عربي
Thursday 21st of November 2024
0
نفر 0

محمد التيجاني ( تونس ـ مالكي ) - 1

محمد التيجاني ( تونس ـ مالكي ) - 1

فهرس المطالب:
   المولد والنشأة
   بداية اثارة التساؤلات حول العقيدة الموروثة
   سفر الدكتور التيجاني إلى العراق
   الانفتاح على كتب الشيعة
   بداية التوجه إلى البحث الجاد
   الشك والحيرة ثمّ الاستبصار
   وصف حالة الاستبصار
اعتمد الدكتور التيجاني على العقل السليم والفهم القويم، ثمّ شدّ الرحال في دنيا المعتقدات وفي خضم المدارس المذهبية والفلسفات الدينية، من أجل تمحيص الحق ومعرفته بين ركام الباطل، فوزن الأقوال بميزان العدل ليرجح كفة المعقول، وقارن الكلام والأحاديث ليتبين له المنطقي من اللامعقول والقوي من المهزول، وبذل أقصى جهده لمعرفة الحق، فتلقته الالطاف الإلهية وشملته التسديدات الربانية، فأنارت قلبه ليرى الحق حقاً لا غبار عليه وليرى الباطل باطلا لا لبس فيه، ثم شرح الباري صدره وهداه سواء السبيل، ثم وفّقه ليكون سبباً في هداية جمع غفير، قرؤوا كتبه واستمعوا إلى محاضراته فزالت عن بصيرتهم الحجب الداكنة وعرفوا السبيل إلى الطريق الآمنة.
المولد والنشأة:
ولد الدكتور التيجاني السماوي عام 1943م بمدينة قفصة الواقعة في جنوب دولة تونس، درس العلوم الدينية والعلوم الحديثة في بلاده، وانهى دراسته في جامعة الزيتونة العريقة في القدم، عمل في سلك التدريس 17 عاماً، حصل على شهادة الماجستير من جامعة باريس وكانت اطروحته التي قدّمها حول

المقارنة بين الأديان، ثم حاز على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون وذلك بعد قبول اطروحته التي قدمها لهذه الجامعة تحت عنوان: "النظريات الفلسفية في نهج البلاغة".
نشأ وترعرع في أوساط عائلة متدينة منتمية إلى المذهب المالكي ومتشربة بالطريقه الصوفية التيجانية المنتشرة في شمال أفريقيا.
انتهز الأجواء الدينية المحيطة له لينال اسمى درجات التكامل العلمي والمعرفي والديني في أقصر مدة ممكنة، فحفظ نصف القرآن وهو بعد لم يبلغ العاشرة من عمره، وقد تشرّف بحج بيت الله الحرام وله من العمر ثمانية عشر عاماً.
بداية اثارة التساؤلات حول العقيدة الموروثة:
التقى الدكتور التيجاني خلال اقامته في مكة اثناء أداء فريضة الحج بمجموعة من العلماء الوهابيين واستمع إلى محاضراتهم فانجذب إلى جملة من أفكارهم وتأثر ببعض مبادئهم التي نالت اعجابه.
لكنه بعد العودة إلى بلده وجد أن ما حمل معه من الفكر الوهابي يتناقض ويصطدم مع الطقوس الصوفية، فاعترته حالة من التشويش الفكري ونشأ في نفسه صراعاً سلب منه حالة الاعتدال والتوازن، فبقي متحيراً بين الأخذ بعقيدة تعتبر التوسل بغير الله شرك وبين الطريقة الصوفية التي فيها يتم التقرب إلى الله عن طريق التوسل بالأولياء الصالحين.
وكان دأب الدكتور التيجاني هو كثرة السفر لا سيما خلال العطل الصيفية، فصادف ذات يوم خلال سفره من الاسكندرية إلى بيروت أن تعرّف في الباخرة على شخص عراقي وهو استاذ في جامعة بغداد اسمه منعم، وقد جاء إلى القاهرة لتقديم اطروحة الدكتوراه في الأزهر.
فدار بينهما حديث طويل أدى إلى توثيق العلاقة بينهما، وتحدث معه

