السؤال:
1 ـ ماذا يعني جمع الصلاتين وماذا يعني تفريقهما ؟
2 ـ بماذا يتحقق أقل التقريق ؟
3 ـ ماهو الأفضل الجمع أو التفريق ؟
4 ـ بماذا كان يعمل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وأهل بيته ؟ ماهي صفة جمعهما أو تفريقهما للصلاتين ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
جـ 1 : الجمع بين الصلاتين هو أن يؤتى بهما في وقت واحد من دون ان يفصل بينهما بصلاة النافلة الراتبة أو غيرها أو لا يفصل بينهما بالتراخي الزمني لدخول أول وقت فضيلة الثانية .
جـ 2 : قد أفتى جمع من الفقهاء بأن اقل ما يتحقق به التفريق هو إتيان صلاة نافلة بينهما .
جـ 3 : قد أفتى جمع من الفقهاء بأن الجمع أفضل لمن لا يريد إتيان النوافل اليومية الراتبة بمعنى أن الإسراع في الاداء أفضل وخير البر عاجل بخلاف من يريد إتيان النافلة فانه لا محالة يكون التفريق أفضل وأفتى جمع بأن التفريق مطلقاً أفضل سواء لمن يريد النافلة أو لا يريد اتيانها . وأفتى الفريقان أن الجمع أفضل لمن يخاف فوات الصلاة الثانية أو تأخيرها عن وقت فضيلتها والإنشغال عنها .
جـ 4 : ورد عنهم عليهم السلام انه (صلى الله عليه وآله ) كان يصلي إذا كان الفيء ذراعاً وهو قدر مربض عنز صلى الظهر وإذا كان ذراعين صلى العصر ، وهذا القياس بلحاظ الشاخص الذي هو بقدر قامة الرجل والمراد هو سبعي 7/2 ظل الشاخص للظهر وأربعة اسباع 7/4 ظل الشاخص للعصر أي يحسب من نهاية تناقص ظل الشاخص والمراد به أي جسم كثيف له ظل ـ عند الزوال سواء أنعدم أو لم ينعدم ، فيحسب من نهاية التناقص الى أن يزداد بمقدار 7/2 مقدار طول الشاخص للظهر و7/4 للعصر ، ولا يخفى أن هذا المقدار من الفصل يسير وهو بمقدار إتيان نوافل الظهر قبلها ونوافل العصر قبل العصر .
وأما العشاء فأول وقت فضيلتها هو عند ذهاب الحمرة المغربية وهو يحصل بعد إتيان المغرب واتيان نوافلها . ومن كل ذلك يلزم أن لا يغفل الاخ عن منتهى وقت فضيلة العصر والعشاء فإنه قد ورد عنهم عليهم السلام أن المؤخر لها عن وقت فضيلتها هو المضيّع للصلاة وفي بعض الروايات انه الموتور وهو الذي لا يعطى منزلاً في الجنة بل يكون عالة وكلاّ على غيره فيها .
فمنتهى فضيلة العصر هو بلوغ ظل الشاخص الى المثلين أي تضاعف الظل المتزايد بعد الزوال كضاعف ظل الشيء الى المرتين ، كما أن منتهى فضيلة العشاء هو ثلث الليل .
السؤال:
أريد أن أعرف مدى صحة وقوة سند كل من زيارة عاشوراء والزيارة الجامعة وثانيا كيف نوجه بعض المقاطع مثل : لعن الله بني أمية ( قاطبة ) أما يحتمل خروج صالح منهم ولو بعد حين . ومثل : وعبيدالله بن زياد وابن مرجانة أليس ابن مرجانة هو عبيدالله أم الواو من تصحيف النساخ ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
قد ذكرنا في جواب سابق في الاسئلة العقائدية عدد الطرق والاسانيد لرواية زيارة عاشوراء وأنها بمجموعها مستفيضة مضافاً الى اعتبار بعضها ، كما ذكرنا اعتبار طريق الزيارة الجامعة من وجهين من ناحية صحة الرواة لها الى موسى بن عمران النخعي الراوي لها عن الإمام الهادي (ع) كما ذكر ذلك الصدوق في من لا يحضره الفقيه أحد الكتب الاربعة وأني كتبت رسالة مخطوطة في شرح حال موسى بن عمران النخعي الذي هو من أرحام النوفلّي الشهير ، وهو كثير الرواية في باب المعارف وقد استخرجت مشايخه وتلاميذه الراوين عنه وموارد رواياته مما يعطي اعتباره ووثاقته . أما المراد من قاطبة في اللعن فهو للدلالة على ان غالبيتهم ممن يستحق اللعن والا فإن المؤمن الصالح خارج من اللعن كما أوضح ذلك في رواية ، كما هو الحال في خالد بن سعيد بن العاص وأخيه حيث كان من أنصار أمير المؤمنين في الإعتراض على بيعة السقيفة .
