة 567 وكانت مدة حكمهم 275 سنة وشهراً واحداً.

ينتسب الفاطميون إلى الإمام علي وهم يتبعون المذهب الشيعي الاسماعيلي  وقد بدأ حكمهم في شمال أفريقيا على يد مؤسس الدولة الفاطمية عبيد الله المهدي[2] الذي جمع حوله عددا من قبائل البربر وأطاح بحكم الأغالبة ثم الأدارسة، وفي عام 358 هـ / 969 م استطاع القائد الفاطمي جوهر الصقلي قائد جيوش المعز أن يحتل مصر وأطاح بآخر حاكم إخشيدي ، وقام ببناء مدينة القاهرة لتكون عاصمة خليفته المعز وكانت القاهرة بعد المهدية هي عاصمة الدولة الفاطمية وورثت الدولة العباسية وأسست القاهرة بدل الفسطاط وأصبحت عاصمة الدولة  الفاطمية

واستطاعت الحركة الإسماعيلية الكبيرة ، تكوين دولة في المغرب ثم في مصر على يد عبد الله المهدي سنة 296 هـ وهي الدولة الفاطمية ، كما أسسوا دولة أخرى في فارس على يد الحسن بن الصباح سنة 482 هـ وفي مصر على يد القائد جوهر الصقلي سنة 358 هـ وأخرى في اليمن على يد ابن حوشب سنة 270 هـ وأخرى في البحرين على يد الحسن الاهوازي وحمدان بن الأشعث وابي سعيد الجناسي وزكرويه بن مهرويه سنة 270 هـ وكانت للاسماعيليين قلاعهم وحصونهم المستقلة المنيعة في بلاد الشام ، وكذلك في ايران .

ومن المعروف ان عبد الله المهدي الاسماعيلي مؤسس الدولة الفاطمية ، كان من دعاة الحركة الإسماعيلية الكبار وقد سجن عدة مرات واستطاع الهروب من السجن ، وسلالته هم الذين توالوا على الحكم في الدولة الفاطمية .

ورغم كون دولتهم قامت على أساس مذهبي إلا أنها كانت مثالا يحتذى في التسامح واحترام التعددية المذهبية والفكرية وطبقوا روح الإسلام المفعمة بالرحمة والتسامح والحرية.

فكانت سياسة الفاطميين متسقة تماما نحو فرض نوع من التفاهم بين شتى المذاهب لأنهم انطلقوا من كونهم أئمة لكافة المسلمين.

وأنقسم حكمهم تاريخيا لفترتين؛ فترة مغربية وأخرى مصرية حيث نقلوا حاضرة دولتهم من المهدية بتونس لمصر حيث بنوا القاهرة في عهد المعز لدين الله   .

وفي عهد المستنصر بالله خرجت بلاد الشام من قبضتهم باستيلاء السلاجقة عليها كما زالت دولتهم في جزيرة صقلية باستيلاء النورمان عليها بزعامة (روجر النورماندي) سنة 461هـ

ولما عم الوباء أرض مصر الذي يعتبر أطول وباء عرفته مصر في العصور الوسطى، إذ امتد ثماني سنين (446 - 454هـ) فأضعفت قوة الفاطميين وقد اصطلح المؤرخون على  تسميتها بسنين الشدة العظمى وصاحبتها فوضى في الحكم بقيام الحروب الأهلية.

وفي عصر المستعلي بدأت الحروب الصليبية على بلاد الشام واحتل الصليبيون بيت المقدس سنة 493هـ, وقد أعقب المستعلي خلفاء منهم المخلوع ومنهم المقتول إلى أن انقضى عهد الدولة الفاطمية سنة 564هـ باحتلال الأيوبيين مصر انتهت الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي قاد جيش محمود نور الدين زنكي لاحتلال مصر واعتلاء صلاح الدين الأيوبي الحكم وقيام الدولة الأيوبية.

 

بعض ما ورد في بيان اللجنة الدائمة للإفتاء

إن تسمية تلك الدولة بالفاطمية تسمية كاذبة أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله P، وإنما أظهروا ذلك الانتساب لاستمالة قلوب الناس إليهم. قال العلامة ابن خلكان:«والجمهور على عدم صحة نسبهم وأنهم كذبة أدعياء لا حظ لهم في النسبة المحمدية أصلا»[3].