الاستاذ منعم بكلام نزل على قلب الاستاذ التيجاني نزول الماء الزلال على قلب العطشان فتحوّل إلى باحث طالب للحق.
ثمّ دعاه الاستاذ منعم لزيارة العراق للاتصال بعلماء الشيعة، وتعهّد له بتكفل جميع نفقات سفره ذهاباً وإياباً، وذكر له أن اقامته بالعراق ستكون معه في بيته.
ففرح الدكتور التيجاني بهذا العرض وجعل في قرارة نفسه أن يلبّي دعوة الاستاذ في أوّل فرصة ممكنة.
سفر الدكتور التيجاني إلى العراق:
وبالفعل تحققت امنية التيجاني لرؤية عاصمة الدولة العباسية، فسافر إلى العراق ونزل ضيفاً عند الاستاذ منعم، ثم التقى هناك بكبار علماء الشيعة في مدينة النجف الأشرف كالسيد الخوئي والشهيد الصدر والكثير من الاساتذة.
فانكشف له خلال ذلك قلة مستوى المامه بالتاريخ الاسلامي، وعرف أن سبب ذلك هو أن الاساتذة والمعلمين الذين تتلمذ على أيديهم كانوا يمنعونه من قراءة التاريخ مدّعين بأنه تاريخ أسود مظلم لا فائدة من قراءته.
كما تبيّن للدكتور التيجاني أن جميع الصور السلبية التي كان يعتقد بها عن الشيعة ليست إلاّ إشاعات وإدعاءات باطلة وأنّ التشيّع يحمل فكراً منطقياً يدخل العقول بدون استئذان، ثمّ تحاور عدّة مرّات مع صديقه الاستاذ منعم، فيقول الدكتور التيجاني في وصفه لهذه الحوارات: "كان كلامه يطرق سمعي وينفد إلى قلبي ويجد في نفسي صدىً إيجابياً".
وكان لكلام السيد الخوئي مع الدكتور حول التشيّع وقع خاص، فيقول الدكتور في ذلك: "بقيت اُفكر في أقواله وأنا مطرق أحلل واتذوق هذا الحديث المنطقي الذي نفذ إلى اعماقي وازال غشاوة عن بصري".
ويقول الدكتور التيجاني عن لقائه بالشهيد محمد باقر الصدر وأجوبته حول الاستفسارات التي كانت تدور في خاطره: "كانت اجوبة السيد محمد باقر الصدر

واضحة ومقنعة... وبقيت بين الشك والحيرة، الشك الذي أدخله علماء الشيعة في عقلي، لأنّ كلامهم معقول ومنطقي".
الانفتاح على كتب الشيعة:
بعد رجوع الدكتور التيجاني إلى أرض الوطن فوجىء عند دخوله إلى المنزل بكثرة الكتب التي بعثها علماء وفضلاء الشيعة الذين أخذوا عنوانه ووعدوه بارسال الكتب إليه.
ففرح بهذه الهدية الثمينة ونظم الكتب في مكتبته ثمّ بدأ بمطالعة الكتب المرسله له، فقرأ كتاب (عقائد الإمامية) و(أصل الشيعة واُصولها) فارتاح ضميره لتلك العقائد التي يرتئيها الشيعة، ثمّ قرأ كتاب (المراجعات) للسيد شرف الدين الموسوي، ولم يقرأ منه بضع صفحات حتى استهواه هذا الكتاب وانشد إليه انشداداً لا يوصف حيث يقول الدكتور التيجاني عن انطباعه في هذا المجال: "كان الكتاب بحق يمثّل دوري كباحث يفتش عن الحقيقة ويقبلها أينما وجدت، وعلى هذا كان الكتاب مفيداً جداً وله فضل عليّ عميم".
وكان من أهم المقاطع التي ادهشته في هذا الكتاب هي عدم امتثال الصحابة لأوامر الرسول في عدّة مواقف والتي منها حادثة رزية يوم الخميس، فيقول الدكتور: "لم أكن أتصور أن سيدنا عمر بن الخطاب يعترّض على أمر رسول الله ويرميه بالهجر، وظننت بادئ الأمر أن الرواية من كتب الشيعة، وازدادت دهشتي عندما رأيت العالم الشيعي ينقلها من صحيح البخاري وصحيح مسلم، وقلت في نفسي: إن وجدت هذا في صحيح البخاري فسيكون لي رأي".
فلمّا وقع كتاب البخاري بيده جعل يتصفحه باحثاً فيه عن رزية يوم الخميس متمنياً أن لا يعثر عليها، فيقول: "ورغم أنفي وجدتها وقرأتها مرّات عديدة فكانت كما نقلها السيد شرف الدين وحاولت تكذيب الحادثة برمتها واستبعدت أن يقوم سيدنا عمر بذلك الدور الخطير ولكن أنى لي تكذيب ما ورد في