أما الواو فيمكن أن تكون عاطفة تفسيرية .
السؤال:
س1: ورد في نهج البلاغة خطبة في ثناء الإمام علي عليه السلام ، وهذا نصها : لله بلاد فلان ، فلقد قوم الاود وداوى العمد وأقام السنة وخلف الفتنة ذهب نقي الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرها أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه اَحَلَ وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدى بها الضال ولا يستقين المهتدي . ( ص561 ) فمن المقصود بهذا الكلام ؟ هل صحيح أنه عمر بن الخطاب كما ذكر محمد عبده في شرحه ؟
س2: كتاب سليم بن قيس الهلالي .. ما مدى صحة نسبته إلى سليم بن قيس ؟ وما هو سبب التناقض في أقوال علماء الشيعة في هذا الكتاب ، فمن العلماء من يرى أن هذا الكتاب أصل ! ، وآخرين يطعنون به ، ومن ذلك :
قال الأردبيلي في جامع الرواة : ( أبان بن أبي عياش فيروز تابعي ضعيف ...... روى عن أنس بن مالك وروى عن علي بن الحسين عليه السلام لا يلتفت إليه وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه ) . وقال أيضاً في ترجمة سليم بن قيس : ( .... وقد ذكر ابن عقدة في رجال أمير المؤمنين عليه السلام أحاديث عنه والكتاب موضوع لا مرية فيه وعلى ذلك علامات منها ما ذكر أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت ومنها أن الأئمة ثلاثة عشر ..... ) .
وقال التستري : ( والحق في كتاب سليم بن قيس ان اصله كان صحيحاً قد نقل عنه الاجلة المشايخ الثلاثة والنعماني والصفار وغيرهم ، إلا انه حدث فيه تخليط وتدليس من المعاندين .........الخ ) « قاموس الرجال للتستري ترجمة أبان بن أبي عياش » .
وقال الفاني الأصفهاني : ( غير أن هذا الكتاب غير موثوق به ولا يجوز العمل على أكثره وقد حصل فيه تخليط وتدليس فينبغي للمتدين أن يجتنب العمل بكل ما فيه ولا يعول على جملته والتقليد لروايته ، وقد وافقه العلامة على ذلك وعبر عن بعض ما في الكتاب المذكور بـ ـ الفاسد ـ ، وكذا الشهيد الثاني ) « آراء حول القرآن » .
فهذه عدد من أقوال الطاعنين ، بينما نجد جمعاً آخر من كبار العلماء يناقض تلك الأقوال ! ، ومن ذلك : ـ عباس القمي قال في كتاب ( الكنى والألقاب ) ( له كتاب معروف وهو أصل من الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت عليهم السلام وهو أول كتاب ظهر للشيعة معروف بين المحدثين، اعتمد عليه الشيخ الكليني والصدوق وغيرهما من القدماء رضوان الله عليهم ...) .
ـ قال المجلسي في كتاب ( بحار الأنوار ) : ( وكتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار وقد طعن فيه جماعة ، والحق أنه من الأصول المعتبرة ، وسنتكلم فيه وفي أمثاله في المجلد الآخر من كتابنا وسنورد إسناده في الفصل الخامس ) .
قال آغا بزرك الطهراني في كتاب ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ) : ( هو من الأصول القليلة التي أشرنا إلى أنها ألفت قبل عصر الصادق عليه السلام ... ) .
فأرجو أن تجدوا لنا حلاً لهذه المعضلة ! ، وتعليلاً لهذا التناقض ! .
س3: من المعلوم لدى أغلب علماء الشيعة رد نظرية ( نسخ التلاوة ) في القرآن ، ولكننا نجد أن كبار علماء الشيعة يقولون بصحة هذا النسخ ، ومن ذلك :
الشيخ أبو علي الفضل الطبرسي :
إذ قال : ( النسخ في القرآن على ضروب ومنها ما يرتفع اللفظ ويثبت الحكم كآية الرجم ) مجمع البيان في تفسير القرآن جـ 1 ص 406 شرح آية 106 من سورة البقرة
أبو جعفر محمد الطوسي الملقب بشيخ الطائفة : إذ قال : ( النسخ في القرآن من أقسام ثلاثة : منها ما نسخ لفظه دون حكــمه كآية الرجم وهي قوله والشيخ والشيخة إذا زنيا ) التبيان في تفسير القرآن جـ 1 ص 13 مقدمة المؤلف وايضاً ص 394 شرح آية 106 سورة البقرة
كمال الدين عبد الرحمن العتائقي الحلي ( من علماء المئة الثامنة ) :
إذ قال : ( المنسوخ على ثلاث ضروب : منها ما نسخ خطه وبقى حكمه فما روى من قوله الشيخ والشيخة إذا زنيا فأرجموهما البتة نكالاً من الله ) الناسخ والمنسوخ ص 35 مؤسسة أهل البيت (ع) بيروت
محمد علي :
إذ قال : ( أنواع المنسوخ ثلاثة : منها ما نسخ خطه وبقى حكمه كآية الرجم ) لمحات من تاريخ القرآن ص 222 منشورات الاعلمي وذكر الكليني آية الرجم في الكافي وقال محقق الكافي علي أكبر الغفاري ( نسخـت تلاوتها ) الكافي جـ 7 ص 176 بالهامش دار الأضواء بيروت
محمد باقر المجلسي :
صحح رواية آية الرجم التي بالكافي وقال : ( وعدت هذه الآية مما نسخت تلاوتها دون حكمها ) مرآة العقول ج 23 ص 267
فما رأيكم بذلك ؟ وبما تعللون هذا التناقض ؟
جواب سماحة السيد علي الميلاني :
1 ـ قد ذكر الطبري في تأريخه أنّ هذا الكلام لبعض النسوة قالته ـ أو قوّلته ـ في رثاء عمر ، والطبري أقدم بقرون من محمد عبده واثقن وأوثق عند القوم .