وقال الذهبي: «المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق[4].

ثانيا ـ إظهارهم التشيع لآل البيت: هذه الدعوى أظهروها حيلة نزعوا إليها استغلالا لعواطف المسلمين لعلمهم بمحبة أهل الإسلام لرسول الله P وآل بيته.

قال الباقلاني عن القداح جد عبيد الله «وكان باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الإسلام، أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق، وجاء أولاده على أسلوبه أباحوا الخمور والفروج وأفسدوا عقائد خلق»[5].

أن هذه الدولة الفاطمية كان لها من الضرر والإضرار بالمسلمين ما يكفي في دفع كل من يرفع لواءها ويدعو بدعوتها، لذا نجد أن المسلمين في الماضي فرحوا بزوالها على يد الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي.

وفي هذا البيان جملة نقاط يجب الوقوف عندها وهي كانت مثار جدل بين المؤرخين، والتهم الواردة هنا لم تؤسس لها اللجنة بل هي نقلتها وتبنتها على نحو الجزم بمضمونها مع أنها غير صحيحة، أو على الأقل مورد شك وشبهة .

 

نسب الفاطميين

يقول الدكتور محمد كامل حسين

إن انتصار الفاطميين سياسياً، وبسط نفوذهم على عدة بلاد من الأقطار الإسلامية، كان سبباً في قيام أعدائهم من العباسيين في المشرق، والأمويين في الأندلس - بحملات عنيفة ضدهم في نسبهم وعقائدهم.

وقد أخذ أولئك الطاعنون في نسب الفاطميين، يلتمسون ما يظنون أنه يؤيدهم في إنكار نسب هؤلاء إلى علي بن أبي طالب.

 ويمكن إجمال حججهم فيما يأتي:

أولا: يذكر ابن خلكان أن المعز لدين الله الفاطمي، حين وصل إلى مصر، اجتمع به بعض الأشراف. وسأله أحدهم وهو الشريف (ابن طباطبا) قائلا: إلى من ينتسب مولانا؟ فأجابه المعز بأنه سيعقد مجلساً يضمهم يسرد نسبه. فلما انعقد المجلس في القصر. وضع المعز يده على مقبض سيفه وجذبه من جرابه إلى النصف وقال: «هذا نسبي» ثم مد يده الأخرى بمقدار من الذهب ونثره عليهم، وقال: «وهذا حسبي» فأجابوه جميعاً بالسمع والطاعة.

ثم ذكر ابن خلكان: أن المصريين اعتبروا هذا التصرف فراراً من الجواب، لأنه مدخول في نسبه[6] .

ثانيا: اعتمدوا على ما قام به بعض الخلفاء العباسيين، مثل (المعتضد) و(القادر) من حمل العلويين في بغداد، على توقيع محاضر ينفون فيها نسب هؤلاء القوم إلى فاطمة الزهراء.

هذان الأمران وغيرهما ... تعتبر أقوى ما استند إليه الطاعنون في نسب الفاطميين.

ولكننا - عند التحقيق التاريخي - نجدها لا تصلح للاعتماد عليها في نفي النسب الشريف إلى البيت العلوي، عن هؤلاء القوم.

وكل واحدة من هذه الأمور التي اعتمدوا عليها، تحمل في طياتها، ما يدحضها ويثبت تلفيقها وإليك البيان:

أولا: أن القول المنسوب إلى الشريف بن طبا طبا من سؤال المعز عن نسبه أظهرت الحقائق الثابتة بالأدلة الواضحة أنه غير صحيح. لأن ابن طباطبا توفي عام 348هـ ببنما كان قدوم المعز إلى مصر عام 362هـ فكيف لرجل توفي قبل مجيء المعز إلى مصر بأربعة عشر عاماً، أن يسأله أو يجتمع به؟.[7]

ثانياً: أما محاضر الخلفاء العباسيين، فنحن لا نحتاج إلى مجهود كبير في معرفة الطريقة التي كانت توقع بها، ومقدار سطوة الخلفاء وبطشهم بمن يخرج على رغباتهم[8].

وإذا كنا قد فندنا حجج الطاعنين في نسب الفاطميين إلى فاطمة الزهراء ، فإن لدينا - أيضاً - من الأدلة ما يجعلهم من نسل فاطمة رضي الله عنها، نقلا عن طائفة من المؤلفين والنقاد العرب، والمستشرقين.