صحاحنا وهي صحاح أهل السنة والجماعة التي ألزمنا بها أنفسنا وشهدنا بصحتها".
بداية التوجه إلى البحث الجاد:
أدرك الدكتور التيجاني أنه بحاجة إلى دراسة معمقة وبحث جاد في رحاب العقيدة ليتمكّن من الوصول إلى الحقيقة، كما أدرك أن الأمر هذا لا يتحقق إلاّ بالاعتماد على الأحاديث الصحيحة والابتعاد عن المؤثرات العاطفية والتعصّبات المذهبية والنزعات القومية أو الوطنية.
فخاض في هذا المضمار بروح بناءه وعقلية منفتحة محاولا عدم التهرّب من الحقيقة وعدم محاولة طمسها عندما لا تتماشى مع ميوله وأهوائه وأغراضه، فواجه نصوصاً صريحة قلبت عنده الموازين، ثمّ أدرك الحق الذي لا يصل إليه إلاّ الذي يتحرر عن تعصّبه الأعمى وكبريائه وينصاع للدليل الواضح.
الشك والحيرة ثمّ الاستبصار:
بقي الدكتور التيجاني متحيّراً لفترة تتجاذبه الأفكار وتموج به الظنون والأوهام، خائفاً من مواصلة البحث لا سيّما حول تاريخ الصحابة خشية أن يقف على بعض المفارقات المذهلة في سلوكهم، فاستغفر الله مرّات عديدة ثمّ قرّر عدم مواصلة البحث، لكن دفعه حرصه على بلوغ الحقيقة إلى أن يقحم نفسه في البحث والتتبّع في مجال العقيدة ليكون على بصيرة من أمره.
واستمر في بحثه مقتحماً جميع العقبات التي كانت تعتري سبيله حتى أشرقت له الحقيقة، فأبدل أفكاراً متحجّرة متعصّبة تؤمن بالتناقضات بأفكار نيّرة متحرّرة ومنفتحة تؤمن بالدليل والحجّة والبرهان.
فيقول في هذا الجانب: "غسلت دماغي من أوساخ رانت عليها ـ طوال ثلاثين عاماً ـ أضاليل بني أمية، وطهّرته بعقيدة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً".

وصف حالة الاستبصار
يقول الدكتور التيجاني حول استبصاره: "كان التحوّل بداية السعادة الروحية، إذ أحسست براحة الضمير وانشرح صدري للمذهب الحقّ الذي اكتشفته أو قل للإسلام الحقيقي الذي لا شكّ فيه، وغمرتنى فرحة كبيرة واعتزاز بما أنعم الله عليّ من هداية ورشاد.
ولم يسعني السكوت والتكتم على ما يختلج في صدري، وقلت في نفسي: لابد لي من افشاء هذه الحقيقة على الناس (وأما بنعمة ربك فحدّث) وهي من أكبر النعم، أو هي النعمة الكبرى في الدنيا وفي الآخرة".
ويضيف قائلا: "والذي زاد شعوري يقيناً لنشر هذه الحقيقة هو براءة أهل السنة والجماعة الذين يحبّون رسول الله وأهل بيته ويكفي أن يزول الغشاء الذي نسجه التاريخ حتّى يتّبعون الحقّ".
مؤلفاته:
(1) ثم اهتديت:
طبع عشرات الطبعات في بريطانيا ولبنان وايران و...
وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أثيرت حوله مع إضافات للمؤلّف، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.
ذكر المؤلف في تعريفه لهذا الكتاب: "هو قصة رحلة، قصة اكتشاف جديد، ليس اكتشافاً في عالم الاختراعات التقنية أو الطبيعية، ولكن في دنيا المعتقدات في خضم المدارس المذهبية والفلسفات الدينية".
وبيّن المؤلف في بداية الكتاب لمحة وجيزة عن حياته، ثم ذكر كيفية استبصاره