2 ـ هذا لا يسمى تناقضاً ، بل مورد السؤال كغيره من المسائل والقضايا التي وقع الخلاف بين العلماء فيها ولكلّ طرف دليله على مدّعاه ، ولعلّ السبب العمدة هو الاختلاف في وثاقة راوي الكتاب ـ أعني آبان بن أبي عبّاس ـ وكم من راو اختلف العلماء فيه توثيقاً وجرحاً ، على اُسس وقواعد تخصصّية مطروحة في الكتب المعنّية .
3 ـ الوجه العمدة في انكار القول بنسخ التلاوة استلزام ذلك للقول بنقصان القرآن ، بل هو بعينه ، ومثل الشيخ الطوسي والشيخ الطبرسي بل الشيخ المجلسي لا يقولون بنقصان القرآن ، كما لا يخفى على من راجع ، وهذا قرينة على أنهم عندما يمثّلون بآية الرحيم للقول بنسخ التلاوة فإنّما يقصدون رأي غيرهم ، وإن شئتم التوضيح الاكثر فراجعوا ( البيان في تفسير القرآن ) لآية الله العظمى السيد الخوئي ، وكتاب ( التحقيق في نفي التحريف ) لهذا العبد :
السؤال:
ما هي اشراط الساعة ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
قد ذكر لها في الكتاب والسنة عدة اشراط وعلامات منها خروج الدابة التي تكلم الناس وتضرب الناس بالميسم فتسم المؤمن بالإيمان على جبينه والمنافق بالنفاق والكافر بالكفر وقد ورد في روايات أهل البيت (ع) أن الدابة هي أمير المؤمنين عندما يخرج في عصر الرجعة قبل القيامة الكبرى ومنها خروج يأجوج ومأجوج . ومنها طلوع الشمس من المغرب ، ومنها : نزول النبي عيسى (ع) ومنها : اشتعال النار التي تسوق الناس ، ومنها : خروج الدجال
السؤال:
1 ـ ما اسم الله ؟
2 ـ ما خواصه ؟
جواب سماحة الشيخ محمد السند :
1 ـ أسماء الله تعالى تطلق على معاني فيستعمل ويراد به الوجود التكويني الذي هو فعله تعالى وهو على مراتب ودرجات بحسب السبق واللحوق في أفعاله تعالى ، فقد يطلق على فعله الاول فيقال الاسم الاعظم الأعظم للأعظم وقد تكون الاشارة اليه في قوله تعالى ( سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدّر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء أحوى ) ، وقد يطلق على الافعال اللاحقة له تعالى ، ويستعمل ويراد به الوجود اللفظي الصوتي أو المكتوب .
2 ـ هذا وأما خصوص أسم ( الله ) فهو علم للذات المستجمعة لجميع الصفات الكمالية ، وهو مشتق من الوله وهو الحيرة والهيمان تجاه الذات الإلهية ، ومنه اشتق الإله أي الشيء الذي يوله . أو من الاه بمعنى الاحتجاب والارتفاع . أو من آله بمعنى عبد .
وأما خواصه : فقد روي عن الإمام الحسن العسكري (ع) قوله « بسم الله الرحمن الرحيم اقرب الى اسم الله الاعظم من سواد العين الى بياضها » تحف العقول ص 87 ع في البحار ج 90
وروي عن زين العابدين (ع) أن : « اللهم اني اسألك باسمك الله الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم » انه الإسم الاعظم .
وروى عن الصادق (ع) أن كل فعل من شرب واكل ولبس ووضوء وغسل وغيرها لم يبدأ ببسم الله يكون الفعل شركاً للشيطان فيه .