ونحن نسوق كلام كل منهم على هذا النسق.

(أ) يذكر ابن الأثير أنه ناقش مسألة نسب الفاطميين مع جماعة من العلويين ، العالمين بالأنساب ، فلم يرتابوا في أن الفاطميين من أبناء علي وفاطمة[9] :

(ب) يروى بعض المؤرخين، عن الشريف الرضي، أنه قال هذه القصيدة التي يثبت فيها نسب الفاطميين إلى علي:

ما مقامي على الهوان وعندي          مقول صارم وأنف حَمِيُّّّ

أحل الضيم في بلاد الأعادي           ومصر فيها الخليفة العلوي

مـــــــن أبـــــــوه أبــــــــــي ومــــــولاه مــــولا     ي إذا ضـامني البعيد القصي[10]

ويقال: إن الخليفة القادر غضب غضباً شديداً على الشريف الرضي، وأمره أن يوقع مع الموقعين على إنكار نسب الفاطميين. فامتنع الشريف الرضي عن التوقيع واكتفى بأنه أنكر نظمه لهذه القصيدة.

(ج) يذكر المقريزي دليلاً على صحة نسب الفاطميين إلى فاطمة الزهراء فيقول “وكفاك بكتاب المعتضد من خلائف بني العباس حجة: فإنه كتب في شأن عبيد الله إلى ابن الأغلب بالقيروان وابن مدرار (بسجلماسة ) بالقبض على عبيد الله . فتفطن - أعزك الله - لصحة هذا الشاهد فإن المعتضد - لولا صحة نسب عبيد الله عنده - ما كتب لمن ذكرنا بالقبض عليه. فلو كان عنده من الأدعياء لما مر بفكره ولا خافه على ضيعة من ضياع الأرض[11].

(د) يتناول ابن خلدون هذه القضية فيقول:

ومن الأخبار الواهية ، ما يذهب إليه الكثير من المؤرخين والأثبات - في البعد بين خلفاء الشيعة بالقيروان والقاهرة من نفي نسبهم لأهل البيت صلوات الله عليهم والطعن في نسبتهم إلى إسماعيل الإمام ابن جعفر الصادق - وهم يعتمدون في ذلك على أحاديث لفقت للمستضعفين من خلفاء بني العباس تزلفا إليهم بالمدح فيمن ناصبهم. وتفننا في الشمات بعدوهم[12].

وكذلك نجد من الأدلة على صحة النسب، انتشار سلطة الفاطميين الروحية والزمنية في كثير من البلاد الإسلامية، واعتراف الناس  بهذه السلطة في أكثر بلاد الدولة العباسية، دون أن يجدوا معارضة من الرأي العام في ذلك الوقت. حتى لقد خطب للخليفة الفاطمي على منابر بغداد والبصرة وواسط ، مدة عام كامل، والناس يعتقدون أن خلافة الفاطميين خلافة شرعية لا أعتراض عليها[13].

والمقريزي وابن خلدون قد أرخا للمهدي الفاطمي بعد عهده بزمن طويل - وهما سنيان غير متشيعيين - ولكنهما نظرا في مطاعن أعدائه نظرة المؤرخ المحقق فلم يجدا فيها حجة مقبولة وقامت عندهما حجة النسب الصحيح مقام التغليب

كما ان الكاتب الكبير عباس محمود العقاد يؤكد في كتابه الهام فاطمة الزهراء والفاطميون تحت عنوان النسب أن اتهام الفاطميين في نسبهم دعوى منتظرة، وكانت البواعث إليها متعددة  مؤكدا ان ذلك  مرجعه إلى ان الفاطميين كان يطلبون الخلافة ويعتمدون في طلبها على النسب وكانوا يهددون بمساعيهم في طلب الخلافة خصوما كثيرين يملكون الدول في المشرق والمغرب ولا يريدون النزول عما ملكوه، أو لا يريدون بعبارة أخرى أن يسلموا للفاطميين صحة النسب الذي يعتمدون عليه .