والتقائه بعلماء الشيعة، وقد طرح جملة من المواضيع على طاولة البحث منها:
•  الصحابة عند السنة والشيعة
•  رأي القرآن في الصحابة
•  رأي الرسول في الصحابة
•  رأي الصحابة بعضهم ببعض
•  الأحاديث الصحيحة في وجوب اتباع أهل البيت(عليهم السلام)
•  مصيبتنا في الاجتهاد مقابل النص
وقد كان هذا الكتاب سبباً في استبصار الكثير من الناس واعتناقهم لمذهب أهل البيت(عليهم السلام). فلهذا ترجم هذا الكتاب إلى العديد من اللغات منها:
(1) الأردو: ترجمه روشن علي صاحب نجفي، وصدر عن مؤسسة انصاريان ـ قم.
(2) الانجليزية: صدر عن مؤسسة انصاريان ـ قم.
(3) الفرنسية: صدر عن مؤسسة انصاريان ـ قم.
(4) التركية: ترجمة حسن يلدرم، وصدر عن مؤسسة انصاريان ـ قم.
(5) الفارسية: ترجمة السيد محمد جواد المهري، وصدر عن مؤسسة المعارف الاسلامية، وطبعت الترجمة حتى سنة 1997م عشرين طبعة.
(6) السواحلية: ترجمة موسى باه شعبان ما پيندا، وصدر في تنزانيا سنة 1420هـ.
(2) لأكون مع الصادقين:
طبع عدّة مرّات، وكانت طبعته الثانية عن المؤسسة الجامعية للدراسات الاسلامية سنة 1993م.
سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أُثيرت حوله، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.

ذكر المؤلف في مقدمة هذا الكتاب: "لقي كتابي "ثم اهتديت" قبولا حسناً لدى القرّاء الأعزاء الذين أيدوا بعض الملاحظات الهامة حول موضوعات متفرقة في الكتاب المذكور وطلبوا المزيد من التوضيح في المسائل التي اختلف في فهمها كثير من المسلمين سنة وشيعة، ومن أجل رفع اللبس والغموض عن ذلك لمن أراد التحقيق والوقوف على جلية الأمر فقد ألفت هذا الكتاب بنفس الاُسلوب الذي اتبعته هناك، ليسهل على الباحث المنصف الوصول إلى الحقيقة من أقرب سبلها، كما وصلت إليها من خلال البحث والمقارنة".
ويحتوي هذا الكتاب على أربعة فصول:
الفصل الأول: القرآن عند السنة والشيعة الإمامية.
الفصل الثاني: السنة النبوية عند السنة والشيعة الإمامية.
الفصل الثالث: العقائد عند الشيعة والسنة.
الفصل الرابع: العقائد التي يشنع بها أهل السنة على الشيعة.
ترجم هذا الكتاب إلى عدّة لغات منها:
(1) الفارسية: ترجمة السيد محمد جواد المهري وصدر عن مؤسسة المعارف الاسلامية وصدر منه حتى 1996م ثماني طبعات.
(2) الانجليزية: ترجمة حسن نجفي وصدر عن مؤسسة انصاريان ـ قم.
(3) الأردوية: ترجمة روشن علي صاحب، وصدر عن مؤسسة انصاريان ـ قم.
(4) التركية: صدر عن مؤسسة انصاريان ـ قم.
(3) فأسألوا أهل الذكر:
طبع عدّة مرّات، وصدر في إيران عن مؤسسة انصاريان ـ قم.
وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أُثيرت حوله، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.
ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب: "اقدم كتابي هذا (فاسألوا أهل الذكر) وهو

جملة من الأسئلة مع الاجابة عليها من خلال مواقف وتعاليم أئمة أهل البيت(عليهم السلام)عسى أن يستفيد منها المسلمون في كل البلاد الاسلامية، ويعملوا على تقريب وجهات النظر للوحدة المنشودة.
وهذه الأسئلة اعددتها للمسلمين الباحثين خاصة منهم أهل السنة الذين يظنون أنهم هم وحدهم المتمسكون بالسنة النبوية الصحيحة، بل ويشدّدون نكيرهم على غيرهم من المسلمين وينبزونهم بالألقاب".
ويحتوي هذا الكتاب على ثمانية فصول تدور حول:
ـ الخالق جلّ جلاله.
ـ الرسول(صلى الله عليه وآله).
ـ أهل البيت(عليهم السلام).
ـ الصحابة عامة.
ـ الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان.
ـ الخلافة.
ـ الحديث الشريف حسبما جاء في صحاح أهل السنة.
ـ الصحيحين (البخاري ومسلم).
ترجم هذا الكتاب إلى عدّة لغات منها:
(1) الانجليزية: صدرت عن مؤسسة انصاريان ـ قم.
(2) الأردوية: صدرت عن مؤسسة انصاريان ـ قم حتى سنة 1417هـ. ثلاثة طبعات وترجمه نثار أحمد زين پورى.
(3) التركية: صدرت عن مؤسسة انصاريان ـ قم سنة 1998 وترجمه جواد اسلامي.
(4) الفارسية: صدرت عن مؤسسة المعارف الاسلامية وحتى سنة 1375هـ. طبع منها اربع طبعات.

