عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

المعالم الاجتماعية في حكومة الامام المهدي (عج) / انتهاء العنصرية

امتاز الانسان على سائر الخلوقات الأرضية بالعقل والاستخلاف وتسخير ما في الكون له وحده، وقد خلق لاقرار منهج الله تعالى في الحياة وتحقيقة في صورة عملية ذات مظاهر منظورة تترجم فيها المفاهيم والنصوص إلى مشاعر وأعمال وممارسات، وقد راعي المنهج الاسلامي في ذلك الطبيعية الانسانية فلم يبدلها أو يعطلها، وكان ناظراً للانسان بما هو انسان بلا صفتة اضافية خارجة عن تلك الطبية، لذا جاءت توجيهاته وتعاليمه لتساوي بين الناس، وتقرر هذه المساواة في واقع الحياة، فالناس مخلوقون لله تعالى ومتساوون في كل وجميع الخصائص بلا فرق بين انسان وآخر.

وإذا تتبعنا الايات القرآنية الكريمة والاحاديث الشريفة لرسول الله (ص) وأئمة أهل البيت (ع) لوجدنا ان الناس متساوون في جميع الخصائص، والتي يمكن استعرضها في النقاط التالية:

أولاً: المساواة في الخصائص الذاتية والتصورية

1. المساواة في غريزة التدين والانتساب للخالق.

2. المساواة في الخصائص الانسانية، فقد خلقهم الله تعالى من مصدر واحد، وخلقوا من أب واحد وأم واحدة، وهم متساوون في الصفات المرافقة لضعف الانسان ومحدوديته، ومتساوون في حب الشهوات، ومتساوون في الموت والحياة والبعث والنشور، وهم لا يمكون لأنفسهم ضرأ ولا نفعاً.

3. المساواة في الحرية، فهم خلقوا أحراراً، فلا عبودية ولا استعباد إلا لله تعالى.

4. المساواة في التكريم، بانهم مخلوقون في أحسن تقويم، ومتساوون في الاستخلاف وحمل الامانة، وتسخير ما في الكون لهم جميعاً.

5. المساواة في التكليف والجزاء في الدنيا والآخرة.

6. المساواة في الارادة والختيار.

7. المساواة أمام السنن الالهية المتحكمة في الكون والحياة.

ثانياً: المساواة في الحقوق العملية

1. حق الحياة.
2. حق الاعتقاد.
3. حق التفكير وابداء الرأي.
4. حق الأمان والحماية.
5. حق الكفاية المادية.
6. حق المساواة أمام القانون.

ثالثاً: المساواة أمام أسس وموازين التفاضل

من أهم أهداف الاسلام هداية الانسانية إلى الطريق القويم، ببناء الانسان الصالح في فكرة وعاطفته وارادته؛ لتكون سيرته مطابقة للمفاهيم والقيم التي أرادها الله تعالى.

ولا يتحقق ذلك إلا بوضع اسس وموازين للتفاضل بين بني الانسان، لتستهض الهمم وتستجيش العزائم ليبدأ باصلاح نفسه والمجتمع، ومن هذه الموازين:

1. الايمان.
2. التقوى.
3. العلم.
4. العمل الايجابي.

وعلى ضوء ذلك فان الناس متساوون فلا تمييز بينهم، ولا فرق بين عنصر وعنصر، وسلالة وأخرى، ولون وآخر، ولغة وأخرى.

قال سبحانه وتعالى: «يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَر وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».

وقال رسول الله (ص): «ان ربكم واحد، وان أبائكم واحد؛ كلكم لآدم وآدم من تراب، ان اكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى».

وقد انتفت العنصرية في عهد رسول الله (ص) فلا تمييز في عهده بين عربي واعجمي، ولابين مكي ومدني وشامي، ولا بين أبيض أو أسود، ولابين هاشمي أو غير هاشمي، وانتفت كذلك في عهد الامام علي (ع)، وستنتفي في عهد الامام المهدي (عج) وستكون منقية على مستوى الحكومة ومستوى المجتمع لقناعة الجميع بانها مخالفة لثوابت الاسلام، فيستخلى عنها الناس عن قناعة ودراية، ويكون التقييم قائماً على موازين التفاضل التي حددها المنهج الاسلامي وهي: الايمان، والتقوى، والعلم، والعمل الايجابي.

والادلة على انتفاء العنصرية يمكن اختصارها بالنقاط التالية:

أولاً ان حكومة الامام المهدي (عج) تتبني الاسلام منهاجاً لها في الحياة، وانها جاءت لتطبيقه في الواقع والسلام يخالف العنصرية، فمن الطبيعي ان تخالف الحكومة العنصرية.

ثانياً: ان حكومة الامام المهدي (عج) حكومة عالمية، والعالمية مخالفة للعنصرية ومتعالية عليها، لان الدعوة العنصرية ستقلل من دائرة العالمية.

ثالثاً: ان هدف الحكومة هو تطبيق العدل والقسط وهما مخالفان للعنصرية، فليس من العدل والقسط تقديم عنصر على آخر أو تفضيل الناس على أساس عنصري: طبقي أو قومي أو عشائري.

رابعاً: ان إقرار العنصرية يخالف الاعتصام بالله تعالى ويخالف الوحدة التي داعا اليها القرآن الكريم ورسول الله (ص) وائمة أهل البيت (ع).

خامساً: ان قرار العنصرية سيؤدي إلى النفور من الحكومة الجديدة، وسيؤدي إلى الصراع العنصري وهو مخالف للرويات المشيرة لا حلال الأمن والسلام في الأرض.