فلم يكن أقرب إلى الذهن من مهاجمتهم في نسبهم وتجريدهم من الحجة التي يريدون بها مسعاهم

كان مصير الخلافة إلى الفاطميين نذيرا بزوال عروش كثيرة، منها عروش العباسيين في بغداد والإخشيديين في مصر والأغالبة في افريقية الشمالية والأمويين في الأندلس، والأمراء الصغار المنبثين في هذه الرقعة هنا وهناك ممن يطيب لهم القرار على ما هم فيه ولا يطيب لهم التبديل والانتقال ..

وكان هؤلاء غرباء عن أهل البيت ما عدا العباسيين، ولكن العباسيين في ذلك العهد خاصة كانوا أخوف الخائفين من نسب الفاطميين، بعد أن كانت دعوة أهل البيت تشملهم أجمعين منذ ثلاثة قرون

ومن الفاطميين هؤلاء  يأتي الخطر الأكبر على بني العباس، ومن نسبتهم إلى فاطمة الزهراء يأتي امتيازهم بحق الخلافة وبهذا الحق يطلبون النصفة للشهداء والمضطهدين، فأي شيء أقرب إلى مألوف السياسة من دفع هذا الخطر بإنكار هذا النسب، ومن حصر الولاء لأهل البيت في القائمين بالأمر من بني العباس ؟

وقد أنكر العباسيون نسب الفاطميين وزعموا أنهم ينتسبون إلى ميمون القداح بن ديصان الثنوي القائل بالإلهين، وتلقف التهمة كل ناقم على الفاطميين وهم صنوف ينتمون الى كل مذهب ونحلة منهم كما أسلفنا الأخشيديون والأغالبة والأمويون الأندلسيون،

وقد صدر بيان عباسي أورده العقاد في كتابه وقد كانت لهجته غاية في العنف تنم على الغيظ وتخلو من الدليل، ومنه:

“أن هذا الناجم بمصر هو منصور بن نزار المتلقب بالحاكم - حكم الله عليه بالبوار والدمار - ابن محمد بن إسماعيل بن محمد بن سعيد _ لا أسعده الله - وان من تقدمه من سلفه الأرجاس الأنجاس عليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين خوارج لا نسب لهم في ولد علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، وان ما ادعوه من الانتساب إليه زور وباطل، وان هذا الناجم في مصر هو وسلفه كفار فساق زنادقة ملحدون معطلون، وللإسلام جاحدون، أباحوا الفروج وأحلوا الخمور وسبوا الأنبياء وادعوا الربوبية ...”

(يلاحظ مطابقته لما ورد في نص بيان اللجنة ما يظهر بوضوح مصدر الاتهامات التي تلقفها المؤرخون القدامى ومن تلاهم )

ولكن العقاد يؤكد  وظاهر بغير عناء أن الوثيقة العباسية لا قيمة لها من الوجهة التاريخية، لأن الذين وقعوها من الأشراف العارفين بالأنساب قد أكرهوا على توقيعها، ومن وقعها غيرهم من فقهاء القصر والحاشية لم يكن أحد منهم حجة في مسائل النسب والتاريخ

 

الفاطميون وأتباع المذاهب الأخرى

لو بحثنا فيما يميز الفاطميون عن غيرهم من الخلافات الإسلامية لوجدنا للدولة الفاطمية محاسن جمة كفتح المجال للكفاءات من شتى المذاهب والديانات لتبوء المناصب.

ونذكر شيئاً من تسامحهم وعدلهم مع كل المذاهب والديانات، فقد كان علماء المالكية يدرّسون مذهبهم بدار الحكمة، وعينوا في رئاسة القضاء بمصر وبلاد الخلافة سنياً، وهو أبن أبي العوام، الذي أستمر في القضاء من سنة 405هـ إلى سنة 411هـ. وحينما قال الناس: «إنه ليس على مذهبك»، قال الحاكم بأمر الله: «هو ثقة مأمون مصري عارف بالقضاء وبأهل البلد، وما في المصريين من يصلح لهذا الأمر غيره» وكذلك اشتهر عصره بتولي القضاء من قبل مالكية وشافعية[14].

حتى إن بعض فقهاء المالكية والشافعية تولوا مناصب في الدولة مثل القاضي أبي عبد الله القضاعي الشافعي[15].

ولعل هذا ما دفع بالقلقشندي أن يقول: إن مذهبي مالك والشافعي ظاهري الشعار في زمن الفاطميين[16].