(4) الشيعة هم أهل السنة:
طبع عدّة مرّات، وصدر في ايران عن مؤسسة انصاريان ـ قم.
وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أثيرت حوله، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.
ذكر المؤلف في المقدمة: "هذا الكتاب الذي اضعه بين يدي المسلمين الباحثين، والذي يدور في فلك الكتب الثلاثة السابقة عسى ان ينتفع بها بعض المثقفين والباحثين عن الحق ليعلموا أن الفرقة المستهدفة والتي تسمّى بـ "الشيعة الإمامية" هي الفرقة الناجية، وأنهم ـ أي الشيعة ـ هم أهل السنة الحقيقية وأقصد بالسنة الحقيقة السنة المحمدية التي صدع بها نبيّ الإسلام بوحي من رب العالمين".
وقد تطرّق الدكتور التيجاني في هذا الكتاب إلى مواضيع عديدة منها:
ـ الشيعة وأهل السنة وأسباب الفرقة والخلاف.
ـ السنة النبوية بين الحقائق والأوهام.
ـ السرّ في انتشار المذاهب السنّية.
ـ حديث الثقلين عند الشيعة والسنة.
ـ التقليد والمرجعية عند الشيعة والسنة.
ـ أئمة أهل السنة والجماعة وأقطابهم.
ـ الصحابة عند الشيعة وعند السنة.
ـ مع الدكتور الموسوي و"التصحيح".
ترجم هذا الكتاب إلى عدة لغات منها:
(1) الأردوية: صدرت عن مؤسسة انصاريان سنة 1993 وترجمه نثار أحمد زين پورى.
(2) الانجليزية: صدر عن مؤسسة انصاريان سنة 1995، وترجمه حسن

محمد نجفي.
(3) الفارسية: صدر عن مؤسسة المعارف الاسلامية وحتى سنة 1376 طبعت خمس مرّات، وترجمها عباس علي براتي.
(5) اتقوا الله:
صدر عن دار المجتبى، بيروت 1414هـ ـ 1993م.
وهو عبارة عن محاورة يدور معظمها في بحث الإمامة واحقية الإمام عليّ(عليه السلام)ومن ثم أهل البيت(عليهم السلام).
وقد جاء في مقدمة الناشر: "هذه محاورة جرت بين الدكتور محمد التيجاني السماوي في تونس مع بعض علماء السنة.
وحرصاً منا على ايصال الفكر إلى كل من يهمه التفكير والتدقيق قمنا بعونه تعالى بتحقيقها واثبات مصادرها بشكل مفصّل كي يزول أي التباس".
ترجمه إلى اللغة الفارسية لطيف راشدي وصدر عن انتشارات قدس ـ قم.
(6) اعرف الحق:
صدر في طبعته الاُولى سنة 1418هـ ـ 1997م عن دار المجتبى وصدر في طبعته الثانية سنة 1999م ـ 1420هـ. عن مكتبة باب الحوائج ـ قم.
جاء في مقدمة الناشر: "هذا الكتاب... هو حوار شيق ذا قيمة علمية بين الدكتور التيجاني وبعض الأخوة المتعطّشين للحق.
وقد قمنا بذكر المصادر الاساسية كي يسهل على الباحث الوصول إلى مبتغاه بأفضل الطرق".
(7) كل الحلول عند آل الرسول:
صدر سنة 1416هـ ـ 1995م عن دار المجتبى ـ بيروت.
يقول المؤلّف في المقدّمة: "كتاب (كل الحلول عند آل الرسول) الذي حاولت فيه جهدي تجنب القضايا الحساسة التي تثير حفيظة البعض وتستفزهم،