سادساً: دلت الروايات على ان الامام المهدي (عج) سيكون شديداً على العرب لتقصيرهم بحق الرسالة، فلو كان الامام (ع) عنصرياً لمال إلى أبناء لغته.

سابعاً: دلت الروايات على ان اصحاب الامام المهدي (عج) وهم أصحاب الالوية وحكام الله في الأقاليم والقضاة ليسوا من جنس واحد أو عنصر واحد.

ثامناً: ان التمييز العنصري يخالف المصلحة الاسلامية العليا، ولهذا فلا يعمل به.

هل يفرض الامام المهدي (عج) اللغة العربية على الناس؟

ان المنهج الاسلامي ـ الذي سيطبقه الامام المهدي (عج) ـ لم ينشأ في فراغ، ولم يتحرك في فراغ، ولم ينشأ في قوالب ومظاهر مثالية، وإنما ينشأ في الواقع الموضوعي للحيا، وينطلق في النفس الانسانية من أعماقها واغوارها ومشاعرها الباطنية؛ فهو منهج واقعي ناظر إلى واقع الانسان من حيث هو انسان بما يحمل من غرائز روحية ومادية، ولذا فهو لا يبدل ولا يعطل الوقائع والحقائق، بل يحافظ  على الواقع السليم، ومنه الحفاظ على وسائل التفاهم بين الناس وفي مقدمتها اللغة، فاختلاف اللغات أمر طبيعي، وقد أقره المنهج الاسلامي، فلم يفرض لغة معينة على الناس بما في ذلك لغة القرآن الكريم ولغة رسول الله (ص) وأئمة أهل البيت (ع).

وفي عهد الامام المهدي (عج) سيكون الأمر على حالة في العهود السابقة لظهوره، فتعدد اللغات أمر طبيعي، ولا يعقل أن يفرض الامام (عج) اللغة العربية على الناس، لان ذلك يغاير سيرة رسول الله (ص) وسيرة الامام علي(ع) بل يغاير ويخالف أدبيات القرآن الكريم، ويخالف ثوابت المنهج الاسلامي، وهو خلاف لبسط العدل والقسط.

ومع عدم فرض اللغة العربية إلا اننا نتوقع ان تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية للحكومة المهدوية العالمية للأسباب التالة:

أولاً: من الضروري أن تتبع الحكومة المهدوية لغة معينة، وستكون اللغة العربية هي المختارة للمرجحات التالية:
1. انها لغة القرآن الكريم.
2. انها لغة رسول الله (ص).
3. انها لغة أهل البيت (ع).
4. انها لغة الامام المهدي (عج).
5. انها لغة الادعية المأثورة عن رسول الله (ص) وأهل بيته (ع).
6. انها لغة الاذان والاقامة والصلاة ونداءات الحج.
7. انها لغة الزيارة لقبور الأئمة والأولياء والصالحين.

ثانياً: ان المسلمين وخصوصاً الجدد منهم سيأنسون للغة العربية للمرجحات السابقة، اضافة إلى انها لغة المنتصر وهو الامام المهدي (عج)، والانبهار بالمنتصر يجعل الناس يتبنون لغته انبهاراً به فيسهل عليهم تعلمها.

ثالثاً: ظروف وحوادث وأوضاع ما قبل الظهور ستساهم في توجيه الانظار نحو دراسة اللغة العربية لانها تتعلق بمنطقة أو بقعة جغرافية سيكون لها دور هام في مستقبل البشرية وهي «الحجاز، اليمن، العراق والشام»» وهذا الأمر ظاهرة واقعية، حيث دلت الدراسات والملاحضات الميدانية على توجه انظار الغربيين نحو دراسة اللغة العربية، بل توجه انظارهم نحو دراسة اللغة الفارسية بعد انتصار الامام الخميني (رضي الله عنه) في عام 1979.

رابعاً: ان دراسة اللغة العربية ظاهرة ملموسة في الواقع، وقد وجدنا ان اغلب علماء المسلمين واغلب طلاب العلوم الدينية لهم اطلاع واسع على اللغة العربية وعلومها، وفي مقدمتهم علماء ايران وباكستان وافغانستان والهند وروسيا، حيث ان بعضهم لا يختلف عن ابن اللغة في ضبط القواعد اللغوية.

خامساً: وجود جامعات ومعاهد في اغلب أنحاء العالم تدرس فيها اللغة العربية، بل انها مخصوصة لدراسة العلوم باللغة العربية.

سادساً: انتشار العرب في كل بقاع العالم يساهم مساهمة فعالة في انتشار اللغة العربية.

سابعاً: انتشار حفظ وقراءة القرآن الكريم في العالم من أهم العوامل المساعدة على تعلم اللغة العربية.
وستتوجه الشعوب إلى اللغة العربية دون إكراه أو إجبار من قبل حكومة الامام المهدي (عج).


source : http://abna.ir
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

علم التوازن في القرآن الكريم
شهر رمضان في كلمات أهل البيت (ع)
شهداء كربلاء من بني هاشم
زيد بن علي بن الحسين
زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
الاحاديث عن الصلاة و الصلاة في المسجد
دعاء اليوم التاسع من شهر رمضان المبارک
استشهاد النبي الرسول محمد(ص) اغتيالا بالسم
العقل‏
الاستدلال بالسنّة على استحباب الشهادة بالولاية ...

 
user comment