ويقول الأستاذ العقاد في كتابه عن الفاطميين (وقدم جوهر إلى مصر في سنة 358 للهجرة فاشترط عليه وجوه الأمة ورؤساؤها قبل التسليم عقائدهم ومألوفاتهم فكتب لهم عهد أمانه الذي قال فيه «ذكرتم وجوها التمستم ذكرها في كتاب أمانكم فذكرتها إجابة لكم وتطمينا لأنفسكم فلم يكن في ذكرها معنى ولا في نشرها فائدة إذ كان الإسلام سنة واحدة وشريعة متبعة وهي إقامتكم على مذهبكم وأن تتركوا على ما كنتم عليه من أداء المفروض في العلم والاجتماع عليه في جوامعكم ومساجدكم وثباتكم على ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين بعدهم ولكم علي أمان الله التام العام الدائم المتصل الشامل الكامل المتجدد على الأيام وكرور الأعوام»).

وقال القلقشندي عن الفاطميين: كان من سيرهم في رعيتهم واستمالة قلوب مخالفيهم، وكانوا يتألّفون أهل السنّة والجماعة ويمكّنونهم من إظهار شعائرهم على اختلاف مذاهبهم ولا يمنعون من إقامة صلاة التراويح في الجوامع والمساجد على مخالفة معتقدهم في ذلك[17].

ويقول ريني دوسو: كان عهد الفاطميين عهد رخاء لمصر كما كان عهد تسامح ديني لم ير مثله إلا في القليل النادر من عصور التاريخ الإسلامي، وإن القاهرة على عهد الفاطميين أصبحت المركز الرئيسي للعالم الإسلامي: (Histoire et religion des Nousairis).

كما أنهم خصصوا لكل مذهب من المذاهب الإسلامية في جامعتهم الكبرى الأزهر كرسياً لتدريس ذلك المذهب... والذي يدعو إلى الإعجاب بالفاطميين أن جميع العلماء الذين استدعوهم أو وفدوا إليهم ووفروا لهم التفرغ للعلم كانوا على غير مذهب الفاطميين[18].

وإذا نظرنا في كتب الطبقات والتاريخ رأينا أن عدداً كبيراً من علماء مذاهب السنّة كانوا يعيشون في مصر الفاطمية ويلقون تعاليمهم على جمهور المستمعين تحت بصر رجال الدولة الفاطمية[19].

ويقول علي مصطفى مشرفة في مجلة المقتطف إنه يخالف ابن خلدون والسيوطي «من أن الفاطميين ضغطوا على المذاهب الأخرى بما ذكره السيوطي نفسه من أن أبا بكر النعماني إمام المالكية كانت تدور حلقته في الأزهر على 71 عموداً وكان للمالكية 51 حلقة وللشافعية مثلها، ولأصحاب أبي حنيفة ثلاث حلقات فقط»[20].

ولو كان الفاطميون باطنية وزنادقة ويضمرون العداء للإسلام والمسلمين كما يدعون فلماذا تسامحوا مع المذاهب الأخرى وهي واقعة في دائرة نفوذهم . . ؟

ومنع سب أعداء مذهبه ولم يعامل أعدائه بالمثل الذين كانوا يسبون علياً من على منابرهم، سيما العباسيون في العراق، والأمويون في الأندلس. فحينما جاء المعز لمصر، لم يلعن لاعنيه، وإنما كتب على سائر الأماكن بمدن مصر ((خير الناس بعد رسول الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام))

ونتيجة لهذا المناخ أستقطب العلماء والمفكرين والفلاسفة الذين كانوا يقتلون بتهمة الزندقة والإلحاد في بقية الأقطار بعدما وجدوا فضاء الحرية ماداً يديه إليهم بالقبول والترحاب.

الفاطميون والصليبيون

من بين المطاعن التي وجهت للفاطميين إقامة علاقة مع الصليبيين أعداء المسلمين وقد استغل هذا المطعن في تشويه الفاطميين وإثارة الشبهات من حولهم .

خاصة أن هذا المطعن قد استخدم كوسيلة لتأكيد عداء الفاطميين للمسلمين وميلهم للصليبيين على أساس عقيدتهم الباطنية المعادية للإسلام . .