وبالتالي تحجبهم عن الحق فلا يصلون إليه فينتفي الغرض من هدايتهم.
وإن كنت أعتقدُ بأنّ الاسلوب الاستفزازي الذي يحرك النفوس الأبية والذي اعتمدته في الكتب السابقة قد أتى بنتائج مثمرة ومذهلة، لكن لا مانع من توخي الاُسلوب اللين المسالم الذي يقنع الكثير من الناس فتكون ثماره ألذ واشهى".
ويتضمّن هذا الكتاب جملة من المواضيع منها:
•  أهل البيت هم الامتداد الطبيعي لرسالة جدّهم رسول الله.
•  هل يقبل الاسلام التطوّر؟
•  الشيعة في سطور
•  الشيعة وأهل السنة يردّون على الوهابية
•  الحلّ في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام).
ترجمه إلى اللغة الفارسية السيد محمد جواد المهري، وصدر عن مؤسسة المعارف الاسلامية ـ قم سنة 1376هـ. ش.
(8) فسيروا في الأرض فانظروا:
صدر عن دار المحجة البيضاء ـ بيروت سنة 1420 هـ.
والكتاب عبارة عن شرح موجز عن رحلات ومذكرات الدكتور التيجاني طيلة ثلاثين عاماً امضاها في سبيل الدعوة إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام) فى شتّى أنحاء العالم.
وقد قسّم المؤلف كتابه إلى قسمين:
•  الأوّل: رحلاته في البلدان العربية.
•  الثاني: رحلاته في البلدان الاسلامية والغربية.
فكان له في معظم البلدان التي سافر إليها ذكريات عديدة ومحاضرات ألقاها هناك، ودار بينه وبين علماء المذاهب الاسلامية حوارات ومناقشات، فدوّن المؤلف منها في كتابه هذا ما يستحق الذكر، مع مراعاة الاختصار.

وقفة مع كتابه: "ثم اهتديت"
إن الأستاذ التيجاني السماوي مرَّ بتجربة هداية فريدة من نوعها لها ظروفها الخاصة، قد تجلت فيها القدرة الالهية على هداية من تشاء من البشر، فمن ركوب السفينة التي يلتقي فيها بأحد المهتدين والحوار معه، وعبور البحر إلى حيث يُعطى تأشيرة الدخول بسرعة والتي لا يحصل عليها بسهولة عادة، إلى الديار التي احتضت أئمة الهدى واللقاء بالعلماء الذين يسيرون على طريقهم و... و...
ومن ثم الهداية إلى صراط أهل البيت(عليهم السلام) المستقيم، والركوب في سفينة النجاة والاهتداء بمصابيح هدايتهم، واعلان التشيع لهم في ذكرى يوم الغدير، ذلك اليوم الذي نصب فيه أولهم علناً ورسماً وأمام الجميع من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله)ولياً للمسلمين، ليهديهم إلى سبيل الرشاد والحق والرأفة والرحمة، ولا يكرههم في الدين بالقوة والاجبار كما فعل ويفعل الآخرون من أئمة الكفر والضلال.
والهداية تكون من الله فهو الهادي والمضل لمن يشاء، ولكن هذا لا يعني الجبر من الله فالله لا يهدي الكافرين والظالمين والفاسقين كما أنّه يهدي المجاهدين ومن يتبع رضوانه سبحانه وتعالى، وهذا بعض ما عرفنا الله به وهو ليس كل ما في الأمر، لأن الهداية من مختصات الله سبحانه وتعالى فنحن لا نعرف من قوانينها وحكمته فيها إلاّ اليسير اليسير، فلم يشأ الله سبحانه أن يهدي كل الناس، كما أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) لا يهدي من أحب من الناس بل الهداية بيد الله وحده.
ومن طبيعة الهداية أنّها تحتاج إلى نفوس مستعدة وأرواح متشوقة، وإلاّ فإن الإنسان يستطيع أن يرفضها لو اتته فيعاند ويكابر كما فعل قوم ثمود الذين

استحبوا العمى على الهدى كما عبّر القرآن الكريم(1).
والهداية من الله سبحانه تكون على أيدي أئمة الحقّ الذين يهدون بأمره، وهؤلاء ليسوا أشخاص عاديين بل اصطفتهم الارادة الالهية وطهّرتهم من الأرجاس فجعلتهم أئمة يستحقون الاتباع.
والهداية تكون إلى الصراط المستقيم، وعلى المهتدي أن يسير على الطريق ولا ينحرف عنه يمنة ولا يسرة، وعليه فالهداية، ليست هي الفوز والفلاح الأبدي، بل هي أول الطريق إلى الرشاد والتكامل الذي يوصل إلى الهدف المرجو من الفلاح والفوز العظيم إذا واصله الانسان، وهو طريق صعب مستصعب يوصف بأنه أحدّ من السيف وأرق من الشعرة، والسائرون عليه قليلون غرباء في معظم الأحيان يواصلون الطريق ولا يهمهم بعد أن اهتدوا ان لا يهتدي الآخرون بظلم أنفسهم لأنفسهم.
وكم من اُناس هم في الظاهر مع أهل النجاة وعند الامتحان الالهي تحق عليهم الضلالة فيرتدون على أعقابهم، وكم من اُناس هم من أهل الباطل يهديهم الله إلى الصراط المستقيم ولله في خلقه شؤون.
الشيعة وفهمهم لمسألة التقليد:
يتحدّث الاستاذ التيجاني عن مشاهداته في النجف الأشرف ولقاءاته في زيارته الاولى لها مع العلماء والمثقفين والطلبة وهو لا يزال سنياً فيقول:
"سألني أحدهم ـ أحد الطلبة الشباب في الحوزة العلمية ـ ما هو المذهب المتبع في تونس؟
قلت: المذهب المالكي...
____________
1- فصلت: 17.