وبات هذا الأمر حقيقة مسلم بها عند الجميع بحيث غطى على كل مآثر الدولة الفاطمية وإنجازاتها . . من هنا استبيحت الدولة الفاطمية وحكامها من قبل المؤرخين الذين رصدوا تاريخها ووقائعها بمنظار الشك . وأعلنوا براءتهم منها وكفرهم بها .

كل هذه تهم ابتدعت لأغراض سياسية الهدف منها الحط من الفاطميين والقضاء على دعوتهم ونفوذهم بين المسلمين بسبب تبنيهم الخط الشيعي . . إن القضية في الحقيقة هي أكبر من مجرد الاتهام بالتعاون مع الصليبيين .

لقد قاد العباسيون حملة التشويه والطعن في الفاطميين الذين سلبوهم مركز الريادة والقيادة في العالم الإسلامي بل وكادوا أن يسقطوا دولتهم ويوحدوا المسلمين تحت روايتهم لولا ظهور القرامطة والسلاجقة . .

يقول السيد حسن الأمين في دائرة المعارف الشيعية مصوراً معاناة الفاطميين: ولقد كان من أفجع ما عاناه الفاطميون أن غيرهم كان يستعين عليهم بالأجنبي الفاتح. فبينما كانوا يناضلون لحماية البلاد ورد الإفرنج والروم عنها، كان حكام الأندلس يحرضون عليهم الروم ويستعينون عليهم بهم، وكان أمير حلب يستنجد بباسيل الثاني امبراطور الروم سنة 183، ولكن القوات الفاطمية تصمد للروم وتلتقي بهم على نهر العاصي فتهزمهم، وكذلك يثير عليهم علاّقة ثورة في صور ثم تكون فاتحة أعماله الاستنجاد بالروم وبالإمبراطور باسيل الثاني ولكن الحركة تنتهي بهزيمة البيزنطيين وحليفهم علاّقة.

وكانت أوروبا تحاول ضرب الدولة الجديدة قبل أن يشتد ساعدها ويعلو أمرها فهاجمتها في مواقعها الأوروبية لتقضي عليها ولكن الفاطميين صمدوا لأوروبا في بلادها كما صمدوا لها في بلاد الشام وغير بلاد الشام.

كما أن بعض الكتّاب يدافع عن المسلمين المنهزمين أمام المغول «فإذا كان المغول قد انتصروا عليهم فلهم عذرهم» فللمنهزمين أمام القوى المغولية عذرهم لأنهم غير فاطميين، أما المنهزمون أمام القوى الصليبية الجارفة فلا عذر لهم لأنهم فاطميون؟!

كما أن البعض يضفي على بعض القادة كل جلابيب التقديس والاحترام مع أن لهم مواقف لا تصب إلا في خانة التخاذل وإيثار مصالح العدو أو تلبية لنوازع نفسية أو عصبية مقيتة.

إن التاريخ يقص علينا مواقف خالدة ومشرفة للفاطميين في مواجهة الصليبيين من قبل ظهور آل زنكي وصلاح الدين . .

يروي ابن الأثير عن أحداث عام 387 ه‍ . أنه قد وقعت فيها معركة كبيرة بين جيش برجوان الفاطمي قائد جيوش الحاكم بأمر الله وجيش الدوقس الرومي وانهزم فيها الدوقس ودخل جيش الفاطميين أنطاكية[21].

وفي هذا العام يروي ابن الأثير أن الخليفة الفاطمي العزيز بالله برز لغزو الروم إلا أنه توفي في الطريق بمدينة بلبيس[22].

وفي عام 508 ه‍ حاصر الفرنج صور فجهز الأفضل أسطولا وسيره إلى صور فاستقام أحوال أهلها وصمدوا في مواجهة الفرنجة[23].

هذا هو حال الفاطميين مع الصليبيين حتى ظهر آل زنكي وتصدوا لهم وملكوا الشام وبدأت الدولة الفاطمية تضعف في مصر حتى سقطت في قبضة الأيوبيين عام 568 ه‍ . .