قال: ألا تعرفون المذهب الجعفري؟
فقلت: خير إن شاء الله، ما هذا الاسم الجديد؟ لا، نحن لا نعرف غير المذاهب الأربعة وما عداها فليس من الاسلام في شيء.
وابتسم قائلا: عفواً، إنّ المذهب الجعفري هو محض الإسلام، ألم تعرف بأنّ الإمام أبا حنيفة تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق؟ وفي ذلك يقول أبو حنيفة: "لولا السنتان لهلك النعمان".
سكتُّ ولم أبدِ جواباً، فقد أدخل عليّ اسماً جديداً ما سمعت به قبل ذلك اليوم، ولكني حمدت الله أنه ـ أي إمامهم جعفر الصادق ـ لم يكن استاذاً للإمام مالك، وقلت: نحن مالكية ولسنا أحنافاً.
فقال: إنّ المذاهب الأربعة أخذوا عن بعضهم البعض، فأحمد بن حنبل أخذ عن الشافعي والشافعي أخذ عن مالك وأخذ مالك عن أبي حنيفة وأبو حنيفة أخذ عن جعفر الصادق، وعلى هذا فكلهم تلاميذ لجعفر بن محمد، وهو أول من فتح جامعة إسلامية في مسجد جدّه رسول الله، وقد تتلمذ على يديه أكثر من أربعة آلاف محدّث وفقيه".
ثمّ أضاف: "كيف تقلّد ميّت بينك وبينه أربعة عشر قرناً، فإذا أردت أن تسأله الآن عن مسألة مستحدثة فهل يجيبك؟
فكرت قليلا وقلت: وأنت جعفرك مات أيضاً منذ أربعة عشر قرناً فمن تقلد؟
أجاب بسرعة: نحن نقلّد السيد الخوئي فهو إمامنا.
ولم أفهم أكان الخوئي أعلم أم جعفر الصادق...".
ثمّ يتحدث الاستاذ التيجاني عن لقائه بأحد المراجع الكبار فيقول:
"رجعنا بصحبة السيد الذي أولاني من الرعاية والعناية وحسن الضيافة ما
_____________
أنساني أهلي وعشيرتي، وأحسست بأني لو بقيت معه شهراً واحداً لتشيعت لحسن أخلاقه وتواضعه وكرم معاملته، فلم أنظر إليه إلاّ وابتسم في وجهي وابتدرني بالكلام، وسألني هل ينقصني شيء، فكنت لا اغادره طيلة الأيام الأربعة إلاّ للنّوم، رغم كثرة زوّاره والعلماء الوافدين عليه من كل الأقطار، فقد رأيت السعوديين هناك ولم أكن أتصور بأنّ في الحجاز شيعة، وكذلك علماء من البحرين ومن قطر ومن الامارات ومن لبنان وسوريا وإيران وافغانستان ومن تركيا ومن افريقيا السوداء، وكان السيد يتكلم معهم ويقضي حوائجهم ولا يخرجون من عنده إلاّ وهم فرحون مسرورون، ولا يفوتني أن أذكر هنا قضية حضرتها وأعجبت في كيفية فصلها، وأذكرها للتاريخ لما لها من أهميّة بالغة حتى يعرف المسلمون ماذا خسروا بتركهم حكم الله.
جاء إلى السيد أربعة رجال أظنّهم عراقيين عرفت ذلك من لهجتهم، كان أحدهم ورث مسكناً من جدّه الذي توفي منذ سنوات وباع ذلك المسكن إلى شخص ثان كان هو الآخر حاضراً، وبعد سنة من تاريخ البيع جاء أخوان، وأثبتا انهما وارثان شرعيان للميّت، وجلس أربعتهم أمام السيد وأخرج كل واحد منهم أوراقه وما عنده من حجج وبعدما قرأ السيد كل أوراقهم وتحدّث معهم لبضع دقائق حكم بينهم بالعدل، فاعطى الشاري حقه في التصرّف بالمسكن وطلب من البائع أن يدفع للأخوين نصيبهما من الثمن المقبوض، وقام الجميع يقبلون يده، ويتعانقون، ودهشت لهذا ولم أصدق وسألت ـ صاحبي العراقي ـ أبا شبّر، هل انتهت القضية؟ قال: (خلاص كلّ أخذ حقّه)، سبحان الله! بهذه السهولة، وبهذا الوقت الوجيز، بضع دقائق كافية لحسم النزاع؟! إن مثل هذه القضية في بلادنا تستغرق عشر سنوات على أقل تقدير ويموت بعضهم، ويواصل أولاده بعده تتبع القضية ويصرفون لرسوم المحكمة والمحامين ما يكلفهم في أغلب الأحيان ثمن
_____________
المسكن نفسه، ومن المحكمة الابتدائية إلى محكمة الاستئناف ثم الى التعقيب وفي النهاية يكون الجميع غير راضين بعدما يكونوا قد انهكوا بالتعب والمصاريف والرشوة، والعداوة والبغضاء بين عشائرهم وذويهم.
أجابني أبو شبّر: وعندنا أيضاً نفس الشيء أو أكثر فقلت: كيف؟ قال: إذا رفع الناس شكواهم إلى المحاكم الحكومية، فيكون مثل ما حكيت أما إذا كانوا يقلّدون المرجع الديني ويلتزمون بالأحكام الإسلامية، فلا يرفعون قضاياهم إلاّ إليه فيفصلها في بضع دقائق كما رأيت، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يعقلون؟ والسيد لم يأخذ منهم فلساً واحداً، ولو ذهبوا إلى المحاكم الرسمية لتعرّت رؤوسهم.
ضحكت لهذا التعبير الذي هو سار عندنا أيضاً وقلت: سبحان الله! أنا لا زلت مكذباً ما رأيت، ولولا ما شاهدته بعينيّ ما كنت لاصدق أبداً، فقال أبو شبّر: لا تكذب يا أخي فهذه بسيطة بالنسبة إلى غيرها من القضايا التي هي أشدّ تعقيداً وفيها دماء ومع ذلك يحكم فيها المراجع ويفصلونها في سويعات.
إنها حادثة حركت في نفسي شعور الرّضا بأحكام الله سبحانه وتعالى، وفهمت معنى قوله تعالى في كتابه المجيد: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلِئكَ هُمُ الْكَـفِرُونَ... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلِئكَ هُمُ الظَّــلِمُونَ... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلِئكَ هُمُ الْفَـسِقُونَ...)(1).
كما حركت في نفسي شعور النقمة والثورة على هؤلاء الظلمة الذين يبدّلون أحكام الله العادلة بأحكام وضعية بشرية جائرة، ولا يكفيهم كل ذلك بل ينتقدون بكل وقاحة وسخرية الأحكام الإلهية، ويقولون بأنها بربرية ووحشية لأنها تقيم الحدود فتقطع يد السارق، وترجم الزاني، وتقتل القاتل، فمن أين يا ترى جاءتنا
____________
1- المائدة: 44 ـ 47.
_____________
هذه النظريات الغريبة عنّا وعن تراثنا لا شك أنها من الغرب ومن أعداء الإسلام الذين يدركون أن تطبيق أحكام الله يعني القضاء عليهم نهائياً، لأنهم سرّاق، خونه، زناة، مجرمون وقتلة، ولو طبقت أحكام الله عليهم لاسترحنا من هؤلاء جميعاً".
فلاحظ معي أخي القارىء أين كان الاستاذ التيجاني والى أين وصل، وكل ذلك بفضل الهداية الالهية التي جرت معه على يد العلماء العاملين المخلصين أتباع أئمة الهدى وبقية الله في أرضه الامام المهدي(عليه السلام).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

المستبصر ألفا عمر باه
السيدي محمد سانكارا
الطاطي أحمد المالكي المغربي
قصيدة في مدح الإمام علي(ع) لشاعر مسيحي
مركز أمير المؤمنين(ع) للترجمة ينجز عددا من أعمال ...
قصة والد مقاتل بالحشد الشعبي فارق الحياة بعد ...
مصر تطالب الإنتربول بضبط «94» متهماً يواجهون ...
بنت الهدي شريكة المسيرة والمصير
رسالة من علماء اليمن إلى أبناء الشعب السوداني
أمين مؤتمر الحوزة يشدد على تآزر وتعاون ...

 
user comment