وسوف نعرض هنا لقصة التعاون المزعوم بين الفاطميين والصليبيين كما وردت في كتب التاريخ المعتمدة . . في عام 558 ه‍ وبعد مصرع الصالح طلائع الرجل القوي في جهاز الحكم الفاطمي في عهد الخليفة العاضد آخر خلفاء الفاطميين . تولى الوزارة من بعده ولده زريك الذي لقب بالعادل وسار على نفس سيرة والده الحازمة في مواجهة الانحرافات والفساد داخل

جهاز الدولة . وكان أن تصدى العادل لنفوذ شاور الذي كان واليا على الصعيد وأراد عزله فسار شاور بجيشه نحو القاهرة وفر العادل من

أمامه وظفر به شاور وقتله وأصبح مكانه في الوزارة ولقب نفسه بأمير الجيوش وكان سافكا للدماء مكروها .

إلا أن الجو لم يصفو لشاور فقد ظهر في مواجهته رجل قوي وهو الأمير ضرغام من أتباع زريك ونازع شاور ودارت بينهما معارك انهزم فيها شاور وفر إلى الشام . وهناك أطمع نور الدين محمود في غزو مصر فجهز معه شيركوه وصلاح الدين والعساكر عام 558 ه‍ .

ودارت معارك بينهم وبين ضرغام انتهت بهزيمته ومقتله . ودخل شاور القاهرة ثانية تحت راية الأيوبيين آل زنكي .

ثم حدث خلاف وصدام بين شاور وشيركوه قام شاور على أثره بالاتصال بالإفرنج التي قدمت وحاصرت القاهرة وفر منها أسد الدين شيركوه وصلاح الدين وعاد شاور إلى القاهرة للمرة الثالثة تحت راية الصليبيين .

وأقام بها على عادته بظلم الناس وقتلهم ومصادرة أموالهم ولم يبق للعاضد معه أمر ولا نهي .

وهنا لجأ العاضد إلى نور الدين محمود وأرسل إليه يستنجده فعاد شيركوه إلى مصر وانهزم الإفرنج وقتل شاور بعد أن أحرق الفسطاط ونقض العهد مع شيركوه[24]..

هذه هي قصة تعاون الفاطميين مع الصليبيين التي ضخمها المؤرخون واعتمدوا عليها في تشويه الفاطميين . وهي على ما تبدو مسألة صراع سياسي لا صلة له بالعقيدة تزعمها مارق

لا دين له هو شاور الذي كان يتحرك من خلال مصلحته الخاصة وليس من خلال الشيعة أو الدولة الفاطمية . . وها هو الخليفة العاضد ممثل الدولة يستنجد بنور الدين السني لينقذ بلاده من شاور والإفرنج الصليبيين .

ثم إنه بعد أن تم له التخلص من خطر الإفرنج وشاور خلع على شيركوه الوزارة مع أنه سني وتوفي شيركوه بعد فترة قصيرة فنصب الخليفة من بعده صلاح الدين وزيرا.

إلا أن صلاح الدين تآمر على العاضد حتى قضى عليه وعلى عائلته وبذلك انتهى حكم الفاطميين في مصر .

ومن أراد التعرف على جهاد الدولة الفاطمية فليرجع لابن القلانسي صاحب ذيل تاريخ دمشق.

كل ما تقدم يؤكد أنه لا بد من إعمال النظر الدقيق في مقاربة القضايا التاريخية خصوصاً المتعلقة بالخلفاء والحكام وعدم التسليم بالنقولات التاريخية وما ذكره المؤرخون مهما علا شأنهم إلا بعد الاطمئنان إلى سلامة القصد والتجرد من الأهواء والميول السياسية والمذهبية.

--------------------------------------------------------------------------------

[1]           دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ـ حسن الأمين ـ ج61 ـ ص543.

[2] من المشهور أن اسم لأول الخلفاء الفاطميين في المغرب هو عبيد الله المهدي. ولكن الحقيقة أن اسمه عبد الله لا عبيد الله، وقد أيدت هذه الحقيقة نقوش الدراهم والدنانير والصنوج والأوزان المحفوظة في متحف القيروان.

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

نساء يأكلن من خبز النفايات لإشباع بطونهن ، في ...
ظلال من غزوة بدر الكبرى
الإمامة عند أهل السنة
الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما ترتب ...
الملل والنحل
لماذا لم يستلم مسلم بن عقيل الكوفة
مناظرة رسول الله(ص) مع النصارى
مناظرات الامام الرضا عليه السلام
الإمام [الباقر (عليه السلام )] في كلمات علماء ...
مواقف الامام علي(عليه السلام)في حنين

 
user comment